أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد الطيب - الكتابة في اجواء ساخنة














المزيد.....

الكتابة في اجواء ساخنة


عماد الطيب
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 7631 - 2023 / 6 / 3 - 00:01
المحور: الادب والفن
    


اسوء شعور على الرغم انه مدح وثناء بحقك في كتاباتي .. حين يراسلني احد الاصدقاء برسالة مفادها ان قصصي التي احكيها عن امرأة مجهولة تعبر عن احاسيس عميقة . معربا في الوقت نفسه عن تأثره بتلك القصص . وتوقع حدسه الذي ينم عن يقين ان هذا الاحساس الذي اكتب به وكانها قصص من الواقع وليس من نسج الخيال .. مؤكدا ان العبارات فيها شيء من الاحساس العميق بالمشاعر وكأن كاتب تلك القصص عاشق من طراز خاص .. بالمقابل اثني على كلماته الجميلة واقول له انت صادق فيما تقوله . ولكن الشعور السيء في هذه القضية ان صاحبة القصص لم تقرأ ما اكتب عنها او لم يصلها احساسي بتلك القصص .. اليس هذا مبعث للالم والاحباط والقنوط . ؟ . ان تكتب بأحساس فهو قمة الارهاق لان تحاول ترجمة مافي داخلك من عواطف واحاسيس وبلاوي زرقة الى كلمات وعبارات تتطلب جهدا فكريا .. يعني اختيار المفردة الملائمة لاحساسك ومشاعرك . وانت تكتب في قمة هيجانك العاطفي والفكري .. وعادة ما ينتابك شعور بالتعب والاجهاد من سطر او عبارة او تتوقف لاختيار عبارتك المناسبة . ليس من يكتب بالحبر كمن يكتب بدم القلب . فالكتابة بناء لحلمك الذي تريد اتمامه .. ان نقص به شيء فقد وقفت في منتصف الطريق وبعدها لن توفق في ايصال الاحساس الذي تطلبه وتنشده . حين تعشق يزيدك هذا العشق عزلة وحبا بالكتابة . تذكري ان الكتابة تبسيط للحالة الشعورية فأن فهمت كتاباتي بجهد بسيط منك فأعلمي اني بذلت المزيد من الجهد كي اصل الى الفكرة . قرأت عبارة جميلة لاحد الكتاب يقول فيها .. ( الكتابة لا شيء سوى رعشة الألم الخفية التي نخبئها عن الآخرين حتى لا يلمسوا حجم المأساة وجحيم صرخات الكلمات المذبوحة بنصل صدىء ).. اتدرين حين افرغ من كتابة مقالة عنك ولك وحدك .. كم ينتابني ذلك الشعور المرهق الممزوج بمتعة واحساس شفاف يجعلني ارغب بالنوم وكأني انجزت احد فروضي الدراسية .. الكتابة عنك راحة المتعة .. ومتعة لن تجاريها متعة . ولهذا اسعى كل يوم للكتابة عنك من اجل هذا الشعور المفعم بالسعادة . ومن هنا استنتج ان الشعراء والكتاب يكتبون لينالوا تلك اللذة الخفية الموشحة بجهد عقلي كبير . وانا بحاجة الى رشفة ماء بارد تدلوها على جسدك بعد كل كتابة لان جسدك يسخن الى درجة الذوبان .. اتسائل لماذا لاتشعرين بكتاباتي ايتها المرأة . وترسلي ردة فعل بسيطة عرفانا حتى لو كانت من كلمة واحدة مثل جميل .. رائع .. هذا لاينقص من مركزك كونك امرأة . بل يزيد قلمي شحذا . هذا ليس استجداء للاعجاب . ايتها الانسانة لقد جربت مفعول الكتابة .. فلماذا تتجاهلين من يكتب عنك . اتعلمين ان هنالك امرا آخرا يجعلني اكتب اليك .. وهو الهروب من غربة هذا العالم وواقعه العقيم فألجا اليك الى حضنك المفعم بالكثير من الكلمات والدفء والامان .



#عماد_الطيب (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وجع المشاعر
- مركب ممزق الشراع
- احتفال جنائزي
- قدر احمق
- وهج الماضي
- ارجعي
- نيران صديقة
- شفرة القلب
- رغبة الرحيل
- اغضبي وتمردي
- حديث من نوع خاص 2
- حديث من نوع خاص
- حكاية امرأة
- عودي
- عوق اجتماعي
- شعوب لاتدخل الجنة
- قرار مع وقف التأجيل
- جنون
- اهتمام
- نزعة استهلاكية


المزيد.....




- رغم انشغاله بالغناء.. ويل سميث يدرس تجسيد شخصية أوباما سينما ...
- قوارب تراثية تعود إلى أنهار البصرة لإحياء الموروث الملاحي ال ...
- “رسميا من هنا” وزارة التربية العراقية تحدد جدول امتحانات الس ...
- افتتاح الدورة الثانية لمسابقة -رخمانينوف- الموسيقية الدولية ...
- هكذا -سرقت- الحرب طبل الغناء الجماعي في السودان
- -هاو تو تراين يور دراغون- يحقق انطلاقة نارية ويتفوق على فيلم ...
- -بعض الناس أغنياء جدا-: هل حان وقت وضع سقف للثروة؟
- إبراهيم نصرالله ضمن القائمة القصيرة لجائزة -نوبل الأميركية- ...
- على طريقة رونالدو.. احتفال كوميدي في ملعب -أولد ترافورد- يثي ...
- الفكرة أم الموضوع.. أيهما يشكل جوهر النص المسرحي؟


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد الطيب - الكتابة في اجواء ساخنة