أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد الطيب - وجع الغربة














المزيد.....

وجع الغربة


عماد الطيب
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 7591 - 2023 / 4 / 24 - 00:09
المحور: الادب والفن
    


هل جربت غربة المسافات ؟ سؤال وجهته لصديق .. نظر لي مندهشا من سؤالي المبهم .. فتداركت حيرته .. وقلت له .. هل فارقت شخصا عزيزا بسفر بعيد ؟ .. وكيف كان شعورك ؟ هنا اجاب بعبارة واحدة اشعر بحزن واشتياق . ثم سكت وتبسم ... وكأنه اجاب على السؤال الذهبي في مسابقة تلفزيونية .. !! ولخص فراق الاحبة بعبارة واحدة دون حتى الاحساس بها ودون تعبير ينم على الحزن باستذكاره الموقف .. قلت له .. الغربة حين تفارق الروح الجسد .. حين تغادرك الاماكن .. حين ينطفأ نور في قلبك .. الغربة تسقينا الحنين وجعاً، من أنين الذكريات .. اي مدينة تلك التي احتوت كيانها المثقل بالوجع والتيه والطموح . فالمدن مهما كبرت تصغر بحضورها الكبير .. ومهما شعرت تلك المدينة الغارقة بالاضواء والصخب وحركة الناس والالات فهي تخشى حضورها وتفقد هويتها .. لست ابالغ ان غيابك ضاع في ليلته القمر .. واشباح الطفولة تتراى لي في ظلمة الليل وابحث عن حضن يأويني ويحميني كما كانت تفعل امي حين كنت طفلا تدثرني بحنانها وطقوس طرد الاشباح يصل مسمعي بأيات تقرأها ليطمئن قلبي وانام .. واليوم لم تعد احضان الامهات كما كانت .. الاننا كبرنا ؟ واستبدلنا حضن الام بحضن الحبيبة .. واين هي الحبيبة ؟ غربة الحبيب تظل غصةً عالقة بالقلب وممزقا الى قطع متناثرة كحبات السبحة حين ينفرط عقدها من خيطها .. عطلت احلامي وتوقفت عقارب الزمن كأنها اصابها الصدأ من فراق الاحبة .. غيابك اعلن عن ثورتي البلهاء في القلب .. سوف احرق كل سفني .. واجرجر جيشي لاقظع الهزائم واشتم التاريخ .. غيابك تحول الى سم زعاف يأكل كبدي وذاكرتي التي بالامس امتلئت بحكايات الامل والورد والياسمين واحلام لم تتحقق .. اين انت الآن .. ؟ حديقتك تسأل عنك وتخلى التعناع عن رائحته العطرة ؟ يومي وغدي يبقى امسي حتى تعودي . التاريخ يعلن تمرده والايام تتوقف هي الاخرى فلم يعد للغد وجود الا بحضورك .. نحن نقتات من امسنا لكي نصدق اننا نعيش بدونك . عودي لنا دون حقائب فوجودك بيننا اجمل هدية . اتركي تلك المدن الضائعة في متاهات الحداثة وارجعي لمدينتك فهي احق بعشقها لك .. كل المدن غريبة عنك فلايمكن ان تتعشق بروحك التي ادمنت رائحة مدينتك .. اي حزن يلف شارع بيتك .. حتى اعمدة الكهرباء فقدت بريق اضاءتها و العصافير تنتظرك ولم تعد تزقزق وسنادين البيت ظلت دون ماء وذبلت .. عودي الينا لاننا دونك غرباء . وان العيد فقد طعمه ولونه وماعاد يسقينا فرحته ويشبعنا من كعكه .. عودي . فقد زاد المنا وماعاد اي شيء يحينا .



#عماد_الطيب (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار المسافات
- لماذا احبها ؟
- عقل جميل
- هي .. حلم وردي
- امرأة لكل السنين
- شتات
- ويبقى الحزن هو العنوان
- رومانسية الوحل
- ذاكرة المطر
- امرأة قوية
- اموت لأحيا
- ميلاد امرأة استثنائية
- مركب هجرته البحور
- عصافير الشوق
- وجهة نظر
- ازمة وعود
- كيمياء الحياة
- شوق
- اضداد
- لا تغضبي


المزيد.....




- حضور فلسطيني قوي في النسخة الـ46 من مهرجان القاهرة السينمائي ...
- للمرة الثانية خلال شهور.. تعرض الفنان محمد صبحي لأزمة صحية
- -كان فظيعًا-.. سيسي سبيسك تتذكر كواليس مشهد -أسطوري- في فيلم ...
- اشتهر بدوره في -محارب الظل-.. وفاة الممثل الياباني تاتسويا ن ...
- عرف النجومية متأخرا وشارك في أعمال عالمية.. وفاة الممثل الإي ...
- السيسي يوجّه بمتابعة الحالة الصحية للفنان محمد صبحي
- الفنان المصري إسماعيل الليثي يرحل بعد عام على وفاة ابنه
- الشاهنامة.. ملحمة الفردوسي التي ما زالت تلهم الأفغان
- من الفراعنة إلى الذكاء الاصطناعي، كيف تطورت الكوميكس المصرية ...
- -حرب المعلومات-.. كيف أصبح المحتوى أقوى من القنبلة؟


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد الطيب - وجع الغربة