أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صوت الانتفاضة - التاسع من نيسان الديموقراطية المشؤومة














المزيد.....

التاسع من نيسان الديموقراطية المشؤومة


صوت الانتفاضة

الحوار المتمدن-العدد: 7577 - 2023 / 4 / 10 - 00:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد عشرين يوما من القتال سقط صدام! الذي صوره الاعلام الغربي على ان قوته العسكرية ليس لها مثيل في المنطقة، وبأنه يملك الأسلحة الكيماوية والبيولوجية؛ لقد أرادوا اذنا بالتحرك العسكري من مجلس الامن، لكن دون جدوى، فالكثير من دول العالم كانت تدرك ان أمريكا تركض خلف مصالحها، لا يهمها ان كان صدام دكتاتورا او مجرما، فآخر ما تفكر فيه أمريكا هي حرية الشعوب.

بوش وبلير يقودان حملة لإقناع العالم بضرورة التحرك العسكري ضد صدام، جمعوا شراذم ما سمي ب "المعارضة"، وهم مجموعة لصوص وبلطجية وقتلة و "مجادية" وسقط المتاع، جمعوهم في لندن ليأخذوا منهم تعهدا بالخضوع التام لأوامر أمريكا وبريطانيا، مع تعهد هذين الدولتين الغازيتين بالسماح بفعل ما يشاؤون دون محاسبة او خوف من عقاب.

تحركت اساطيل أمريكا، بعد ان صلى بوش، متضرعا الى الرب ان ينصر "مارينزه"؛ عشرون يوما كانت كفيلة بإسقاط البعث وصدام، بانت الفرحة على وجوه الناس، فقد تخلصوا من دكتاتور ومجرم، تخلصوا من نظام كبس على نفوسهم أربعين عاما، نظام "عائلي" بوليسي بامتياز، كانت الناس تقول انه لن يأتي نظام اجرامي مثل البعث وصدام، او ليسقطوا صدام وبعدها ليكن ما يكون.

سقط صدام، سقط السفاري؛ سقط البعث، انتهوا تماما خلال عشرين يوما فقط، استبشرت الناس خيرا، الامريكان قالوا لتكن الديموقراطية، فكانت الديموقراطية، لكن اية ديموقراطية؟ "لو ان حقبة من التاريخ طليت بلون رمادي على رمادي لكانت هي هذه الحقبة بالضبط" ماركس.

حكمت العمامة والعقال، فكانت بحور الدم والنهب والسلب؛ تأسست الميليشيات والعصابات والمافيات، اٌغرقت البلاد بحروب أهلية، جثث في الشوارع، مدن صارت اشباحا، ضاع وغاب الأمان تماما، قتل على الهوية، حروب طائفية وقومية وصراعات عشائرية، نسب الفقر تزادا عاما بعد عام، ومشاهد الارامل والايتام يقطّع القلب؛ يبدو ان هناك تعهدا واتفاقا لم يعلن عنه في مؤتمر "المعارضة"، وهو التدمير الكلي والتام لهذا البلد.

في الجانب الآخر من الصورة، أسس الامريكان منطقة واحدة في العراق، جعلوها الأكثر امانا ورفاهية، واحة خضراء مزهرة، أطلقوا عليها "المنطقة الخضراء" ، جمعوا بها ادواتهم من سقط المتاع والذين يلعبون بهم؛ اسسوا بهم الة دولة جديدة من جيش وشرطة وموظفي دواوين، على أساس طائفي وقومي وعشائري، سنوا دستورا دينيا وقوميا مقيتا، شكلوا مجلس حكم شهري: شهر عمامة، وشهر سروال، وشهر عقال؛ كان شكلا كاريكاتوريا مضحكا جدا.

كان -ولازال- البلد كله يحترق بنار الديموقراطية الامريكية، تحول الى خراب تام، شلة من الطفيليين من إسلاميين وقوميين وعشائريين يكبسون على أنفاسه، نشروا الخراب والفوضى في كل اجزاؤه، وهو اليوم يئن من ضربات معاولهم التدميرية، الة خراب لا تتوقف ابدا. وهذه هي قصة الديموقراطية التي جاء بها المارينز لينشرها في العراق، فمنذ عشرين عاما وهم يعطوننا دروسا في كيفية التعامل مع الديموقراطية، ومع كل هذا الخراب فأن البعض من "المراهقين في السياسة" يريدوا اقناع الناس ان الديموقراطية لها ثمن يجب دفعه؛ يا لحماقتهم وبؤسنا.
#طارق_فتحي



#صوت_الانتفاضة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رأي في السياسة- شبح الحرب النووية يتصاعد
- -مؤتمر من اجل الديموقراطية- حوار مفترض
- 19-3 معزوفة الموت والخراب
- هل هناك ترتيبات جديدة للسياسة الامريكية في العراق؟
- سلطة الاسلاميين سلطة (المگادية)
- وراء الاكمة ما وراءها
- بين ابريل غلاسبي وآلينا رومانسكي
- ما الذي يعنيه الدفاع عن حرية التعبير؟
- أضواء على لائحة المحتوى الرقمي - القاضي عامر حسن نموذجا
- أضواء على لائحة المحتوى الرقمي- قضية عدنان الطائي وباسم الكر ...
- أضواء على لائحة هيئة الاتصالات
- بصدد تقييد حرية التعبير
- جاسم الاسدي ينضم لقافلة المغيبين
- شركات العتبة والاستحواذ على كل شيء -مصنع تعليب كربلاء
- عنف الطبيعة وحضور الرؤية الدينية
- تساؤلات حول مفهوم الوطنية
- حول قرار المحكمة الاتحادية الأخير بقطع مرتبات مواطني إقليم ك ...
- المعطلون عن العمل وارتفاع الأسعار
- يوميات مشجع- القسم الاخير
- يوميات مشجع- القسم الثاني


المزيد.....




- حصريًا لـCNN: هل تستطيع إسرائيل الصمود أمام ترسانة إيران؟ وز ...
- -كتائب القسام- تعلن تنفيذ عمليتين ضد إسرائيل
- بيان المكتب السياسي حول التطورات الخطيرة بمنطقة الشرق الأوسط ...
- إيران تنشر فيديو لمراكز أمنية وعسكرية حساسة تنوي استهدافها ف ...
- الرئاسة التركية تعلق على أنباء عن وجود جزء من أسطول الطائرات ...
- القوات الإيرانية للمستوطنين: غادروا الأراضي المحتلة فورا فلن ...
- -معهد وايزمان-.. إيران تدمر -العقل النووي- لإسرائيل (صور + ف ...
- نائب المستشار الألماني: لن نرفض دعم إسرائيل حال تعرض وجودها ...
- قلق تركي من التصعيد ضد إيران
- صنعاء تؤكد دعمها الكامل لطهران


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صوت الانتفاضة - التاسع من نيسان الديموقراطية المشؤومة