أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - واثق الجلبي - سحر الرؤيا وتحولاتها في قصص ( قشرة الملح ) للقاص واثق الجلبي















المزيد.....

سحر الرؤيا وتحولاتها في قصص ( قشرة الملح ) للقاص واثق الجلبي


واثق الجلبي

الحوار المتمدن-العدد: 7406 - 2022 / 10 / 19 - 16:06
المحور: الادب والفن
    


قراءة/ جبو بهنام بابا
أي عمل أدبي سواء كان قصة أو رواية أو شعر يبنى على فن تصوّر ذاتيا لمشاعر وأفكار الكاتب وشعوره وعواطفه وأحاسيسه, والتخيل هو جوهر الموضوع واستخدام اسلوب القص أو الفصل والإيجاز أو الإطناب وما شاكلها من الأساليب الذي إعتاد البلاغيون بحثها والوصول إليها أو التعبير عنها أومن خلالها . لقد ذكر الكاتب النرويجي كنوت هامزن أن الكتابة مثل الحياة نفسها رحلة للإستكشاف والمغامرة فيها تكون ميتافيزيقية وهي وسيلة للإقتراب من الحياة بطريقة غير مباشرة وهي محاولة لاكتساب رؤية عامة وليست جزئية للكون , إن الكاتب يعيش بين العوالم العليا والعوالم السفلى , وهو يجرّب كل الطرق من أجل أن يكون هو نفسه في النهاية طريقا يُتّبع . إستهل مقدمتها الشاعر والناقد علي حسن الفواز بقوله : ( تجنيس أي نص إبداعي رهين بقدرة هذا النص على إثارة أسئلة القاريء , وعلى أن يمتلك حساسية التجاوز إذ لا يكتسب النص المكرر والنمطي أيّة خاصية في التوصيف وفي تقعيد هويته الظاهرة .. يسعى القاص والشاعر واثق الجلبي إلى الإنحياز لفكرة المغايرة وإلى التمرد على جنسانية النص وأن يعطي للكتابة القصصية خاصة الإثارة والإنفلات من قفص الذاكرة باتجاه إثراء لغة القص بدفقات مغامرة , قد تكون باعثة على إرتياب قارئها لكنها تظل رغم ذلك دافعا لوعي فكرة المغامرة بوصفها جزءً من لعبة الوعي وتلذذاً بما تثيره هذه اللعبة من إحساس بالتجاوز , والمفارقة , وحتى الإيهام بحمولات شخصية لشكل القصة , ولحدودها الزمنية والاسلوبية ... )ففي قصة ابر وقرون يقول القاص : كانت الصورة تستنشقه وهي بالكاد تبصر طريق الحلاج بين عيوني وعقلها .. إنطبقت شفتاه ليتفرج رأسه فوق كومة الأضواء المتاحة في أسربة مهتوتة مابين الحائط والدموع ).
إستطاع القاص إنتقاء عناصره اللفظية والبلاغية من حيث الدلالات الإيحائية وصهرها في بوتقة مشاعره ووجدانه وإعادة صياغتها وفق ذبذبات عواطفه وأحاسيسه . فالكتابة لدى الشاعر تأخذ شكل الافكار والعواطف والرغبات والحقائق والأحلام والإحباطات والأوهام وأحلام اليقظة وعمليات الهروب الذهني وحتى الأحداث ربما الغير المكتملة.
ففي قصة (قبلة واحدة ) جمع النص بين الشعري والنثري ( دعوني أخبر الموتى بأنهم ليسوا بأحسن حال مما عليه نحن الآن , ودعوني أخبر الاحياء بانهم ليسوا باحسن حال مما عليه الآن .. نحن في منطقة بين الموت والحياة .. نختلف من حيث عقيدتنا في المحبة والسلام ... لسنا على منهجية واحده فقلوبنا ليست بالصفاء المطلوب . غارقة هذه الارض بالذنوب . فكلما كلمنا الراعي اخرسه الفلاح . وظل حارسنا العتيد.. يتوحد مع الظلام . لوّحنا للسماء .. وصفقنا مع صفير الريح ... فطارت الملائكة معلنة ان الأبدية .. ركام يرتطم بالرجوع .)
إن تجربة القاص عميقة في تأسيس مفردات الكتابة من الناحية الفنية وسطوحية تنسيق عناصر السرد حسب واقعها المرصود وبحسب تناغم عواطف وذبذبات وفق منهجية الفهم والاستيعاب بدلالات سيميائية ليستطيع القارئ ان يستوعب ما يقرأ من خلال التخيل والمحاكاة والشواهد الكثيرة داخل القصص. ففي قصة قشرة الملح وهو نص قصصي يقول : ( نم على الأنفال لتجد وسيلة تسترد بها نفسك هكذا كان السطر الأول من الرسالة , لم تتح له الكلمات الإستفاقة فطرد أشباح الورق بقلع ماكان بين يده اليمنى من شعر رأسه المدهون بصبغ الاحذية . طار نسره ليبيع افراح قدميه ذات الأحد عشر رأسا أبقعا إستنفر أقلام الموتى ليحفر في ذاكرته بقايا الرسالة .. تمتع بخوف الشياطين من أبنائه فعبّ العقر والجرّة راحت عيناه تصهل لقصائد امرىء القيس اراد ان يكمل فأعيته أحصنته واحترق شاهداً للورقة باحتواء مداه المتفسخ كأسماك الليمون البري ).
وفي قصة شجرة موسى فهو نص قصصي يرسم به تلك الشجرة المقدسة التي ناجى نبي الله موسى وهذا النوع من نبات العليق لا يوجد في أي مكان آخر وهي جزيرة مالي وسيناء وليس لها ثمار . فأراد القاص أن يعالج الذي يبقى في العتمة ولو إستطاع الإنسان الخروج منها هو شبه ميت . محاولات الخروج دليل على هاجس آخر لذلك الجسد الذي لمّ نفسه وينام تصيبه الكآبة والأفكار الهوس لا يستطيع السيطرة على نفسه فيتفرد في صنع القرار حتى وإن كان خاطئاً. ( إذا كان الكفر الخروج من العتمة فانا أول الكافرين .. هكذا بدا سطره الذي اراد ان يخرج كل مرادفات العصر ميتة كانت ولادته العادية .. حد التقيؤ لم يستطع أن تنجيه .. أمسك بالصدأ محاولا أن يتلون معه عاكسا سلطته التنفيذية أمام حرفه الممتد من السماء إلى ما فوقها.. ابتر مدّ للرمل رِجلاً عرجاء وجسدا أخرق قبل مؤخرة الدنيا وركل رأسها ونام فوق شيء لمّ جسده )
إن الخصائص البنائية للقصة القصيرة تكشف عن نفسها بسهولة من خلال التركيب والبناء والتشكيل ولكن في بعض الأحيان لا تعتمد على الجزم أو اليقين او من خلال المشاركة في رسم خطوط الحياة فالكتابة مثل الحياة . ففي قصة طائر الشيخ صيغت كنص نثري يحاول أن يكشف عن الانسان الذي يبحث عن الخلود في صحراء يلهث من الحر الذي يداهمه يبحث عن قطرة ماء ليروي عطشه إلى أن جاء طير يحاول إنقاذه وكان هذا الطير أرسل من الجنة لينقذه من موته المحتم هكذا يكون في بعض المجتمعات التي لاتتمتع بالحرية ولأن الشيخ رغم جراحه حاول أن يقلد الطائر في رقصته وما أن انتهى العرس وشعر الشيخ باحراج وحاول أن يمسك بالطائر ولكن لم يستطع فأدى ذلك إلى الطيران من دون رجعة ولكن استطاع ان يمسك بريشة كانت الدماء تغطيها ولم ير نفسه إلاّ على تل سومري قديم وكان الريح بالمرصاد لإعادة ريشة الطير لتكون شاهدا على ما قام به هؤلاء السومريون من بناء وقصور ومكتبات وما إلى ذلك ( عجل الشيخ باقتناص حباب المطر الى فمه المشقوق خجلا من ظمأ الصبا وراح يرطب شفتيه بيد بينما في كفه الشاغرة بعضا من قطرات المطر المتعفنة داساً إيّاها في فمه الكهفي الضيق ظلل عطشه وهو يمسح لحسته العنكبوتية بعكازاته العشر إقنع ظله عن اللحاق به وهو يستنجد حبات الرمل المطرية التي كست وجهه بقشور الصدف )
إن الكتابة وفق اسلوب التضاد بمفاهيمه المرتكزة على البناء فد تحقق عند القاص واثق الجلبي في قصة ( الفار والبنصر السمين ) يتميز هذا الحوار السردي بالغرابة من اول السطر ومن اختيار الإسم الذي يحمل فنتازية خاصة بالتعبير عن الشعور, الفار والبنصر السمين قد يتناول القاص رؤى من العقل الباطن وتحليلت فرويدية للشعور في الربط بين الفار الميت في الغرفة والبنصر السمين في مجازاة يمثلها البشر والتي لا يجاريها شيء, وهي رغبة حيوانية في الاكل أو في علاقة اخرى, وتصوير أن البنصر كان منتفخا دليل على الشراهة في كل الملذات التي تمنع الشعور الروحاني النقي الذي يحول العلاقات إلى روتينية وأن ذلك الشعور المادي جعل الحلقة تضيق, وتنتفخ بالبنصر , في تلك الغرفة العقلية المليئة بالنفايات من هواجس وشعور بالملل والرتابه والضياع , وموت الفأر دليل على تلك النفايات العقلية المتراكمة داخل العقل التي تشكل عثرة يجب تجاوزها , وحاجة الراوي إلى أن يتخلص من ذلك العبء عبر صابون نقي يفرغ به أفكاره دون اللجوء إلى ذلك الصابون الذي به يتخلص من شعوره بالألم والملل من إختيارات سيئة أدّت به إلى تراكم الصدأ حول حلقة الشعور.إنه نص جمالي وبلاغي إستعمل فيه الإستعارات التي تجعل القاريء يتلذذ بقراءتها. ( نجح اخيراً في إمساكه بقرار طالما ارق حجرته العابثة , ظل متخبطا دائرا تائها بين جدران الحائط ومصدا الرأس المتدلية من عنق الأرضية , فكّر في إنبعاث هذه الخاطرة والهاجس الغولي أمسك ببنصره الأيمن وهو يرمق حلقة الفضه حول اصبعه الضخم لمح سواد المعدن الذي احتل جسده الأكبر ابتسم برهة وتذكّر أن هذه الفضة من النوع الرديء )
إن قصص قشرة الملح بنيت بناء تقنيا ذات وظيفة غائية متأصلة لاتخضع سوى لأولوية وحدة بنيوية ذو سيميولوجية متناغمة بابداعات القاص المفهومية من منطلق الإحالة التاسيسية لمفاهيم القصة السردية .



#واثق_الجلبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأستاذ الدكتور هادي حسن حمودي: التركيب البلاغي المتمرّد في ...
- سلسل اليوسفيات
- تغريدات على لسان الريح .. الشاعر واثق الجلبي وأرجوحة البيان ...
- جماليات الحذف في رواية (فقيه الطين) للروائي العراقي واثق الج ...
- يوسفيات واثق الجلبي .. بيان مختلف ينزع باتجاه التلاعب بمشهدي ...
- التناسل في ملحمة كلكامش في رواية ( كلكامش ... عودة الثلث الأ ...
- يوسفيات واثق الجلبي .. مشروع قائم بحد ذاته
- الأعمال السردية الكاملة ( المجلد الأول ) للكاتب واثق الجلبي ...
- جماليات السرد في المجموعة القصصية ( قشرة الملح ) للقاص واثق ...
- لوحة الغلاف والعنونة في رواية ( فقيه الطين ) للروائي واثق ال ...
- منبع الحكمة ..وفتنة المعرفة يُرَوِّيهما كلكامش في عودة الثلث ...
- التوهج الدلالي والجذب الايحائي في المجموعة القصصية الاغتيال ...
- رواية منطق الطير والشيخ يوسف للروائي واثق الجلبي .. جدلية ال ...
- يوسفيات واثق الجلبي .. جمالية الابداع وجمالية التلقي
- منطق الطير ومحنة الشيخ يوسف في روايتي ( منطق الطير والشيخ يو ...
- واثق الجلبي في رواية - منطق الطير والشيخ يوسف - استدراك الام ...
- واثق الجلبي في ( يوسفيات) .. شعر صدّاح
- قراءة في المتحور الأدبي الجديد في المجموعة القصصية ( جني الأ ...
- كلكامش.. عودة الثلث الاخير للروائي واثق الجلبي .. تجريبية ال ...
- قراءة في رواية ( كلكامش .... عودة الثلث الاخير ) للأديب واثق ...


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - واثق الجلبي - سحر الرؤيا وتحولاتها في قصص ( قشرة الملح ) للقاص واثق الجلبي