أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - واثق الجلبي - رؤيويات دراماتيكية في ( يوسفيات 30 ) للشاعر واثق الجلبي














المزيد.....

رؤيويات دراماتيكية في ( يوسفيات 30 ) للشاعر واثق الجلبي


واثق الجلبي

الحوار المتمدن-العدد: 7516 - 2023 / 2 / 8 - 12:08
المحور: الادب والفن
    


قراءة/ جبو بهنام بابا
إن الشاعر المبدع يخلق جو الكلمة الشاعرية ومناخاتها. حيث تترك الأثر الأدبي في المنتوج الشعري الذي منه تنتج الصورة النهائية بكل ما هو موجود من رؤى دراماتيكية وآفاق فنتازية للتعبير عن الصورة الوصفية المراد رسمها في أنموذجه الشعري. فالحاجة إلى الجملة الشعرية هي مقياس إرتقاء الشاعر في رسم معالم القصيدة ودلالاتها المعنوية والنسقية، لتحليل مسموع ومتذوق تؤطره الحواس ويبنيه التأمل الخيالي. إن أسلوب الشاعر يتميز بالأصالة واختيار المفردة المسجوعة لاكتمال معاني النص وهو اسلوب رخيم لم يزل يستخدم إلى الآن في النصوص مفتوحة القافية.
( عجبٌ عليك وأنتَ في كل اقتبالك كنتَ حسرة
ورقٌ يداك وانها ذاقتْ رماد القلب جمرة )
استطاع الشاعر في وصفه أن يصنع فكرة ممزوجة في المعنى الإيحائي لذك الخد الأحمر كناية عن الخمرة في مخيلة عميقة وكأنها جزء من الماء يروي عطشه. إنها تلك المدينة الجميلة المغندجة التي تسحره بجمالها الخلاب. ووقدها الذي يتلظى وكأنه يغلي في مجمر حراري من شدة حبه لها.
(خمرٌ تُصبُ شفاههُ فوق الصدور المستقرة
بغدادُ أنت بحسُنها في الدّلِ والإغناج بصرة )
حيث يترك بصمة لها ذكرى في مخيلته الزمكانية وملتصق بصحوتها، جمالها عابر للقارات وبهاؤها يستمر إلى آخر مجرة. تتناثر فيه الأحاسيس والرؤى. إنها تاج المدن ورمز الحضارات وتاريخ عنفوانها.
(أنا كلما أوقدتها بلظى المشاعر مُستمرة
وحفرتُ فيك شواخصا في كل أرجاء المجّرة
فأهيم سَكبَ رحيقنا وأموتُ فيك وأنت مُهرة )
يتميز أسلوب الشاعر بجزالة المفردة وتنوع الصورة الشعرية رغم أن الفكرة لم تكن واضحة تماما للقارئ ربما اتخذ الشاعر ذلك الاسلوب ليفتح باب التأويل والخيال لدى القارئ كي يرسم الصور التي يراها ويتمناها وفق رؤيته الخاصة.
(ما أطيبَ الشهد الذي نثر تْ شفاهك منه غمره
لا خيلَ لا ليلا بقى لا سيفَ إلا ما أسّره )
ورغم إختيار الشاعر الموضوع الاكثر شيوعاً للتعبير عن ذاتية الشعور وحميميته ، إلاّ أنه كان موفقاً في إيصال شعور الحب والهيام والشوق.
(قالتْ وصالك هدّني كم مرةً فأجبتُ عشرة
المجدُ لله العليّ وعليك سيدتي المسّرة )
واثق الجلبي شاعر وقاص وروائي يتميز بالشعر الجمالي والفني وتألقه بيوسفاياته بمقدرة شعرية فائقة التصوّر. فهو متجدد في الإبداع بكل مهارة وحذق. يؤطّر نتاجه بحالة شعرية متميزة ، في صياغة طبيعية لبناء القصيدة بوصف نقي لا شائبة فيه. ذوق راقي أيها المبدع.

القصيدة
يوسفيات 30
واثق الجلبي
ظمأ وفيك البئرُ قطرة حتى نشفتَ فصرتُ إبرة
وتجرُ خيبة ناكثٍ لمُخالفٍ أعطاك أمره
ضيعّتَ وجهك في التراب وما نهتك الأمس عبرة
حتى بكيتَ وانت لم تذق اقتدار الصبر مرة
عجبٌ عليك وأنتَ في كل اقتبالك كنتَ حسرة
ورقٌ يداك وانها ذاقتْ رماد القلب جمرة
خمرٌ تُصبُ شفاههُ فوق الصدور المستقرة
بغدادُ أنت بحسُنها في الدّلِ والإغناج بصرة
أنا كلما أوقدتها بلظى المشاعر مُستمرة
وحفرتُ فيك شواخصا في كل أرجاء المجّرة
فأهيم سَكبَ رحيقنا وأموتُ فيك وأنت مُهرة
ما أطيبَ الشهد الذي نثر تْ شفاهك منه غمره
لا خيلَ لا ليلا بقى لا سيفَ إلا ما أسّره
قالتْ وصالك هدّني كم مرةً فأجبتُ عشرة
المجدُ لله العليّ وعليك سيدتي المسّرة



#واثق_الجلبي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- واثق الجلبي .. المسالك والمهالك
- الخطاب الفلسفي وبنية الحكاية الرمزية في رواية( منطق الطير وا ...
- المجموعة القصصية ( لحاء الطباشير) للقاص واثق الجلبي .. معالج ...
- سحر الرؤيا وتحولاتها في قصص ( قشرة الملح ) للقاص واثق الجلبي
- الأستاذ الدكتور هادي حسن حمودي: التركيب البلاغي المتمرّد في ...
- سلسل اليوسفيات
- تغريدات على لسان الريح .. الشاعر واثق الجلبي وأرجوحة البيان ...
- جماليات الحذف في رواية (فقيه الطين) للروائي العراقي واثق الج ...
- يوسفيات واثق الجلبي .. بيان مختلف ينزع باتجاه التلاعب بمشهدي ...
- التناسل في ملحمة كلكامش في رواية ( كلكامش ... عودة الثلث الأ ...
- يوسفيات واثق الجلبي .. مشروع قائم بحد ذاته
- الأعمال السردية الكاملة ( المجلد الأول ) للكاتب واثق الجلبي ...
- جماليات السرد في المجموعة القصصية ( قشرة الملح ) للقاص واثق ...
- لوحة الغلاف والعنونة في رواية ( فقيه الطين ) للروائي واثق ال ...
- منبع الحكمة ..وفتنة المعرفة يُرَوِّيهما كلكامش في عودة الثلث ...
- التوهج الدلالي والجذب الايحائي في المجموعة القصصية الاغتيال ...
- رواية منطق الطير والشيخ يوسف للروائي واثق الجلبي .. جدلية ال ...
- يوسفيات واثق الجلبي .. جمالية الابداع وجمالية التلقي
- منطق الطير ومحنة الشيخ يوسف في روايتي ( منطق الطير والشيخ يو ...
- واثق الجلبي في رواية - منطق الطير والشيخ يوسف - استدراك الام ...


المزيد.....




- -بطلة الإنسانية-.. -الجونة السينمائي- يحتفي بالنجمة كيت بلان ...
- اللورد فايزي: السعودية تُعلّم الغرب فنون الابتكار
- يُعرض في صالات السينما منذ 30 عاما.. فيلم هندي يكسر رقما قيا ...
- -لا تقدر بثمن-.. سرقة مجوهرات ملكية من متحف اللوفر في باريس ...
- رئيس البرلمان العربي يطالب بحشد دولي لإعمار غزة وترجمة الاعت ...
- عجائب القمر.. فيلم علمي مدهش وممتع من الجزيرة الوثائقية
- كيف قلب جيل زد الإيطالي الطاولة على الاستشراق الجديد؟
- نادر صدقة.. أسير سامري يفضح ازدواجية الرواية الإسرائيلية
- صبحة الراشدي: سوربون الروح العربية
- اللحظة التي تغير كل شيء


المزيد.....

- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور
- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - واثق الجلبي - رؤيويات دراماتيكية في ( يوسفيات 30 ) للشاعر واثق الجلبي