أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جدو جبريل - نشأة الإسلام السياسي في شمال إفريقيا والشرق الأوسط - 7 -















المزيد.....

نشأة الإسلام السياسي في شمال إفريقيا والشرق الأوسط - 7 -


جدو جبريل
كاتب مهتم بالتاريخ المبكر الإسلامي والمنظومة الفكرية والمعرفية الإسلامية

(Jadou Jibril)


الحوار المتمدن-العدد: 7669 - 2023 / 7 / 11 - 09:31
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


التطورات الوطنية والتوقعات الإقليمية

على الصعيد الوطني، بدا بجلاء أن الأنظمة السلطوية شكلت الدعم، المباشر أو غير المباشر، للحركات الأكثر راديكالية.

لقد لاحظنا أعلاه، أن حيثما أجريت انتخابات حرة، أظهرت نتائجها، بوضوح غير مسبوق، أن التشكيلات المنبثقة من الإخوان المسلمين هي قوة سياسية مهمة في المنطقة. ومع ذلك، فإن "اندماجهم" السياسي ليس بديهيًا، وبعد الآمال التي أثارتها حركية الربيع العربي، فإن ردود الفعل ضد التحول الديمقراطي قد حدت من اندماجهم.

وأعتبرت جماعة الإخوان المسلمين إرهابية من قبل بعد الدول العربية. في يوليو 2020 ، تم حظر الفرع الأردني للتنظيم. ومع ذلك ، يبدو أنه من خلال إغلاق وعرقلة السبل إلى الديمقراطية ، وفرت الأنظمة الاستبدادية دعمًا غير مباشر- ومباشرا احيانا - ، وبدا بجلاء أنه دعم حقيقي للغاية ، للتنظيمات الأكثر راديكالية. إن عودة الحكومات الديكتاتورية وتعزيزها - حالة السيسي في مصر مثال بارز - ، والقمع ضد جماعة الإخوان المسلمين ، تنذر بتأجيج "إسلاموية" أكثر راديكالية . ودفع اندماج جملة من الإخوان المسلمين في التنظيمات الإرهابية الجهادية (الدولة الإسلامية - القاعدة) العديد من الإخوان الدخول في السرية.


عزز هذا المزيج، سهلت – بشكل أو بآخر - عملية استقطاب الحركات الراديكالية التي سعت بعد ذلك إلى تجنيد المتعاطفين مع الإخوان المسلمين ذوي ميول إلى العنف. وهذا يذكرنا بما حدث مع سعيد قطب في ستينيات القرن الماضي ، إذ شهدت جماعة الإخوان المسلمين انقسامًا داخليًا في أحد فروعها الذي كان جاهز لتبني "السلفية الجهادية" – ولعل أبرز مثال حالة زعيم تنظيم القاعدة الجهادي أيمن الظواهري (1).
--------------------
(1) - ( 19يونيو 1951- 31يوليو 2022) أحد مؤسسي تنظيم القاعدة وثاني أمير له خلفًا لأسامة بن لادن عقب مقتله في2011 . كان وزعيم تنظيم الجهاد الإسلامي العسكري المحظور في مصر . قُتل بغارة جوية أمريكية في كابل بأفغانستان. انخرط في نشاطات حركات الإسلام السياسي في سن مبكرة، حيث انضم لجماعة الإخوان المسلمين خلال فترة المراهقة واعتُقل في سن الخامسة عشر. انتمائه لها، عمل كجراح (تخصص جراحة عامة) بعد تخرجه من كلية الطب جامعة عين شمس بمصر و تخرج منها في 1974. انشق عن جماعة الإخوان بسبب قرارها المشاركة في الانتخابات، وساعد في تأسيس جماعة الجهاد الإسلامي المصرية في 1973. وفي 1981، اعتقل ضمن المتهمين باغتيال الرئيس المصري آنذاك أنور السادات الذي كان قد أثار غضب الناشطين الإسلاميين جراء التوقيع على اتفاق سلام مع إسرائيل، واعتقال المئات من منتقديه في حملة أمنية واسعة آنذاك. قال في إحدى جلسات محاكمته : "نحن مسلمون نؤمن بديننا ونسعى لإقامة الدولة الإسلامية والمجتمع الإسلامي". ورغم من تبرئته في قضية اغتيال السادات، فقد أدين بحيازة الأسلحة بصورة غير مشروعة، وحكم عليه بالسجن لمدة ثلاث سنوات وعقب الإفراج عنه في 1985، غادر مصر وتوجه إلى السعودية ، ثم إلى أفغانستان ليشارك في الجهاد الأفغاني . أسس مع ابن لادن تنظيم قاعدة الجهاد في فبراير 1989. ورصدت الحكومة الأمريكية مكافأة بقيمة 25 مليون دولار لمن يساعد في الوصول إليه. وتولى الظواهري قيادة جماعة الجهاد بعد أن عودتها للظهور في 1993 ، وقد خطط سلسلة من الهجمات داخل مصر بما فيها محاولة اغتيال رئيس الوزراء آنذاك عاطف صدقي. وتسببت سلسلة الهجمات التي شنتها تلك المجموعة للإطاحة بالحكومة المصرية وإقامة دولة إسلامية في البلاد خلال منتصف التسعينيات من القرن الماضي. وفي 1997 م قالت وزارة الخارجية الأميركية إن زعيم جماعة «طلائع الفتح»، وهو فصيل من فصائل حركة الجهاد الإسلامي، يقف وراء المذبحة التي تعرض لها السياح أجانب في مدينة الأقصر في العام نفسه. وبعد ذلك بعامين صدر على الظواهري حكم بالإعدام غيابيا من قبل محكمة عسكرية مصرية لدوره في الكثير من الهجمات في مصر. وفي 1997 أقرت وزارة الخارجية الأميركية أن زعيم جماعة "طلائع الفتح"- هو فصيل من فصائل حركة الجهاد الإسلامي- هو منفذ العملية ضد السياح أجانب في مدينة الأقصر. وبعد ذلك بعامين صدر على الظواهري حكم بالإعدام غيابيا من قبل محكمة عسكرية مصرية لتورطه في الكثير من الهجمات في مصر. في 1998، تم إدراج أيمن الظواهري ضمن لائحة الاتهام في الولايات المتحدة لدوره في تفجيرات السفارة الأمريكية سنة 1998، وهي سلسلة من الهجمات ، وتفجير شاحنات مفخخة في سفارات الولايات المتحدة في مدن شرق إفريقيا ( دار السلام ، ونيروبي). آنذاك ، اتضح اهتمام أسامة بن لادن وأيمن الظواهري بالصعيد الدولي. كان غالباً يشار إلى الظواهري بأنه المنظر الرئيسي لتنظيم القاعدة ومعد استراتيجيتها: على المدى القصير مهاجمة مصالح " الصليبيين واليهود" ( الولايات المتحدة وحلفائها في الغرب وإسرائيل)، أما على المدى الطويل اعتبر الظواهري إسقاط الأنظمة العربية الهدف الأساسي داعياً إلى استخدام أفغانستان والعراق والصومال كمناطق للتدريب. وأصدر في يونيو 2011 بياناً يحذر فيه الأميركيين ورد فيه: " أسامة بن لادن سيستمر في ترويع الولايات المتحدة حتى من قبره".
--------------------------------------

ولطالما شيطن الظواهري الإخوان المسلمين في كتاباته ، لا سيما في كتابه بعنوان "الحصاد المر" وصفهم فيها بـ "الخونة" و "المرتدين" ( 2).
------------------------
(2) - "الحصاد المر: الإخوان المسلمون في ستين عاما"- الصادر في 1988 - يقدم فيه المؤلف مواقع الاختلاف بين جماعة الجهاد وجماعة الإخوان المسلمين أو مواطن الخلل والانحراف لدى الإخوان حسب الظواهري.لا سيما في مفهوم الحكم والحاكمية والموقف من الحكومات والأنظمة السياسية القائمة في العالم الإسلامي، والديمقراطية والتعامل مع الانتخابات النيابية والمنافسة السلمية على تداول السلطة والمشاركة فيها وفق قواعد الأنظمة الديمقراطية ومبادئها، والحكام والأحزاب والمنظمات السياسية التي لا تعد إسلامية (العلمانية والليبرالية والقومية والوطنية وغيرها ) . وبخصوص الديمقراطية يكيفها الظواهري كما يلي: "إما أن يكون التشريع لله وحده وإليه سبحانه الرد عند التنازع فيصدق الفعل قول لا إله إلا الله، وإما أن يعطى حق التشريع لغير الله للشعب ونوابه ويكون الرد إليهم عند التنازع، وهذا اتخاذ الآلهة والأنداد والشركاء من دون الله لقوله تعالى "أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله". ويرى الظواهري أن جماعة الإخوان المسلمين لم تكتف بعدم تكفير الحكام بغير ما أنزل الله، بل تجاوزت هذا الاعتراف بأقوالها وأفعالها بشرعية هؤلاء الحكام وتركت هذا الفهم يستشري في صفوفها، بل واعترفت الجماعة بشرعية المؤسسات الدستورية العلمانية والبرلمان والانتخابات والديمقراطية ، وكان هذا برأيه من أكبر العوامل المساعدة للطواغيت على وصم الجماعات الإسلامية الجهادية بالخروج على الشرعية.
-------------------------------------

لقد اتهمهم بالتورط مع أنظمة سياسية فاسدة تقبل العلمانية والديمقراطية. وفي 1992، انضم إلى حسن الترابي في الخرطوم (السودان) في محاولة لتشكيل "منافس دولي" للإخوان المسلمين.

على الرغم من انتقاد "نزعاتهم الاستبدادية" (المشتركة مع العديد من القوى السياسية الأخرى في المنطقة) ، فلا يمكن إنكار أن جماعة الإخوان المسلمين أصبحت جزءًا من المشهد السياسي وإذا كان قمعهم (في مصر مثلا) ينتهك الديمقراطية ، فإنه لا يعيق أفكارهم. ويرى كثيرون، كلما زاد القمع والشيطنة ، بقيت "أسطورة وهم الإخوان المسلمون ، على حالها. وفقًا لبعض التقارير، لا يزال جزء كبير من المصريين ينظرون بإيجابية إلى جماعة الإخوان المسلمين، رغم الدعاية الرسمية التي تشيطنهم.

إن كانت استراتيجية التصدي للإخوان المسلمين (الحظر والتجريم والقمع والشيطنة)، قد يراها البعض فعالة ، فقد تكون سيفًا ذا حدين: من ناحية ، لا تقلل من التأثير الاجتماعي للإخوان المسلمين ، ومن ناحية أخرى ، تخاطر بإمكانية دفع أعضائها نحو رؤية أكثر راديكالية وتطرفا.

في الوقت نفسه، فإن الحركات السلفية لا تمتطي نفس القطار. بناءً على دعوة ونداء العلماء المقربين من النظام السعودي ، ينأى العديد من السلفيين بأنفسهم عن جماعة الإخوان المسلمين من خلال تجريد تدينهم من أي تعبير عن الاحتجاج ضد النظام القائم. إن الحركة السلفية ، التي تجد أصولها في المذهب الحنبلي ، تدعو إلى طاعة أي حاكم ، حتى لو كان "فاسدا واستبداديا" ، شريطة أن يكون مسلما أو يدعي ذلك. وهكذا ، في اليمن و مصر أو المغرب ، ظل السلفيون ، في كثير من النواحي، أقل حداثة من جماعة الإخوان المسلمين - على نحو متناقض أو مفارق- قادرين على كسب تأييد الأنظمة المنعوتة بالحداثية، والتي رأت في هذا "الامتناع الانتخابي" أداة لإضعاف معارضتها.

إلا أنه، غالبًا ما تكون المشكلات الاجتماعية والاقتصادية والإحباط الناجم عن التفاوتات الكبيرة والفساد المستشري، في مقدمة أسباب انتشار الإيديولوجيات العنيفة بشكل أو بآخر. وارتكازا على هذه المعاينة ، ذهب البعض إلى اعتبار أن مصر حاليا تجمعت فيها جملة من العوامل من شأنها أن تؤدي إلى زيادة خطر الجهاديين وتدهور وضعها الأمني في السنوات المقبلة. بالإضافة إلى ذلك ، تتميز بلدان آسيا الوسطى (طاجيكستان وتركمانستان وأوزبكستان) بسلطتها الصارمة ، مما يترك مجالًا ضيقا لأشكال التعبير السياسي ، كما أن اقتصادياتها هشة - غالبًا ما تعتمد على ريع الهيدروكربونات- ومن المحتمل - إن تم إحياء الإسلام في آسيا الوسطى- أن تشكل أيضًا بؤرة مفترضة لانتشار الأيديولوجية السلفية الجهادية هناك.
________ يتبع: على الصعيد الدولي ________



#جدو_جبريل (هاشتاغ)       Jadou_Jibril#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نشأة الإسلام السياسي في شمال إفريقيا والشرق الأوسط - 6 -
- نشأة الإسلام السياسي في شمال إفريقيا والشرق الأوسط - 5 -
- نشأة الإسلام السياسي في شمال إفريقيا والشرق الأوسط - 4 -
- نشأة الإسلام السياسي في شمال إفريقيا والشرق الأوسط - 3 -
- نشأة الإسلام السياسي في شمال إفريقيا والشرق الأوسط - 2 -
- نشأة الإسلام السياسي في شمال إفريقيا والشرق الأوسط - 1 -
- تمحيص القرآن بواسطة النظرية الرياضية للرموز
- كسوف الشمس في 27 يناير 632: في تاريخ القرآن وفي حياة محمد -2 ...
- كسوف الشمس في 27 يناير 632: في تاريخ القرآن وفي حياة محمد -1 ...
- كتاب منذر سفر: هل القرآن أصيل؟ - 28 -
- كتاب منذر سفر: هل القرآن أصيل؟ - 27 -
- كتاب منذر سفر: هل القرآن أصيل؟ - 26 -
- كتاب منذر سفر: هل القرآن أصيل؟ - 25 -
- كتاب منذر سفر: هل القرآن أصيل؟ - 24 –
- كتاب منذر سفر: هل القرآن أصيل؟ - 23 -
- كتاب منذر سفر: هل القرآن أصيل؟ - 22
- كتاب منذر سفر: هل القرآن أصيل؟ - 21 -
- كتاب منذر سفر: هل القرآن أصيل؟ - 20 -
- كتاب منذر سفر: هل القرآن أصيل؟ - 19
- كتاب منذر سفر: هل القرآن أصيل؟ - 18


المزيد.....




- البنك الاسلامي للتنمية وافق على اقتراح ايران حول التمويلات ب ...
- استباحة كاملة دون مكاسب جوهرية.. هكذا مرّ عيد الفصح على المس ...
- قائد الثورة الاسلامية سيستقبل حشدا من المعلمين 
- تونس تحصل على 1.2 مليار دولار قرضاً من المؤسسة الدولية الإسل ...
- مين مستعد للضحك واللعب.. تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد 20 ...
- «استقبلها وفرح ولادك»…تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ك ...
- لوموند تتابع رحلة متطرفين يهود يحلمون بإعادة استيطان غزة
- إبادة جماعية على الطريقة اليهودية
- المبادرة المصرية تحمِّل الجهات الأمنية مسؤولية الاعتداءات ال ...
- الجزائر.. اليوم المريمي الإسلامي المسيحي


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جدو جبريل - نشأة الإسلام السياسي في شمال إفريقيا والشرق الأوسط - 7 -