أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد الطيب - اغضبي وتمردي














المزيد.....

اغضبي وتمردي


عماد الطيب
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 7623 - 2023 / 5 / 26 - 23:35
المحور: الادب والفن
    


قالت له بعد تفكير وتمعن في الامر .. لماذا قطعت التواصل معي على الرغم من حبك الشديد لي ؟
قلت لها : تمعني بكلماتك الاخيرة وستعرفين ان كبريائي حتم عليه التوقف عن الكتابة ..
قالت .. هي كلمات في لحظة غضب واعرف انك تتحمل غضبي وثورتي عليك .. فقدت اعتدت الامر .
قلت لها .. لم يكن المرة الاولى فقد اخذت محادثاتنا طابع المناوشات والمبارزة بالكلمات . وحاولت ان امتص هذا العنفوان من الغضب الذي في داخلك . واسكت لكي اهديء من روعك .. وكم من المرات اقول افهمي قصدي من الكلام ولاتسيئي الظن بي .
قالت .. اعترف اني كنت متسرعة
قلت لها .. انا دائما في موقف المسامح والكريم . واظل اسامح ولكنه كبرياء الرجل ياامرأة حين يستقيظ .. يضحي بكل حياته ولايمس بشيء من كبريائه .. امامك رجل يحمل معاني سامية اظهري حسن النية ولاتجادليه في كلماته لانها لاتسيء لك ويعرف ماذا يكتب .
نظرت لها كان تعب السنين قد بان على ملامحها الجميلة والامراض اخذت منها مأخذا .. هي بحاجة الى يدا حنونة تطبطب على كتفها .. وكأنها تحن الى ايام طفولتها وابيها الذي كان يدللها ويعشقها دون اخواتها واخوتها .. واعتادت ان يطبع قبلة على رأسها الجميل حين يصبح وحين يمسي .. انها تبقى طفلة مهما كبرت .. ومن واجبي الا اقسو عليها فقد كانت الحياة معها قاسية ولعبت لعبتها القذرة معها . وعلي ان احنو عليها . فنحن كلنا بحاجة الى اناس يبادلونا الحب والحنان في ظل مرارة الايام . وانا لا اطلب منها الكثير ولا اطلب تضحيات سوى ان اظل صورة ملونة في ذاكرتها . اعرف ان متطلبات الحياة تزيدها ارهاقا . واكثر مما تتحمله فلا اكون انا والزمن عليها . انها انسانة متعلمة تعليم عالي وشقت طريقها بشق الانفس واثبتت جدارة التفوق العلمي . اتمنى لها السلام الداخلي والصحة والسلامة من كل مكروه .. نحن مجرد اطياف واحلام وخيالات في ذاكرتها لايمتون بصلة الى واقعها الحقيقي . عيشي حياتك وابني نفسك لان لاتوجد فرصة ثانية لنفوسنا كي نعوض مافاتنا . نحن بحاجة من يحبنا ونحبه في ظل جفاف العواطف الذي يعتري النفوس البشرية .. نحن بحاجة الى واحة انسانية لنستريح من هموم الدنيا . نحن بحاجة الى انسان يحمل عواطف ومشاعر سامية . لان طعم المشاعر لذيذ في القلوب ويدغدغ العقول . ويهيج بنا حلو الكلام .. حين نغضب مع من نحب فليس هذا معنى الغضب المعهود .. انه بكاء نفوسنا على مافقدناه من سنين .. ووجدناه ليخرج على شكل صرخة تقول .. اين انت من ذلك الزمان ؟ .. الغضب فينا حزن على الايام .. على فقداننا للاشياء الجميلة في الحياة . على احتراق عمرنا في ظلمة السكون . الغضب ترجمة لجراحنا التي نلتقاها من بعض البشر ونقذفها بقوة دون قصد بوجه من نحبه لنتخلص من ادرانها ووساختها ولاندري ماذا نفعل ولماذا نفعل هكذا ؟!! .. الغضب كطفلة تصمت على ظلم الآخر بأغتصابها حقها .. ولكن حين يحضر ابيها تهرول له باكية
وتضربه بأنفعال وكأن لسان حالها يقول اين انت من ظلم الاخرين .. انجدني من هؤلاء وتحتمي به لان حضنه دائما يشكل مكان الامان ويعبر عن الاختباء من عالم معادي . والغضب تنفيس للمشاعر لاتخرج الا بوجود من نحبه ونعشقه .. اغضبي وابكي كثيرا لان الايام قاسية مما يكفي لكي تتحمله نفوسنا واجسادنا الخربة .



#عماد_الطيب (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حديث من نوع خاص 2
- حديث من نوع خاص
- حكاية امرأة
- عودي
- عوق اجتماعي
- شعوب لاتدخل الجنة
- قرار مع وقف التأجيل
- جنون
- اهتمام
- نزعة استهلاكية
- حديث الروح
- دروب ضائعة
- موت عشق
- نصائح صحية متأخرة
- الوداع الاخير
- حظ عاثر
- جمال الروح
- هزات مرتدة
- لغة الغضب
- تشتت عاطفي


المزيد.....




- -ونفس الشريف لها غايتان-… كيف تناول الشعراء مفهوم التضحية في ...
- 10 أيام فقط لإنجاز فيلم سينمائي كامل.. الإنتاج الافتراضي يكس ...
- كيف تُغيّرنا الكلمات؟ علم اللغة البيئي ورحلة البحث عن لغة تن ...
- ما مصير السجادة الحمراء بعد انتهاء مهرجان كان السينمائي؟
- وفاة الممثلة الإيطالية ليا ماساري عن 91 عاما
- البروفيسور عبد الغفور الهدوي: الاستشراق ينساب في صمت عبر الخ ...
- الموت يغيب الفنان المصري عماد محرم
- -محاذاة الغريم-... كتاب جديد في أدب الرحلات لعبد الرحمن الما ...
- -أصيلة 46- في دورة صيفية مخصصة للجداريات والورشات التكوينية ...
- -نَفَسُ الله-.. هشاشة الذات بين غواية النسيان واحتراق الذاكر ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد الطيب - اغضبي وتمردي