أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جدو جبريل - نشأة الإسلام السياسي في شمال إفريقيا والشرق الأوسط - 8 - (الأخيرة)















المزيد.....

نشأة الإسلام السياسي في شمال إفريقيا والشرق الأوسط - 8 - (الأخيرة)


جدو جبريل
كاتب مهتم بالتاريخ المبكر الإسلامي والمنظومة الفكرية والمعرفية الإسلامية

(Jadou Jibril)


الحوار المتمدن-العدد: 7670 - 2023 / 7 / 12 - 10:23
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


على الصعيد الدولي:
نحو تقارب استراتيجي بين الإخوان المسلمين والجمهورية الإسلامية الإيرانية؟

بعد الربيع العربي ، اختارت إدارة "أوباما" الرهان على تشكيلات الإخوان المسلمين لدعم ديناميات التحول الديمقراطي. وفي ذات الوقت ، وقعت واشنطن على خطة العمل الشاملة المشتركة ، وهي اتفاقية نووية إيرانية (1) - The Joint Comprehensive Plan of Action (JCPOA) - تهدف إلى إعادة دمج إيران في مجموعة الدول وفتح اقتصادها على العالم.
-----------------------
(1) - المعروف باسم الاتفاق النووي الإيراني أو الاتفاق الإيراني ، هو اتفاق حول البرنامج النووي الإيراني تم التوصل إليه في فيينا في 14 يوليو 2015 ، بين إيران ومجموعة 5 + 1 (الأعضاء الخمسة الدائمون في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة - الصين ، فرنسا ، روسيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة - بالإضافة إلى ألمانيا) مع الاتحاد الأوروبي. في يوليو 2019 ، أعلنت إيران أنها خرقت الحد الذي وضعته على مخزونها من اليورانيوم منخفض التخصيب ، والذي أكدته الوكالة الدولية للطاقة الذرية. في 5 يناير 2020 ، في أعقاب الغارة الجوية على مطار بغداد التي استهدفت وقتلت الجنرال الإيراني قاسم سليماني ، أعلنت إيران أنها لن تلتزم بعد الآن بقيود الصفقة لكنها ستواصل التنسيق مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية ، تاركة الباب مفتوحًا أمام إمكانية استئناف الامتثال . في ديسمبر 2020 ، أعرب المسؤولون الإيرانيون عن استعدادهم الإضافي للانضمام إلى الصفقة ، شريطة أن يقدم المسؤولون الأمريكيون تأكيدات بشأن رفع العقوبات والانضمام إلى الصفقة أيضًا.
-----------------------

كانت هذه السياسة الأمريكية آنذاك جزءًا من قطيعة نسبية مع الركيزتين التقليديتين لمعادلة واشنطن الاستراتيجية في المنطقة: تأمين إمدادات الهيدروكربونات (عبر اتفاقية "كوينسي" - Quincy - مع المملكة السعودية) وأمن دولة إسرائيل.

كان دعم الإخوان المسلمين يتعارض مع المصالح السعودية، وانتقدت الرياض وتل أبيب بشدة الصفقة الإيرانية. وقد أدى هذا الوضع إلى تسريع تلاقي المصالح بين عدة دول خليجية (السعودية والإمارات والبحرين) وإسرائيل.

عزز وصول "دونالد ترامب" إلى البيت الأبيض في يناير 2017 ، تشكيل محور الرياض والمنامة وأبو ظبي والقاهرة وتل أبيب ، والذي كان نتيجة واضحة لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والبحرين والإمارات العربية المتحدة.

عارض هذا التحالف، غير المسبوق، النفوذ المتزايد لإيران وجماعة الإخوان المسلمين في المنطقة. وتمثل الهجوم المضاد الذي قادته الرياض والإمارات العربية المتحدة في دعم - حيثما أمكن ذلك - خصوم أحزاب الإخوان المسلمين، وبالتالي استقطاب المنطقة بين مساندي الإخوان المسلمين وخصومهم.

في صيف 2017، تبلورت القطيعة الدبلوماسية والاقتصادية بين السعودية والإمارات ومصر والبحرين من جهة، وقطر بشكل خاص حول هذه المسألة، وتمحورت حولها.

ويمكن اعتبار عدوانية إدارة ترامب بشأن الملف الإيراني والدعم الواضح أكثر من أي وقت مضى لإسرائيل كمحاولة من جانب واحد لتعجيل تحقيق "الرغبات " الجيوسياسية لواشنطن في الشرق الأوسط.

في مواجهة تحالف الأمر الواقع هذا، يمكن التساؤل عن مدى إمكانية التقارب بين إيران وتشكيلات من الإخوان المسلمين.

لكن إذا كان يبدو انه من المنطقي حصول "تقارب استراتيجي" بين جهات فاعلة قريبة من جماعة الإخوان المسلمين ، فمن الصعب تقييم حقيقة اتصالاتها مع إيران.

يؤكد التحالف الاستراتيجي بين تركيا وقطر ، الذي دعم إلى حد كبير مصر عهد محمد مرسي (2012-2013) ، وحكومة الوفاق الوطني في ليبيا أو النهضة في تونس ، على التقارب الجيوسياسي الحاصل بين المتعاطفين مع الإخوان المسلمين عند وصولهم إلى السلطة.

ومع ذلك ، فإن هذه التقاربات تتماشى قبل كل شيء مع المصالح الاستراتيجية لكل دولة ، أكثر بكثير مما تتماشى مع "مشروع أيديولوجي رئيسي مشترك. فالمقاربات الأيديولوجية هي أداة "تيسيرية" أكثر من كونها غاية حقيقية في حد ذاتها. في هذا الصدد، إن مصالح الدول التي تعمل بالفعل.

بمنطق واقعي، في مواجهة عدو مشترك ، يمكن حدوث علاقات كيانات إخوانية مع إيران. على الرغم من أنها الجماعة سنية وإيران شيعية ، إلا أن لطهران والإخوان المسلمين قيمًا مشتركة.

إن الفكر الأصلي للأخوين المسلمين، جمهوري في العمق بشدة ومناهض للملكية. إنه قريب من نموذج "الجمهورية الديموقراطية – الثيولوجية" التي تأسست في إيران منذ 1979.

كما أنه تاريخيًا، الصلات هي أيضًا سياسية، بين دعم الفلسطينيين ومعاداة الإمبريالية. ففي ثمانينيات القرن الماضي ، كانت الجمهورية الإسلامية نموذجًا لقادة بارزين في جماعة الإخوان المسلمين (اللبناني "فتحي يكن"، التونسي راشد الغنوشي...).
.
إن تدهور العلاقات بين إيران وجماعة الإخوان المسلمين هو قبل كل شيء نتيجة لطائفية مفرطة للتوترات الإقليمية. على مدى العقد الماضي ، لم يتم تفعيل، في المنطقة وصراعاتها وتوازن القوى فيها، سوى الانقسام بين الشيعة من جهة والسنة من جهة أخرى. تأكدت ذروة هذه المواجهة في الصراع السوري. خلال ذلك ، قاتل الإخوان المسلمون السوريون ضد النظام والميليشيات الشيعية المسلحة والمدربة من قبل طهران. لقد ازدهر تنظيم الدولة الإسلامية - وهو تنظيم جهادي سني - بشكل خاص في ظل هذا التنافس المذهبي ، مما يشير بوضوح إلى اختلافه عن تنظيم القاعدة في العداء والعنف ضد الشيعة. ومع انتهاء الصراع السوري - الذي رسخ وكرس تباينًا كبيرًا في وجهات النظر بين جماعة الإخوان المسلمين وجمهورية إيران - قد يسمح بتطور العلاقات بينهما. وإذا كان هكذا تحالف بعيدً التحقيق والتفعيل، قد يعتمد إلى حد كبير على السياقات المحلية التي تواجهها كل جهة صاحبة مصلحة.

ومع ذلك ، فمن المرجح أن يغير نهاية الصراع السوري التقسيمات الجيوسياسية للعالم العربي والإسلامي. في مواجهة تحالف معاد للثورة ومناهض لإيران قائم على أنظمة استبدادية وأحزاب سلفية ، ليس من المستبعد إقامة محور استراتيجي يجمع كيانات الإخوان المسلمين وطهران على المدى الطويل.

يمكن افتراض أن مثل هذه الدينامية – إن انطلقت فعلا - من شأنها أن تعيد تموقع الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ، ويصبح في قلب اهتمامات العديد من الجهات الفاعلة، وأن يلعب دورًا مركزيًا في الانقسامات الاستراتيجية التي قد تقسم المنطقة.

على سبيل الختم

في وقت يتزايد فيه انتشار نظريات المؤامرة - " المؤامراتية" - فإن "الإسلاموية" ليست استثناءً من هذه القاعدة. وبحسب منتقديها ، فإن الإسلاميين مدفوعين جميعًا بإنشاء خلافة إسلامية عالمية- من المتعاطف البسيط مع حزب يدعي قيم الدين الإسلامي إلى الناشط الجهادي العنيف - سيكون الجميع - بطريقة مفترضة إلى حد ما - مدفوعين نحو إقامة دولة إسلامية على أساس التفسير الأصولي للقرآن و السنة.

إن هذا التبسيط مخل جدا، فالوضع أكثر تعقيدًا، كما لا ينبغي إغفال مراعاة الانقسامات التي ابتليت بالإسلام السياسي لأكثر من قرن.

من خلال النظر إلى هذه الانقسامات وتمحيصها ، يمكن أن نستخلص من "الغول الإسلامي" المتخيل عند الكثير من الغربيين، "تيارات حداثية" أكثر من غيرها ، ومشاريع معادية وأجندات متباينة.

إن ما يسمى بالحركات "الإسلامية"، تتقدم بإيقاعات مختلفة، تلك الخاصة بالوتيرة المحلية والوطنية، وأنها في تنافس على عدة مستويات، محلية ووطنية وإقليمية.

إن تبسيط "الظاهرة الإسلامية" لا يجعل محاربة الجهادية أسهل. على العكس من ذلك ، فهو يغفل القراءة الأيديولوجية والتعرف السياسي على فسيفساء الممثلين الذين يشاركون في "اللعبة الكبيرة" في شمال إفريقيا والشرق الأوسط.



#جدو_جبريل (هاشتاغ)       Jadou_Jibril#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نشأة الإسلام السياسي في شمال إفريقيا والشرق الأوسط - 7 -
- نشأة الإسلام السياسي في شمال إفريقيا والشرق الأوسط - 6 -
- نشأة الإسلام السياسي في شمال إفريقيا والشرق الأوسط - 5 -
- نشأة الإسلام السياسي في شمال إفريقيا والشرق الأوسط - 4 -
- نشأة الإسلام السياسي في شمال إفريقيا والشرق الأوسط - 3 -
- نشأة الإسلام السياسي في شمال إفريقيا والشرق الأوسط - 2 -
- نشأة الإسلام السياسي في شمال إفريقيا والشرق الأوسط - 1 -
- تمحيص القرآن بواسطة النظرية الرياضية للرموز
- كسوف الشمس في 27 يناير 632: في تاريخ القرآن وفي حياة محمد -2 ...
- كسوف الشمس في 27 يناير 632: في تاريخ القرآن وفي حياة محمد -1 ...
- كتاب منذر سفر: هل القرآن أصيل؟ - 28 -
- كتاب منذر سفر: هل القرآن أصيل؟ - 27 -
- كتاب منذر سفر: هل القرآن أصيل؟ - 26 -
- كتاب منذر سفر: هل القرآن أصيل؟ - 25 -
- كتاب منذر سفر: هل القرآن أصيل؟ - 24 –
- كتاب منذر سفر: هل القرآن أصيل؟ - 23 -
- كتاب منذر سفر: هل القرآن أصيل؟ - 22
- كتاب منذر سفر: هل القرآن أصيل؟ - 21 -
- كتاب منذر سفر: هل القرآن أصيل؟ - 20 -
- كتاب منذر سفر: هل القرآن أصيل؟ - 19


المزيد.....




- شاهد: طائفة السامريين اليهودية تقيم شعائر عيد الفصح على جبل ...
- سيدة بريطانية يهودية تفضح محاولات وسائل الإعلام والسياسيين ف ...
- تونس: قرض بقيمة 1.2 مليار دولار من المؤسسة الدولية الإسلامية ...
- تونس تقترض 1.2 مليار دولار من -المؤسسة الدولية الإسلامية-
- مسيحيو السودان.. فصول من انتهاكات الحرب المنسية
- -لم توفر بيئة آمنة للطلاب اليهود-.. دعوى قضائية على جامعة كو ...
- البنك الاسلامي للتنمية وافق على اقتراح ايران حول التمويلات ب ...
- استباحة كاملة دون مكاسب جوهرية.. هكذا مرّ عيد الفصح على المس ...
- قائد الثورة الاسلامية سيستقبل حشدا من المعلمين 
- تونس تحصل على 1.2 مليار دولار قرضاً من المؤسسة الدولية الإسل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جدو جبريل - نشأة الإسلام السياسي في شمال إفريقيا والشرق الأوسط - 8 - (الأخيرة)