أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - محمد حسين يونس - مسيرة (( مصر الفتاة )) لقصر عابدين















المزيد.....

مسيرة (( مصر الفتاة )) لقصر عابدين


محمد حسين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 7706 - 2023 / 8 / 17 - 10:22
المحور: سيرة ذاتية
    


كنا نتنفس .. بسهولة ..أو علي الأقل كان الكبار منا يستطيعون أن يقولوا ما يريدون في جلساتهم الخاصة و في العلن رغم وجود البوليس السياسي و قوات الهجانة و رقباء الصحف و المصنفات..
كانت هناك أحزاب للمعارضة تعقد مؤتمرات في مقراتها تحضرها المئات دون قلق .. و يستطيع من يتحدثون أن يطرحوا أى قضية تشغلهم
كان والدى مثل شباب عصره ..عضوا أو من الحلقة المتعاطفة .. مع حزب ( مصر الفتاة ).. يحضر مؤتمراتها في (البيت الأخضر ) بالمنيرة و يشترى جريدة (الإشتراكي) .. و يشارك في الفاعليات التي يقترحها الحزب .
سنة 1951 كنت قد بلغت من العمر إحدى عشر سنة .. و كنت قد حصلت علي الإبتدائية و التحقت بمدرسة فاروق الأول الثانوية طالب في اولي ثانوى ..كما كان التعليم في ذلك الزمن .( أربع سنوات إبتدائي و خمس سنوات ثانوى )
و كان أبي يصحبني معة إلي بعض ندوات الحزب أستمع لاحمد حسين و فتحي رضوان و نور الدين طراف و اخرين ..
كنت في الغالب .. لا أفهم ما يقولون .. و لكنني كنت أندهش من حجم الهتافات ..التي يطلقها المستمعون .. حتي كنت أظن في بعض الأحيان أن الثورة قد أصبحت علي الأبواب
في تلك الليلة فهمت أن الحزب يعد لمسيرة تذهب لقصر عابدين باكر و تقدم للملك عريضة .... كان والدى و اصدقاؤة من المتحمسين .. ثم وجدته يقول لي .. حنمشي في هذه المسيرة يا محمد
كان لاحمد حسين مليشيات من الشباب تسمي (القمصان الخضراء ) تقوم بتنظيم الإجتماعات و المسيرات و مستعدة للدفاع عن مقر الحزب أو حفظ النظام ..
الحزب كان منظما علي الطريقة النازية.. بنكهه إسلامية .. و له توجهاته الإقتصادية .. مثل مشروع القرش الذى جمع فية تبرعات لإنشاء مصنع طرابيش في صحراء العباسية للإستغناء عن إستيرادها .
.و هو من اوائل الذين تكلموا عن مصر فوق الجميع، القومية العربية ، و إشتراكية الإسلام ، و وحدة قوى الشعب العامل و باقي المكونات الفكرية التي سميت بعد ذلك بالناصرية
كان لحزب مصر الفتاة تأثيرة القوى علي نشأتي الفكرية .. فلقد كنت (و انا طفل في العاشرة ) أقرأ جريدته و عندما يتم مصادرتها أقرأ البديل ( مصر الفتاة ) ..
في الصباح حول الساعة العاشرة .. بدأ التجمع .. كان هناك كردون معد من شباب الحزب يمنع المتطفلين من الإندساس بيننا.. تكلم والدى مع أحدهم فوجدتنا داخل المساحة المحددة لتجميع أبناء الحزب علي يميني شركة بيع المصنوعات المصرية في مدخل شارع فؤاد .. و أمامي أسوار حديقة الأزبكية ..
مع الزمن تزايدت الأعداد .. و علي الجانب الأخر من الطريق كان هناك عدد من الكونستبلات علي موتسيكلاتهم ينظمون المرور .. بدأ الناس بالهتاف .. و لكن أحد القادة نبهنا إلي أن المسيرة صامتة ..
في تمام الثانية عشر تحركنا تجاه قصر عابدين .. أمام المسيرة لافتات .. ثم زعماء الحزب .. يسيرون متماسكي الأيدى .
شعرت بملل ثم بخوف أن أتوه من والدى خصوصا بعدما سألني تعرف تروح وحدك يا محمد . علي الجانبين .. النساء يزغردن و الرجال تصفق تشجيعا للسائرين و البعض يشير لي و يقول .. شوف ولد صغير .. معاهم .
عند جامع الكخيا علي ناصية بين شارع إبراهيم باشا و قصر النيل .. كانت المفاجأة .. قوات البوليس تسد الشارع المؤدى لقصر عابدين .. و تتفاوض مع كبار رجال الحزب .. لفض المسيرة علي أن يذهب وفد منها للقصر و تقديم العريضة .
تجمع المتظاهرون في شارع إبراهيم في المسافة بين شارعي قصر النيل و أول شارع عدلي باشا.. ليزداد الزحام و التدافع .
.ثم سمح كاردون الشباب لهم أن يتفرقوا .. في كل إتجاه .. فذهبت مع والدى من ميدان إبراهيم باشا ( الأوبرا ) سيرا امام سورحديقة الأزبكية لبيع الكتب القديمة .. إلي ميدان العتبة الخضراء .. و من هناك ركبنا الترام الذى يسير في شارع الأمير فاروق .. حتي وصلنا ميدان الخازندار ( الحسينية ) حيث أول شارع النزهة ..متجهين للمنزل .
مع إنقلاب العسكر .. و حل الأحزاب لم يعد لمصر الفتاة و لا لغيرها مكانا .. خصوصا بعدما إتهم أحمد حسين بأنه من حرق القاهرة يوم 26 يناير 52 .
في هذه الفترة كان يحكم الشارع ..حزب الوفد عن طريق مجموعة من الباشاوات و البكوات يسيطرون علي الريف و يضمنون له الأغلبية في أى إنتخابات دستورية .
و كان للإخوان المسلمين تواجدا ما .. و لمصر الفتاة أيضا نصيب..و منتسبيهما ينتقلون بسهولة بين الحزبين ( الأخوان و مصر الفتاة ) فلقد كانت توجهاتهما متقاربة تجمع بين الفاشية و الإسلام الأصولي
الوفد و الأخوان و مصر الفتاة كانت لهم كوادرهم بين طلاب المدارس و الجامعات يقومون عن طريقهم بمظاهرات عديدة ضد الإنجليز أو الملك أو كليهما .
كان يقف مصطفي موسي الوفدى (و الد الدعي الذى رشح نفسة أمام السيسي في إنتاخبة الثاني ) .. بين طلاب مدرسة فؤاد الأول الثانوية بالعباسية .. يلقي خطبة .. تنتهي بهتاف (( اليوم حرام فيه العلم )) ..
فيندفع زملاء له لحجرة السكرتارية يحضرون العلم الخاص بالمدرسة .. ثم يخرجون بمظاهرة .. في إتجاه مدرسة فاروق الأول .. و مدرسة الفنون والصنايع التي أصبحت عام 1950 مقرا لكليتي الهندسة و الحقوق جامعة إبراهيم باشا .. ثم مدرسة الحسينية.. متجهين إلي العتبة الخضراء .. فقصر عابدين
بين الهتافات .. يخرج أحدهم بشعار الأخوان (( اللة أكبر و لله الحمد )) ثم أخر بشعار مصر الفتاة (( اللة أكبر و العزة لمصر )) و المتظاهرون الذين ينضم إليهم علي طول المسار الكثير من الأهالي..يرددون الهتاف دون أن يعوا ما معناة أو سببه الخفي الذى لا يعلم مغزاه إلا الفاهمين .
.. إشتركت في واحدة من تلك المظاهرات طفل في الحادية عشر متحمس يهتف روح شوف أمك يا فاروق بعد ما أشيع عن حياة أمه الملكة نازلي و بنتيها في أمريكا و زواج الأميرة فتحية من رياض غالي ، و عندما هاجمتنا قوات الهجانه من الخلف جرى الطلاب الأكبر سنا ..
سقطت علي الأرض ليضربني كل من يمر منهم بجوارى بالخرزانه .. و كانت علقة جعلتني لا أكرر الإنضمام إلي المظاهرات بعد ذلك حتي بعدما كبرت و وعيت ... فلقد ترسب لدى قناعة .. بأن المظاهرات و الإحتجاجات و الإضرابات أدوات لا تصلح مع الحكومات الفاشية التي رزئنا بها طول تاريخنا .



#محمد_حسين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحزان معمارى مسن
- لازال للإستعمار الكلمة العليا .
- استقر الأمن فى البلدة الصغيرة
- و عاودني عصاب الحرب .
- لمن يرصدون غيابي
- سقطت يوم سقط الجنيه
- فليأكل ((أموت )) قلبي وأفني.
- قد تكون هذه وصيتي.
- وليمة لأعشاب البحر .
- المصريون و متلازمة ستوكهلم
- لحسن الحظ الكلاب و القطط متوفرة
- منظومة الإنكماش و العصيان المدني
- وباء إنقلابات العسكر
- مصطفي صفوان و تطوير اللغة
- و أصبح شهبندر التجار من الضباط .
- ذكريات مسن في الثمانين(2 )
- ذكريات مسن في الثمانين
- كراتين الأحسان في إستاد القاهرة .
- إنت من الأشرار يا علي
- كفاية إنجازات إلهي يسعدكم


المزيد.....




- مصر.. صورة دبابة ميركافا إسرائيلية بزيارة السيسي الكلية العس ...
- ماذا سيناقش بلينكن في السعودية خلال زيارته الاثنين؟.. الخارج ...
- الدفاعات الروسية تسقط 17 مسيرة أوكرانية جنوب غربي روسيا
- مسؤولون في الخارجية الأمريكية يقولون إن إسرائيل قد تكون انته ...
- صحيفة هندية تلقي الضوء على انسحاب -أبرامز- الأمريكية من أمام ...
- غارات إسرائيلية ليلا على بلدتي الزوايدة والمغراقة وسط قطاع غ ...
- قتلى وجرحى جراء إعصار عنيف اجتاح جنوب الصين وتساقط حبات برد ...
- نصيحة من ذهب: إغلاق -البلوتوث- و-الواي فاي- أحيانا يجنبك الو ...
- 2024.. عام مزدحم بالانتخابات في أفريقيا
- الأردن.. عيد ميلاد الأميرة رجوة وكم بلغت من العمر يثير تفاعل ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - محمد حسين يونس - مسيرة (( مصر الفتاة )) لقصر عابدين