أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد حسين يونس - المصريون و متلازمة ستوكهلم















المزيد.....

المصريون و متلازمة ستوكهلم


محمد حسين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 7597 - 2023 / 4 / 30 - 10:25
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عندما تقرأ عناوين الشوارع و المرافق في بلاد العالم سوف تجد أسماء مثل نيوتن ، بتهوفن ، مايكل أنجلو ، باستير ، مارى كورى ...فولتير .. شارل ديجول .. أما أسماء شوارعنا فصيغت لتمجد الغزاة و البغاة ..قمبيز ،الاسكندر ، قيصر ، المأمون ، سليم الاول ،قرة بن شريك ، عبد اللة إبن أبي سرح .. شامبليون ..إسماعيل له مدينة ، توفيق لة مدينة ..الخ ..و منذ 1952 إحتكر السادة كبار الضباط ..أسماء الشوارع ومحطات المترو و الكبارى و الأنفاق .. فنجد محور المشير أو الفريق أو اللواء دون أن نعرف ماهية سيادته والإنتصارات ، الخدمات أو البطولات..التي حققها .
المشكلة في الغالب كما ذكر الدكتور مراد وهبة تتصل بمتلازمة ستوكهولم ((هي ظاهرة نفسية تصيب الفرد عندما يتعاطف أو يتعاون مع عدوه أو مَن أساء إليه بشكل من الأشكال، أو يُظهر بعض علامات الولاء له مثل أن يتعاطف المُختَطَف مع المُختَطِف)).. أو كما ذكر
((إن الغالبية من البشر تدرك أن الطريق إلي الرشد ليس فقط وعرا بل محفوفا بالمخاطر و لهذا السبب فإن هؤلاء الأوصياء ( رجال الدين و العسكر ) قد تكفلوا برعايتهم و حذروهم من الإعتماد علي أنفسهم بمنع هذه الكائنات المسالمة من ترك العكازات التي إعتادوا إستخدامها ))...
((و من ثم فمن العسير علي الإنسان العثور علي مخرج من اللارشد ..الذى يتحول إلي شيء من الغريزة الطبيعية بل يصبح محببا للإنسان الذى قد يكون غير مؤهلا لإعمال عقله ))... (( إنه يطيب لنا أن نكون من غير الراشدين ..بل يطيب لنا أن يكون الكتاب بديلا عن عقلي.. و الكاهن بديلا عن وعيي .. و الطبيب مرشدا لما ينبغي تناوله من الطعام .. و ليس ثمة جهد للتفكير إذا كان بمقدورى شراؤه ..فالأخر كفيل بتوفير جهدى))ِ.
المصرى إعتاد أن يكره البغاة من حكامة و يدعوعليهم سرا و علانية ..إلا أنه في بعض الأحيان تصبح لديه قناعة بأن من يتحكمون فيه ..هؤلاء هم ..أبطال يحافظ علي أمنهم و أمانهم .. وعليه أن يحمي سيرتهم من ألسنه السوء و يرفع صورهم و تماثيلهم إلي أعلي القمم ... هذا النموذج موجود و منتشر في جميع العصور .
تمجيدالطغاة و البغاة ..أمر إستمر بيننا لدهور .. بصورة قد لا يصدقها بعض الناس . بسبب تحالف قوى السيطرة (الكهنة مع السلطه.). في العمل علي تضليل و إخضاع التابعين
في عصور ما قبل التاريخ .. كان الساحر ( رجل الدين ) يحمل الأعلام الطوطمية لقريته أو تجمعه ( نوم ) .. و يقود المحاربين المتقدمين للإنهاء علي نفوذ الطواطم المجاورة .. و رفع قيمة الإله المحلي ( النتر ) علي من عداه .
و مع توحد القطرين .. كان كهنة منف ثم هليوبليس يتحكمون في ملوك الدولة القديمة .. و يوجهونهم في تسخير الشعب لبناء المقابر ( الإهرامات ) و المعابد و خوض الحروب لإعلاء كلمة ( بتاح ) أو ( رع ) فوق كل الأرباب .
كهنة طيبة .. أيضا كانوا في مقدمة الجيوش التي خرجت من الصعيد لطرد الهكسوس المحتلين للدلتا ..و إدعت أن ربها (أمون) هو صاحب النصر ..و هو الذى قاد الملوك في الأسرتين الثامنة عشر و التاسعة عشر لتكوين الإمبراطورية التي ملأت خزائن معابدهم بالذهب و الفضة .. ورفعت من قيمتهم .. حتي أنهم مع ضعف ( الرعامسة ) في نهاية الأسرة العشرين طمعوا في الحكم .. و أصبح أحدهم علي العرش ملك و كاهن ( حيرحور ) مع بداية من الأسرة الحادية و العشرين .
سبب نفوذ الكهان كما ذكر الدكتور مراد وهبة في كتابه (( ملاك الحقيقة المطلقة ))
((كان علي الإنسان أن يملأ الفجوات الناجمة عن قصور تفكيره العلمي .. فإبتدع الأسطورة ..و توهم أنها قادرة علي تغيير البيئة .. فإعتقد علي سبيل المثال أن التضرع للشمس و النجوم من شأنها تخصيب الأرض))..
في هذا الإطار و مع زيادة فائض الطعام بسبب تعلم الزراعة .. بزغت طبقة الكهنة لتؤدى وظيفتين ..توزيع الطعام.. و المحافظة علي الأسطورة .. و من أجل ممارسة هاتين الوظيفتين إبتدعت المحرمات ( التابو ) التي أصبحت معيارا للحكم علي السلوك .
كهنة .. إسطورة .. تابو .. و هكذا بدأت الظاهرة التي إستمرت لا تختلف او تتعدل عبر العصور وهي أن رجال الدين ..دائما هم حلفاء للسلطة.. حتي لو كانت هذه السلطة غازية مستعمرة.
بمعني أن رجال الدين هؤلاء .. مثلوا دائما عناصرالطابور الخامس الذى يمهد الارض للطغاه ويمكنهم من الاستيلاء علي السلطة والنفوذ والاموال و إستنزاف الناس .
فعل هذا كهنة ((رع)) لكسر كهنة ((أمون)) مع قدوم قمبيز (( ملك الفرس ابن الملك قورشٌ الذى غزا مصر سنة 525 ق.م وحكم لمدة 4 سنوات لقب خلالها بالألقاب المصرية القديمة مثل ملك الشمال والجنوب وابن رع واتخذ لنفسه لقب حورس موحد الأرضين ليعطى لحكمه أمام الشعب صبغة مصرية يحيطها كهنة هليوبليس بكل إجلال و تقديس .. وخداع . ))
و مع الاسكندر كان العكس فلكسر كهنة (رع ) خرج كهنة أمون لاستقباله عند البوابة وصاحبوه حتى معبد (سيوة ) وعلى بابه وجد الكاهن الأكبر يدعوه أن يدخل إلى الصومعة الداخلية لكى يستشير آمون بنفسه إكراما لشخصه ومكانته
ولما خرج بدا عليه السعادة والرضى ولما سأله رفاقه بعد ذلك عما حدث رفض ان يبوح بشيئ من هذه الأسرار وأعلن أنه لن يبوح بها إلا لأمه.. .. لقد قالوا له أنه إبن آمون ليصبح لقبه المفضل لخداع المصريين
الكهنة دائما وسيلة تدجين الشعب .. و عصا الغاصب الغليظة ....و أداة للحاكم سواء كان مملوكا أو عثمانيا أو فرنسيا أو إنجليزيا أو حتي مصريا ..لتخدير الشعب و ضمان سكونه .
الوجه الأخر للعملة ..عبر تاريخنا الممتد لالاف السنين .. كان هناك دائما صراع الجباية بين الحاكم و الشعب .. ..الاول ((من الغزاة أو الطغاه)).. يريد أن يحلب الثاني ..لأخر قطرة عرق أو كما قال (فوكو)
((إن من يمتلكون السلطة لابد أن يستغلوا شعوبهم إقتصاديا))..
ليستطيع أن يدفع رواتب المرتزقة ويوفر إحتياجاتهم المعيشية ..خوفا من ثورتهم علية،..ولكي يستطيع..أن يكمل توريد جراية الكهان ويسد مطالبهم حتي يداوموا علي الدعوة له في المعابد ..ويسوقون تابعيهم من المؤمنين لخدمته و ليبني القصور و الملاعب و يقيم الاحتفالات المبهره و يشق الطرق ويسلح رجاله بالخيول والسيوف والدروع .
أما في حالة ما إذا كان هذا الحاكم أحد المبعوثين من قبل الغزاة.. فعلية أن يرسل ما تعهد بجمعه من جباية أموال أبناء البلد كجزية ورسوم...مهما كانت المظالم التي يرتكبها أو العنف الذى يزاوله ليغطي المقدر عليه تقديمه
في نفس الوقت عادة ما يقوم الشعب بالتهرب من الدفع بكل الوسائل و الطرق .. و منها في الحالات الصعبة ..هجر الارض و التخفي أو الهرب والهجرة .. و في كثير من الاوقات بالعصيان المدني و في بعض الاحيان بالثورة ..
يسأل البعض بدهشة .. هل ثار المصريون .؟.. نعم وحاربوا مستغليهم ثلاث مرات وقد تكون أربعة شهدتها مصر عبر التاريخ
- ثورة البكولية، أو حرب الزرع، التي أشعلها المصريون ضد الحكم الروماني في فترة حكم الإمبراطور الروماني ماركوس أورليوس الذي حكم في الفترة من 161 وحتى 180 ميلادية... والسبب أن الوالي الروماني أصدر قرارا بفرض ضرائب جديدة على الفلاحين والعمال ضرائب الحصاد وضرائب الضرع وضرائب على الزواج والطلاق .
- في زمن المأمون ثار البشموريون علي الوالي عيسى بن منصور بسبب فرضه لضرائب مبالغ فيها .. و كسر ثورته المامون بنفسة مؤيدا برجال الدين
- و ضد نابليون 1798.. بعدما زاد علي المصريين من أعباء لإعاشة جيشه المحاصر داخل مصر (ثورة القاهرة الاولي و الثانية ) ..
- و ضد المعتمد البريطاني السير ونجت (ثورة 1919) عندما غالوا في إستنزاف الشعب من أجل تغطية تكاليف الحرب العالمية الاولي ..
وفي كل حالة كانت الضرائب المبالغ فيها سببا للثورة ( يا مسهل يا رب ) هذا بالإضافة إلي عدة هوجات ..أوقل تمردات .قوبلت بعنف من الحكام و مرتزقتهم من رجال الدين .
المصرى الذى يدفع لإعاشة مبغضية و جنودهم و كهانهم ..إعتاد علي أن يتم إستغلاله بواسطة أقلية حاكمة تمتلك أدوات القهر و العنف ..ولم يعد يدهشه سرقتهم له ..
وإعتاد أيضا أن يرى من يدفع لهم يرفلون في نعيم إنتاجه و خير بلده..بينما هو مهمش،جاهل ،مريض، معدم يخفي ما يقيم أوده وأسرته ليتناوله سرا بعيدا عن أعين وأيدى الغاصبين... ويحمد الله كل يوم لو مر و لم يلتق بطريق الظالمين...
و رغم هذا نجد أن أسماء شوارعنا.تحمل أسماء مبغضينا .. .قمبيز ،الاسكندر ، قيصر ، المأمون ، سليم الاول ،قرة بن شريك ، عبد اللة إبن أبي سرح .. وكتشينر ..و صلاح سالم و عبد الناصر و السادات و طنطاوى ..و إسماعيل له مدينة ، و سعيد له مدينة وتوفيق مدينة..و قريبا سيكون لأحدهم عاصمة .



#محمد_حسين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لحسن الحظ الكلاب و القطط متوفرة
- منظومة الإنكماش و العصيان المدني
- وباء إنقلابات العسكر
- مصطفي صفوان و تطوير اللغة
- و أصبح شهبندر التجار من الضباط .
- ذكريات مسن في الثمانين(2 )
- ذكريات مسن في الثمانين
- كراتين الأحسان في إستاد القاهرة .
- إنت من الأشرار يا علي
- كفاية إنجازات إلهي يسعدكم
- نعم .. إسرائيل هي العدو
- إنتبهوا الإنقراض السادس قادم
- أحزان (مارس ) سبعين سنة عساكر
- عندما نغترب في بلدنا
- تقدم و إرتداد الحركة النسوية عبر قرن
- علم إستئناس الشعوب
- تأملات في المسألة المصرية
- متي نفتح جرح الهزيمة وننظفه
- الحكام يأكلون الحصرم و الناس تضرس
- متين دولار بس يابخيل !!


المزيد.....




- نزلها عندك.. نزل تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على الأقما ...
- شاهد: طائفة السامريين اليهودية تقيم شعائر عيد الفصح على جبل ...
- سيدة بريطانية يهودية تفضح محاولات وسائل الإعلام والسياسيين ف ...
- تونس: قرض بقيمة 1.2 مليار دولار من المؤسسة الدولية الإسلامية ...
- تونس تقترض 1.2 مليار دولار من -المؤسسة الدولية الإسلامية-
- مسيحيو السودان.. فصول من انتهاكات الحرب المنسية
- -لم توفر بيئة آمنة للطلاب اليهود-.. دعوى قضائية على جامعة كو ...
- البنك الاسلامي للتنمية وافق على اقتراح ايران حول التمويلات ب ...
- استباحة كاملة دون مكاسب جوهرية.. هكذا مرّ عيد الفصح على المس ...
- قائد الثورة الاسلامية سيستقبل حشدا من المعلمين 


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد حسين يونس - المصريون و متلازمة ستوكهلم