أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - شيفرات الكلام_ثرثرة














المزيد.....

شيفرات الكلام_ثرثرة


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 1739 - 2006 / 11 / 19 - 10:15
المحور: الادب والفن
    


غدا سأتردد, وأتلكأ في الكلام, ثم اشطب ما كتبته, خوفا من العزلة , لقد جربت النبذ مرة, ولا أطيق حتى مجرد ذكرى تلك التجربة المرة. لكنها حقيقتي الشعورية المدركة بوضوح.
سوى سوزان وعماد, من أعرفهم يستنزفون طاقتي, تتملكني الرغبة في الهرب في النجاة, توقيف نزف حادّ وجداني وفكري, بعد جلسة حوار أو شرب أو ثرثرة.
_أنت على غير عادتك أو لماذا أنت حزين أو لما أنت مزعج اليوم ...؟
سؤال مكرر بصيغ مختلفة ومعناه الوحيد:لماذا لا تهتمّ بي, لماذا لا تخدمني.
ما يهمهم تحقيق الربح المباشر والحصول على الاعتراف بفضلهم وأفضالهم, على ماذا.....
يريدون تحصيل غايات متناقضة ويستحيل جمعها, كلهم فهموا جيدا عقدة الذنب أو الاثمية عندي, ويجيدون استثمارها دوما, ولا يرون في مجمل حياتي سوى موضوع لتسليتهم.
مع كل فساد السلطة ومعها فساد نظم القيم والأخلاق, وانحدار العيش وندرة الفرص, ليست أول أسباب رغبتي في الهجرة, في مغادرة هذه البلاد بدون رجعة, أحلم بتجربة العيش مع بشر أسوياء طبيعيين, لا أكون موضوع أوهامهم الكريهة.
تعبت يا صديقتي.
بشكل جدي أفكر بالانتحار إن بقيت حالتي بلا تغيير, الموت أرحم, أقول لنفسي.

لو فعلتها وأقدمت على الانتحار الآن, ماذا سيتغير ؟ لا شيء عدا غيابي غير المأسوف عليه.
سيتوقف الألم والنكد ووجع الرأس, ومعه ستنتهي فرصي المباشرة والكامنة, لربما جديدا يحدث, أي شيء يغيّر هذه الاسطوانة, أستذكر قراءاتي عن الاكتئاب, الأفكار الانتحارية عرضه الأساسي, هل أنا مكتئب ؟
ما تزال عندي المقدرة على الكتابة والقراءة بشكل انتقائي صحيح, وتتخللها فترات تبرّم وضيق شديد, لكن طاقة الحب تكاد تنفذ وهي آخر خيوط الأمل, أعرف.......أعرف.
*
لم أكن محبوبا ولا مقبولا في يوم, إلا بشروط باهظة وتفوق طاقتي على التحمل وعلى التسامح والقبول. هكذا كانت أمي وأبي وفريدة وبقية ناسي .
سوى سوزان وعماد, نعم, اجل, معكما عرفت الصداقة والمحبة غير المشروطتين.
على بعد خطوة من الخمسين لا يكفيني هذا.
قرأت أن الانتحار يكون بين سن 18 والأربعين غالبا. ذلك أراحني, قد يأتي سرطان أو حادث سير أو الإيدز, لكن بدون علاقات جنسية ولا عمليات نقل دم, كيف يأتي الإيدز المشتهى!
أرغب بالموت ولطالما تمنيت الموت الفجائي, بلا ألم بلا ضجيج, تنام ولا تصحو ثانية.
لو اقتنعت أن المشكلة في دماغي وأفكاري المريضة, يسهل الحلّ, المشكلة أنني أظن دماغي سليما وأفكاري واقعية, والمشكلة في مجتمعي وثقافتي والنظام القيمي الفاسد, للأسف.
حتى الثلاثين اعتقدت التغيير الحكومي والسياسي يكفي للإصلاح المناسب. بعدها فقدت الأمل.
ليس من التغيير بل من الإصلاح, لا جدوى لا أمل.
أتدرّب على القبول, على التكيّف وما يتطلبه, فشلت, لا أستطيع.
فكّرت في عملية إخصاء ذاتي, أجد طبيبا ما يقوم باستئصال أعضائي الذكورية وأرتاح, لا تستيسترون ولا منافسة ولا رغبة, لا بإنجاز ولا بمتعة حدّية, العيش بالطريقة البوذية والانتظار الفارغ.
لا أستطيع, فكرة التغيّر وضرورة المساهمة في التغيير الذاتي والجمعي, عميقة ومتأصّلة. تعاكس تماما عدميتي المتأصّلة والعميقة أكثر.
فكرة الحبّ العظيم, أعرف أنها طفولية وصبيانية ومجرد خيال وأوهام موروثة, لكنها القشّة الأخيرة التي تحول دون غرقي. كل يوم وأحيانا مرات عديدة في اليوم الواحد أحلم, أنني وجدت حبي, أعطيها أسماء لا تنتهي, أتخيل اللانهاية في عينيها وفي ضحكتها, أتخيّل العذوبة في صوتها, الدفء والحنان في لمستها, أتخيّل كثيرا, وأستمتع للصدق_مع كيان حبيبتي.
لكنني أستيقظ, دوما أستيقظ.
الحياة مرعبة بدون حب.



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جمرات تحت الرماد_ثرثرة
- متى كان الوقت غير متأخر_ثرثرة
- ضحايا الابتزاز العاطفي_ثرثرة
- هيجان فكري سلوكي_ثرثرة
- صوت آخر_ثرثرة
- قمر يضيئ اللاذقية_ثرثرة
- ثقوب سوداء في الحاضر_ثرثرة
- الجهة الأخرى_ثرثرة
- بدائل الأم السيئة_ثرثرة
- السعادة ليست في الطريق_ثرثرة
- قبر حسين عجيب_ثرثرة
- سيرورة الحداد الناقص(حلقة كآبة)_ثرثرة
- تورّط عاطفي_ثرثرة
- رسائلي أنا إليهم
- فنون المتعة والاستمتاع_ثرثرة
- رسائلهم_ثرثرة
- مستقبل الشعر_ثرثرة
- إني أستسلم_ثرثرة
- الغراب الأبيض -مسودة ثانية-
- كيف أثبت براءتي_ثرثرة


المزيد.....




- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - شيفرات الكلام_ثرثرة