اخترت الرحيل عنك

عماد الطيب
كاتب

الحوار المتمدن-العدد: 7600 - 2023 / 5 / 3 - 08:54
المحور: الادب والفن
    

منذ الآن سأعشق جميع نساء العالم .. سأكتب اشعارا وخواطر .. واسجل في تاريخ العشق انا الزعيم .. سأحب كل امرأة اصادفها بطريقي .. واكتب لها اجمل الكلمات .. سأتوسد احضان كل النساء . واكون شهريار .. ولكن حين يدركه الصباح ستختفي كل تلك الاحلام . واظل حبيس عشق واحد منحته لامرأة تمثل كل النساء .. فهي اختصرت كل نساء العالم بطيبتها وعنفها وتمردها وغضبها .. امرأة لم يتبق منها سوى طيفها . فأنا اخترت الرحيل كرها ام طوعا لايفرق .. اخترت الابتعاد لمسافات زمنية وبسرعة الضوء .. كنت اخشى حضورها في ساحة معركة .. لاني سأكون اول المنهزمين . وقد احمل عار هزيمتي .. واجرجره في شوارع مدينتي وفي ذاكرتي .. واظل اعاني من تداعياته طول حياتي .. فوجودها كجلمود صخر حطه السيل من عل . لايبق ولايذر .. سوف يحول ارض قلبي الى خراب . اتدرين اني استمتع بخسارتي . فهي بطعم الانتصار .. لابد من وجود خسارات في الحب كي ترتقي المشاعر وتنقى وتنظف من ادرانها . يفقد الحب خاصيته دون خسارات . ولايحدث كيمياء الحياة بين شخصين الا بعد خسارة شيء . بالتفاعل الكيميائي بين قلبين ينتج مايسمى عنصرا لابد من نسبة نقاوة عالية كي يحدث التفاعل والانصهار .. ومن ثم التعشيق بلغة الفيزياء . ولابد ان يتدخل التاريخ .. فتاريخ ميلاد اي حب هو من يحدد الامر . واذا كانت للجغرافية دور مساعد تتحول النتيجة الى الافضل .. ولكي نصل الى نتيجة كبيرة فضلت الرحيل وكما يقول درويش، ..في الرَّحيل الْكبير أُحبك أَكْثَرَ، عَمّا قَليلْ .. تُقْفلين الْمدينة. لأقلب لي في يديْك، وَلَادَرْب يَحْمِلُني، في الرَّحيل الْكبير .. أَحبك أَكْثرْ .

#عماد_الطيب (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل