عماد الطيب
كاتب
الحوار المتمدن-العدد: 7609 - 2023 / 5 / 12 - 01:39
المحور:
الادب والفن
صبرا ايتها الحياة .. امهليني بعض الوقت لاستعيد انفاسي .. فقد ارهقتني الضربات المتتالية .. قالها ذات مرة صديق لي في الكلية .. انت تصنع حظك بيدك . ومرة قالتها خالتي انت غير محظوظ في الحياة .. يبدو ان الحظ لم يحالفني منذ ولادتي وحتى اصبح عمري الذي قارب الستين عاما حيث كانت بوادر النحس تظهر حينما كنت تلميذا شاطرا في الصف الاول الابتدائي وكان جميع المعلمين يفدروني كنت نظيفا وانيقا وجميلا وشاطرا بذكاء ولكن في امتحان الحساب تمرضت يومه مما اثر على اجابتي الشفوية واخذت تسعة من عشرة وتفوق تلميذ غيري لقب الاول على الصف الذي كان محسوم لي طول السنة .. وفي السادس الابتدائي شاركت بمسرحية تحضيرا لاحتفالية عيد المعلم والغي عرض المسرحية في اليوم الموعود لاسباب مجهولة على الرغم من البروفات المتعبة التي طالت اسبوع تحضيري لها .. وتوالت ضربات الايام . ودخلت الكلية فقد كنت لم التزم بالمنهج المقرر وكنت اجيب على اسئلة الامتحانات من كتب خارجية نظرا لاطلاعي الكبير بأختصاصي وطبعا هذا لايرض بعض استاذتي الذين لم يعجبهم الحال رغم انه يحسب بصف الابداع ولكني غير ملتزم بالمنهج فكانت درجاتي اقل من طالب درخ المادة صما دون فهم .. لتأتي الضربات الاخرى حين وجدت فتاة احلامي وكل الظروف والبشر وحتى التاريخ وقف ضدي للارتباط بتلك الفتاة وكأنه تحالف دولي من ثلاثين دولة وكأني العراق في ظروفه .. وذهبت الفتاة لرجل دون سابق معرفة . ومن عاداتي في العمل ان اكسر اي قاعدة روتينية واخلق قاعدة عمل خاصة بي حتى بعلاقاتي مع البشر . فكنت اسبح دوما ضد التيار مع اي موجة في الحياة .. لا ارغب بتكرار اساليب الاخرين .. احاول دوما ان اخلق اسلوب حياة خاص بي .. فقد كنت مختلفا .. ولهذا اجد القلة القليلة من الناس من يفهم اسلوبي . وكنت دائم المشاحنات مع مدرائي ولكن يصمتوا في النهاية حين يجدون انتاجا مميزا .. فكل الخسارات هانت علي بالحياة الا خسارة فتاتي لو كانت موجودة لخرقت كل قوانين الحياة . ولكن الدنيا حظوظ كما يقال . وماذكرته لايمثل واحد بالمئة من حكايات حظي .
#عماد_الطيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟