تساؤلات حول مفهوم الوطنية

صوت الانتفاضة

الحوار المتمدن-العدد: 7507 - 2023 / 1 / 30 - 20:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

الحديث عن الوطنية فيه الكثير من المحاذير التي يجب ان تؤخذ بالاعتبار، فهذه البلدان مأزومة بهويتها، ومجتمعاتها متشظية، ففيها العديد من الهويات التعريفية؛ والقوى المهيمنة والمسيطرة على المجتمع تلعب بشكل ذكي على هذه الهويات، ففي كل مرحلة تبرز هناك هوية معينة، تكون هي الشائعة والغالبة على بقية الهويات، فبعد احداث 2003 ومجيء الإسلاميين للسلطة صارت الهوية إسلامية، لكن بعد احداث سامراء وبداية الحرب الاهلية كانت الطائفة والطائفية هي الهوية الأساس التي مررتها السلطة الاسلامية في المجتمع، في 2007 وبعد فوز المنتخب بكأس اسيا طفت الى السطح الهوية الوطنية، وفي فترات محددة ومتباعدة من الصراع بين اطراف السلطة يشهر كارت القومية.

تٌعرّف الوطنية على انها "تعلق عاطفي ببقعة جغرافية معينة او الانتساب لأمة محددة" كما في الويكيبيديا، وهذا التعريف تكاد تراه في اغلب من كتبوا عن الوطنية، وأيضا تراه متسقا مع سلوكيات الكثير من الوطنيين، لكن هذا التعريف او لنقل الوطنية بحد ذاتها تثير الكثير من التساؤلات:

البقعة الجغرافية المحددة هذه "الوطن"، هل كانت خارطته هي هي منذ الازل؟ فإذا ما ضممنا لها جزءا من الأرض بقوة السلاح فهل ستكون ضمن "الوطن"؟ او إذا ما انفصل عنها جزء من الأرض ضمن سيناريوهات مختلفة فهل تلك البقعة ستعترف ب "الوطن الام"؟ هل يتجزأ مفهوم الوطنية ام انه كل شامل؟ الا تعد المغالاة في حب "الوطن" وعند درجة معينة "شوفينية"؟ الا يتحول الانتساب لأمة محددة الى نوع من الفاشية؟ هل يوجد تمايز في "حب الوطن" بين طبقة وأخرى؟ الا يتأثر مفهوم الوطن والوطنية بالوضع السياسي؟ لو ان الأرض كلها كانت حق مشاع لكل الناس فهل يا ترى توجد ضرورة ل "حب الوطن"؟
هي مجرد تساؤلات لا أكثر.
#طارق_فتحي

#صوت_الانتفاضة (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل