مسامير جاسم المطير 1212

جاسم المطير

الحوار المتمدن-العدد: 1718 - 2006 / 10 / 29 - 08:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

نقص عمر العراقيين في العيد السعيد ثلاثة ايام فقط ..!!
حين يحل عيد الفطر وبعده عيد الأضحى يتذكر الأطفال والشباب شيئين : احدهما الجوال في الحدائق والمنتزهات والثاني مشاهدة الأفلام السينمائية والعروض المسرحية .. أما كبار السن فهم يستعيدون ذكرياتهم عادة في شارع المرحوم ( أبو نواس ) .. وكم كنت أتمنى أن يكون ( المستر ديورانت ) مؤلف مجلدات ( قصة الحضارة ) موجودا خلال العيد السعيد بضيافة وزارة الثقافة العراقية ليكتب من جديد عن ملحمة جلجامش أو عن روبنسون كروزو أو عن أبطال الأوديسة والإلياذة سيناريوهات سينمائية جديدة عن سعادة العراقيين بالعيد المبارك هذا العام ..!
شهدت دور العرض السينمائي والمسرحي في بغداد والمحافظات الجنوبية كلها بمناسبة أيام عيد الفطر السعيد مظهرا أكثر براعة ورونقا مما تخيل المشاهدون الذين تعودوا على قضاء أوقات العيد السعيد بمثل هذه الدور المحروسة دائما بعون الله ويقظة الميلشيات ــ حفظها الله ــ منذ حوالي الثلاث سنوات ونجح أبطال ( فيلم الإرهاب ما زال متواصلا ) في الارتفاع بإيراداته بشكل غير محسوب وغير متوقع رغم أن( قناة العراقية ) غير الطائفية كانت قد نافست دور العرض السينمائي والمسارح في تقديم برامج غير مثقلة بالأعباء الفكرية والسياسية ، بل اعتمدت على تقديم كل ما يذكرنا بآبائنا وأجدادنا بشكل مسحور بقيم الماضي العربي الذي كان يغط في ظلام عظيم فبدا في عيون المشاهدين وكأنه بحر الأنوار الذي أحال كوكبنا كله إلى شعلة وهاجة لا مثيل لها في أي مكان بالعالم الغربي المتفسخ الفاسد اللعين ..!
دور السينما كلها كانت مغلقة الأبواب ليلا ونهارا لامتلائها بالرواد ..!
قاعات المسرح في المدن والأرياف امتلأت بــ" الرواد " أيضاً ..!
شاهدنا ، بفرح وسرور بالغين ، مقدمي البرامج في القناة العراقية ، من متعددي المواهب من المحجبات والمحجبين وأصحاب اللحى من ذوي الموديلات العصرية التي تجعل وجوههم " فهيمة وحكيمة " لكي لا يبقى المشاهدون جهلاء بالموديلات اللحوية الحداثوية ..! وقد أتاحت " الثورة الثقافية " التي أطلقتها قناة العراقية تناغما موضوعيا بين جميع مكونات الشيعة والسنة العراقيين لتجنب أضرار الانقسام الوطني بسبب رؤية طلوع قمر العيد بيومين متتاليين ، خاصة بعد أن اثمرت أشجار اللطيفية والبصرة والكوت وبلد والضلوعية قبل العيد السعيد تدريبا قتاليا اعقب النقاشات الواقعية بين جيش المهدي ــ عجل الله فرجه ــ وقوات بدر حفظها الله بملائكته ورعاها قادتها بالمال والسلاح ، وجيش محمد المشع بوجوه الملثمين ، وقد سقط عشرات القتلى والجرحى ضحايا هذا القتال الذي تم تصويره بأحدث الكاميرات السينمائية ، تمهيداً لإنتاج فيلم جديد يجسد حكمة وشجاعة الطائفيين العراقيين التعدديين من كل ملبس وعمامة ولحى ، وسيتم عرض هذا الفيلم الجديد، عاجلا أو آجلا ، في قاعة البرلمان العراقي المسماة " القاعة الخرافية " المقادة بالديمقراطية المشهدانية ..!
لقد وجد العراقيون أنفسهم خلال العيد السعيد على مشارف كون فسيح من " السعادة الرهيبة " حتى بدا الزمان والمكان خلال ثلاثة أيام في شاشة القناة العراقية ضوءا كاشفا لجميع إمكانات العيش في القطب الشمالي حيث لا يجد الإنسان فيه ذبابا ولا بقا ً..! ولا فصولا سينمائية من الكاميرا الخفية ..!
**************************
• صبحكم الله بالخير :
• عندما شاهدت القناة العراقية الفضائية خلال أيام العيد السعيد حمدتُ الله انه جعل الملائكة وحدهم لا يكذبون ..!
******************
بصرة لاهاي في 27 – 10 – 2006

#جاسم_المطير (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل