أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - واثق الجلبي - رواية منطق الطير والشيخ يوسف للروائي واثق الجلبي .. جدلية الصراع بين الموت والحياة















المزيد.....

رواية منطق الطير والشيخ يوسف للروائي واثق الجلبي .. جدلية الصراع بين الموت والحياة


واثق الجلبي

الحوار المتمدن-العدد: 7199 - 2022 / 3 / 23 - 13:41
المحور: الادب والفن
    


قراءة / اياد خضير
الروائي واثق الجلبي كتب المقدمة الى اولاده أرغد ويوسف كإهداء ، موضحاً لهم معنى اوروك .. الوركاء وان العراق حمامة السلام التي طارت الى سفينة نوح العراقية الصنع.. وكتب ملاحظة : بأن جميع الابيات الشعرية الواردة في نهايات الفصول هي من نظمه..
من خلال قراءة سيرته الذاتية وجدتها حافلة بالإبداعات فهو شاعر له دواوين وقاص وروائي ، عمل في أغلب الصحف والمجلات والاذاعة ناقلاً معاناة العراق منذ القدم والى يومنا هذا ، عراق يعيش صراعات الاحزاب .. الرواية منطق الطير والشيخ يوسف تنتقل بنا بين الواقع والخيال ، بين الاسطورة والحقيقة ذاكراً الاحتلال الامريكي للعراق ، نقل معاناة الشعب العراقي وما اصابه من ويلات ، وآهات الى فضاءات الظهور ، وهي عبارة عن مجموعة قصص تنتهي بقصائد من الشعر ، في الفصل الاول ذكر لنا السيمرغ، اسطورة فارسية قديمة ذكرها ايضا الترك والكرد لكن اصلها موجود في التراث الادبي والاسطوري الفارسي القديم لان ترجمتها بالفارسية ( سي مرغ ) تعني رقم (ثلاثين ) بالعربية ، يقال ان هذه الاسطورة يقصد بها طائر يقطن على الشجرة التي تقي كل البذور وهو في المحيط الواسع على مقربة من شجرة الخلد ويقال ان المقصود بهذه الاسطورة هو الطيور الثلاثون ورحلتهم قصد الوصول للطائر الاله.( طاولة كبيرة مستطيلة الشكل تزينها الشموع والاواني الملونة بصفوف من الكراسي المنتظمة حيث يجلس جميع الطيور انتهى بصره بعد هذه الطاولة الى عرش كبير توسطه السيمرغ والهدهد عن يمينه والغراب عن شماله والجميع كان يرقص على صوت السيمرغ كأنهم في صلاة ، صوت السيمرغ الجميل ولباسه الملكي الفاخر واجواء مفعمة بالألحان اضفت الى المشهد روعة خلابة ) ص10 يستذكر الكاتب بغـداد والمآسي التي جلبت القهر والفقر والجوع والخوف من الحكام والاحزاب وكأنهم امتداد بما فعله هولاكو ، الشيخ يوسف البغدادي ذو الحسب والنسب النبوي الشريف لم يرزق بطفل يعد ثلاثين عاماً من زواجه ، ظل يقرأ القرآن والقى عمامته جانباً وصار شارع المتنبي مقصده كل يوم جمعة لان البعض زيفه حيث أصبح الدين لعقاً على السنتهم .( أصبحت بغداد تلم اشعث القوم واغبرهم ، تلك العاصمة التي صحبت حمورابي من القدم خجلى من تهور الحاكم واستخفاف المحكوم بكل التراث الكرخ والرصافة نهدان عظيمان لجسد رشيق ملئ بالبثور والدمامل ما هب ودب من اخلاط الناس واعاجمهم ، حكام خائنون واحزاب سكرى بالسلطة كل ذلك من اعجب العجب ) ص18
كان الشيخ يوجه طالبه حسن بالأمور الدينية والدنيوية ويشرح له ويجيبه على كل الاسئلة ، وعن الصحف الاولى ( ابراهيم وموسى ) ويحثه على ترك وتجنب المعاصي والاطمئنان القلبي والاقرار بالقضاء والقدر والى غيرها من الامور الحياتية. ( نعم كان الهبوط في بابل ، باب الله الذي جاء منه النبط والسريان والكلدان والاشوريون واهل السواد فبلادنا سُرة الارض وسط المعمورة وكلها لسان واحد هو لسان آدم اللسان القديم المقدس نحن الذين اشتغلنا بالعلوم وفينا نباهة الملك ومنا الانبياء والحكماء والعلماء والفضلاء ، نحن من أجل الناس فضلاً وحكمة ) ص30 اسطورة السيمرغ الحديث عن لسان الحيوانات ، المقصود من هذه الاسطورة هو الطيور الثلاثون ورحلتهم قصد الوصول للطائر الاله ، يتزعم الرحلة طائر الهدهد الحكيم ، الاسطورة من التراث الايراني ومن القرآن الكريم فكانت تجربة الروائي واثق الجلبي استذكارات تلك الاساطير ومقارنتها بواقع حياتنا وما وصل اليه الشعب العراقي ، شعب الحضارة والتاريخ من الظلم والجور . تنقلنا الرواية بين الماضي والحاضر ( الاسطورة / الدين / التراث ) وما أصاب العراق بعد الاحتلال الامريكي من انتهاكات والتعصب الديني والخداع مما جعل الشيخ يوسف نزع عمامته لانهم اساؤوا لها ، واقع ينقله لنا الشيخ يوسف وتلميذه حسن ، استطاع ان ينقل كل ما يريد نقله الى تلميذه حسن الذي استجاب الى ذلك بذكائه .( هكذا استطاع حسن ان يهضم المعلومات التي يمليها عليه شيخه بدقة ويراجعان معا ما كتب ويقوم حسن بدوره في نشر المعلومات بين اقرانه واهله محاولاً تأسيس حلقة معرفية تكون كحجرة ترمى في بركة ماء، وصفه البعض بالجنون مع استاذه وشيخه ووصفه اخرون بالحالم وان معلوماته لا تعدو الاساطير ، البعض هزه سيل المعلومات وراح ينقلها الى الاقرب ثم الاقرب بريادة هذا البلد المنكوب على طول التاريخ لأياد امينة على خزائن المعرفة ) ص47
تحدثت الرواية عن انقطاع المطر وغيرت ايران مجاري بعض الانهار والجداول وانشغلت الاحزاب بتقطيع العراق وكان للأحزاب الدينية حصة الاسد في نهب الخيرات ، اما المواطن العراقي كان يهذي من ذئاب الدول الكبيرة والصغيرة وهو فريسة للسياسي الذي لا يعرف من السياسة سوى الخضوع لأسياده الخونة في هذه الارض المباركة.يكثر في الرواية الحوار بين الطيور : الغراب/ الهدهد/ السيمرغ/ الطاووس .لما اتم الطاووس كلامه انفجر السيمرغ بالضحك فتبعه الهدهد والغراب وبقية الطيور اما الطاووس فلم يتكلم عند ذلك صاح السيمرغ : اسمعتم هذا الكلام الغريب الذي لم نسمع به ولم نقراه من قبل ؟) ص71 الرواية فيها الكثير من الآيات القرآنية اذكر بعضا منها:
كقوله تعالى ( قل اعوذ برب الناس ملك الناس اله الناس من شر الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس من الجنة والناس ) ص124 ( قل انما انا الا بشر مثلكم يوحي الي ) ص125
( وقال تعالى ( واوصينا الى ام موسى ان ارضعيه فاذا خفت عليه فالقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني انا رادوه اليك وجاعلوه من المرسلين ) ص 137
وقوله عز وجل ( اني خالق بشر من طين فاذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين ) ص124
أن التراكم الثقافي الذي يتسلح به الروائي واثق الجلبي ، ينتقل بنا من بابل حيث ان بابل تعني العراق القديم مهبط آدم ونوح أهلها الكلدان وبغداد موجودة باسمها من زمن حمورابي معلومات رائعة تاريخية حافلة العراق بلد الخيرات والتاريخ المجيد كلها اسئلة التلميذ حسن الى الشيخ التي دفعت به الحديث عن التاريخ القديم بالأدلة وينتقل بنا الى اهرامات مصر والهند والصين ، وقد تمسك بنهجه تلميذه حسن العلم والمعرفة بابان دخلهما وكان شيخه لا يغادر سؤالا صغيرا ولا كبيرا الا واجاب عنه وازاح عن صدره صدأ السنين رفض حسن التواصل الاجتماعي الفيس بوك .
( حسن شاب يحلم بالإصلاح المفقود لم يعجله الفيس بوك ولم يطمح بامتلاك صفحة في عالم الكذب والخديعة وهو يعلم تماما ان الجيوش الالكترونية تقاد هذا القائد الازرق الذي يحلم اصحابه بامتلاك ارضية من الفرات الى النيل ) ص44
انتهت الفصول التسعة، توفي الشيخ يوسف واصبح لحسن تلاميذ وصار منزل الشيخ يوسف مدرسة كبيرة ، سار حسن على نهج استاذه يحب الله والوطن الشيخ يوسف الذي فارقت روحه جسداً متعباً مثقلاً بحب الناس والوطن ، وبدأ الفصل العاشر العودة الى الواقع المعاش واقعنا الحالي ، سرد طويل عن الاساطير والتراث لتكون المقارنة بين الماضي والحاضر.
الفصل العاشر كتب الروائي واثق الجلبي ( البداية من جديد ) الاساطير والحكايات القديمة التي رواها لنا واثق الجلبي اراد ان يقول لنا بأننا لا نزال نغوص في مأساتنا من خلال الحكام الذين سيطروا على ثروات العراق والصراع لا يزال وعودة الشباب الثائر في ساحة التحرير مستمر مثلما تسبب الطاووس بتمرد الطيور على السيمرغ وأنتصر عليه وسلبت ارادته وسطوته لتعود الى حياتها الجديدة ، لتعود الرواية من جديد .
( عند ذلك خرج الغراب والهدهد الى الساحة الكبيرة وتركا السيمرغ الذي ظل يصرخ : ماذا فعلت ايها الغريب ؟
لقد اخذت مني كل شيء ولم تدع لي طيراً واحداً يمجدني ويرتل ما اقول ؟) ص155
توفي الشيخ يوسف تاركا الكثير من الاقوال ليهتدي بها طلابه اذكر بعضاً مها.
( اثبتوا على الارض جيداً لأنكم ستعودون اليها فان علمت الام ان جنينها سيقتلها لما انجبته لكنها امتثلت للأوامر فكوفئت بما لا تعلمون) .
( ليس لاحد ان يستتر من الله ولن يكون فاخجلوا ان تكذبوا ولا تتحدثوا الا بالصدق دائماً ).
( كونوا كالدائرة حيث ان علم ابتداؤكم لا يعلم انتهاؤكم ).
( رب مسافر جاء من آخر الدنيا يبحث عن جواب لمألته فان دقق النظر فسيحد ان الحل كان امامه ولا يبعد عنه سوى لحظة تفكير .) ص153
كلها وصايا للشباب الثائر ، شباب ثورة اكتوبر ، يؤكد الروائي واثق الجلبي في منطق الطير والشيخ يوسف يسرد لنا جدلية الصراع بين الموت والحياة بين الشر والخير ملوحاً لنا بالأمل في الانتفاضة المباركة انتفاضة القوى الخيرة لإزاحة الظلام القابع في الصدور .
يذكر ان الرواية طبعت عن دار ومطبعة ثائر العصامي الاولى بغداد 2021 بواقع 157 صفحة من الحجم المتوسط.



#واثق_الجلبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوسفيات واثق الجلبي .. جمالية الابداع وجمالية التلقي
- منطق الطير ومحنة الشيخ يوسف في روايتي ( منطق الطير والشيخ يو ...
- واثق الجلبي في رواية - منطق الطير والشيخ يوسف - استدراك الام ...
- واثق الجلبي في ( يوسفيات) .. شعر صدّاح
- قراءة في المتحور الأدبي الجديد في المجموعة القصصية ( جني الأ ...
- كلكامش.. عودة الثلث الاخير للروائي واثق الجلبي .. تجريبية ال ...
- قراءة في رواية ( كلكامش .... عودة الثلث الاخير ) للأديب واثق ...
- انخيدوانا
- واثق الجلبي في المجموعتين القصصيتين (الاغتيال الازرق ولحاء ا ...
- السرد المكثف في رواية -يوسف لا يعرف الحب-
- برعوثا .. حكيم بابل ..أول من كتب التاريخ
- واثق الجلبي يحاور محمد البغدادي شعرا
- فقيه الطين ورواية السرد عند واثق الجلبي
- رواية (فقيه الطين) للأديب واثق الجلبي .. اسلوب لغوي متميز وص ...
- الاسطورة والدين والتراث .. في رواية (فقيه الطين) للكاتب واثق ...
- المضامين اللسانية واجتياز لغة القصة .. واثق الجلبي .. اختصار ...
- رواية كل أنواع الحلي لا تفيد الموتى .. محاكاة الواقع بسلطة ا ...
- فقيه الطين .. تحت مواشير العدم والوجود في المخفي وفي المعلن
- فقيه الطين ورحلة البحث عن الخلود
- انثيالات فلسفية في رواية -فقيه الطين-


المزيد.....




- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - واثق الجلبي - رواية منطق الطير والشيخ يوسف للروائي واثق الجلبي .. جدلية الصراع بين الموت والحياة