أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حسام تيمور - مأساة كائن شقي














المزيد.....

مأساة كائن شقي


حسام تيمور

الحوار المتمدن-العدد: 7691 - 2023 / 8 / 2 - 15:39
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


مأساة الكائن الشقي أو المستعبد، الاولى و الأخيرة، هي اليأس.
تعلن السلطة انتصارها المطلق بمجرد وصولها الى مرحلة استتباب "اليأس"، و هنا تتوقف الانتليجينسيا العليا عن العمل، و تترك الأمر للقطيع و الراعي و الكلاب، أي بعد ترسيم كل الحدود الممكنة.
ينظر الرعية الشقي الى مؤخرته، و يتذكر ايام الجوع و الفقر و العوز و الخوف، أو ضمور العقل و الروح و الجسد.
ينظر الى حاضره، فيرى الفوضى و الظلم و القهر و الخوف في كل مكان، و يرى انه محظوظ نسبيا رغم كل شيء، و هذا هو اليأس بلون التفاؤل، و مهما بلغ به القهر و الامتهان و الابتياع، و قساوة الظروف، و تسلط الاهل، و تطاول المحيط الاجتماعي، يتشبث هنا بمستنقع البؤس و الامتهان، الأمل/اليأس، و يعض عليه، و يزين ما امكن مكامن القبح و البؤس فيه، يرقع ثقوب الذات، و يتلهم وصفات النفاق الجماعي، و تبييض المناطق الحساسة، يشتغل كثيرا على لغته، و محيطه، بما يجذب اليه انبهارا عابرا او شفقة مستدامة، او احتقارا كذلك، يقلل به دائرة الاحباط و الشؤم حوله (الطاقة السلبية)، ولو على حساب عقله، يغتصب عقله يوميا، و يرضى باغتصاب الاخر لحقه في الوجود، مقابل اعطائه الحق في البقاء، و البغاء،
يستغني تدريجيا عن كرامته، قبل ان يتحول لعاهرة مجتمع، يحترف الوقاحة منهج حياة، و الدعارة منهج عقل و منطق تفكير !
كذلك ينظر الى مستقبله، فيرى طريقا واحدا، بأفق من سراب، فيزيد تشبثه بالحاضر الاكثر غموضا و سوداوية، يراه رغم كل شيء حديقة وردية، يصنع لنفسه جداريات، يعلق عليها تواريخ موته المتجدد، كم مرة يجب ان يدوس على كرامته، على وعيه .. كم مرة يجب ان يكون مومسا، حتى يستمر على قيد الامتهان، مكبلا بقسوة البارحة، و غموض الغد.
ينشغل الكائن الشقي بالأكل .. و اللباس، و الاعتناء بالمظهر، و محاولة تخدير الوعي، بحثا عن تلك اللحظة التي يلتقي فيها الوعي باللاوعي بشكل قسريّ، و يحقق ذاك المستحيل، أنه حر الارادة و الاختيار، انه محظوظ، انه أفضل من غيره، أنه قادر على الطيران، أنه يطير، و هو الراكع على عتبة الاحتياج، و هنا حيث ينتج مفردات خاصة به، و خاصة بالمحبطين من امثاله، تستعمل لانتاج بدائل لتلك القيمة المفتقدة و المستحيل استعادتها او اعادة بعثها، الكرامة !
عبثا يتنطع يمينا و يسارا، قبل ان يستقر فوق حِجر الجلاد، و يستطيب سوط الجلاد، و الاستقحاب لصالح زبناء الجلاد، كذات مفكرة او قوة عاملة او جنون هائم، او روح مؤمنة، او عقل مادي مطلق، يكفر بكل شيء، و يركع امام ارخص ما في الوجود، "السلطة" .. و فضلات السلطة، و بقايا غذاء و دواء !
يعلن حالة البغاء المطلق و البقاء للأقحب،
يتحول الى مدمن وضيع، على بضاعة وهمية،
يلغي الديانات و الاخلاق و الاوطان و التاريخ و الحضارة، من تحت حذاء، يدوس على ظهره،
و ينطق حرية، و سوائل قضيب الامتهان عالقة في فمه !



#حسام_تيمور (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطيئة اليسار
- يهود، عبيد و أوباش
- الحداثة، من الماوراء إلى الوراء
- الياس العماري، عودة الإبن الضّال
- يفغيني بريغوجين -تَفَجَّرَ كَمَا يَنَبَغِي-
- تركيا، بين طبيعة الدولة و طبيعة النظام
- بين دعارة الجسد و دعارة العقل
- بداية الانهيار في روسيا
- اليهودي و الحمار السّامي ..
- سنة حلوة يا جميل
- المنشار و البرميل، أو البرميل و المنشار
- من فوضى الى زوال ..
- المغرب بين ثلاث تجارب حكومية
- حملة التضامن مع الحركة الاجتماعية الفرنسية
- أولى مآلات و متاهات التطبيع
- مواقف و تقاطعات
- الدولة اليهودية و أزمة الوجود او قرب النهاية
- تاملات كوخافي في حضرة النجمة الخماسية
- بدايات
- -وزارة الثقافة و مصادرة كتاب -مذكرات مثلية- من معرض الكتاب ا ...


المزيد.....




- بعد وقف إطلاق النار.. رئيس إيران يوجه -طلبا- إلى محمد بن زاي ...
- نظريات المؤامرة: كيف أصبح مروجوها خطراً على من حولهم؟
- حلم -تغيير النظام- الإيراني - تجارب الشرق الأوسط الفاشلة نذي ...
- إنقاذ الحياة والثروة السمكية في المتوسط.. مهمة تنتظر تعاون ا ...
- النجم الهندي سلمان خان يفاجئ الجمهور بحقيقة وضعه الصحي الخطي ...
- خبراء يحذرون: تعليم القراءة في سن الثالثة قد يُعيق نمو الطفل ...
- نواف سلام يؤكد من الدوحة على الدور المحوري لقطر في استقرار ل ...
- الترجي.. هل تواصل تونس صناعة التاريخ للكرة العربية بالفوز عل ...
- لحظة انقلاب مروحية أثناء محاولتها الهبوط في أمريكا.. شاهد ما ...
- إيران تقصف قاعدة العديد في قطر وترامب يشكر طهران على إنذاره ...


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حسام تيمور - مأساة كائن شقي