أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - صوت الانتفاضة - (كلية الامام الكاظم)














المزيد.....

(كلية الامام الكاظم)


صوت الانتفاضة

الحوار المتمدن-العدد: 7451 - 2022 / 12 / 3 - 18:35
المحور: المجتمع المدني
    


نجح الفتى من السادس الاعدادي بمعدل متواضع؛ الفتى مصر على دخول قسم اللغة الإنگليزية، لا يهم آداب او تربية، المهم انه يريد تعلم الإنگليزية، كانت ترتسم في مخيلته خطة، فهو يريد الهجرة من العراق، فقد كان هذا طموحه الأكبر، بات الجميع يدرك ان الحياة في هذا البلد صارت شبه مستحيلة، فمن يحكمه هم مجموعة لصوص وبلطجية، ولا افق له؛ كان يقول ان اللغة الإنگليزية ستكون أداة نجاحه.

ظهرت نتائج القبول المركزي، كانت فنون جميلة، سخر كثيرا، اية فنون جميلة، الإسلاميون قتلوا كل شيء جميل، فلا فن او ادب، صارت حياة الناس دينية وعشائرية؛ ثم إذا "تخرجت" من الكلية، يا ترى اين سأعمل؟ صديقه قال له مازحا: عمي راح تشتغل طبلچي بالملهى، وداعتك فلوس.

لم ييأس، ذهب الى الجامعة المستنصرية، كلية الاداب، قدم على قسم الترجمة، في المكتبة التي عمل فيها استمارة التقديم، وبالمصادفة كانت هناك أستاذة من الجامعة، وهو يملي الاستمارة مع صديقه، يتحدثان بصوت عال، سمعتهم هذه الأستاذة، فسألته: كم هو معدلك؟ أجاب صديقه: ست هذا معدله 62.5 فقالت له: ابني انت تريد آداب ترجمة إنگليزية، وهذا اعلى قسم بالكلية، فما أتصور تحصل عليه، شوف غير قسم.

ما هي الأقسام الأخرى؟ فلسفة، علم نفس، أنثروبولوجيا، اعلام. اقسام لا تعني شيئا في هذا البلد، انها في حالة موت سريري.

لم يتبق امامه سوى الكليات الاهلية، لكنها مكلفة جدا. أشار عليه صديقه بكلية الامام الكاظم، فهي تابعة للوقف الشيعي، وقريبة على بيتك، ثم ان تكلفتها المالية أرخص سعرا، "وأحلى شي ما بيها رسوب". نظر مليا بوجه صديقه، اعترته حسرة كبيرة، ضرب كفا بكف، بدى عليه الانزعاج؛ تريد أروح لكلية دينية، هاي تالي دراستي، ولك انت شايفها لو يسولفولك عليها؛ زين بالنهاية شطلع، بكالوريوس كيشواني، ويعينوني "قارئ بالفواتح"؛ ولك يابه هاي الكليات مالت الأوقاف سووها الإسلاميين حتى يحصلون بيها على شهادات، لأن اغلبهم ما مخلص ابتدائية، فأخذوا أراضي مالت الدولة، بنوها، سموها كليات الجامعة "جامعة الكاظم، جامعة الرسل، جامعة الصادق، جامعة الامام الأعظم، جامعة الصدر الخ".

صديقه أصر على ان هذه الكلية هي الأنسب له، بسبب ان معدله الدراسي لا يسمح له بجامعات مثل المستنصرية او بغداد؛ عند ذاك انفعل وبان عليه التوتر واخذ بيد صديقه واجر "تكتك" قاصدا كلية الكاظم، وقال له سوف أريك الكلية.
دخلا الكلية، مجموعة بنايات كبيرة، حدائق متواضعة جدا، الكثير من طلبتها من كبار السن، من الموظفين الحكوميين، الذين يطمحون لزيادة رواتبهم، فيذهبوا اليها ليحصلوا على شهادة البكالوريوس؛ فيها تشدد على نوع الملابس، خصوصا الطالبات، فالحجاب والجوارب اجباريان، وبالنسبة للطلبة الذكور، فهناك منع لأنواع محددة من البناطيل، الجامعة ومثلما يقال فأنها "تقبض الگلب"، لا تجد فيها فرحة الطلبة وفاعليتهم ونشاطهم واشراقهم وبسمتهم.

سمعا نغمة هاتف يرن، كانت "لطميه"، يبدو انها لأستاذ في الجامعة، صدفة كانا يقفان بجواره، فقال له صديقه "هاي شنو"؟ ولك يابه امشي خلي نطلع، المستنصرية هواي أحسن، صحيح بيها صور معممين، تارسه الاقسام، ومرات يسوون طقوس دينية، بس على الأقل الصبح مخلين فيروز، والطلبة مختلطين وملابسهم حلوه، ومبينه عليهم الفرحة والنشاط، بس جامعة الكاظم يجوز الصبح تخلي دعاء كميل.

اقتنع أخيرا صديقة برأيه، بعد ان رأى الجامعة بنفسه، وقال له: شوف لو تعرف تأجل هاي السنة وتشتغل عماله أحسن ما تدرس بهاي الجامعات الدينية، لازم يغيرون اساميهن واداراتهن ويخلوهن تابعات للتعليم العالي، شنو وقف شيعي شنو وقف سني؟ تدري قبل فترة قريت رأي لماكس فيبر يگول ان الأوقاف جزء من النمط الاقطاعي، طبعا هاي بس عدنا باقية الأوقاف، والا هي جزء من عمليات النهب اللي يقوم بيها رجال الدين وقادة الميليشيات.

بدى عليه الارتياح، خصوصا وان صديقه اقتنع أخيرا برأيه، ورجع الى حلمه وطموحه، اللغة الإنگليزية، التي ستنقذه من هذا البلد الذي يعاني شهقات الموت على يد المافيات الإسلامية والقومية، وذهب ليقدم استمارته على الدراسة المسائية، عسى ولعل ان يسعفه الحظ، ويقبل في القسم الذي يرغب.
#طارق_فتحي



#صوت_الانتفاضة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وتستمر الانتفاضة في إيران
- الإسلاميون و(السيادة)
- مطر مطر مطر بالنعمة انهمر
- بصدد التجنيد الالزامي
- شيوخ العشائر والميليشيات
- حقبة (من سيء الى أسوأ)
- وزير ميليشيا العصائب والعداء للمرأة
- الانتفاضة الإيرانية.... شجاعة بلا حدود
- تشريع النهب
- التيار الصدري من قامع للانتفاضة الى قوة مقموعة
- بصدد المؤسسة العسكرية
- خطبة الوداع ام التثبيت
- حرق مقر امتداد.... مدى الرؤية
- رأي في السياسة
- بلد الطقوس الدينية
- (سوف يكون هناك دم)
- الكاظمي يدعو لحِوار ام حٌواٌر
- ذات الطرح
- ما هي احتمالات تطبيق السيناريو الليبي في العراق؟
- ازمة نظام.. ازمة معارضة


المزيد.....




- منظمة العفو الدولية تدعو للإفراج عن معارض مسجون في تونس بدأ ...
- ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات بالضفة ويحمي اقتحامات المستوطنين ...
- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...
- ممثلية إيران: القمع لن يُسكت المدافعين عن حقوق الإنسان
- الأمم المتحدة: رفع ملايين الأطنان من أنقاض المباني في غزة قد ...
- الأمم المتحدة تغلق ملف الاتهامات الإسرائيلية لأونروا بسبب غي ...
- کنعاني: لا يتمتع المسؤولون الأميركان بكفاءة أخلاقية للتعليق ...
- المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة: روسيا في طليعة الدول الساع ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - صوت الانتفاضة - (كلية الامام الكاظم)