أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جاسم المطير - أجاثا كريستي .. غابت ذكرى ميلادها ورحيلها لكنها حاضرة بيننا بغموضها البوليسي ..!















المزيد.....

أجاثا كريستي .. غابت ذكرى ميلادها ورحيلها لكنها حاضرة بيننا بغموضها البوليسي ..!


جاسم المطير

الحوار المتمدن-العدد: 1730 - 2006 / 11 / 10 - 12:06
المحور: الادب والفن
    


في خضم التطورات الكبيرة والخطيرة الجارية في العالم مرت الذكرى السنوية الـ106 على ميلاد الكاتبة الروائية البوليسية العالمية اجاثا كريستي من دون ان تحظى هذه الذكرى بالاعتبار المنشود.. فهل فارقت اجاثا كريستي تاريخها القياسي يوم كان لا يوجد شاب غير مشغول بقراءة كتبها، بل من النادر ان تدخل بيتا في كل مكان من العالم من دون ان تجد قصصها متناثرة في غرف النوم او في صالات الاستقبال أو في اي مكتبة بيتية؟
اما اليوم فإن ملايين الشباب لا يعرفون اسم اجاثاكريستي ان كان رجلا او امرأة، في زمن تختلط فيه العلوم السياسية بالعلوم البوليسية، وفي زمن يقوم فيه العالم بتفكير عميق حول الارهاب الدولي، وهو يشاهد يوميا الكثير من الاجراءات البوليسية الشديدة في محاولة لتجنب الاعمال الارهابية التخريبية المدمرة.
كثير من قراء ومحبي روايات اجاثاكريستي يتساءلون كيف استطاعت هذه المرأة ان تسيطر برواياتها على عقول وقلوب ملايين البشر منذ بداياتها الاولى في تأسيس مبنى ومضمون روايتها البوليسية التي كانت تبدو لقرائها انها مرسومة روائيا على وقائع جرت في المجتمع امام ناظريها.
السؤال هنا: هل اجاثاكريستي استرعت انتباه مئات الملايين من القراء بذكائها الروائي ام بسعيها لبناء رصيد متتال متصاعد في الرواية البوليسية عن طريق عرض وقائع الجرائم واعطاء الفرصة للخيال البوليسي في تحقيق امكانات وقدرات البوليس لكشف تلك الجرائم وادانتها..؟
تتباين تقديرات النقاد والباحثين في الاجابة عن مثل هذا السؤال بسبب ان القدرة الروائية لاجاثاكريستي تجتمع فيها عناصر عديدة، منها خصائصها في الذكاء العقلي، وقدراتها في تنمية الاسلوب الروائي، وتميزها في تشويق القارئ، واعتمادها على عناصر الخيال التي تتحول في ذهن القراء الى مؤشر واقعي.
ولدت اجاثافي 15 سبتمبر عام 1890 بإحدى القرى الصغيرة جنوب انكلترا، وتوفي والدها وهي صغيرة. فاهتمت والدتها الذكية بطفلتها الصغيرة التي كانت تظهر في تصرفاتها بعض ملامح النبوغ الخيالي فراحت الام توجه وتربي ابنتها لتحقيق منجز رئيسي ما في حياتها. لم تكن الام قادرة على تحديد الناحية الفنية او الثقافية التي يمكن لابنتها ان تنشأ وتنمو او تبدع فيها، لكنها اصرت على تعليمها.. ثم ارسلتها الى باريس وهي في السادسة عشرة لتتعلم عزف البيانو والغناء التي كانت تود اجاثاان تحترفه، ولكن مدرسة الموسيقى الفرنسية اقنعتها بأن صوتها ليس قويا للدرجة التي تؤهلها ان تكون مغنية اوبرا والتي طالما كانت تعشقها، الى جانب ان اجاثاكانت شديدة الخجل والخوف من الظهور فتخلت عن حلمها القديم في الغناء بسرعة لتبحث عن ميدان اوفر حظا لنبوغها المبكر.
قامت الحرب العالمية الاولى ونشطت فكرة التطوع في المجتمع، فتطوعت اجاثاللعمل في احد المستشفيات كممرضة لتساعد في علاج جرحى الحرب، وتزوجت وقتها طيارا اسمه (آرشيبالد كريستي) عام 1914م واخذت منه لقبها واحتفظت به على الرغم من انفصالها عنه عام .1928 لكن هذا النوع من العمل وهذا الزواج الفاشل لم يكونا مجرد نزعتين فرديتين محدودتين بل اعطتها التجربتان الكثير من القدرة لاكتشاف الجوانب الحسية للعمل بين المرضى وفي مجال الاخفاق في بناء اسرة ذات صلة بطبيعة المجتمع البريطاني الرأسمالي.
ثم تزوجت مرة اخرى عام 1930 من عالم الاثار الشهير ماكس مالوان، الذي اكتشف مقبرة اور الشهيرة في العراق، وأمضت معه سنوات كثيرة بين العراق وسوريا ومصر. هذا الانتقال من الغرب الى الشرق ومن الحاضر الى الماضي، نقل إليها العديد من تصانيف الخيال وخاصة الخيال الروائي الذي راح يمتزج بذكائها الخاص المتنامي وراحت هي ترصده وتتعقبه بنفسها.
كانت رواية ثلوج على الصحراء هي اولى محاولات اجاثافي الكتابة ولكنها فشلت في اقناع اي من الناشرين بقبولها.
لم تتخل عن رغبتها بسرعة كما فعلت مع الاوبرا، فقد قررت ان تكتب مرة اخرى، ولكن هذه المرة كتبت على سبيل الرهان مع شقيقتها بأنها تستطيع ان تكتب رواية بوليسية يصعب التعرف على القاتل فيها، وهو ما كان، فظهرت رواية لغز الجريمة الغامضة في ستايلس للنور وارسلتها الى دار بودلي هيد ونشرتها بعد ان رفضها ستة من الناشرين، وكانت هذه انطلاقتها في عالم الكتابة وبداية معرفة العالم بأشهر كاتبة للروايات البوليسية على مستوى العالم.
بعدها كتبت رواية الغريم الخفي في عام 1922 حيث سردت فيها ذكرياتها ايام الحرب، ثم جريمة في ملعب الغولف عام ،1923 ثم تتوالي روايتها.. سر قلعة تشميني، جريمة في قطار الشرق السريع، جريمة في العراق، الرجل ذو البدلة البنية.. لتترجم هذه الروايات الى اكثر من 120 لغة، وتصبح الكاتبة صاحبة اكبر نسبة قراءة في العالم، كذلك تم تحويل الكثير من رواياتها الى افلام ومسلسلات بوليسية ومسرحيات، اشهرها مسرحية المصيدة التي عرضت لاول مرة في نوفمبر ،1952 وظلت معروضة لاكثر من ربع قرن تغير خلالها المخرجون والممثلون والمتفرجون وبقيت اغاثا ، وتم تحويل هذه المسرحية فيما بعد الى فيلم سينمائي.
بالقرب من الموصل بالعراق، استقرت اجاثاكريستي في بيت بسيط وواصلت عملها الدؤوب مع زوجها عالم الاثار البريطاني البروفسور ماكس مالوان الذي كان ينقب في حفريات النمرود .
ومن مذكرات زوجها ـ نشرتها دار المأمون العراقية للترجمة والنشر في بغداد في 1986 ـ نتعرف على تفاصيل يومها في العراق، فنجدها تجلس في شرفة تطل على نهر دجلة في الصباح تتناول فطورا انكليزيا او القيمر العراقي مع خبز التنور اللذيذ، ثم كتابة قصصها البوليسية، وتسجيل الوقائع بأسلوب روائي واقعي وتشويقي يقترب من شكل التصوير السينمائي.
بلغ انتاجها من الروايات اكثر من 77 كتابا، ثلاثة منها تدور احداثها في العراق.. هي (1) جريمة في وادي الرافدين (2) قطار الشرق السريع (3) بوابة الى بغداد، حيث عمل شغفها بالقطارات وولعها بالسفر الى ان تختار بلاد ما بين النهرين لتكون فيها بعدما قرأت الكثير عن حضاراتها مما دفعها الى مغامرة السفر الى بغداد ومنها الى الناصرية واور في الفترة ما بين عامي 1928 و.1929
من اهم الموروثات الاثارية المؤثرة في حياة اجاثاكريستي كان مقبرة اور الملكية وما اكتشف فيها من الخنجر المشهور الى القيثارة السومرية والحلي النسائية الملكية..
حيث كان لها فعل السحر على اغاثا، حيث منحتها تصورا جديدا وبعدا اخر اضفى على كتاباتها نوعا من السحر والغموض.
في موقع النمرود الذي يقع بالقرب من مدينة الموصل، استعملت اجاثا كريستي كاميرا سينمائية في تصوير لقطات عن الناس والبيئة في تلك الاماكن، فوجدت في ألبوماتها صور متنوعة منها مزارع كردي يقطع الطريق عابرا بقطيعه، وصور الرهبان بملابسهم التقليدية، وعبر نهر دجلة صورت راعيا عربيا بعقاله وعنزته، وفلاحا يحرث الارض واخر يبذر البذور، وبائع الحلاوة في السوق الشعبي وشابا ببدلة اوروبية عصرية بربطة عنق..!
ظلت اجاثاتنتشر وتتوسع في شهرتها لتحصل على لقب ملكة القصص البوليسية، ثم رحلت عن عالمنا عام 1976 لتبقى في ذاكرتنا وعلى رفوف المكتبات وفي حقائب الشباب والمراهقين في المدارس والجامعات.
مضت 36 سنة على وفاة هذه الروائية العالمية التي استحوذت على قلوب الملايين من القراء ونشرت مؤلفاتها بحجم كبير بلغ اربعة مليارات نسخة بأكثر من مائة لغة.
رقم مذهل لا يبلغه إلا العظماء من الكتاب .. أليس كذلك ..؟



#جاسم_المطير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإعدام .. عذاب لصدام حسين استحقه بجدارة ..!!مسامير 1220
- مسامير جاسم المطير 1218
- ادب
- هل تستطيع السينما الفلسطينية. محاورة المشاهد الأوروبي؟
- وقاحات الثعالب ..!!مسامير 1215
- مسامير جاسم المطير 1213
- مسامير جاسم المطير 1214
- مسامير جاسم المطير 1212
- مسامير جاسم المطير 1211
- رغم التي واللتيا نقول عيدكم سعيد ومبارك ..!مسامير 1210
- مسامير جاسم المطير 1209
- يا حكام العراق تعلموا الحكمة من أبن باجة ومن W.Cإإ
- لم يولد الشرطي العراقي فاسدا إنما باقر صولاغ جعله كذلك ..مسا ...
- مسامير جاسم المطير 1207
- له لون ولكن بدون رائحة هو المستشار الثقافي ..!مسامير 1205
- ملاحظات حول برنامج الحزب الشيوعي العراقي ونظامه الداخلي 3 مس ...
- عن بطل ديمقراطية القنادر ..!مسامير 1204
- مسامير جاسم المطير 1203
- مسامير جاسم المطير 1202
- مسامير جاسم المطير 1201


المزيد.....




- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جاسم المطير - أجاثا كريستي .. غابت ذكرى ميلادها ورحيلها لكنها حاضرة بيننا بغموضها البوليسي ..!