مسامير جاسم المطير 1218

جاسم المطير

الحوار المتمدن-العدد: 1725 - 2006 / 11 / 5 - 07:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

مسامير جاسم المطير 1218
أيها السادة القادة إذا لم تكونوا مرتشين كونوا منافقين ..!!
تمكن ابن خلدون بتحليلاته الرائعة من الوقوف على سر تعاقب الدول وكشف أسباب دوران الحكام في حلقة مفرغة ، ورأى في ذلك أسبابا وعللا عديدة لا تفيد معها نصائح الأدباء العرب ولا نصائح العلماء المسلمين ..!
أما مكيافيللي فقد استطاع أن يكشف ما يجري في عقول السياسيين المتربعين على دست السلطة أفاد منها العلامة دنيير والمستر كسلر والجنرال دونترمان ومن على جنسهم وشاكلتهم ..!
نحن المساكين أبناء الرعية في العراق المعاصر ، عراق الديمقراطية الملفوفة بالصدرية البيضاء ، نعرف أن بلادنا تدور في حلقة مفرغة كما علمنا ابن خلدون .. لكن والله وبالله وتالله لا نعرف ماذا يدور في عقول حكامنا وماذا يدور في عقول نواب برلماننا ..! فكل خطوة تجري بأجهزة الدولة يكتشف الناس بعدها أن فيها خللا أو زللا ، ثم يسمعون أحاديث عجيبة ويشاهدون حكايات مضحكة ، فقد استشرى في البلاد بين كثير من العباد فساد ..! فساد من كل لون ونوع يخل بركائز الدولة التي تحاول هيئة النزاهة العامة في ظل " الدولة الصدرية العراقية " أن تتاح لها الفرصة لمطالبة " أولي الأمر " و" السلطان " بمراعاة عملها ، وتنفيذ قراراتها ، وتطبيق القانون والشرع فيها ، كي تستبعد الحياة السياسية العراقية كلها من شرور الفساد ..!
من اجل هذا وذاك زار ، يوم أمس ، وفد من هيئة النزاهة العامة السيد خالد العطية النائب الأول لرئيس مجلس النواب العراقي في مكتبه ، وقدم الوفد ملخصاً عن أهم أعمال الهيئة ونشاطاتها لمكافحة الفساد الإداري والمالي ..! مطالباً بدعم مجلس النواب ــ ولو بسطر واحد ونصف من الكلام الصحيح الصريح ــ على اعتبار أن مجلس النواب ـ حفظه الله ورعاه ـ الجهة الوحيدة المسئولة عن عمل الهيئة والإسراع بتشريع قانون هيئة النزاهة المقدم إلى مجلس النواب ، كما استعرض الوفد بعض " الأفكار المستقبلية ..! " والتي من ضمنها فتح خمسة فروع في عموم العراق إضافة إلى اثنين وعشرين مكتباً ..!
قال السيد خالد العطية ـ بأكثر من سطر ونصف السطر ـ إننا نقدر عمل الهيئة ونشاطها الملحوظ في ملاحقة الفساد ومكافحته مبيناً بأن عمل الهيئة حساس جداً في ظل هذه الظروف الصعبة التي يمر بها البلد بعد ان دمرت اغلب البنى التحتية في ظل الحرب وعمليات السلب والنهب والفوضى بعد سقوط النظام السابق ،وطالب العطية من الوفد أن يتركز عمل الهيئة على الجانب " التوعوي والتثقيفي " ضد الفساد من خلال التعاون مع المؤسسات الدينية ومؤسسات المجتمع المدني والجامعات والمؤسسات الإعلامية إلى جانب عمل الهيئة في محاسبة المفسدين ، كما " وعد " سماحته بتقديم كل الدعم اللازم لاستمرار عمل الهيئة في مكافحة الفساد والارتقاء بمستوى الأداء إلى الأفضل ..!
سماحة الشيخ العطية سمع كلام وفد النزاهة من هنا وأخرجه من هناك ..! فلم يتحدث عن " قانون النزاهة " ولا عن " فروع " هيئة النزاهة ..ولا عن " مكاتبها " ..! بل فعل سماحته حسنا ..! فقد شارك الشعب العراقي أحزانه الكبرى في انتشار بلايا الفساد ببلاد الرافدين ، ناصحا بان على الرعية أن " تتوعى " وان " تتثقف " دونما حاجة إلى دور البرلمان في الرعاية والدعم و " الارعاء " ..!
رحم الله أمير المؤمنين وخليفة المسلمين المدعو المكتفى بالله ، بطل العصر العباسي الثاني ، الذي لم يسلم عهده من زلزلة عظيمة هزت بغداد كلها، ودامت أيامًا، وذهب ضحيتها خلق كثير، وهبت ريح بالبصرة لم يُرَ مثلها، وزادت مياه دجلة زيادة كبيرة ففاض الماء وأغرق الأرض، وخرب الديار والزروع، لقد دامت خلافة المكتفى ست سنوات وستة أشهر، ولقي ربه سنة 295هـ/ 908م، وروي أنه قال عند موته: والله ما آسى إلا على سبعمائة ألف دينار صرفتها من مال المسلمين في أبنية ما احتجت إليها، وكنت عنها مستغنيًا، أخاف أن أسأل عنها، وإني أستغفر الله منها...!
ترى ألا يوجد فقهاء أو خلفاء في " العراق الصدري الجديد " لا يعيشون انفصاما في شخصيتهم و لا يستشعرون بنشاز كلامهم وتناقض أعمالهم ..؟
***********************
• صبحكم الله بالخير :
• آدم وحواء أكثر من نواب البرلمان العراقي صدقا فلا آدم وضع عمامة على رأسه ولا حواء تحجبت ..!!
**********************
بصرة لاهاي في 3 – 11 – 2006

#جاسم_المطير (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل