أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - الثورة عدو ما تجهل














المزيد.....

الثورة عدو ما تجهل


محمد علي مقلد
(Mokaled Mohamad Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7796 - 2023 / 11 / 15 - 12:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



العقل العربي "الثوري" منكوب بثلاثة أمراض. صار نوعاً من البداهة، في نظره، القول إن الغرب هو مصدر الشر. الرأسمالية المتوحشة، النازية، الاستعمار، الناهب الأممي، العنصرية والصهيونية، كلها ذات منشأ واحد وتنتمي إلى عائلة الشيطان الأكبر. لم تعلمه التجارب بعد أن تصنيف المخاطر بحسب درجاتها ينبغي أن يبدأ بأشدها أي بالاستبداد، فهو رابض على العقول قبل الصهيونية.
هذه البداهة تجعل أهل المواجهة يرصون الصفوف خلف حركات التحرر الوطني ضد مصدر الشر وضد أصدقائه أيضاً على قاعدة - أعداؤك ثلاثة، من بينهم صديق عدوك- ويسمونهم عملاء. موقف يريح الأنظمة لأنه يعفيها من معظم الغضب المتجه غرباً، فلا تصاب إلا ببعض شظاياه.
المرض الثاني يصيب العقل السياسي العربي عموماً وليس الثوري منه فحسب. مع النكبة، رفض العرب تقسيم فلسطين. بعد ثلاثين عاماً وافقت منظمة التحرير على أقل من التقسيم، أي على الإقامة على أي شبر يحرر من أرض فلسطين؛ في مؤتمر بيروت اقترحوا حل الدولتين، أي أنهم وافقوا على ما كانوا قد رفضوه. في مؤتمر الخرطوم خرجت القمة العربية بعد النكسة بثلاث لاءات. لا اعتراف، لا صلح، لا مفاوضات. بعد ثلاثين عاماً تم الاعتراف وأبرمت اتفاقات الصلح بعد مفاوضات.
هذا يعني أن العقل السياسي العربي لا يحسن التمييز بين التكتيك والستراتيجيا، ويميل إلى خوض المعارك إما من دون تدقيق بموازين القوى أو بناء على حسابات مغلوطة، ويرسم مستقبله عن طريق الاستخارة أو التنجيم. يستثنى من هذه الأحكام القاسية عبور الجيش المصري قناة السويس ودخول ياسر عرفات إلى رام الله ومقاومة الاحتلال في لبنان، فضلاً عن صمود الشعب الفلسطيني وتضحياته الخارقة وبطولات مشهودة حين يتعلق الأمر بالنخوة والحماسة ومواجهات السلاح الأبيض.
الجهل هو المرض الأخطر. بدل الذهاب إلى تفسير أسباب الهزائم نسارع إلى التخوين لتبريرها. كيف يمكن أن تحرز نصراً إن لم تعرف عدوك. في أنظمة الاستبداد تنشغل الأجهزة بملاحقة المعارضة أكثر من انشغالها بمعرفة أسرار العدو. انتظرناهم من الشرق فأتونامن الغرب. هذا أبلغ تعبير عن ذلك. هل قدرت حماس كيف ستكون ردة الفعل على عمليتها البطولية؟
بمقدار ما كانت إسرائيل مشروعاً صهيونياً، كانت في الوقت ذاته تعبيراً عن حاجة الدول الرأسمالية الكبرى( الغرب) لحل المشكلة اليهودية، إذ كان اليهودي مكروهاً في كل بلدان أوروبا. بعد انهيار االثنائية القطبية وحرب الخليج الأولى صارت إسرائيل حاجة غربية أولاً لحماية مشروع الشرق الأوسط الجديد، لكن المواجهة استمرت كأن شيئاً لم يتبدل في وقائع الصراع.
رغم كل النكبات، ما زلنا نستغرب جرائم الصهيونية، كأننا نواجهها للمرة الأولى، أو كأن هدفنا تقديم الأدلة، فنرفع صور الأشلاء والدمار ونحصي الضحايا. لو كنا نعرف عدونا جيداً لما بددنا جهدنا على الاستغراب ولا كنا اعتدنا على انتظار الخطاب الرئاسي من عبد الناصر حتى حسن نصرالله لنعرف كيف سيكون الرد.
علاقتنا بالغرب نتاج جهلنا قيم الحضارة الرأسمالية. استغربنا التضامن العالمي مع إسرائيل ولم تلفت أنظارنا مظاهرات بمئات الآلاف في عواصم السبع الكبار أو بعشرات الآلاف من اليهود في نيويورك بالذات تضامناً مع القضية الفلسطينية.
عملية حماس بطولية بلا شك. لكنها أقرب إلى الحرب منها إلى المقاومة. الرأي العام مع المقاومة لا مع الحرب، مع الضحية ضد المعتدي،. الرأي العام يصنع حكومات الغرب وعندنا تصنعه الحكومات.
ثوراتنا نسخة عن نظام الحزب الواحد، تربي جمهورها على الاستبداد وتعادي الديمقراطية. هي عدو ما تجهل أو تتجاهل.



#محمد_علي_مقلد (هاشتاغ)       Mokaled_Mohamad_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار افتراضي بين النكبتين
- نعم لبطولات حماس لا لمشروعها السياسي
- فلسطين ليست قضية دينية
- دعم الشعب أم دعم الحرب؟
- حزب الله خاسر حتى لو انتصر
- رسالة إلى حزب الله
- لا ينتصر من سلاحه النحيب؟
- النبطية و17 تشرين
- مع القضية أم مع حاملي لوائها؟
- تسوية في فلسطين أم حسم (10)الأسئلة المغلوطة
- عميل بسمنة وعميل بزيت الثنائيات المغلوطة(9)
- أخطاء في حسابات الممانعة
- الثنائيات المغلوطة (8) نقد أم تجريح؟
- نواب التغيير وناخبوهم
- الثنائيات المغلوطة (6)الخارج والداخل
- الأسئلة المغلوطة (5) احتلال أم تدخل؟
- أفعل التفضيل أفضل التعطيل
- الثنائيات المغلوطة(4) الخوف والغبن
- في سبيل قيام تيار وطني ديمقراطي في الجنوب
- في سبيل بناء الوطن والدولة


المزيد.....




- الأسد يلتقي باقري في دمشق ويجدد التأكيد على مبدأ أساسي وخيار ...
- -سكاي نيوز-: هجوم إلكتروني يعرقل عمل عدة مستشفيات في لندن
- تغريم شركة أمريكية لتربية الكلاب 35 مليون دولار
- الدفاع الروسية: تدمير قذائف صاروخية أوكرانية في كورسك ومسيرا ...
- -300 ضربة جوية-.. درون -لانتسيت- الروسي يحطم رقما قياسيا في ...
- الجزائر.. ضبط 169 كلغ كوكايين و 7 ملايين -قرص مهلوس- خلال 4 ...
- الجيش الإسرائيلي: وحدة تجميع المعلومات الاستخبارية في الشمال ...
- هذا هو الهدف الاستراتيجي لبوتين!. بايدن يستذكر خطابا قديما ل ...
- عمال مصر يرحب بتكليف الدكتور مصطفى مدبولي بتشكيل الحكومه الج ...
- قتيل بغارة إسرائيلية جنوب لبنان والحرائق تلتهم جانبي الحدود ...


المزيد.....

- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي مقلد - الثورة عدو ما تجهل