عماد الطيب
كاتب
الحوار المتمدن-العدد: 7605 - 2023 / 5 / 8 - 17:33
المحور:
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
حين يصبح الانسان سريع الغضب تأكد ان هناك شيئا حطم قلبه بدون رحمة.. نستيقظ على غضب الحياة وعلى غضب الطبيعة وعلى غضب البشر . امست حياتنا تدار بلغة الغضب .. مشاعرنا واعصابنا اصبحت لاتتحمل الافعال وردود الافعال .. نغضب لاي شيء ونتبادل الغضب في حوارتنا وفي همساتنا ولمساتنا ..بل حتى في احلامنا وفي ضحكاتنا وهزارنا المقيت .. لماذا نغضب ؟ لان الدنيا حطمت كل شيء فينا واعز مافينا .. ما عدنا نصلح ان نكون طبيعين ونمارس حياتنا بشكلها المعتاد مثل الاشخاص الاسوياء،. فالشيء المكسور عادة مايجرح اذا ما ضغط عليه بقوة .. كلنا لنا عاهات نفسية وقد تكون جسدية تطفيء فينا وهج الحياة وتحيلنا عالة على انفسنا واجسادنا .. نتحسس اكثر مما في مقياس ومنظومة الحساسية تجاه امور الحياة التي عنوانها عدم الراحة التي تعمل على اعلى درجاتها. في زماتنا هذا ومشاكلنا المعتمة صرنا اكثر هشاشة وقابلين للكسر بسهولة .. نتهشم الى قطع متناثرة غير متسقة من اي كلمة او همسة او حركة حتى لو لم تكن مقصودة . بعضنا ينفجر بكلماته ليس بسبب موقف ما .. وانما هو خزين متراكم في انفسنا ظل حبيس لفترات .. واي شرارة مهما كانت بسيطة تفجر الوضع .. ويكون الشخص الذي امامك والمعني هو ضحية غضبنا دون مبرر . ولكنه في الحقيقة كان ضحية متنفس لغضبنا ليس الا .. والظروف والاشخاص الاخرين براء ما دام القينا حملنا على كاهل شخص مر بطريقنا وتكلم او سلك مسلكا غير مقصود فأشعل فينا فتيل الغضب . يقول الطب ان الغضب يمنح الامراض فرصة التوطين في دواخلنا النفسية والجسدية وقد تكون دفعة معنوية لامراض مستترة تظهر مع اول بادرة غضب .. ولهذا نجد ان الاشخاص الذين يعانون من امراض يفتقرون الى قوة التحكم في انفسهم... والغضب يضيف على سنواتنا سنوات اخرى .. ونشعر اننا من خلالها اننا نهرم بسرعة .. بعض هؤلاء الاشخاص يعود لاختيارهم الغضب كأسلوب حياة . وعادة ما تسري في انفسهم واجسادهم سريان الدم في الشريان . اتمنى ان تكون حواراتنا سليمة وننبذ لغة الغضب لانها نفقد اناس نحبهم ويحبونا .
#عماد_الطيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟