أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد حسين يونس - الإنقراض السادس علي الأبواب















المزيد.....


الإنقراض السادس علي الأبواب


محمد حسين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 7709 - 2023 / 8 / 20 - 10:21
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بعد أن تجاوزت الثمانين .. وتخلصت من عبء نيرالعمل لا تشغل مشاكله أغلب نشاطي الذهني..
و بهت وقع القضايا السياسية و الإجتماعية و الإقتصادية المثارة حولي و أصبحت لا تهمني - بعد أن سَكنتٌ و يَأستٌ – و فقدت الأمل أن نجد طريقا للإنعتاق خلال زمن تواجدى منتبها .
لم يعد يقلقني الموت و الختام إن جرى علي سريرى أو في الشارع أودار للمسنين أو السجن كلها لدى سواء ..
و لا يغضبني رزايا الحكومة و بلاويها العديدة التي تصبها علي روؤس المواطنين
أوتشغلني مؤامراتها وكوارثها المتوقعة الأتية مع تخفيض قيمة العملة ليصبح الدولار بمائة جنية ..
فقد تقلصت مسئولياتي لتصير في حدود تواجدى الشخصي .
و مع السكون الأقرب للموت بدأت بعض القضايا التي كنت أعتبرها من التابوهات غير القابلة للجدل ( كسلا مني ) ..تتفكك أمام التفكير المنطقي و مطارق التقدم العلمي الذى يصلنا رزاز منه .. و تخضع (أى القضايا ) لقدر من الفحص يظهرأن معارفي كانت مبنية علي قواعد واهية لا تتحمل صدمات التفكير المنظم.
حديثي اليوم و الأيام التالية حديث غير مألوف بيننا.. قد لا يهم أغلب الذين يشغلهم حل لغز الطائرة التي حملت ملايين الدولارات وسبائك الذهب و سافرت لزامبيا .. بل قد يرونه رفاهية فكرية لا تتسق مع ما نحن فيه من بؤس و مشقة و فشل لمشاريع يسمونها إنجازات بينما هي أداة خراب للميزانية جعلتنا من المغفلين أسرى صندوق الدين ..
و قد يسخرون تعجبا من هؤلاء الذين ينفقون مليارات الدولارات و يضيعون أعمارهم في البحث من أجل الإجابة علي أسئلة..تم الرد عليها منذ الاف السنين و لم تشكل معضلة لدى قدماء المصريين و البابليين و الهنود و الإغريق ..و أغلب أبناء الأمم القديمة .
في الحق الأسئلة كما طرحها القدماء .. عندما نراجعها اليوم بمنطق المحدثين نجدها تختلف في الشكل و المضمون.. فعلماء الضوء ينكرون وجود سماء فوقنا و يقولون إنما هي موجات أشعة زرقاء إنتشرت بعد تحلل شعاع الشمس إثر إصطدامها بالغلاف الجوى ..
و علماء الفلك يقولون أن أرضنا مثل باق الكواكب و السيارات كروية و ليست مسطحة ..
و الكوانتم يسألون ( بجدية ) هل هو كون واحد ذلك الذى نراه و نفحصه و نعيش داخلة..أم هي عدة أكوان متوازية منفصلة و متصلة في نقاط محددة قد نستطيع أن ننتقل بين الزمان و المكان من خلالها .
في بلدنا لا نهتم بهذه (الكوانتم ) ونتعبرها خيال علمي و لا يلفت نظرنا أغلب العلوم التي تلقي الضوء علي كيف جاء الكون أو يتحرك أو يتطور .. و متي وجدت مجرتنا سكة اللبانة .. و مجموعتنا الشمسية.. وماهية السماء و الأرض و القمر..و لاى مدى ستبقي علي حالها مع مرورالزمن .. أم هي - كما في عرفنا - أذلية الوجود (منذ زمن رع ) و ستبقي هكذا حتي تقوم الساعة لا تختلف أو تتغير .
كذلك لا يشغلنا متي إنبثقت الحياة علي كوكبنا و كيف نمت و تنوعت و إندثرت ..و ما مستقبلنا .. لقد وجدنا و علينا أن نعيش .. فالعلم في رأينا خطابة يتغير كل دقيقة و إجاباته مشكوك فيها .. فنريح أنفسنا و نتجاهله .. وبتوجع دماغك ليه يا حاج .. بهذه السخافات الفلسفية.
من السخافات أيضا أن نفكر في هل ما نراه الأن من كائنات علي اليابسة وفي المحيطات هو ما كان موجودا منذ مليار سنة .. أو هو علي الاقل ما حفظ في سفينة نوح .. أم جرت إندثارات كثيرة أو قليلة عبر الزمن قضت علي الحياة عدة مرات كما حدث للديناصير و نرصده يحدث للعديد من الكائنات اليوم . .و هل متوقع أن يندثر البشر و تغيب حضارتنا بالكامل .. متي يتم هذا !!
من السخاقات أيضا هل نحن وحيدون في الكون ؟ ... أم توجد علي مليارات المليارات من الكواكب التي نراها أو لا نراها ..حيوات مشابهة أو مخالفة .. تبعد عنا بملايين السنين الضوئية تعجزنا أدواتنا عن التعرف عليها .و لكن قد لا تعجزها هي إذا كانت تسبقنا في التطور و نجدها تغزونا و تستعبدنا
نحن نعيش..في غيبوبة كونية .. لا تشغلنا هذه الأسئلة .. و لانستوعب قياساتها المليارديرية الاعداد ..
ففي هذا المكان نسعي فقط نكافح تحت أقدامنا لتحسين الوضع الإجتماعي أو السياسي أو الإقتصادى للفرد..و الهروب من الكوارث و المصائب التي يتسبب فيها الحكام و يتحملها الناس ..
و لا يهمنا كثيرا أن هذه الشمس القوية.. ستذبل في يوم .. و تختلف قدرتها فتؤثر علي ترتيبات الكواكب التي تدور حولها .. و قد تبتلع الأرض بما عليها عندما تصيرعملاقا أحمر .. فعمرنا قصير ..و لن نشهد ذلك اليوم اللعين .
يقول العالم الفيزيائي الأمريكي ميتشو كاكو: ((نحن البشر نظن أننا مخلوقات متقدمة بحملنا لهواتف ذكية أنيقة وركوبنا سيارات أكثر أناقة.
لكن بالنظر إلى حالتنا من منظار أكبر فنحن ما زلنا يافعين مقارنة مع عمر الكون ((أي 13.772 مليار سنة)) ،ونعتبر في أول طريق الحضارات الكبرى، فهل سندخل سباق الحضارات المتقدمة ونشق طريقنا نحو النجوم؟ أم سنبقى حضارة صفرية ملتصقة بالأرض )) و نندثر
السماء زرقاء و لكن ليس هذا بسبب وجود مياة علوية يبحر فيها قارب ملايين السنين يحمل كبير الالهه المصرية (رع أو أمون ) خلال النهار ..أو لان مردوخ قام بتشكيلها من جسد تيامات ربة المياة المالحة بعد ذبحها ..
إن ما يعلو الأرض و المحيطات فراغ .. لاشيء مادى يسمي سماء .. غير مجرد هواء غلاف جوى سميك بإرتفاع حوالي 480 كيلومتر ..يحمي الأرض من أشعة الشمس الضارة .
السبب في لون القبة السماوية الأزرق.. يعود إلي تحلل ضوء الشمس عند عبوره بهذا الغلاف الجوى ( كما يحدث عندما نمرره من منشور زجاجي )
الأشعة الزرقاء ذات طول موجي قصير (380 - 500 نانومتر) فتنتشرفي الفراغ و تكون لون السماء ( الكواكب التي ليس لها غلاف جوى أو غلافها رقيق .. لن ترى لها سماء شبيهه)
بكلمات أخرى السماء مجرد إنعكاسات ضوئية ناتجة عن إنتشار الموجات الزرقاء بعد التحليل الطيفي لأشعه الشمس إثر إختراقها للغلاف الجوى السميك .. و هي السبب أيضا في لون البحر و درجه زرقته طبقا لعمق المياة و طول مسافة إختراق ضوء الشمس له..و إنتشار الأشعة الزرقاء .
في نفس الوقت إذا نظرت لافق الشروق الساحر أو شمس الغروب .وتجدها حمراء فليس معني هذا أنه قد دار صراع إنتهي بذبح رب الشر(ابيب ) و نشر دمه في مكان المعركة ..إنما (( الشمس عندما تكون منخفضة في الأفق، يطول مسار شعاعها وتمتص جزيئات الهواء الطول الموجي الأقصر للضوء الأزرق، بينما تمر الأطوال الموجية الأطول من الأحمر والبرتقالي (بين 700 نانومتر و1 مليمتر.) وتصبغ الأفق باللون الأحمر .))
لم يعد يقول أن أرضنا قرصا مسطحا تحيطه بحور ظلمات يتوه فيها سندباد و يخاف من دخولها القباطنة و القراصنة ..إلا المتخلفين عن عصرهم ..بعد أن تم تصويرها من الفضاء أو من القمر ككرة .. في نفس الوقت هي لا تمثل مركزا للكون الممتد لمليارات السنين الضوئية . إنها مجرد كوكب صغير تافة في مجرة متواضعة مركونة في ضاحية من ضواحيه لا أثر لها علي حركته .
والنجوم و الكواكب و أبراجها لا علاقة لها بالإعلان عن ميلاد الناس أو تحديد سلوكهم و مستقبلهم ..كما يحكي المنجمون مع بداية كل سنة .. و يصدقهم الغافلون .
و الشمس بعد غروبها لا تذهب إلي (الدوات عالم الظلمات المصرى) تتخطي بواباته الإثني عشر و تنير لسكانه المساكين المحصورين هناك.. ثم تولد كل صباح .. و النيازك الساقطة ليست شياطين تحترق تحاول إختراق السماء .
لقد غير كبلر و كوبرنيكوس و جاليليو .. فيما بعد القرن السابع عشر ..أغلب الأفكار التي كانت مطروحة في زمنهم و تدعمها محاكم التفتيش .. في إفتتاحية جريئة لعلوم الفلك الحديثة .. التي أدت للتعرف علي كوننا والمجرة التي نعيش فيها ومجموعتنا الشمسية .. ثم عمل محاولات غزو لوحداتها و إستعمار و تعمير بعضها .
خلال رحلة البحث نتعلم كبشر أننا ينقصنا الكثير فنملأ الفراغات بالأساطير و القصص المختلقة ..وكلما وضح جزء من المعضلة تسقط معها أساطيرها .. ليظهرمن خلال العلم أجزاء قد تكون أكثر غموضا..حتي نصطدم بالمجهول الذى يفوق قدرات عقلنا و أدواتنا .. فنصبر علي أمل أن المستقبل قد يحمل لبنيه حقائق و أنباء لم تخطر علي بال الأجداد أو الأباء.
السرعة القصوى في الكون حسب أينشتين ..بل السرعة الوحيدة الثابتة في أى مكان ..هي سرعة الضوء .. حوالي 300.000كم في الثانية .. ( خلي بالك في الثانية )..بحيث تستغرق رحله ( بطول 152 مليون كيلومترً) من الشمس للأرض 8 دقائق و عشرين ثانية
و بذلك فالسنة الضوئية طولها حوالي 10تريليون كيلومتر أى (عشرة و أمامها 12 صفر )
(300.000 كم× 60 ثانية ×60 دقيقة ×24 ساعة×365 يوم ) = 9.460.800.000.000كم.
إتساع الكون..أى أقصي بعد يمكن التعرف عليه بأجهزتنا الحديثة محسوبا بالسنين الضوئية .. هو المسافة التي أتي منها .. شعاع الضوء و إلتقطته المراصد للحظة (ميلاد )الكون أكرر ميلاد الكون ..بعد جزء صغير من الثانية التي أعقبت الإنفجار الكبير ( بيج بانج ) منذ 14 مليارسنة
14.000.000.000مضروب في 9.460,800.000.000 تساوى 132أمامها 21 صفر بالكيلومتر
أى أن المسافة المقدرة لحدود الكون المعروف لنا هي.. 132.451.200.000.000.000.000.000كيلومتر.. ماذا يعني هذا لشخص يقدر الأطوال بالشبر أو الذراع .. و المسافات بمسيرة يوم... مشكلة
.
هذا هو الكون الذى نعيش فيه .. و إن كان البعض يعتقد أن هناك عدد من الأكوان الأخرى لا ندرى عنها شيئا ..و يبسط الأمر ..((كما لوكانت .. مجموعة من الفقاعات بأحجام مختلفة تسبح متجاورة في كوب به مياة غازية.. كل فقاعة منها تمثل كونا .. منفصلا .. مغلقا علي نفسه و لكنها في نفس الوقت تتجاور في بيئة ممتلئة بألاكوان )).
وهكذا لوشاهد البعض من مكان ما بالكون كوكبنا هذا يضوى .. فسيرى تاريخه حسب طول رحلة شعاع الضوء الصادر منه.. فإذا إستغرقت الرحلة 4 مليارات سنة في الفضاء فسيشاهد لحظة ميلاد الكوكب .. لن يرى نيويورك و لندن و القاهرة بقدر ما سيرى كتلة نار تتشكل في مدار حول نجم متوسط الحجم .. أو قد يراه كوكبا خطرا لا تتوقف فيه ثورات البراكين و صدام الكويكبات فتغير شكله و زاوية ميله..أوغابة كثيفة تحكمها الديناصير تتصارع فيما بينها حتي الموت
لن يرى الإنسان إلا إذا كان يبعد 50 الف سنة .. فحضارة البشر مستجدة علي هذا الكوكب ..و صاحبها لم يتطور لدرجة إمتلاك العلم و الوسيلة التي يخرج بها من جاذبية الأرض إلي الفضاء ..إلا منذ خمسة أوستة عقود ( ستينيات القرن الماضي 1961..كان جاجارين الروسي أول رائد فضاء )
بكلمات أخرى نستطيع أن نرى الماضي ولكن لا نؤثر فيه .. لو أننا وجدنا وسيلة أسرع من الضوء تنقلنا علي بعد يتناسب مع الوقت المطلوب معرفته .. و هي ما يسمونها ألة الزمن.. التي نراها في أفلام الخيال العلمي .
.. هل يمكن أن نشهد بهذه التقنية المستقبل ....لا .. لانه لم يحدث بعد.. و بذلك حتي في الخيال العلمي فإن معرفة نتيجة مباراة ستقام غدا مستحيلة .إلا إذا كان يحدث هذا في كون مواز .
في السنين القليلة الماضية .. تقدم العلم بصورة .. غيرت كل المعطيات القديمة .. أو أعادت تقديمها بمنظور معاصر ..و مع ذلك فالقديم لازال يسيطر علي سلوك و تصرفات و عقول معظم الناس .. إذ يصعب بقياساتنا الحالية التي تتوه بعد المليار .. أن يدركوا مدى إتساع الكون و تنوع شموسه و كواكبة وثقوبه السوداء و أجزاءه الحرة الهائمة التي تصطدم بعضها ببعض.. تمحو كل لحظة نجوما و كواكبا ووجود ا.. و تتسبب في ميلاد أخرى ..
حتي لو بسطنا الأمور و قلنا إذا كان الكون بمساحة الصحراء الكبرى في إفريقيا فإن الأرض كوكبنا تعتبر في حكم زلطة زرقاء صغيرة مرمية في الواحات الخارجة ..لاتلفت الأنظار. .
. فلن يحل هذا الموقف لان المستمع لا يتخيل مساحة الصحراء الإفريقية .. إنها أمور خارج قياساتنا المشكلة التي واجهتها .. عندما بدأت الإبحار في محيطات المعرفة..أن عقلي لم يكن يقبل إلا معادلات الدرجة الأولي ذات المجهول الواحد ( س+3=5.) نعوض في المعادلة فنعرف إن س=2 وعندما كنت أتبحر في علم الرياضة كنت أحل المعادلات ذات المجهولين( س و ص ) .
في حين أن الحياة تضعك أمام مئات المجاهيل في المعادلة الواحدة ..كلما عرفت مجهولا ظهر لك عشرات غيره.. بحيث إحتاج علماء الفضاء إلي كومبيوترات تملأ مبني مثل مجمع التحرير
المجموعة الشمسية بما في ذلك الأرض تكونت منذ حوالي 4.5 مليار سنة أى بعد 10 مليارات سنة من البيج بانج ( بداية الوجود ) و الحياة ظهرت عليها قبل 3.7 مليار سنة.
و البشر ذوى الوعي (النياندرتال و الهوموسابين ) ظهروا منذ نحو 40.000 أربعين ألف سنة فقط ..بمعني أن الحياة ( لو كان هناك قصد مسبق تهدف إليه) ..إستغرقت كل هذه المليارات من السنين (3.7 مليار) لتطوركائنات بدائية عاشت علي الأرض حتي تحمل أحدها الوعي بوجوده.
فالحياة لا تتطور في خط مستقيم ( معادلة من الدرجة الأولي ) .. بل في ( منحنيات صاعدة و هابطة ) من الوجود و العدم الذى يليه تواجد أخر و إندثارات بموجات مستمرة لمليارات السنين ...
إذا ما تابعت برنامج evolveعلي شاشة التلفزيون ستندهش كيف تطورت أدوات الكائنات ( بصر ، سمع ، لمس ، إفراز السموم أو التخفي ) من البسيط إلي المركب ..وكيف تغير كل عضو من أعضاء الجسد عبر ملايين التجارب و التقدم و الإنكسار و الفشل و النجاح .. و كيف إندثرت بعض الوحدات أو ضمرت أو تغيرت في الجسد الحي لتناسب البيئة التي وجدت فيها .. خصوصا تلك التي تعيش في أعماق المحيطات .. حيث يعجز ضوء الشمس عن الوصول .
رحلة مذهلة .. و ما يدعو للدهشة .. هو إصرار العلماء .. و دأبهم ..و بحثهم بين بقايا الكائنات المدفونة من الاف السنين لتتبع سلسلة التطور ..و إنتاج هذه الافلام .
الأرض في البداية لم تكن مثل التي نعيش عليها اليوم ..فلم يكن لها غلاف جوى يحميها من الإشعاعات الكونية القاتلة ..أو حزام (جيمس فان ) المغناطيسي يغلفها من كل اتجاه ويدفع عنها الكويكبات و النيازك .. ولم يكن لسطحها نفس الملامح التي نتعرف عليها اليوم أو لبحارها و محيطاتها نفس الحجم و التواجد أو للغلاف الجوى نفس تكوين الغازات و بنفس النسب .. و مع ذلك تواجدت أشكال من الحياة توافقت مع هذه البيئات الشاذة
كانت الأرض عرضة لضربات مستمرة موجعة من الكويكبات ..تؤدى لتقلب مكونات الجو.. بحيث تجمد الكوكب بكاملة منذ نحو 466 مليون سنة .
بكلمات أخرى .. العلماء يتصورون أنه عبر هذه الفترة الزمنية المليارية عاشت كائنات عديدة علي وجه الأرض ثم إنقرضت.. لخمس مرات علي فترات متباعدة (من خمسين إلي مائة و خمسين مليون سنة ) .
إنقراض جماعي بمعني ((فقد أغلب الأنواع الموجودة فوق الأرض خلال فترة زمنية قصيرة قد تصل لعشرين مليون سنة ))..
و في رايهم أن هذا حدث في الأساس بسبب تغيرات لمكونات الغلاف الجوى المحيط بالأرض.فقد ((كان الغلاف الجوي للارض في البداية غنياً بغاز الميثان والأمونيا وبخار الماء وغاز النيون النبيل، لكنه كان يفتقر إلى الأكسجين الحر)) .

الانقراض الأول الاوردوفيشي-السيلوري Ordovician-Silurian extinction
منذ ما يقرب من 450 مليون سنة ، أصبحت المحيطات تعج بأشكال عديدة من أنواع الحياة كان منها بصورة كثيفة كائنات وحيدة الخلايا تمتص ثاني أكسيد الكربون من الجو و تخرج الأكسجين ليتغير التكوين الطبيعي للغلاف الجوي .ويتحويل من غلبة ثاني أكسيد الكربون إلى الغني بالأكسجين ( ثم الأوزون ) مما أدي إلى تبريد الكوكب بشكل كبير.
لقد أصبح الجو مسمما ( بالأكسجين ) وبارد بحيث تشكلت كتل جليدية في الأنهار..و إنخفض منسوب مياة البحر .. فإنقرضت كميات كبيرة من الكائنات التي تعيش في المحيطات .. يقدرها العلماء ب50%من جميع الأجناس الموجودة
علي الجانب الأخر ...الأنواع التي لم تنقرض على اليابسة وفي البحر .. تكاثرت بسبب تنفس الأوكسجين و بمجرد ذوبان الأنهار الجليدية واستقرار درجات الحرارة انفجرت العائلات الرئيسية من النباتات والحيوانات البرية. علي اليابسة .

- ألإنقراض الثاني العصر الديفوني المتأخر Late Devonian extinction
جرى منذ 383 مليون سنة ، قضى على مدى ما يقرب من 20 مليون سنة على حوالي 75 % من جميع الأنواع على الأرض..وكان معظمها من اللافقاريات التي تعيش في قاع البحار الاستوائية في ذلك الوقت.
أسباب الإنقراض الديفوني المتأخر ليست مفهومة جيدًا ، و لكنه في الغالب تغير في الطقس وسبب التجلد الذى لف الكرة الأرضية حتي قرب خط الإستواء ..و انخفاض مستويات سطح البحر بالتالي
الكائنات البحرية والكائنات الحية في المياه الدافئة والفقاريات الفكية المبكرة تأثرت بشدة و اختفى ما يقرب من 97 % من جميع أنواع الفقاريات و 75٪ على الأقل من جميع الأنواع
- الإنقراض الثالث العصر البرمي الترياسي Permian extinction
حدث منذ حوالي 252 مليون سنة ، واجهت الحياة على الأرض (الموت العظيم) و هو أكبر وأخطر انقراض موجود في سجل الحفريات .
صطدام كويكب بالأرض ملأ الهواء بجسيمات مسحوقة ، مما خلق ظروف مناخية غير مواتية للعديد من الأنواع و منع ضوء الشمس وتسبب في هطول أمطار حمضية غزيرة ة بالإضافة إلي إحتمال نشاط البركاني الهائل بسيبيريا ، و زيادة ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي
كانت الكارثة أسوأ حدث شهدته الحياة على الأرض على الإطلاق ، إستمرت حوالي 60 ألف عام و قضت علي 96 % من جميع الأنواع البحرية وحوالي ثلاثة من كل أربعة أنواع على الأرض .
و القضاء على غابات العالم التي لم تعد مجددا إلا بعد حوالي 10 ملايين سنة ، وهو الوحيد الذي قضى على أعداد كبيرة من الحشرات ، واستغرقت النظم البيئية البحرية ما بين أربعة وثمانية ملايين سنة للتعافي.
- الإنقراض الرابع العصرالترياسي-الجوراسيTriassic-Jurassic extinction
استغرقت الحياة وقتًا طويلاً للتعافي من الموت العظيم ، ولكن بمجرد حدوث ذلك ، تنوعت بسرعة ، وبدأت مخلوقات مختلفة في بناء الشعاب المرجانية بالسيطرة ، وغطت النباتات المورقة الأرض ، مما مهد الطريق لتواجد مجموعة من الزواحف تسمى الأركوصورات أسلاف الطيور ، والتماسيح ، والتيروصورات ، والديناصورات غير الطافية .
ولكن حدث منذ 201 مليون سنة الإنقراض الرابع ..ويُفترض أنه جرى بسبب إصطدام الكويكبات بالأرض وتغير المناخ بحيث تعرضت الحياة لضربة كبيرة أخرى و لخسارة مفاجئة لما يصل إلى 80 % من جميع الأنواع البرية والبحرية.
إنقراض العصر الطباشيري الثلاثي Cretaceous-tertiary mass extinction
- الإنقراض الخامس حدث منذ 66 مليون سنة .. سبب الانقراض الأكثر احتمالًا هو تأثير ضرب كويكب من خارج الأرض لمنطقة ( يوكاتان ) في المكسيك ، أو انفجار بركاني هائل في مقاطعة (ديكان ) في غرب وسط الهند الحديثة ، أو كليهما معًا.
انقرض ما يقدر بنحو 76 ٪ من جميع الأنواع ، بما في ذلك الديناصورات غير الطيرية و أعطى زوال الديناصورات المفترسة الخارقة فرصة جديدة للثدييات لتنويع و تطور منها البشر في النهاية.
نحن نعيش علي كوكب خطر رغم أنه منذ 66 مليون سنة .. لم تحدث إنقراضات كبرى جديدة إلا أن الأرض - الان - تفقد جزء كبيرا من التنوع البيولجي بسبب الطبيعة المتداخلة لشبكات غذاء الكائنات .. و تغيرات الطقس و البيئة .. وتأثير الإنسان و نشاطاته
الإنسان العاقل .. عندما يضع أمامة خريطة أحداث تاريخ الحياة علي الكوكب منذ 3.7 مليار سنة .. و يرى أنها في أغلب الأحيان كانت قاسية .. عليه أن يفهم أنه ليس بحالة شاذة .. و أن الدور علية .. لينقرض كما حدث للدياناصير ..و ل99% من الكائنات التي سكنتها من قبل
و قد تكون حضارته و حروبه .. و مصانعه السبب في تدهور البيئة حوله ..أو زيارة كويكب من الخارج كافية .. لإنهاء عصر الإنسان .. أو إبتعاد القمر عن مكانه و تغير محور الأرض .. أو التأثر بجاذبية نجم عابر و خروج الكوكب عن مساره حول الشمس للتية المظلم .. أو البعد عن المنطقة الأمنة للحياة حول الشمس ..
عشرات الأسباب و الاف الإحتمالات ..لم يعرفها الناس إلا قريبا ..من كان لدية من الحكمة .. و المرونه و الفهم فيسعي لتدبير أن ينجو بجنسه من الإنقراض السادس ..
إما بالرحيل لكوكب أخر أو بالتحكم في حركة الكون ..و هو أمر ليس مطروحا إلا علي من يرون أن العالم لا تديرة معادلة من الدرجة الأولي ملخصها أن المقدر و المكتوب لا فرار منه .. واللي من نصيبك حيصيبك



#محمد_حسين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسيرة (( مصر الفتاة )) لقصر عابدين
- أحزان معمارى مسن
- لازال للإستعمار الكلمة العليا .
- استقر الأمن فى البلدة الصغيرة
- و عاودني عصاب الحرب .
- لمن يرصدون غيابي
- سقطت يوم سقط الجنيه
- فليأكل ((أموت )) قلبي وأفني.
- قد تكون هذه وصيتي.
- وليمة لأعشاب البحر .
- المصريون و متلازمة ستوكهلم
- لحسن الحظ الكلاب و القطط متوفرة
- منظومة الإنكماش و العصيان المدني
- وباء إنقلابات العسكر
- مصطفي صفوان و تطوير اللغة
- و أصبح شهبندر التجار من الضباط .
- ذكريات مسن في الثمانين(2 )
- ذكريات مسن في الثمانين
- كراتين الأحسان في إستاد القاهرة .
- إنت من الأشرار يا علي


المزيد.....




- المسلمون في هالدواني بالهند يعيشون في رعب منذ 3 شهور
- دلعي طفلك بأغاني البيبي الجميلة..تحديث تردد قناة طيور الجنة ...
- آلاف البريطانيين واليهود ينددون بجرائم -اسرائيل-في غزة
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى
- ادعى أنه رجل دين يعيش في إيطاليا.. الذكاء الاصطناعي يثير الب ...
- “TV Toyour Eljanah”‏ اضبطها حالا وفرح عيالك.. تردد قناة طيور ...
- إنشاء -جيش- للشتات اليهودي بدعم من كيان الاحتلال في فرنسا
- بينهم 5 أمريكيين.. الشرطة الإسرائيلية تعتقل سبعة يهود حاولوا ...
- اضبط تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 لمشاهدة ممتعة لاحلي اغ ...
- لم تصمد طويلا.. بعد 6 أيام من ولادتها -صابرين الروح- تفارق ا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد حسين يونس - الإنقراض السادس علي الأبواب