اضداد

عماد الطيب
كاتب

الحوار المتمدن-العدد: 7568 - 2023 / 4 / 1 - 16:50
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    

كان احد ملوك الفرس حين يعاقب العالم او المفكر اشد العقوبة كان يضعه في زنزانة مع شلة من الاشخاص الجاهلين وسوقة المجتمع .. فتبدأ معاناة انسان العلم او الفكر جراء شعور غربة الروح والجسد فتنتابه صراعات وارهاصات نفسية وعصبية وغربة للعقل . وقد يجن هذاالشخص او قد يموت .. فمن الصعب ان تضعك الظروف مع اشخاص لايفهمونك يقول شمس الدين التبريزي " إن المرء مع من لا يفهمه سجين " . وسجن العقل اشد قسوة على المرء حينما لايجد اشخاصا قريبين منه يتفاعل معهم في كل صغيرة وكبيرة . وقد يساء فهمه دائما فلا هم يفهموه ولاهو يستطيع ان يصل فكرته اليهم .. يقول دوستويفسكي في رواية الابلة وبحزن شديد .. " أريد أن يكون هناك إنسان، إنسان واحد على الأقل، أستطيع أن أكلمه في كل شيء كأنني أكلم نفسي " . اي حزن هذا الذي يعيشه المرء ويمكن ان تنتشله بوجود من يفهمه . اما جورج أرويل في رواية 1984 فيقول " ربما لم يرغب المرء في الحب ، بقدر رغبته في أن يفهمه أحد " . الفهم والتفاهم اساس الحب وفي جميع العلاقات الانسانية . ان تجد شخصا بحجم عقلك وعاطفتك فأنت من المحظوظين في الحياة . قد تحدث مشكلة بين صديق وصديقه او اخ مع اخيه او زوج مع زوجته جراء سوء الفهم اوعدم وجود تركبية تساهم في انصهار العلاقات بين هؤلاء في بودقة واحدة فيحدث الشحن وعدم تقبل الآخر .. والامر الاكثر فعالية والمؤثر الرئيس في تلك القضية يرجع الى عدم التوافق الفكري والعقلي .. ومن المواقف الطريفة في احدى المرات وضعني موقف محرج مع احد باعة الخضار لعدم تقبلي ماقدمه لي من خضار فاسدة فقام يكيل لي كلمات لاتوجد في قواميس لغات العالم فقلت له انت سوقي في كلامك الجارح .. فلم يفهم عبارتي فقال لي صديقي اتركه كيف يفهم مفرداتك حتى تدخل معه بكلام غير مفهوم له . . يقول الكاتب أحمد خالد توفيق " أعتقد أن شقاء الإنسان ينبع من مجالسته لمن لا يفهمه ، بل ويسيء فهمه باستمرار .. إن شقاء الإنسان لا ينبع من كونه لا يجد صحبة بل من كونه لا يجد الصحبة المناسبة .. ولذا فإن وجود شخص تستطيع أن تخبره بما يجول في داخلك بدون أن يسيء فهمك ، هي أعظم نعمة ممكن أن تحصل عليها .

#عماد_الطيب (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل