أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جدو جبريل - نشأة الإسلام السياسي في شمال إفريقيا والشرق الأوسط - 1 -















المزيد.....

نشأة الإسلام السياسي في شمال إفريقيا والشرق الأوسط - 1 -


جدو جبريل
كاتب مهتم بالتاريخ المبكر الإسلامي والمنظومة الفكرية والمعرفية الإسلامية

(Jadou Jibril)


الحوار المتمدن-العدد: 7653 - 2023 / 6 / 25 - 09:26
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قام "أنطوان ميلو" (*) بدراسة تعنى بنشأة الإسلام السياسي واختلافاته وتوقعات مآله في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أعرضها بإيجاز في هذه الورقة.
-----------------
(*) - باحث فرنسي، قادته مسيرته المهنية إلى العمل مع العديد من الجهات الفاعلة العامة والخاصة في شمال إفريقيا والشرق الأوسط. تركز مواضيع دراسته بشكل أساسي على الديناميكيات الجيوسياسية في المنطقة ، ومن بينها وضع الإسلام السياسي الذي يحتل مكانة مهمة ضمن انشغالاته البحثية.
---------------------

يكاد يجمع منتقدو الإسلام السياسي - أو "الإسلاموية (1) ، islamism - على أن الإسلاميين مدفوعين جميعًا بإنشاء "خلافة إسلامية عالمية. فمن المتعاطف العادي البسيط مع حزب يتبنى قيم الدين الإسلامي إلى الناشط الجهادي المتعصب والمتطرف ، سيكون الجميع ، افتراضيا، مدفوعين نحو إقامة دولة إسلامية على أساس التفسير الأصولي للقرآن والسنة.
----------------
(1) - تشير "الإسلاموية" بشكل عام إلى الإسلام السياسي. نشأ هذا المصطلح جراء المواجهة بين الحداثة الغربية والدين الإسلامي ، ويمكن إرجاع أصلها إلى القرن الثامن عشر مع مفكرين مثل "محمد بن عبد الوهاب" (1703- 1792) - "الوهابية" - أو فيما بعد حسن البنا (1906-1949) - مؤسس جماعة الإخوان المسلمين- وكلاهما دافع عن "نظام إسلامي سياسي- ديني" يحاول فرض الشريعة كليًا أو جزئيًا كقانون أساسي لدولة أو لمجموعة دول. استخدم المحللون والباحثون مصطلح "الإسلاموية" خاصة منذ سبعينيات القرن الماضي لتجنب استخدام لفظ "الأصولية" . إذ ميزوا بين "الإسلاموية" والأصولية التي تشير بشكل أكثر تحديدًا إلى العودة إلى المصادر الأساسية للدين (السلف). كما أن الأصولية قد تعني ، في حالة الإسلام ، قراءة حرفية للنص المقدس (القرآن). لقد كانت "الإسلاموية" منشأ العديد من الأفكار في العالم الإسلامي مع مفكرين مثل سيد قطب. وشكل بعضها منطلقا للحركات الراديكالية والمتطرفة . كما كانت بعض هذه الأفكار سندا لإنشاء الدولة الإسلامية في إيران بعد ثورة 1979 (الخميني). ومن ناحية أخرى ، تم استخدام "الإسلاموية" أيضًا لوصف التحولات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي حدثت في الفضاء الإسلامي بين ستينيات وسبعينيات القرن الماضي. إن تعدد المعاني هو الذي يخلق ارتباكًا دلاليًا كبيرًا حول "الإسلاموية". ومن الواضح ، مع ذلك ، أن "الإسلاموية" اليوم تعبر عن نفسها، أولا و قبل كل شيء، عبر رفض أو إحجام عن تبني خصائص الحداثة الغربية التي تسعى "الإسلاموية" إلى التصدي إليها أو محاربتها ، أو حتى القضاء عليها باستخدام القوة. ولهذا السبب يعتبر معظم "المسلمين الموصوفين بالمعتدلين"، "الإسلاموية " المرتبطة بالجماعات الإرهابية ، شكلاً منحرفًا ومتعصبًا للإسلام.
--------------------------------

إلا أن الأمر أكثر تعقيدًا، إذ لا ينبغي إغفال أخذ بعين الاعتبار الانقسامات التي ظلت تخترق الإسلام السياسي لأكثر من قرن.

من خلال التركيز على هذه الانقسامات ، استخلص "ميلو" أن هناك تيارات أكثر حداثة من غيرها ، ومشاريع عدائية وأجندات متباينة . كما أن مكونات ما يسمى بالحركات "الإسلامية" تتقدم بإيقاعات مختلفة ، وأنها في تنافس بنيوي على المستوى المحلي والوطني والإقليمي.

في منطقتي شمال إفريقيا والشرق الأوسط ، يبدو أن مفهوم " الإسلاموية" واحدًا يبلور كل الإنتظارات . وغالبًا ما يتم تبسيط التيار السياسي إلى حالة كتلة متجانسة ، وتقدم كمتهم بـ "الظلامية الاجتماعية" والسياسات الاستبدادية واعتماد النشاط العنيف (الجهاد).

فإذا كان لهذه الاتهامات أوجه لا يمكن إنكارها على أرض الواقع الفعلي، إلا أن الكثير منها يظل مختزلا للغاية ، حيث أنها لا تميز "الموجات المختلفة" التي تشكل "الطيف الإسلامي".

لذا سعى "ميلو" إلى فهم طبيعة الاختلافات والتباينات الموجودة بين التيارات الإسلامية ، علما أن الانبثاق الوطني لجماعة "الإخوان المسلمين" من جهة و التيار السلفي من جهة أخرى يمثلان الشكلين الرئيسيين "الناجحين" للإسلام السياسي في منطقتي شمال إفريقيا والشرق الأوسط. ومع ذلك ، على الرغم من تفاعلاتهما والتأثيرات البينية ، يبدو الآن، بوضوح، أن انفصالا قد تكرس بين هذين "القطبين" لـ "الإسلاموية" من منظور أيديولوجي - ديني وليس من منظور سياسي وجيوسياسي.

لكن ما هي الديناميكيات المحتملة لـ "الإسلاموية" الموجودة في منطقتي شمال إفريقيا والشرق الأوسط؟ وهل هناك اختلافات أيديولوجية ودينية ، وانقسامات سياسية وتنافسات جيوسياسية بين السلفية والإخوان المسلمين؟

إن التاريخ يوضح أن جماعة الإخوان المسلمين ميزت نفسها منذ البداية عن السلفية المطبوعة بالصرامة، وهذا ما يتبين من خلال علاقتهما بالاجتهاد ؛ لكن ظل نوع من الخلط بين الإخوان المسلمين والسلفيين، لاسيما بخصوص تحديد خصوماتهم السياسية ؛ وقد ساهم "الربيع العربي" في تحديد معالم التنافس الجيوسياسي بين الإخوان المسلمين والسلفيين .

فمنذ البداية، اختلفت جماعة الإخوان المسلمين عن السلفية فيما يتعلق بالاجتهاد. وهذا، علما أنها انبثقت فعلا من "التيار السلفي الإصلاحي ".

ففي نهاية القرن التاسع عشر ، نشأت أول حركة تصف نفسها بالسلفية في صفوف المؤرخين والمفكرين المسلمين "الإصلاحيين" (الفارسي جمال الدين الأفغاني والمصري محمد عبده والسوري رشيد رضا). وقد نادوا إلى العودة إلى مصادر الإسلام لمواجهة تهديد "وجودي مزدوج": الاستعمار الأوروبي والوجود العثماني . آنذاك هذا التيار السلفي نخبويا وعصريا وحازما في دعوته، ومن هنا كان أصل إنشاء جماعة الإخوان المسلمين في سنة 1928. وقد أراد الإخوان المسلمون أن يكونوا استمرارية للإصلاحيين. وقد أصبح حسن البنا رئيس تحرير جريدة "المنار" بعد وفاة رشيد رضا سنة 1935، مما يشير إلى تأثير ودور السلفيين الإصلاحيين في أواخر القرن التاسع عشر في ظهور جماعة الإخوان المسلمين، التي أكدت أن الإسلام يجب أن يضع مبادئ توجيهية للمجتمع وأنها تعارض "التقليد الأعمى" للنموذج الأوروبي . هذا ما ورد في كتاب حسن البنا " مذكرات الدعوة والداعية". لقد سعوا إلى " إحياء" الإسلام، لذلك أولت اهتماما خاصا للاجتهاد.

وقد ظل الإخوان قريبين من الصوفية لفترة طويلة ، لكنهم سرعان ما اندفعوا إلى الالتزام السياسي والاجتماعي ،و على وجه الخصوص ، اعترضهم على المسار الذي سارت عليه مصر ( حزب الوفد).

وتم اعتماد المبادئ التوجيهية الرئيسية للحركة خلال القرن العشرين : إسلام محافظ يتبنى السلفية الإصلاحية المذكورة أعلاه، برنامج "أسلمة" المجتمع من أسفل بالتبشير استنادا على القيم الاجتماعية للإسلام ، اعتماد الشريعة وإدانة العنف.
________________ يتبع __________



#جدو_جبريل (هاشتاغ)       Jadou_Jibril#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تمحيص القرآن بواسطة النظرية الرياضية للرموز
- كسوف الشمس في 27 يناير 632: في تاريخ القرآن وفي حياة محمد -2 ...
- كسوف الشمس في 27 يناير 632: في تاريخ القرآن وفي حياة محمد -1 ...
- كتاب منذر سفر: هل القرآن أصيل؟ - 28 -
- كتاب منذر سفر: هل القرآن أصيل؟ - 27 -
- كتاب منذر سفر: هل القرآن أصيل؟ - 26 -
- كتاب منذر سفر: هل القرآن أصيل؟ - 25 -
- كتاب منذر سفر: هل القرآن أصيل؟ - 24 –
- كتاب منذر سفر: هل القرآن أصيل؟ - 23 -
- كتاب منذر سفر: هل القرآن أصيل؟ - 22
- كتاب منذر سفر: هل القرآن أصيل؟ - 21 -
- كتاب منذر سفر: هل القرآن أصيل؟ - 20 -
- كتاب منذر سفر: هل القرآن أصيل؟ - 19
- كتاب منذر سفر: هل القرآن أصيل؟ - 18
- كتاب منذر سفر: هل القرآن أصيل؟ - 17
- كتاب منذر سفر: هل القرآن أصيل؟ - 16
- كتاب منذر سفر: هل القرآن أصيل؟ - 15
- كتاب منذر سفر: هل القرآن أصيل؟ - 14
- كتاب منذر سفر: هل القرآن أصيل؟ 13
- كتاب منذر سفر: هل القرآن أصيل؟ - 12


المزيد.....




- شاهد: طائفة السامريين اليهودية تقيم شعائر عيد الفصح على جبل ...
- سيدة بريطانية يهودية تفضح محاولات وسائل الإعلام والسياسيين ف ...
- تونس: قرض بقيمة 1.2 مليار دولار من المؤسسة الدولية الإسلامية ...
- تونس تقترض 1.2 مليار دولار من -المؤسسة الدولية الإسلامية-
- مسيحيو السودان.. فصول من انتهاكات الحرب المنسية
- -لم توفر بيئة آمنة للطلاب اليهود-.. دعوى قضائية على جامعة كو ...
- البنك الاسلامي للتنمية وافق على اقتراح ايران حول التمويلات ب ...
- استباحة كاملة دون مكاسب جوهرية.. هكذا مرّ عيد الفصح على المس ...
- قائد الثورة الاسلامية سيستقبل حشدا من المعلمين 
- تونس تحصل على 1.2 مليار دولار قرضاً من المؤسسة الدولية الإسل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جدو جبريل - نشأة الإسلام السياسي في شمال إفريقيا والشرق الأوسط - 1 -