صوت الانتفاضة
الحوار المتمدن-العدد: 7421 - 2022 / 11 / 3 - 22:15
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بما اننا نعيش حقبة "من سيء الى الأسوأ"، وهذه الحقبة يراها البعض انها انبثقت بعد مجيء "عبد الكريم قاسم" والتغيير الذي حدث عام 1958، وهؤلاء هم الملكيين؛ وقسم اخر يرى ان الأسوأ اتى بعد احداث شباط الأسود 1963، وهؤلاء هم الجمهوريون واليساريون، لكن الطرفان هؤلاء قد اتفقوا على ان الحقبة الأسوأ كانت بعد استلام صدام للحكم عام 1979.
في 2003 حدث التغيير الأكبر، اسقطت الدبابة الامريكية نظام البعث وصدام، تأمل الكثيرون خيرا، واستبشروا عهدا جديدا، وحسبوا ان حقبة "من سيء الى أسوأ" قد ولت وانتهت، كانت تجارب "اليابان وألمانيا" حاضرة بقوة في وعي الناس، لكن سرعان ما أدركوا ان سياسة "الفوضى الخلاقة" هي التي يتم الاعداد لها، "رايس، بأول، بريمر" كانوا المخططين والرساميين لهذه السياسة، فبدأت سمفونية الموت والخراب معزوفتها.
حقبة "من سيء الى أسوأ" صارت حقيقة ملموسة أكثر، مجلس حكم "اللويا جيرغا" طائفي وقومي وعشائري بامتياز، انبثق عنه دستور ديني قبيح وملغم، فانتخابات طائفية وقومية قذرة، اسند الامريكان الدور الأكبر للعمامة، فكانت هي المتحكم الفعلي، فقد رسمت اتجاه الانتخابات بالفتاوى، ثم جاء الأشد سوءا، تصريح لزلماي خليل، تفجير لمرقد، فتاوى لرجال دين، دول جوار لعبت على الوتر الطائفي، النتيجة: حرب أهلية قاسية ومرة جدا ومدمرة.
جاء "علماني" العملية السياسية الامريكية "اياد علاوي"، بعدها جاء فيلسوف المذهب "المختل عقليا" "الجعفري"، ثم الطائفي الأسوأ "المالكي" بعدها السيء "العبادي"، ثم لتسلم السلطة للحرس القومي "عادل عبد المهدي"، فيطاح به لتسلم الى صبي الميليشيات "الكاظمي"، ثم بعد اللتيا والتي، هذه السلطة يتولاها الطرف الأشد تطرفا وعنفا، الوجه الأكثر قبحا في هذه العملية البغيضة "الإطار"، مجموعة ميليشيات مسلحة هي من يتولى فعليا السلطة، وهؤلاء يأتون بدميتهم الجديدة "محمد شياع السوداني.
الكثيرون يتأملون خيرا بالرجل، وكأن السياسة في العراق يرسمها شخص "رئيس وزراء"، وهذا هو الوهم الذي لا يتخلون عنه، دائما تراهم يكررون جملة "بلكي يطلع براسه حظ"، وكأننا في لعبة "الدمبلة"، يجب إدراك ان هذه العملية السياسية لن يخرج منها غير البؤس والخراب، وكلما طال عمرها فأن الموت والدمار والانهيار هم المستقبل لهذا البلد.
#طارق_فتحي
#صوت_الانتفاضة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟