أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد حسين يونس - 2 - تفكيك المشكلة و إعادة تركيبها















المزيد.....

2 - تفكيك المشكلة و إعادة تركيبها


محمد حسين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 7712 - 2023 / 8 / 23 - 08:10
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إستكمالا لحديثي(( الإنقراض السادس علي الأبواب )) وبعيدا عن معادلات الدرجة الأولي المطروحة في أساطير ملاك الحقيقة المطلقة التي تبسط الأمورلدرجة تجعل العالم و الجاهل يتحدث فيها و يفتي
يقودنا الإتساع غير القابل للإدراك..( للأزمان والأبعاد ) في الكون التي تقترب من المالانهاية.. إلي سؤالين مرتبطين .
لماذا وجد هذا الكون و ما وظيفته ؟ و هل هو حقا بسببنا و من أجلنا نحن البشر رغم حجمنا و عمرنا الذى يجعلنا إتساعة نبدو ككائنات مجهرية (مثل الجراثيم و البكتريا ) فانية عاجزة عن التأثير .
وهل لهذا الكون الحي المهول الذى يعمل بإنتظام مذهل لمن يراقبه .. قوانين تحكمة تشبه جينوم الكائنات الحية تسيره لاهداف عصية علي فهم المجهريين أمثالنا ؟..
و هل يمكن أن يمثل الكون المرئي هذا جزء من منظومة أكبر مختفية ذات أبعاد غير متوقعة لا يمكن حصرها بقياساتنا الحالية ؟ .
و السؤال الثاني هل الوعي بالوجود حكر علي البشر .. وأنهم الكائنات العاقلة الوحيده في هذا الكون أو(الأكوان ) الممتدة بمساحات و أحجام و مسافات .. تفوق تصوراتنا.
أم أن هناك ما هو أكثر منا وعيا وذكاءا (يعيش داخل الكون أو خارجه ) يحمل من العلم و الفعل ما يجعله .. يتحكم في مصير هذا الكون ( بما في ذلك نحن وجودا أو إبادة ) يوجهه ليحقق مقاصد مجهولة للمجهريات .
بكلمات أخرى هل من الممكن أن تواجه الإنسانية قريبا بصدمة وجودية عندما يطرق أبوابها أبناء حياة عاقلة متفوقة قادمة من خارج حدود علمنا ..تغزونا لتساعدنا و ترعانا أو تفنينا و ترثنا .
يتميز الكائن الحي بسبع صفات(وظائف ، ملامح ) الحركة، النمو، الحاجة الي طاقة ، التكاثر ،الاستجابة للمؤثرات ، التكيف .. و تديره مجموعة من العمليات الحيوية التي لا تتوقف تفرق بين الحياة و الموت ( حيث تحدث في أجسام الكائنات الحية جميعها تفاعلات كيميائية ضرورية للتغذية والنمو وإصلاح الأنسجة التالفة وتحويل الطاقة إلى شكل يمكن الاستفادة منه ،في عمليات البناء والهدم و التي يتم بها تحطيم الجزئيات المعقدة إلى جزئيات بسيطة التركيب؛ فينتج منها طاقة. ).
والكون كما يعرفه العلماء.. يحمل هذه الملامح .. فهم قد إستطاعوا أن يشهدوا ما بعد الثانية الأولي لميلادة .. وبحسابات معقدة معرفة كيف تواجد من مادة شديدة الكثافة إنفجرت إنفجارا مدويا مذهلا يطلق عليه البيج بانج .
و يعرفون ..أن نهايته ستكون عندما تنفذ طاقته و يتجمد في التيه المظلم .. أو يتغلب ثقب أسود علي وظائف وحداته الحيوية التي تحافظ عليه متواجدا ..فيمتصة ويهضمة (يدمجه في صورة أخرى ) محولا مكوناته المعقدة ألي جزئيات بسيطة .
و أن هذا نظريا قابل للتكرار ..أى حدوث إنفجار عظيم لمادة شديدة الكثافة .. ثم الإنتشار في الفضاء بسرعات تفوق سرعة الضوء مكونه مجرات و شموس و كواكب .. بل قد يكون هذا ( الوجود و الفناء ) حدث من قبل عدة مرات في عوالم سابقة غامضة و مجهولة .
و نحن نعلم أن هذا الكون لا يعرف السكون فهو في حالة حركة دائمة و مستمرة و خطره ..و بين مفرداته يوجد إستجابة .. للمؤثرات الخاصة بقوى الجاذبية و الطرد والدوران .. في تناغم .. مذهل تجعله .. يتمدد .. ويتحرك .. و يتجدد.. طبقا لعلاقات ميكانيكية شديدة التركيب و الصرامة..كما لو كان يملك اليات ضبط إيقاع لحركته تنظم وظائف كل جزئية من مكوناته .
و الكون هو مصدر الطاقة في عالمنا فجرها بعد أجزاء من الثانية الأولي للحظات البداية ..و يغير من أشكالها علي مدى 14 مليار سنة.. و ما شمسنا و كوكبنا و جميع كائناته الا جزء مرتبط بشكل لا يقبل الفصل من منظومة طاقة الكون الواسعة.. التي ( لا تفني و لا توجد من العدم ) ولا حدود لها و لا قبل لنا حتي علي تقدير حجمها .
و هكذا الكون يحمل كل الملامح التي تخص الكائن الحي .. من حيث القدرة علي مقاومة الفناء .. كما نلاحظ في العلاقات المتبادلة بين المجرات و التي تبقي هذا الكون متجددا.. متغيرا .. متكيفا مع ظروفه .
في الكون كل لحظه .. تتواجد نجوما و كواكب جديدة..و تختفي أخرى تذوب و تتحول لاشكال أخرى من الطاقة و الوجود ..فيما يشبه ميلاد و موت. البشر . في الية لا نراها الا تحت الميكرسكوب الالكتروني عند فحص حركة خلايا عينة من جسد حي .
فهل هذا الكون جزء من جسد حي .. و إذا كان كذلك فهل له جينوم مجهول لنا علينا معرفته .
قدماء المصريين كانت لديهم قناعة .. بأن هذا الوجود تحركة الأرباب بكلمات القدرة السحرية .... وأن لكل كائن ( حي او جماد ) إسم مخفي يتيح لمن يعرفه أن يتحكم في صاحبه حتي لو كان بحجم (رع ) العظيم .. فإيزيس مكرت به و عرفت منه إسمه المخفي .. و سيطرت عليه
العلم اليوم بواسطة ال( دى .إن .إيه ) أصبح يملك الأسماء المخفية للكائنات التى تمكنه بواسطتها التحكم في صاحبها .
و حل بعلومة محل (كلمات القدرة ) .. لقد أصبح بمقدوره عمل معجزات.. تشبه ما نقوم به الان من تواصل رغم بعد المسافات بيننا .
و هكذا يتكرر نفس النظام و النمط بين الميكرو .. والماكرو .. ما نراه في الفراغ الكوني بالتلسكوبات و الأقمار الصناعية ..نجده يتكررتحت المجهر الالكتروني و نحن ندرس مكونات جناح ذبابة يحتوى علي مليارات المليارات من الذرات في الاف الخلايا.. والتي قد تمثل فيما بينها مفردات الكون .
مكونات الكون تدهشنا كما أن مكونات جناح الذبابة تدهشنا و لا نجد سببا لوجودالاول إلا عندما يوضع بجوار و في تلاحم و تكامل مع أجزاء أخرى ، تنتهي الي كائن يسعي بصفات معينة .. هل الإلكترون الضئيل في خلية من خلايا جناح ذبابة يستطيع أن يعي ..أين يعيش .
هذا هو حالنا .. كرومزوم صغير في خلية من الخلايا.. إليكترون في ذرة من ذرات الكون الذى يشتمل علي مليارات المليارات منها .. شموس و نجوم و كواكب تتحرك بإنتظام و كفاءة خلايا عضو من أعضاء جسد حي .
إذا كان هذا قريبا من الصحة .. وقد يكون منطقيا .. فما الصفات الجينية التي يحملها هذا الكون و تجعلة متماسكا ل14 مليار سنة .
و هل للاكوان الاخرى نفس الخصائص.. ثم إذا ما إمتلكنا الخريطة الجينية للجزء هل سنستطيع التعرف علي الكل .. كما لو حللنا لعاب حشرة فنعرف من خريطتها الجينية ماهيتها.
أفضل ما تقدمة الفلسفة أنها قادرة علي تفكيك المشكلة .. و إعادة تركيبها بصور مختلفة . و هكذا فهذا السؤال لن يجيب علية العلم في المدى المنظور ..
و لكن الفلسفة قد تكون قادرة علي الربط المنطقي وأن تجيب .. باننا نعيش في كون يشكل مع أكوان أخرى كيانا كلي القدرة لا يوجد إلا في أقاويل المتصوفين .
إننا كائنات ضئيلة مجهرية في كون متسع لمالانهاية له .. قد نكون فرع من شجرة مزروعة في الجنة... أو خلايا في عضو بجسد كائن سرمدى لاعقل للعضو و لكن تسيره قوانين الوجود التي تجعله يستمر في أداء وظيفته .. وقد نكون أى شيء .. نحن نجهل من نكون و لماذاوجدنا .. ولكننا نسعي لان نمتلك الخريطة الجينية للكون عندها نصبح ذلك السوبر مان الذى نراه في الافلام قادر علي التحكم في الوجود و العدم
عندما قال لي مستر بلازمن ( خبير إنجليزى ) في سبعينيات القرن الماضي أن الإهرامات بنتها كائنات قادمة من الفضاء بهدف أن تصبح مصانع لتوليد الطاقة و أن المسلات كانت وظيفتها نقل هذه الطاقة.. كدت أن أضربه .. لقد كسر كل ما تعلمته في قسم العمارة بكلية الهندسة عن تطور بناء مقابر مصر.. التي بدأت بمصطبة تبني أعلي حفرة الدفن ثم عدة مصاطب فوق بعضها ..لتصبح هرما مدرجا .. وأخر ناقصا .. ثم قمة النضج في هرم خوفو .. و باقي إهرامات الجيزة ...لذلك لم أصدقة .. و لم أفكر في الأمر .. فقد كنت علي يقين المحترفين بما علمة إياى أساتذة تاريخ العمارة و ذكر في المراجع المختلفة خصوصا كتاب فلتشر Sir Banister Fletcher s
في نهاية ثمانينيات القرن الماضي كتب الاستاذ أنيس منصور((الذين هبطوا من السماء )) و ناقش من خلاله قضايا جرى طرحها لأول مرة و هي أنه من المحتمل قدوم كائنات فضائية لكوكبنا .. و أنها تركت خلفها بعض الأثار الدالة عليها .. خصوصا تلك التماثيل و الأحجار الضخمة التي يصعب أن ينقلها و ينصبها البشر بأدوات بدائية
في ذلك الزمن إعتبرت ما كتبه أنيس منصور شططا يهدف إلي التشكيك في كل نظريات تواجد البشر (التوراتية أو الدروانية) .. فقد كنت لا أثق في نواياه منذ أن إبتلي المصريين بجلسات تحضير الأرواح عن طريق السلة
بمرور الوقت فهمت أنه أى الأستاذ أنيس منصور (في الغالب) كان ينقل أفكار المؤلف الأمريكي Robert Clatworthy روبرت كلاتورثي ..الذى كان يتبني نظرية في التاريخ و الحضارة .. تقول أن كائنات فضائية زارت أرضنا .. و أثرت علي بيئتها بحيث جعلتها صالحة لتطور مختلف الكائنات وعلي قمة السلم الإنسان المدرك.
في نفس المكان أشار المؤلف إلي أن البشر في الغالب ليسوا الكائنات الوحيدة العاقلة في كون واسع وكبير لا نعرف له نهاية.
و طرح بأنه لا بد من وجود كائنات تعيش على كواكب أخرى مجهولة لنا ، يعتقد بأنها عاقلة وأكثر ذكاء من الإنسان و أنها قد زارت الأرض مرارا و سكنتها لفترة و في الغالب هي التي طورت الحمض النووى للإنسان القديم ( هومو إريكتوس ) ليمتلك الوعي ثم علمته ما وضعه علي السلمة الأولي للحضارة..و أن الإنسان البدائي قد قدسهم إلي درجة إعتبارهم الهه و أرباب .
أدلة كلاتورثي علي أن هذه الكائنات الفضائية قد زارت الأرض وتركت آثارها منتشرة في عدة معالم تاريخية بكل القارات مثل ((خطوط نازكا Nazca Lines في أمريكا الجنوبية و اهرامات الجيزة وتماثيل جزيرة الأيستر Easter Island. في المحيط الهادى وستونهنج Stonehenge في إنجلترا )).و أخرى في أستراليا و الهند و الصين و الشرق الأوسط . وتكلم عن أطباق طائرة ظهرت في أماكن مختلفة من هذا العالم، وعن أجسام طاردت المركبات الفضائية، وعن انفجار هائل حدث فوق سيبريا أضاء القارة الأوربية لعدة أيام كاملة
و هو قد ذكر أن الأرض كانت من ملايين السنين كوكبا قاحلا مثل المريخ .. لولا أن هذه الكائنات صنعت القمر ( داخله محطة فضائية ضخمة ).. فكان السبب في ميل محور الأرض .. و تحول المناخ ..و تكوين فصول السنة ..و خلق بيئة تحتفظ بالماء سائلا( دون تجمد كما في الكواكب الأخرى ) ..و تكوين الغلاف الجوى ..ليصبح كوكبنا صالحا لتطور الحياة .
و المؤلف يدلل علي هذا بأن الحجم الذى للقمر و البعد الذى وضع فيه.. وزاوية ميل محور الأرض لم تأتي بالصدفة و إنما جاءت من حسابات دقيقة .. تؤدى في النهاية إلي تحول الأرض من كوكب قاحل عرضة لصدم مستمرمن الكويكبات المحيطة..لأخر مأهول ..كما نحاول أن نفعل اليوم مع المريخ أو لبعض الكواكب الواقعة في دوائر الحياة ( لا قريبة من النجم فتحترق .. و لا بعيدة فتتجمد )
هذه الأحاديث تكررت بعد ذلك من خلال 123حلقة قدمها تلفزيون مهتم بالتاريخ (H2) مدللة علي أن هذا الفرض أصبح محتملا .. و أننا لجهلنا بما دار في الحضارات القديمة الأخرى .. خصوصا التي أقامتها سكان أمريكا و إستراليا الأصليين .. لا نستطيع أن نشكل منظومة منطقية متكاملة .. لكيف تحول البشر .. عبر سبعة أو ثمانية الاف سنة ..من مستوى القطيع .. إلي رواد فضاء..
حلقات التلفزيون Ancient Aliens اعطتنا الإنطباع بأن حضارة الإنسان الحالية على هذه الأرض لم تكن الأولي و أنه ربما سبقتها حضارات متطورة عديدة لكائنات مثل بشر ما قبل الطوفان الذىن إندثروا بعد أن أغرقت المياة الكوكب .. أو سكان ((أطلانتيس القارة التي تكلم عنها أفلاطون وأعاد جذورحضارة مصر القديمة إليها )) ، التي إزدهرت واندحرت دون أن نعرف أخبارها..و قد تكون قد تركت أسرارها في أماكن منها أسفل رجل أبو الهول الذى (( بني منذ 10000 سنة ( و ليس 5000 سنة ) بواسطة فضائيين أقاموه و وضعوا أسفل منه أسرارا لو كشفت .. لعرفنا حقيقة تاريخنا ..))
و هكذا رغم أن الحديث حول هذه الحضارات المتقدمة هو مسألة تخمين وتوقع نظرى محض، إلا أن ما قام به العلماء من استخدام قوانين الفيزياء و ميكانيكا الكم والنسبية العامة والديناميكا الحرارية يجعله خارج إطار الخيال العلمي .. فهذه الفروع من المعرفة أصبحت علوم راسخة ، تجعل هذة التخمينات ليست بعيدة عن الواقع
نعرف أن مسبار كيبلر قام باكتشاف المئات من الكواكب الشبيهه بالأرض خارج مجموعتنا الشمسية في الفضاء الخارجي. ((فقد تم اكتشاف أكثر من 3442 كوكبا خارج المجموعة الشمسية ، منها 577 كوكب في نظام شمسي متعدد الكواكب))
هذه الكواكب قد تحتوي على مياه ومحيطات وربما مواد عضوية أو أحماض أمينية، وقد تكون تطورت عليها حياة منذ زمن وصول شعاعها لنا وأصبحت تضم كائنات حية أو حضارات بدائية
ويعمل العلماء على إطلاق نوع جديد من التلسكوبات عالية الدقة يعمل بالذكاء الصناعي و يقدم نتائج رصد و إستكشاف للفضاء كنا إلي زمن قريب نعتبرها معجزات
يصنف العلماء مستوى الحضارات علي مقياس كارداشيف ..من صفر إلي خمسة .. طبقا لقدرتها علي إنتاج الطاقة .. و تخزينها .. والسيطرة عليها و إستخدامها .
ويقولون أن الطاقة المتداولة لدى (كائن ما) تدل علي مدى قدرته علي التفكير و الإستنتاج .. و الدراسة و إمتلاك الأدوات و العمل بها .. أى مستوى تحضرة
و هم يتصورون أن الحضارات التي من المفترض أن تكون بالكون تتقدم كلهاعلي حضارة البشر الذين في أحسن الظروف كما قدر الفلكي الأمريكي كارل سيجان عام 1973، حضارة من نوع (0.7)
اليوم بعد نصف قرن تقدم البشر (( بناء على استخدامنا للطاقة، ومع المزيد من التقييمات التالية فإن موضعنا في القرن الحادى والعشرين هو حوالي (0.72) على مقياس كارداشيف)).
إستغرقت مسيرة الإنسان علي درب تطوره مئات الالاف من السنين .. مرت فيها الإنسانية بمرحلتين أساسيتين .. أحداهما بطيئة طويلة تبدأ مع إكتساب الهوموإريكتوس الوعي منذ 1.6 مليون سنة .. و حتي مطلع القرن العشرين ..
و الثانية متسارعة التطور دشنتها الحرب العالمية الثانية (1938 ) و إستمرت يغذيها تنافس الأنظمة المختلفة حتي اليوم .
الإنسان البدائي و لالاف السنين لم يستخدم إلا الطاقة المنتجة بواسطة العناصر الطبيعية من النبات و الحيوان عن طريق (الطعام ) أى الأكل و الهضم وتحويل الطاقة المختزنه بداخلها لطاقة نموه هو و حركتة..هنا كان لا يختلف كثيرا عن الحيوان.. فلم يكن قد خطي بعد علي سلم التحضر
عندما إكتشف النار .. وإستعمل الأدوات للصيد و البحث عن الغذاء وتبادل الحديث بلغة بدائية و إستفاد من عناصر الطبيعة كالكهوف والينابيع الساخنة.و الريح و تيارات المياة في الأنهار .. تغيرت حياته بكاملها و وضع قدمه علي بداية سلم التحضر أو ما يمكن ترقيمه علي مقياس (كارداشيف) للحضارات في حدود (0.1).
عندما بدأ ينحت الحجارة ويحولها إلى أدوات، وإستخدم قوة الحيوانات المستأنسة ..إنتقل إلى العصر الحجري و إرتقي عُشر درجة أخرى ليصبح (0.2)، لقد كان البشر بإمكانهم معرفة كيفية إضرام النار واستخدامها لصالحهم، واستخدام إشارات الدخان للتواصل مع القبائل البعيدة و النزوح لجميع أنحاء الأرض.
لقد كان الانتقال من العصر الحجري إلى العصور المعدنية بطيء إستغرق الجزء الأكبر من زمن مكوث الإنسان علي الأرض..وإنتهي بالتوقف عن إستخدام الحجارة و إستبدالها بالنحاس والبرونز ثم التقدم إلى سبك الحديد لتحل الأدوات المعدنية محل الحجرية..و تنتصر الأقوام مالكة الأسلحة الحديدية علي ما سواها و تبدأ تتكون مجتمعات أكثر تطورا علي ضفاف النيل و دجلة و الفرات .. و قد يكون في الهند والصين و أمريكا أيضا .
ما بقي لنا من تلك الفترة الزمنية بعض المعابد و القبور .. المبهرة .. لقدرة البشر علي إقامتها بأدوات بسيطة أولية .. مستخدما طاقة الحيوان و الإنسان ( العبيد ) ..و فنون الصناع المهرة حتي أن البعض .. يشكك في عدم إتساق النمط الحضارى (أى الطاقة المتحكم فيها ) مع هذا الإنتاج .. و يشير صراحة أو تلميحا أن كائنات أكثر تقدما عاشت في هذه الأماكن و أقامت هذه المنشئات بادوات مجهولة لنا .. ثم إختفت .
مع إكتشاف الفحم أو الوقود الحيوى المأخوذ من آبار محلية .. ليحل محل الخشب لتوليد طاقة حرارية حدث تطور درامي في مجالات عديدة منها الصناعة التي غيرت من نمط حياة البشر .
في هذه المرحلة إستطاع الإنسان تأمين الاكتفاء الذاتي من الطاقة وبدء صناعة وتطوير منشئات تسمح بتخزين المياه، و تطوير شبكات توزيعها في المدن والقرى ليرتفع مقياس الحضارة ويصبح (03).
ما قام به الانسان حتي ذلك الزمن كان تسخيرا لطاقة الرياح (قلوع المراكب ) والمياه ( الأمواج و التيارات في الأنهار و البحار ) لإنتاج كمية ضئيلة وغير كافية من الطاقة وببطء شديد.
النقلة التالية كانت استخدام الوقود المدفون في الأعماق على نطاق واسع، النفط أو الغاز الطبيعي ليقطع الناس شوطاً طويلاً علي مسار التقدم والتطور، والذي عرف باسم ((الثورة الصناعية)) حيث إستخدمت طاقة البخار ثم الكهرباء. ليصبح للبشر حضارة توازى (0.4 ) علي مقياس كارداشيف.
خلال الثمانين سنه الماضية تم الاكتفاء من الكهرباء و بدأ التطور يتجه نحو قياسات الحضارة الكونية بمعدل مذهل حيث أستخدمت الطاقة النووية .. و الشمسية .. و أمواج البحر .. والرياح ..و الوقود الحيوى فضلا عن الكهرباء و البترول ....لتظهر أنظمة النقل السريع (التي تمكن الناس من عبور كوكب الأرض ).. والأسواق العالمية والأنشطة التجارية
بالإضافة الى أنظمة للاتصالات العالمية والثورة التكنولوجية ( كومبيوترات كمية ضخمة ) و إكتشاف منظومة الـDNA والنانو تكنولوجي، فضلا عن التقدم في المجال الجيني لنحقق علي مقياس الحضارة في قرن .. ما لم نحققة في 16000 قرن .. و نصل إلي (0.72 )..
نحن كبشر رغم أننا كائنات مجهرية بالنسبة لحجم الكون إلا أننا مستمرون بالتقدم العلمي وماضون في هذا الطريق لا محال.. و لكن المحزن .. أنه خلال التطور البطيء للحضارة كنا كسكان هذا المكان ( كيميت و بابل و الشام ) في مكان الريادة .. و عندما بدأت وتيرة التغير في التسارع مع منتصف القرن العشرين .. تذيلنا الصفوف .. و توقفنا عن المساهمة .. و إكتفينا بإرث الأجداد نردده كالببغاءات



#محمد_حسين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإنقراض السادس علي الأبواب
- مسيرة (( مصر الفتاة )) لقصر عابدين
- أحزان معمارى مسن
- لازال للإستعمار الكلمة العليا .
- استقر الأمن فى البلدة الصغيرة
- و عاودني عصاب الحرب .
- لمن يرصدون غيابي
- سقطت يوم سقط الجنيه
- فليأكل ((أموت )) قلبي وأفني.
- قد تكون هذه وصيتي.
- وليمة لأعشاب البحر .
- المصريون و متلازمة ستوكهلم
- لحسن الحظ الكلاب و القطط متوفرة
- منظومة الإنكماش و العصيان المدني
- وباء إنقلابات العسكر
- مصطفي صفوان و تطوير اللغة
- و أصبح شهبندر التجار من الضباط .
- ذكريات مسن في الثمانين(2 )
- ذكريات مسن في الثمانين
- كراتين الأحسان في إستاد القاهرة .


المزيد.....




- “TV Toyour Eljanah”‏ اضبطها حالا وفرح عيالك.. تردد قناة طيور ...
- إنشاء -جيش- للشتات اليهودي بدعم من كيان الاحتلال في فرنسا
- بينهم 5 أمريكيين.. الشرطة الإسرائيلية تعتقل سبعة يهود حاولوا ...
- اضبط تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 لمشاهدة ممتعة لاحلي اغ ...
- لم تصمد طويلا.. بعد 6 أيام من ولادتها -صابرين الروح- تفارق ا ...
- -باسم يوسف- يهاجم -إيلون ماسك- بشراسة ..ما السبب؟
- إسرائيل تغتال قياديا بارزا في -الجماعة الإسلامية- بلبنان
- -بعد استعمال الإسلام انكشف قناع جديد-.. مقتدى الصدر يعلق على ...
- ماما جابت بيبي.. تردد قناة طيور الجنة الجديد الحديث على القم ...
- معظم الفلسطينيين واليهود يريدون السلام، أما النرجسيون فيعرقل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد حسين يونس - 2 - تفكيك المشكلة و إعادة تركيبها