أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدنان جواد - استقلال القضاء ضرورة من ضرورات الديمقراطية..














المزيد.....

استقلال القضاء ضرورة من ضرورات الديمقراطية..


عدنان جواد

الحوار المتمدن-العدد: 7803 - 2023 / 11 / 22 - 11:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


استقلال القضاء ضرورة من ضرورات الديمقراطية
استقلال القضاء مدخل اساسي وحقيقي للانتقال نحو الديمقراطية، وهذا يعني اصلاح قطاع العدالة في الدول النامية والعربية منها والعراق بالخصوص، لان تلك الدول تنتشر فيها الرشوة واخذ العطاءات لذلك يتطلب تطهيرها من الفاسدين، فهو الدعامة الاساسية التي تحمي الديمقراطية وتقويها من خلال فرض القانون واحترام مؤسسات الدولة، والاستقلال يعني عدم وجود تأثير مادي او معنوي او تدخل مباشر او غير مباشر وبأية وسيلة كانت في عمل السلطة القضائية، والدول اليوم تهتم في عملها بحقوق الانسان، والمحافظة على البيئة، ومكافحة الارهاب، بل اصبح اهتمام المجتمع الدولي بنظرته للدول وقياس تقدمها في مجال الحكم وتطبيق معايير الديمقراطية من خلال استقلال قضائها، فالممارسة الديمقراطية ليست انتخابات فقط، فالكثير من الانظمة الشمولية اتت عن طريق الانتخابات، ولكن بوجود قضاء قوي ، وعندما يضعف القضاء ، والتراجع في تطبيق القانون، تصبح الديمقراطية والحرية قريبة للفوضوية، لذلك يعتبر القضاء المستقل ضامناً ومؤشراً من مؤشرات التنمية الانسانية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية، فهو يلعب دور فعال في محاربة الجريمة بمختلف ابعادها وانواعها، ووسيلة لتكريس العدالة وحماية الحريات وضمان حقوق الانسان، وترسيخ الثقة بالقانون والمؤسسات الحكومية والتشجيع على الاستثمار، وقد اكدت الكثير من المواثيق الدولية على استقلال القضاء واهميته في تحقيق العدالة وطالبت الدول باحترام هذا المبدأ وبلورته ميدانياً في دساتير وقوانين تلك الدول، ففي المادة(16) من اعلان حقوق الانسان لعام 1789 تؤكد على ان: " كل مجتمع لا تكون فيه ضمانات للحقوق ولا فصل بين السلطات، ليس لديه دستور" ولا بد من الحفاظ على استقلالية السلطة القضائية وعدم خضوعها للضغوط السياسية وتأثيرات سلطات الدولة الاخرى.
بينما عندنا في العراق القضاء يطبب والاحزاب تخرب، فبعد عام 2003 فهمت بعض الاحزاب الديمقراطية بانها الحرية في كل شيء، وانها وسيلة لجمع الاموال والحصول على المناصب ، لتعويض ايام الهجرة والمعارضة، فصارت هي القضاء والسلطة التشريعية والسلطة التنفيذية، فانتشرت الرشوة، والفساد على نطاق واسع، واصبح القتل امام الانظار وفي وضح النهار، وكثرت القصور والعجلات الفارهة المدرعة، التي تصل اسعارها الى ملايين الدولارات، يمتلكها قيادات واعضا الاحزاب الحاكمة، بينما كان قبل ذلك التاريخ عدد التجار واصحاب الاموال لا يتعدى عدد اصابع اليد في العراق، فمن اين اتت هذه الاموال؟!، وما وصلت اليه اسعار العقارات الى مبالغ خياليه ، لا تنافسها حتى المدن الاوربية في الاحياء الراقية او القريبة منها، ونتساءل لماذا عندما يصدر قرار من المحكمة الاتحادية، يخص تلك الاحزاب وقياداتها والفاعلين فيها، يحدث اللغط والطعن بنزاهة القضاء والاعتراض عليها، بل بعضهم يريد ان يعيد حديث الطائفية والحرب الاهلية، مثل ما حدث مع رئيس البرلمان محمـد الحلبوسي بعد شكوى تقدم بها احد النواب ضده، وعندما تكون في صالحهم يثنون عليها وانهم يحترمون قراراتها؟!.
لذلك لا يبنى مجتمع ديمقراطي من دون احترام القضاء وقراراته، فهو من يرسخ ثقة المواطن بالدولة ومؤسساتها، ويحمي الديمقراطية ذاتها من اي انحراف، وبدون قضاء مستقل لا يمكن ان تكون الانتخابات نزيهة، وبدون قضاء نزيه لا يمكن للمواطن ان يحصل على حقوقه، وبدون قضاء قوي ومستقل يتحول البلد الى غابة، يقتل فيها القوي الضعيف، وتفقد الاجيال مستقبلها، ومن خلال القضاء النزيه يمكن القضاء على الفساد السياسي وخرق القانون والسلاح المنفلت، وايقاف نهب الاموال العامة، واستعادة الاموال المنهوبة ، ومحاسبة سارقيها، وبناء وتطوير البلد في جميع المجالات، ويحتاج هذا الى دعم شعبي للقضاء ، وارادة حكومية جادة بعيداً عن تدخل الاحزاب السياسية، بتطوير العنصر البشري في وزارة العدل، واستبدال المخضرمين الذين اعتادوا الفساد بدماء جديدة مؤمنة بتحقيق العدالة وتطبيق القانون، وحماية الشرطي والجندي رجال القانون في الصف الاول ، وحماية ودعم القضاة، لان الوضع في العراق بعد(20) سنة من حكم الاحزاب المتحاصصة غير مستقر سياسيا ، فالأحزاب في كل انتخابات تختلف وتتصارع، حتى وصل الحال الى ان فقد الشعب الثقة في نظامه السياسي، بعد ان قتله الفقر والمرض والتخلف والجهل، والطبقة السياسية الحاكمة متخمة بالأموال والرفاهية والاسراف والتبذير بأموال شعبها، وهذا ليس اتهام بل كلامهم هم يقولونه عندما يتهم بعضهم البعض(طلايب حرامية)، فدعم السطة القضائية اخر ملاذ وحل لانعدام الثقة بين الشعب وحكامه وبناء دولة محترمة.



#عدنان_جواد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضعف تطبيق القانون وسوء توزيع الثروة لا ينتج دولة
- هل تستطيع الحكومة اعادة ثقة الشعب بالدولة؟
- بند المعقولية في اسرائيل وتقليص دور السلطة القضائية
- العبرة ليست بتشريع القوانين وانما بتنفيذه
- ملخص كتاب نظام التفاهة
- لاينجح الاستثمار الا بالتفاوض مع الكبار
- الاحزاب السياسية وضريبة البقاء في القمة
- احتلال ام تحرير وغزو ام تغيير؟!
- من يعطل المشاريع في العراق؟!
- لماذا لانبيع نفطنا بالدينار بدل الدولار؟
- السوداني والطبقة السياسية ودولتها الرخوة
- السوداني بين حاجات الناس ورغبات الكتل السياسية
- بلاسخارت بالوجه مراية وبالظهر سلاية للاحزاب السياسية!!
- جنة اليوم والله كريم على جهنم باجر
- السوداني ما بين الاطار والتيار وخلطة العطار
- لماذا يختارون الضعيف بدل القوي الامين؟
- خطاب السيد جعفر الصدر بين الواقع والطموح
- ازمة تقاسم الكعكة وأزمة توفير الخبزة
- من الذي يقود الراي العام ام السياسة؟
- البيوتات السياسية وفوبيا المعارضة البرلمانية


المزيد.....




- ألمانيا تعلن عزمها تزويد أوكرانيا بقذائف مدفعية بعيدة المدى ...
- سويسرا.. ابتكار روبوت بـ4 أرجل يقفز كالغزال
- 16 قتيلا من عائلتين في غارات إسرائيلية على رفح
- شويغو: التشكيلات المشاركة في المنطقة العسكرية الشمالية تتقدم ...
- لافروف يوضح سبب مبالغة ماكرون في الترويج لـ-رهاب روسيا- ويذك ...
- البابا فرنسيس يضع شرطا واحدا لحضور مؤتمر سويسرا حول أوكراني ...
- الحوثيون يعلنون إحباط أنشطة استخباراتية أمريكية وإسرائيلية ب ...
- استخدمها ترامب لوصف إدارة بايدن.. ما هي -الغيستابو-؟
- مقابلة مع محافظ نينوى عبد القادر الدخيل
- باريس تستقبل- دكتاتورا-.. احتجاجات في فرنسا على زيارة الرئيس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدنان جواد - استقلال القضاء ضرورة من ضرورات الديمقراطية..