أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - صوت الانتفاضة - (حركات المودة)














المزيد.....

(حركات المودة)


صوت الانتفاضة

الحوار المتمدن-العدد: 7643 - 2023 / 6 / 15 - 18:54
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


في العام 2015، وتحديدا يوم جمعة، في شارع المتنبي، تفاجأ زوار الشارع ببيع مكتبة الدكتور وعالم الاجتماع الراحل حاتم الكعبي 1917-1979، كانت مؤلفات الراحل من ضمن ما احتوت عليها المكتبة، هذه المؤلفات كانت –ولا زالت- نادرة جدا، وان وجدت فأن أسعارها مرتفعة، فلم يعاد طبعها او نسخها، قد يكون بسبب عدم شهرة الراحل، -كبقية زملاؤه من علماء الاجتماع الرواد أمثال "عبد الجليل الطاهر وعبد الجبار عريم"-، قياسا بالراحل علي الوردي، الذي اعيد طباعة مؤلفاته مرات عديدة.

كحال الكثيرين فقد حصلنا على نسخة من مؤلفه القيم "حركات المودة"، الذي طبع عام 1971، وقد بحث فيه الدكتور حاتم وعبر خمسة فصول المودة، مهديا ثمرة بحثه هذا الى ابنته "نسرين"، "التي تمثل جمهرة كبيرة من جيلها الصاعد في نزوعها الى تبني آخر طراز من مودة الأزياء"، فقد اخذته هواجس القلق من اختلاف الرؤى بين الأجيال، "فنحن نواجه منظومات من القيم متباينة"، تحتم عليه كعالم اجتماع دراستها وبحثها، فبحث المودة يقع ضمن ميادين "السلوك الجمعي" كما يرى.

بدا الكعبي بتقديم لمحة تاريخية للأزياء عبر العصور، والتي تقول بعض الوثائق التاريخية "الى عزم أحد الملوك الاشوريين على إقامة احتفال ديني خاص بالملابس"، ويتطرق الكعبي في تمهيده التاريخي "الى العوامل التي لعبت دورها الفعال في دروج هذه الظاهرة وانتشارها" وهو يضطر كما يقول "الى الرجوع الى فرنسا في أواخر القرن الثامن عشر وفي القرن التاسع عشر حيث بدأت تلك البوادر الاولى، التي انتهت فيما بعد بجعل باريس اهم مركز من مراكز السيطرة في حقل المودة"، متتبعا بشكل رائع تلك السيطرة الباريسية على مودة الأزياء.

ذكر الكعبي عدة تعاريف للمودة، منها ما جاء في قاموس وبستر من كلمة مودة تعني "لغويا الاستعمال الدارج المقبول لأي شيء" او تعريف الباحث "لابير" ان "المودات هي نماذج سلوكية مؤقتة" او تعريف "ادوارد سابير" ان "المودة صورة من صور التخلي المؤقت العابر عن التقليد الاجتماعي"، او "بونر" من انها "ضرب من السلوك المؤقت مصدره دوافع لا شعورية"، او تعريف الفرنسي "تارد" المودة هي "تقليد المعاصرين"، او رأي الباحثان "ترنر، كيليان" الذي يقولان "ان المودة تدور حول انتشار وشيوع تغيرات في الذوق"، ويخلص الكعبي من كل تلك التعاريف الى ان المودة هي "تقليد في مظهر او صورة التحول والانتقال من تقليد راهن او اعتبار اجتماعي قائم".

يمضي الكعبي في دراسته الى مفاهيم العقل الجمعي والتقليد والايحاء، منتقلا الى تغير المودة "الحوافز والدوافع"، بعدها ينتقل الى البنية الاجتماعية للمودة، ثم يبحث في الفصل الأخير المشكلات التي تتمخض عنها المودة.

ان كتاب "حركات المودة" هو بحث ودراسة كبيرة من قبل الدكتور الكعبي، وهو باب لم يطرقه أحد غيره في العراق، وقيل ان استاذه "بلومر" كان قد أثنى عليه بشكل كبير، رغم ان للكعبي اسهامات أخرى كثيرة لا تقل روعتها عن هذا العمل، منها "مبادى علم الاجتماع" مع الدكتور محمد المشاط، والذي صار منهجا يدرس للمرحلة الإعدادية في المدارس في منتصف الستينات؛ كتاب "السلوك الجمعي" وأيضا "الحركات الاجتماعية التي تدور حول منقذ منتظر" و "الطبقية الاجتماعية وكارل ماركس" و "دراسة حال زعامة"، وبحثه باللغة الإنگليزية غير مترجم "أبو طبر: دراسة حالة رعب جمعي" الذي قدم الى المؤتمر المنعقد في كندا عام 1974. غير الكثير من الكتب التي ترجمها الى اللغة العربية.

احيل الدكتور الراحل الكعبي الى التقاعد عام 1978 دون ابدأ أي سبب، وفي العام 1979 توفي الكعبي، وقيل مات متحسرا متألما بسبب ابعاده مرغما، وقيل انه تعرض لمضايقات من القوميين والبعثيين كونه كان من أنصار الزعيم عبد الكريم قاسم؛ يروي عنه أحد تلامذته طرفة، يقول انه عندما دخل المحاضرة قال (طلاب راح انطيكم محاضرة عن فرويد وراح افشّر بالشرح، فالبنات اذا يريدن يطلعن خل يتفضلن وما سجلهن غياب) فلم تخرج ولا طالبة من المحاضرة.

كل الذكر الطيب للراحل الدكتور حاتم عبد الصاحب الكعبي، الذي اغنى المكتبة بالمؤلفات والترجمات العديدة، وقدم لنا ارثا كبيرا ورائعا في علم الاجتماع.
#طارق_فتحي



#صوت_الانتفاضة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الموازنة وحال العمال والكادحين والمعطلين
- عمل النساء في مكبات النفايات
- صدى العمال تواكب مسار الحركة الاحتجاجية
- (أسلحة نووية للجميع)
- الحياة في معامل الطابوق
- عندما تحكم القوى الدينية المجتمع
- مسرح الدمى
- زيلنسكي في قمة جدة او دمية وسط الدمى
- حول سٌلم الرواتب
- رأي شخصي في ممارسة الأول من آيار
- سيناريو السودان. الى اين؟
- -قبل الورقة الأخيرة-
- هيكلة شركات وزارة الصناعة
- التاسع من نيسان الديموقراطية المشؤومة
- رأي في السياسة- شبح الحرب النووية يتصاعد
- -مؤتمر من اجل الديموقراطية- حوار مفترض
- 19-3 معزوفة الموت والخراب
- هل هناك ترتيبات جديدة للسياسة الامريكية في العراق؟
- سلطة الاسلاميين سلطة (المگادية)
- وراء الاكمة ما وراءها


المزيد.....




- منزل براد بيت في لوس أنجلوس يتعرض للسرقة
- فستان -الرعاية- للأميرة ديانا يُباع بأكثر من نصف مليون دولار ...
- أمراض يُمكن تجنّبها تقتل 1.8 مليون أوروبي سنويًا: تقرير أممي ...
- محكمة إسرائيلية ترفض طلب نتانياهو إرجاء محاكمته بتهم فساد
- كلاب السلوقي التونسية -سلالة نبيلة- مهددة بالتهجين والانقراض ...
- ألمانيا ـ توجيه الاتهام لسوري بالمساعدة في التخطيط لهجوم على ...
- البرلمان الألماني يقرّ تعليق لم شمل أسر لاجئي الحماية الثانو ...
- إسرائيل توقف المساعدات وأزيد من أربعين قتيلا في غارات متفرقة ...
- مستوطنون يقتحمون مدينة نابلس ويعتدون على فلسطينيين
- يوآف شتيرن: نتانياهو لا يستمع للأصوات الداعية لوقف الحرب في ...


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - صوت الانتفاضة - (حركات المودة)