حلم ليلة صيف

عماد الطيب
كاتب

الحوار المتمدن-العدد: 7561 - 2023 / 3 / 25 - 17:57
المحور: الادب والفن
    

قال لها .. اريد خطبتك .. تبسمت بأستحياء وارخت رأسها الى الاسفل .. بهذا الشكل اخذ موافقتها الرسمية وتأكد من عاطفتها نحوه .. بدأت مراسيم الخطبة بأجواء احتفالية بهيجة .. وماعلى العائلتين سوى عقد القران وبعد شهرين زفت اليه في موكب عرس الى احد الفنادق في العاصمة بغداد .. كان الليلة الاولى من اجمل الليالي في عمره فقد نضحت عاطفتهما وكأن كل واحد منتظر هذه الليلة في شوق للاخر .. وسارت الايام وتعينا في المؤسسة نفسها .. هو اتجه نحو عمله الكتابي وهي ارادت اكمال دراستها العليا .. كانت معادلة متوازنة يلف حياتهم الحب والاحترام .. رزقا بولد وبنتان .. كانت له اكبر ناقدة لكتاباته فهو لاينشر اي شيء الا وتمر من تحت يد الرقيب العتيد . فقد كانت تشخص نقاط القوة والضعف في كتاباته وهي قارئته الاولى قبل كل شيء . وكان هو يساعدها في واجباته البيتية من اجل توفير وقت اكبر لكتابة رسالتها ومن ثم اطروحتها .. فقد اصبحت استاذة جامعية لكنها لن تنس انها امرأة العزيز فقد وقفت بمحنته الكبيرة منها والصغيرة وتحملت شظف العيش في اوقات كان البلد يمر بأصعب ظروفه الاقتصادية والسياسية .. فكانت امرأة بعقل رجل . وكان اجمل شيء في حياتهم انهم يقرأون افكار بعض دون الحاجة للشرح والتوضيح . فلم يمرا بمشاكل الا وتكاتفا معا من اجل الخروج منها ومعالجتها .. كانت امرأة اقتصادية تحسب الف حساب للفلس الواحد وتعرف اين تضعه في مكانه المناسب .. فقد علمتها الحياة معنى حماية عائلتها من كل سوء .. كانا يذهبان للمجالس الادبية ويزورا المعارض الفنية وكان في كل حين يتسوقا كتبا من شارع المتنبي ويقضيان اوقاتا في بغداد فكانت هوايتهما المفضلة المشي في شارع الرشيد والشورجة وسوق السراي .. سافرا الى عدد من البلدان . وفي عمرهما الخمسين كانت ذكريات الشباب والحب الجميل تخيم على احاديثهم . وكان هنالك يوم يحتفلان به اشبه بأعياد الميلاد وهو ذكرى يوم تعارفهما في الكلية .. رن منبه الهاتف ليعلن عن انتهاء اجمل حلم تمناه في حياته وجد نفسه في فراشه مع امرأة اخرى وكان هذا كله مجرد حلم من احلامه الجميلة معها . لينهض من فراشه ويستعد للذهاب الى عمله . ويعود لحياته الروتينية ..

#عماد_الطيب (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل