أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جاسم المطير - النجف مدينة الملائكة والشياطين ..!!مسامير 1222














المزيد.....

النجف مدينة الملائكة والشياطين ..!!مسامير 1222


جاسم المطير

الحوار المتمدن-العدد: 1733 - 2006 / 11 / 13 - 08:46
المحور: كتابات ساخرة
    


وردتني رسالة من صديق نجفي الأصل والفصل ، يعود نسب والده إلى الليبرالي الأول نبينا آدم عليه السلام ويعود نسب والدته إلى داعية الحرية الأولى حواء عليها السلام ، ولا صلة نسب له لا مع حسين الرضي ولا بمحمد رضا الشبيبي ولا بالشاعر الشعبي الحاج زاير ولا بالشاعرة وئام ملا سلمان ولا بحسين جسام ولا بالشيخ علي القطبي ، بل أن صديقي رجل بسيط المظهر والمنظر يعني بأمور الأدب والنقد ، قراءة وليس كتابة ، يسكن بيتا صغيرا فقيرا في مدينة النجف الاشرف التي يسميها البعض مدينة العلم والعلماء أو مدينة الأدب والأدباء لكن صاحبي اقسم في سطور رسالته أن لا أحد من شباب النجف يعرف الآن من هو الشاعر الفرطوسي أو إبراهيم الوائلي أو عبد الرزاق محي الدين أو بطرس البستاني أو عبد الكريم الازري أو دستويفسكي أو شيخ زبير ( شكسبير) أو جواد سليم أو محمد غني حكمت وغيرهم .. إن هذه المدينة قد صارت اليوم مدينة اللطم واللطماء وإنها غدت مدينة ساخنة بالهجرة منها واليها وصارت فيها " العمامة السياسية " المسلحة بالكلاشنكوف هي البديل عن العقول المتسلحة بالعلوم والآداب والفنون تفرض على الناس القادمين إليها او المقيمين فيها بممارسة الدين والفروض المذهبية لكن بشرط مصاحبتها باللطم على الصدور والكفخ على الرؤوس ..!! قلّ في المدينة عدد الدكاكين التي تبيع دسكات الانترنت والكومبيوتر وكاسيتات أغاني الملحد فريد الأطرش والمطربة السافرة أم كلثوم ، وازدادت دكاكين حفاري القبور وبائعي " القامات والزنا جيل " .. كل سوبر ماركت ممنوع وكل خدمة حضارية ممنوعة وأصبحت مدينة الإمام على بن أبي طالب لا زمان لها ولا مكان وفريسة دائمة للبحث عن المال غير الحلال وزواج المتعة بأساليب اللمعة والإشارة والفزعة ، وليس غير ..!
أحزنتني رسالة هذا الصديق .. وأشعرتني أن مدينة الشعر واللغة والآداب قد عادت إلى العصور الوسطى وربما إلى ما قبل " الجاهلية الوسطى " فلم يعد زعماؤها علماء ولا علماؤها زعماء فقد حرمت معاهدها ومدارسها وبيوتها من أن تولد وتعيش وتموت ــ كما كانت سابقا ــ بالشعر أولا والآداب ثانيا والعلوم الإسلامية ثالثا ويبدو ان القائمين بأمرها يريدون أن يفرضوا عليها قيم الجهالة والتجهيل والجهلاء حتى أصبحت مكتباتها تمر بفترة نقاهة من الكتب الانكليزية والفرنسية ومن كتب مصرية أو لبنانية ولا مصادر غير مصادر اللطمية والأبوذية والسادية فكل من لا يمتلك في مكتبته مصادر من هذا النوع عليه أن يواجه " فترة نقاهة ..! " داخل بيت معد للمختطفين أو داخل قبر من قبور الوادي القريب من بحر النجف ، فقد منعوا عن مدينة النجف وعن مكتباتها وعن صحنها الشريف كتبا لا تصدر من دور نشر مذهبية محددة وإلا فان الكلاشنكوف يقف على رأس كل من يضم كتابا أو كتبا غير مستوردة من دور النشر الإيرانية الصادرة في " تهران " أو في " آبادان " أو في " قم المقدسة " ..!
أقول لصاحبي صاحب الرسالة الحزينة لا تحزن .. فأن السادة القادة في مدينة النجف المعاصرة يريدون أن يستوردوا لنا ما فاتنا من علوم وثقافة الفرس الأقدمين الذين عنوا بالعلوم العقلية والطبيعية والمنطقية والفلسفية التي حرمنا منها سعد ابن ابي وقاص الذي رماها في البحر رافضا نقلها إلى العراق لان الله هدانا بكتب أفضل منها ..!!
مدينة النجف ليست بحاجة الآن إلى العلوم العقلية والطبيعية ، فقادة الأمور فيها يلعنون التكنولوجيا كل يوم بالموبايل الذي يتكلمون به وبشاشات الستلايت الذي يظهرون عليه وليس لديهم متسع الوقت للاهتمام بالعلوم العقلية ولا بابن خلدون ولا بابن رشد ولا بابن زريق ولا بابن مندل ولا بابن نيوتن .. بل منشغلون بملء عقول النجفيين والملة جميعا بفقه وشرعيات اللطم على الصدور متحرزين بمزيد من المـُنح والنذور إنقاذاً للناس من معاطب السفور ، ولتلبية حوائج العمران وتحقيق الطيران ، بعد الموت ، فوق السحاب بطابع الزام الحجاب كشرط لدخول الجنة يوم القيامة والحساب ..!
**********************
• صبحكم الله بالخير يا شباب النجف الأشرف :
• مكتوب على جبينكم مثلما مكتوب على باب مدينتكم : كل شيء مرفوع من الخدمة الحضارية في هذه المدينة المقدسة ..!!



#جاسم_المطير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسامير جاسم المطير 1223
- لن يضيء مصباحك إن أنت أطفأت مصابيح الآخرين ...مسامير 1221
- أجاثا كريستي .. غابت ذكرى ميلادها ورحيلها لكنها حاضرة بيننا ...
- الإعدام .. عذاب لصدام حسين استحقه بجدارة ..!!مسامير 1220
- مسامير جاسم المطير 1218
- ادب
- هل تستطيع السينما الفلسطينية. محاورة المشاهد الأوروبي؟
- وقاحات الثعالب ..!!مسامير 1215
- مسامير جاسم المطير 1213
- مسامير جاسم المطير 1214
- مسامير جاسم المطير 1212
- مسامير جاسم المطير 1211
- رغم التي واللتيا نقول عيدكم سعيد ومبارك ..!مسامير 1210
- مسامير جاسم المطير 1209
- يا حكام العراق تعلموا الحكمة من أبن باجة ومن W.Cإإ
- لم يولد الشرطي العراقي فاسدا إنما باقر صولاغ جعله كذلك ..مسا ...
- مسامير جاسم المطير 1207
- له لون ولكن بدون رائحة هو المستشار الثقافي ..!مسامير 1205
- ملاحظات حول برنامج الحزب الشيوعي العراقي ونظامه الداخلي 3 مس ...
- عن بطل ديمقراطية القنادر ..!مسامير 1204


المزيد.....




- “اعتمد رسميا”… جدول امتحانات الثانوية الأزهرية 2024/1445 للش ...
- كونشيرتو الكَمان لمَندِلسون الذي ألهَم الرَحابِنة
- التهافت على الضلال
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- الإيطالي جوسيبي كونتي يدعو إلى وقف إطلاق النار في كل مكان في ...
- جوامع العراق ومساجده التاريخية.. صروح علمية ومراكز إشعاع حضا ...
- مصر.. الفنان أحمد حلمي يكشف معلومات عن الراحل علاء ولي الدين ...
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- شجرة غير مورقة في لندن يبعث فيها الفنان بانكسي -الحياة- من خ ...
- عارف حجاوي: الصحافة العربية ينقصها القارئ والفتح الإسلامي كا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جاسم المطير - النجف مدينة الملائكة والشياطين ..!!مسامير 1222