أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جاسم المطير - ادب














المزيد.....

ادب


جاسم المطير

الحوار المتمدن-العدد: 1724 - 2006 / 11 / 4 - 12:12
المحور: الادب والفن
    


ذكرى : كاتب راهن على اللغة البسيطة
دوفلانوف: موت في المنفى وخلود في الوطن الأم


01/11/2006 جاسم المطير:
على الرغم من وفاة الكاتب الروسي سيرغي دوفلانوف المبكرة نسبيا (ولد عام 1941 - توفي عام 1990)، غير ان اسمه وتاريخه وكتاباته ظلت محل الجدل الروسي منذ ربع قرن من الزمان وحتى اليوم حيث اختلط الموقف من الادب وعلاقته بالسلطة، والاديب وعلاقته بالسياسة وبالجوانب العملية مع النزعات الايديولوجية الشيوعية. كما امتد الجدل ايضا الى المفاهيم والمواقف التي يواجهها الاديب المغترب امام الثقافات الاخرى.
لم يعد موضوع الاديب المهاجر عن وطنه مسألة أحادية الجانب، بل صارت قضية ثقافية عامة تحتاج الى جدل لفهم علاقتها بالأسس الايديولوجية وبالمواقف السلطوية المؤثرة فيه. هذا الموضوع صار في الذكرى الخامسة والستين يقوم على افتراضات عديدة في روسيا المعاصرة. هذه الافتراضات قد تكشف الكثير من الامور المخفية حتى الآن ليس فقط في ما يتلعق بهذا الكاتب بل يتضمن ضرورة فهم التطورات المعاصرة في علاقة الادباء الروس بالسلطة السوفيتية
لم يكن سيرغي دوفلانوف اسما عاديا مر بالمجتمع السوفيتي السابق او بالمجتمع الروسي المعاصر، بل هو من مجموعة الكتاب الذين نالوا شعبية واسعة نالت اعجابا وتمحيصا ودراسة في اللغويات الادبية الروسية.
تخليدا لذكرى ميلاده ال65 نشرت في روسيا روايته الاخيرة تحت عنوان خطاب بلا ذريعة او اعمدة المحرر في طبعتها الأولى، وكانت قد احيطت بعدد من احتفالات التكريم في موسكو، لهذا الكاتب الروسي الذي حاول في كتاباته المزج بين مشاعر متوافقة بين الوطنية والهجرة. ويأتي صدور الكتاب كأول اختبار لمدى شعبيته الحاضرة في المجتمع الروسي وقد بني الاختبار على مدى بيع ورواج كتابه الذي طبع منه في طبعته الأولى 27000 نسخة وجدت طريقها للبيع المباشر بأكثر من 20 ألف نسخة، حتى الان، الى الادباء الروس المتخصصين والى المثقفين بصورة عامة. وتشير بعض الاحصاءات المكتبية الى ان الكتاب يتصدر مبيعات مكتبات موسكو.
قد يندرج الكتاب، الصادر بالروسية، كما اشار بعض قرائه تحت نوع أدبي- ابداعي له علاقة بتاريخ الافكار او بتاريخ التطور المعرفي الذي واجهه دوفلانوف في منفاه بالولايات المتحدة الأميركية، لكنه كما يقول بعض كتاب الصحافة الروسية ان الكتاب الاخير، مثل كتبه السابقة، يحمل اجزاء من سيرته الذاتية التي كتبها في اعمدة متتالية لصحيفة اميركية تنشر باللغة الروسية اسمها نوفيل امير كانتس وهي الاعمدة التي حررها في نيويورك خلال الفترة 1980-1982 .
ليست ارقام مبيعات الكتاب مؤشرا وحيدا على وجود شعبيته في روسيا، بل اشارت الصحف الى ان العديد من الممثلين المسرحيين الموسكوفيين كرموا كاتبهم سيرغي دوفلانوف بطريقتهم الخاصة حيث كرسوا له عرضا خاصا مساء الثالث من سبتمبر 2006 وهم يرددون على شبابيك المسرح مقتطفات من رواياته، ومعظمها عبارة عما يفضله المسرح الوثائقي، الرائج في روسيا في ايامنا هذه، وقد حضرت زوجة وابنة الكاتب، إلينا وكاتيا دوفلانوف، المقيمتان في الولايات المتحدة، الى موسكو لكي تعرضا روايته الاخيرة.
هاجر دوفلاتوف الى الولايات المتحدة عام 1978، ولم تنشر مؤلفاته في الاتحاد السوفيتي قط، وترجمت رواياته الى العديد من اللغات الأوروبية والى اليابانية، وهي تروي من خلال تجاربه كحارس في احد السجون، وكدليل وكصحافي، ضراوة الحياة السوفيتية.
من بين ما كتب دوفلاتوف كان نقده لردود الفعل السوفيتية عند المهاجرين الى الولايات المتحدة، ونقص التسامح الملقن لهم في الاتحاد السوفيتي، ويناشدهم ان ينتقدوا أنفسهم أولا بدلا من الاكتفاء بنقد النظام الشمولي، ويقول:
الزعماء السوفيت ليسوا كائنات قادمة من العالم الخارجي والسلطة السوفيتية من الاشياء التي تعودنا عليها، لذلك فمن الضروري ان نتجاوز هذا الامر فينا .
في اعمدته ظهرت، للمرة الأولى، نماذج شخصياته الروائية، ومنها على سبيل المثال رواية المنطقة التي لم يكتشفها القارئ الروسي الا في التسعينات بعد وفاة دوفلاتوف.
اثبتت الاحتفالات الخاصة لتكريمه ان سيرغي دوفلاتوف مازال واحدا من المؤلفين الاكثر حداثة وشعبية في روسيا الذين لم يتخط الزمن كتاباتهم.
واعرب اركادي فيتروك مدير دار ماشاون للنشر عن سروره، لتصدر هذا الكتاب الذي يضم المقالات التي كتبها دوفلاتوف في مجلة امريكانيتس (الميركي الجديد) الصادرة باللغة الروسية والتي تولى ادارتها في نيويورك من 1980 الى 1982، المبيعات في بعض مكتبات موسكو .
قال بيوتر فايل الناقد الأدبي الذي عمل مع دوفلاتوف في مجلة الاميركي الجديد ان العديد من الكبار تلاشوا في السنوات الأخيرة، الا ان شهرة دوفلاتوف مازالت راسخة.
واضاف لم يستخدم أبدا اساليب عنيفة، فمؤلفاته تخلو من الاثارة، لكنه راهن على اللغة البسيطة والواضحة، وهذا ما ادى الى استمرار تأثيرها .
جمله المقتضبة تشبه الأقوال المأثورة وتخفي عملا دقيقا في أسلوبه القائم على الانتباه والتعقيب والجدل غير المشحون بالانفعال، وكلماته في سياق الجملة نفسها لا تبدأ على سبيل المثال بالحرف نفسه.
ذكر بيوتر فايل بأن الشاعر يوسف برودسكي، الحائز جائزة نوبل للآداب في 1987، كان يحب دوفلاتوف كثيرا، ويقول عنه انه كان الكاتب الروسي الوحيد الذي تقرأ نصوصه حتى نهايتها .
سيرغي دوفلاتوف نموذج فريد لمواطن بذل مجهودا خاصا متعددا ليكتب له الخلود في مجتمع ولد فيه ونما وتحمل فيه كثيرا من الضغوط، ثم انتقل الى المنفى ليضطلع بدور حر كي يورث جينات كتاباته الحرة الى اجيال مقبلة من ابناء روسيا وأدبائها.
فكم يا ترى من الأدباء المنفيين العرب، بامكانهم تحريك منجزاتهم الابداعية ليصبحوا قادرين لزمن طويل على البقاء وتوريث خصائصهم الابداعية لاجيال لاحقة كما فعل سيرغي دوفلاتوف؟









#جاسم_المطير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تستطيع السينما الفلسطينية. محاورة المشاهد الأوروبي؟
- وقاحات الثعالب ..!!مسامير 1215
- مسامير جاسم المطير 1213
- مسامير جاسم المطير 1214
- مسامير جاسم المطير 1212
- مسامير جاسم المطير 1211
- رغم التي واللتيا نقول عيدكم سعيد ومبارك ..!مسامير 1210
- مسامير جاسم المطير 1209
- يا حكام العراق تعلموا الحكمة من أبن باجة ومن W.Cإإ
- لم يولد الشرطي العراقي فاسدا إنما باقر صولاغ جعله كذلك ..مسا ...
- مسامير جاسم المطير 1207
- له لون ولكن بدون رائحة هو المستشار الثقافي ..!مسامير 1205
- ملاحظات حول برنامج الحزب الشيوعي العراقي ونظامه الداخلي 3 مس ...
- عن بطل ديمقراطية القنادر ..!مسامير 1204
- مسامير جاسم المطير 1203
- مسامير جاسم المطير 1202
- مسامير جاسم المطير 1201
- ملاحظات حول برنامج الحزب الشيوعي العراقي (2) ضرورة الوعي بقي ...
- مسامير جاسم المطير 1200
- المسلمون نوعان : بشر وبقر ..!!مسامير 1199


المزيد.....




- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جاسم المطير - ادب