أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - عماد الطيب - عصا المعلم














المزيد.....

عصا المعلم


عماد الطيب
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 7660 - 2023 / 7 / 2 - 21:27
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


لن انسَ عصا معلمي في الاول الابتدائي حين انهال على يدانِ بالعصا في صباح شتوي واول الدرس .. تعلمون مقدار الالم وهو ينظر لي دون رأفة ورحمة . لتتبادل يدانِ الضرب واصرخ بألم من شدة الضرب الموجع ببرودة الشتاء .. وقتها كان العقاب مأساوي لي . حتى زملائي بعد هذه العلقة . بدأوا يخشون ردة فعل هذا المعلم . ورسم في مخيلتنا انسان في هيئة وحش كاسر . كان عقابي بسبب اني كنت تلميذا مشاكسا ( وكح ) واصطادني حين كنت اتشقلب على رحلات ( الكراسي الخشبية ) الصف .. بعد مرور اكثر من نصف قرن وحاليا اقترب من عمر الستين مازالت تلك الحادثة محفورة في ذاكرتي كوشم لن انساها فهي علمتني معنى الانضباط في الحياة والسير على نهج تربوي صحيح .. كان المعلمون في فترة السبعينيات من القرن الماضي شديدي التعامل ومنضبطين تجاه التلميذ ... واي تقصير في الواجب او الاخلاق والسلوك داخل المدرسة فالعقاب موجود مادامت العصا في متناول اياديهم وحتى وهم في الدرس يشرحوا المادة وكانت اياديهم في الوقت نفسه تلوح بالعصا كأداة انضباط وانصياع للدرس .. فاخرجوا للدنيا اناس اذكياء مستوعبين كل ما قدمته المدرسة لهم من تربية صحيحة .. كان يكمن صدق المعلمين في منح المادة كاملة ويتأكدوا من فهم التلميذ لها لاوجود مايسمى بالدروس الخصوصية .. وكان الواجب البيتي عقابا آخرا لا احد قادر على نسيانه او تركه بمزاجية ونعمله بجد بمعاونة والدينا . وكنا نستيقظ في الصباح الباكر نشطين لاننا ننام بالثامنة او التاسعة واذا سهرت الى الساعة العاشرة فأنت اسد مغوار . هكذا كنا وهكذا كانت مدارسنا .. اليوم كل شيء اختلف فالتلميذ ماعاد يهتم لدروسه واي عقوبة فالتهديد والوعيد والثأر تنتظر المعلم من قبل الطالب واهله وعشيرته. وتعد اي محاولة للتقويم تجاوزا بحق الطالب وتنمر في ظل تعليمات رسمية غير مدروسة .. لتخرج علينا اجيال تعاني من الهشاشة النفسية وما يطلق عليهم رقائق جليدية تذوب لابسط حرارة في الحياة .. جيل هجر الدرس وهجر العلم وترك كل شيء خلفه وغدا يطارد المشاكل في الشوارع ويتسكع بالمقاهي التي تقدم الاراكيل بسهولة . وفضل العمل الهامشي على العلم الذي يمنحه في الغد عملا حقيقيا ومحترما . جيل مستعد ان يدخل دائرة الجريمة والارهاب .فكم من الجرائم ارتكبت بحق المجتمع بسبب غياب المدرسة وعصا المعلم ..جيل يسمي السرقة فهلوة وشطارة .. والاعتداء على الاخرين شجاعة وبسالة .. والتدخين نضج و رجولة . والمخدرات متعة وسلطنة . والهروب من المدرسة تحدي وقوة شخصية .. كلها بسبب غياب عصا المعلم وهيبة المعلم . ارجوكم رجعونا لتلك العصا ... صدقوني انها تبني اوطان وتقوم اجيال . والا فخراب الاجيال يعني خراب البلدان وضياع المستقبل . وعلى الاهالي الاعتراف بدور المدرسة وعصا المعلم ودعوة المعلم ان يمارس دوره القيادي والمربي الحقيقي . مجتمع دون مربي حقيقي في ضياع . ومن هنا نرسم الحكاية واصل المشكلة .



#عماد_الطيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مأزق الكلمات
- شكرا لكِ
- دعوة الى تطبيق براءة الذمة الكترونيا ومغادرة الاساليب التقلي ...
- حصاد الهشيم
- جرح في ذاكرة الزمن
- عذرا احلام مستغانمي
- الوصية
- الكتابة في اجواء ساخنة
- وجع المشاعر
- مركب ممزق الشراع
- احتفال جنائزي
- قدر احمق
- وهج الماضي
- ارجعي
- نيران صديقة
- شفرة القلب
- رغبة الرحيل
- اغضبي وتمردي
- حديث من نوع خاص 2
- حديث من نوع خاص


المزيد.....




- بعد وفاتهم بسبب -ضربات شمس-.. الأردن: إصدار 41 تصريحًا لدفن ...
- الداعية المصري عمر عبد الكافي يرد على شائعة وفاته (فيديو)
- وثيقة إسرائيلية تكشف: الجيش كان على علم بخطة حماس في 7 أكتوب ...
- كيف تؤثر دراسة الحيتان في القارة القطبية الجنوبية على معرفتن ...
- ارتفاع درجات الحرارة يهدد مشتقبل الأولمبياد الصيفية
- -هذا ما عاد به الهدهد-.. -حزب الله- ينشر صورا من شمال إسرائي ...
- رصد قرش رأس المطرقة قبالة جزر الكناري
- عروض ألعاب نارية تزين سماء أبوظبي بمناسبة عيد الأضحى
- وزير خارجية إيطاليا يشرح لماذا لم توقع بعض الدول على بيان مؤ ...
- مخاوف في إسرائيل من -تهريب المختطفين إلى مصر عبر الأنفاق-


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - عماد الطيب - عصا المعلم