أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - واثق الجلبي - واثقيات 25 للشاعر واثق الجلبي .. منمنة العشق وقارورة الشهد














المزيد.....

واثقيات 25 للشاعر واثق الجلبي .. منمنة العشق وقارورة الشهد


واثق الجلبي

الحوار المتمدن-العدد: 7802 - 2023 / 11 / 21 - 16:13
المحور: الادب والفن
    


قراءة / جبو بهنام بابا
حين نقرأ نصا او قصيدة وتدغدغ أفكارنا ، وتحرك إحساسنا ، نشعر اننا في حالة اخرى من حيثيات الروح الإنسانية ، نسفر إلى عوالم اخرى، بغير مركبة او منصة فضائية ، روحنا التواقة الى السعادة تجتاحنا في تلك اللحظة ، وترسم فينا شعوراً مرفّهاً لخلايا اجسادنا ، وكأننا نشاطر فرحاً عميقا داخل فكرنا الذي يسعى دوماً إلى ابتكار كوكب من كواكب هذا الكون لنسافر بعمق الفضاء ، عندئذ نشاطر تلك اللغة التي تسعدنا ، أن نرى منها السعادة من خلال تلك الصور الرائعة المعنى ، يقول الأديب الجلبي: (منمنمة العشق يا دميتي ترين احتراقي على قطتي وتخفين أمري عن الأخريات بلهفة حب وقارورةُ الشهد بين الثنايا أريدُ من البدر كل البقايا) حين يسامرنا بعض الضوء ، بين اقاصي الأرض تنتابنا رعشات ونوبات لم نكن نتصوّرها ، تمتص رحيق الأمنيات التي تقتنص كل لحظة صمت من بين ثنايا زوايانا، فتمتص من أقاولنا لغة الشفاه المريبة التي نستعين بها، لعلّنا نغيّر بعض مآسينا التي تجتاحنا بين الفينة والفينة ، نتآلف معها ، نرسمها في مخيّلتنا، نعانقها بشغف مضني ، لتعدو إليك في كل الظروف : (وقارورةُ الشهد بين الثنايا أريدُ من البدر كل البقايا وتخفين في صدرك رعشة تريدُ امتصاصك حتى الزوايا فتمضين بين الشفاه التي ) حين تنادي لأمر ما ، في هذا الكون ، ترسم لقصتك لوحة فنان مازال يعاني من شظف الحب ،أو الفراقن أو شغف الأمنيات،هكذا نحن نعانق افكارنا ، وحين تغادرنا تلك الدمعة لتنزّ بحرارة الإشتياق ، صمت اللقاء ، ذلك الإشتياق المبهي الذي يشتهي القلب ليكون لوناً بهيجاً في بستان الربيع ، إليك المشتهى والملتقى يانبع الروح ويامجبر اللقاءات الجميلة ، في ليال غاب عنها القمر، ليأتي الإنتظار بعد طول الغياب وظهور فصل الجمال وبهاء اغانيه ووروده الحمراء المزيّنة بإقحوان الياسمين : (أيا قطتي ويا قصتي ويا دمعة الوصل والإشتهاء لأنت الصباح وعمقِ المساء وأنت ككأسٍ من الأحجيات أحيطك حبا فتبكين شوقا وتغفين حتى يصيحُ الربيع) وصف بديع يرتكز بعمق خلاب ، ونفحات ترسل لنا موجات سعادة ، لنكتشف في قلوبنا أننا مازلنا نحب الحياة ، نعانق نسمات الضوء فيها ،ذلك الوصف البديع للحب الذي يدغدغ لغة الفكر واشتهاء اللقاء مابين العيون ولغة الأمنيات الحارة التي تجعل ان يقف بمزايا، تلك الشفاه الفستقية المستدامة بألق مفعم، بأشواق مزخرفة من بين ثنايا لوحة موناليزية من شمع ومن حري، هكذا يعانق الشاعر أحلامه التي فاضت بعبق الكلمات : (أيا شُعلة الحُسنِ ويا شهوة الروح أشمُ الأنوثة من شفتيك ومن خدك ومن كل أرجائك والعيون ) هناك تطور مسترعي للنظر. كلمات في غاية الرقة والشفافية والوضوح ، متراصة كأنها حبات عقد منظوم ، تتناغم فيها الحروف وكأنها نوتات موسيقية، وهذا ماجعل القاريء باعتقادي تذوق النص لجمال الكلمة وعذوبتها وسحرها: ( فأرمي بقلبي وأصطادُ قربا وينعمُ بالوصل هذا العشيق فذاك المدى وكل الخطا تعودُ إليك .. لأنك يا قطتي المُنتقاة ) يوميء الشاعر الى طريق مفعم بالجمال ، يودّ الدخول إلى ذلك الخدر الليلكي الذي قال الشاعر امرؤ القيس ( ويوم دخلت الخدر خدر عنيزة فقالت لك الويلات إنك مرجلي ) كلمات منحوتة من قلب ظاميء يحدده الجمال إلى حد الشغف، تأخذه البراري والقفار والبحار كما كان عنتر يبحث عن عبلة، للبحث عبر الأزمان البعيده، ليلتقي بكفّها اللطيف كأنه ذلك الحديث الذي يتشوّق إلى رؤيته البضّة : ( طريقُ الطريق وصوتٌ من الخدرِ الأجملِ على صدرك البض كأن البحار وصوتُ القفار يحنُ إلى لمسةٍ من يديك ) يرحل ويعود أدراجه كأنه بوصلة يرغب الوقوف الى ذلك المسار، حيث يؤشر السهم يقف هناك ليرى مايهمّ اليه قلبه ، دخان أعواد البخور يغفو على أريجها ويشتهي الخشوع في محرابها، ويغفو بعد أن تخور قواه من البحث ، تعب ومنهك من البحث ، أنّاته تملأ صدر الكون، وذارياته تطوف في صحراء تغور في داخله ، ينطلق كالرماح تميمة في صدره ، ففي كل ليلة يؤطر صمته بغياب روميو وجوليت فلا عودة منه إلاّ الرحيل : ( فمنك انطلقتُ إليك أعود وأنفذ من عمق ذاك المسام كعود البخورِ ألفُ اشتهائك حدّ الخشوع تخورُ قوانا ونبدأ غفوتنا كل يوم وآهاتك تملأ الذاريات أنيناً على صدريّ المتعبِ كوحيٍ تغورين في داخلي يقولُ اغتصبني تقولين اندفع كالرماح وفي كل ليلة تموتين ألفا أزيدُ عليها وما بين قتلي وقتلك .. قتلة ) النص فيه من الشفافية المفعمة بالعشق الأزلي الذي يدغدغ افكار وروح القاريء ، نص ابداع وجمالي اجاد الشاعر واثق في رسم الخطوط البيانية لعملية بناء القصيدة الحديثة.



#واثق_الجلبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كتاب : ( أربع شخصيات عراقية من التاريخ) للكاتب واثق الجلبي . ...
- واثق الجلبي .. بين استجلاء الذات وشعرية النص المسترسل
- المجموعة القصصية (جني الأكفان) للكاتب العراقي واثق الجلبي .. ...
- الأوجاع الإنسانية وعبثية الحياة في المجموعة القصصية ( جنيً ا ...
- اللعبة التدوينية بين الثوب الشعري والجسد السردي في (جنّي الأ ...
- قراءة نقدية في قصيدة (لاء) للشاعر واثق الجلبي
- تعاطف الذات مع الزمن في قصيدة ( واثقيات ) للشاعر واثق الجلبي
- قراءة / جبو بهنام بابا
- أحكام البناء الهندسي في ( يوسفيات واثقية 46 ) للشاعرواثق الج ...
- حين يكون الانسان ربّ الشعر ويوهبه لمن يريد .. التناص الأدبي ...
- يوسفيات واثق الجلبى .. نهر جارٍ لا ينضب من الابداع
- رؤيويات دراماتيكية في ( يوسفيات 30 ) للشاعر واثق الجلبي
- واثق الجلبي .. المسالك والمهالك
- الخطاب الفلسفي وبنية الحكاية الرمزية في رواية( منطق الطير وا ...
- المجموعة القصصية ( لحاء الطباشير) للقاص واثق الجلبي .. معالج ...
- سحر الرؤيا وتحولاتها في قصص ( قشرة الملح ) للقاص واثق الجلبي
- الأستاذ الدكتور هادي حسن حمودي: التركيب البلاغي المتمرّد في ...
- سلسل اليوسفيات
- تغريدات على لسان الريح .. الشاعر واثق الجلبي وأرجوحة البيان ...
- جماليات الحذف في رواية (فقيه الطين) للروائي العراقي واثق الج ...


المزيد.....




- طهران تحقق مع طاقم فيلم إيراني مشارك في مهرجان كان
- مع ماشا والدب والنمر الوردي استقبل تردد قناة سبيس تون الجديد ...
- قصيدة(حياة الموت)الشاعر مدحت سبيع.مصر.
- “فرحي أولادك وارتاحي من زنهم”.. التقط تردد قناة توم وجيري TO ...
- فدوى مواهب: المخرجة المصرية المعتزلة تثير الجدل بدرس عن الشي ...
- ما حقيقة اعتماد اللغة العربية في السنغال كلغة رسمية؟ ترندينغ ...
- بعد مسرحية -مذكرات- صدام.. من الذي يحرك إبنة الطاغية؟
- -أربعة الآف عام من التربية والتعليم-.. فلسطين إرث تربوي وتعل ...
- طنجة تستضيف الاحتفال العالمي باليوم الدولي لموسيقى الجاز 20 ...
- -لم أقتل زوجي-.. مسرحية مستوحاة من الأساطير الصينية تعرض في ...


المزيد.....

- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - واثق الجلبي - واثقيات 25 للشاعر واثق الجلبي .. منمنة العشق وقارورة الشهد