أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صوت الانتفاضة - ما معنى حل البرلمان وإعادة الانتخابات؟














المزيد.....

ما معنى حل البرلمان وإعادة الانتخابات؟


صوت الانتفاضة

الحوار المتمدن-العدد: 7340 - 2022 / 8 / 14 - 10:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قد يكون فيلم "خلطبيطه 1994" لمحمود عبد العزيز، هو الأكثر تعبيرا عن الواقع السياسي والاجتماعي الذي نمر به، فمحمود عبد العزيز "حسان" خريج كلية الزراعة موظف بسيط يعمل امينا لأحدى مكتبات هيئة الكتاب، حسب توزيع القوى العاملة! انه دائم العناية بالزهور والخضروات التي يزرعها حتى يجد بعض التوافق بين شهادته وهوايته، شخص مسالم، يبتعد قدر الإمكان عن المشاكل، الا ان الواقع الاجتماعي والسياسي الفوضوي الذي يعيش في وسطه يلفه ويوقعه بغرائب المشاكل.

الواقع الذي نعيشه اليوم هو غرائبي الى حد ما، وساخر جدا في الكثير من جوانبه، فالقوى الإسلامية التي تسيطر على الحكم منذ 2003 هي اليوم من تمسك الشارع، تتظاهر وتعتصم؛ التيار الصدري يعتصم امام مبنى البرلمان، والإطار يعتصم امام احدى بوابات الخضراء، والناس تتساءل فيما بينها: "زين ذول شيردون وذولاك شيردون؟"؛ هؤلاء يطالبون بحل البرلمان وإقامة انتخابات جديدة! وأولئك يطالبون بالمحافظة على الشرعية!

في مقابل ذلك الصراع بين قطبي السلطة الإسلامية الرجعية، ظهرت مجموعة قوى ما يسمى ب "التيار المدني"، لينظموا لجوقة التظاهرات، لكن بدون اعتصام، فلا يسمح لهم بذلك؛ هذه القوى "المدنية" تبنت ذات خطاب السلطة، وتحديدا خطاب التيار الصدري "حل البرلمان وإعادة الانتخابات"، ورفعت شعاراتها المطالبة بذلك، مع إضافة بعض "الرتوش"، من مثل "دولة مدنية" ولا أحد يعرف ما الذي تعنيه صيغة "دولة مدنية"؟ ولماذا لا يقولوا "دولة علمانية"؟ فهي الأكثر تحديدا ووضوحا، مع ان الغالب على هذه القوى "المدنية" هم التيار اليساري، أي يجب ان يكون سقف المطالب أكبر، وليس الانجرار وراء خطابات التيارات الإسلامية.

لكن ما معنى حل البرلمان وإعادة الانتخابات؟ هل صحيح ان مشكلة النظام القائم تكمن في حل البرلمان؟ هل للبرلمان في العراق ذلك الدور المركزي في العملية السياسية؟

لنفترض ان القوى الإسلامية اتفقت على حل البرلمان وإعادة الانتخابات، ترى ما الذي سيتغير؟ وماذا ستكسب القوى "المدنية" من ذلك؟ ذات الحصص وذات المقاعد لكل طرف، فعلام الهرولة وراء تلك المطالب؟ هذا إذا سلمنا ان البرلمان له التأثير على العملية السياسية، لكن الجميع يٌدرك ان هناك قوى مسلحة موجودة بقوة على ارض الواقع، وتقاتل عبر الحدود دون ان يكون لها مقعد واحد في البرلمان، بل ان جميع الكتل السياسية داخل البرلمان لها أذرع مسلحة، فليس قوة التيار الصدري تأتي من حجم جماهيره، بل بالذراع المسلح التابع له، وليست قوة قوى الإطار تأتي من جماهيرهم بل من قواهم المسلحة؛ اذن فما الذي يعنيه تبني مطالب قوى السلطة؟

ذات السيناريو يتكرر، فعندما وقعت السلطة في مأزق خطير، التي وضعتها فيه الانتفاضة، سارعت قوى الثورة المضادة بالدخول بهذه الانتفاضة، ونشرت مطلب "انتخابات مبكرة"، وذهب مع هذا الطرح الكثير من القوى "المدنية"، بل هي ذاتها التي تقوم اليوم بتبني مطالب السلطة، وكنا نتساءل: هل ان قتل أكثر من 800 شاب-ة وجرح أكثر من ثلاثين ألف وتغييب الالاف من الشبيبة كان لأجل "انتخابات مبكرة"؟ لو كان الامر يقتصر على هذا المطلب لم يكلف أحدا نفسه عناء التظاهر، كانوا ليرفعوا مطلبهم عبر التواقيع او أي تكتيك آخر ليوصلوه "للسيد او الشيخ او الحجي او المرجع" الذين يحكمون البلد، واكيد سينظرون في هذا المطلب "الكيوت".

"خلطبيطه" هو تعبير شعبي لنوع من أنواع الطعام يضم عدداً من الخضروات التي تمثل كل واحدة منها طبخة منفصلة، انها الفوضى التي تجتاح البلد، قوى
إسلامية تتظاهر ضد قوى إسلامية أخرى؛ قوى مسلحة تتظاهر ضد قوى مسلحة أخرى؛ قوى نهب وفساد وذيلية تتظاهر ضد قوى نهب وفساد وذيلية، هذا هو الواقع، وحتى تكتمل صورة ال "خلطبيطه" فان القوى "المدنية" وضعت نفسها في ذات الطبق او الدوامة.

القضية ابدا لم ولن تكن بحل البرلمان وإعادة الانتخابات، القضية في إعطاء الناس الامل في الخلاص من قوى الإسلام السياسي والقومي.
#طارق_فتحي



#صوت_الانتفاضة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقطة ضوء على الابادة الايزيدية
- لنتخيل فقط
- جموح الخيال وسرحانه
- وماذا بعد ذلك؟
- ذات المشاهد المسرحية
- في بيتنا قاآني ومظاهرات قوى السلطة
- العملية السياسية.... نعل مقلوب
- جفاف وتصحر وصراع القوى الإسلامية والقومية على حصص النهب
- نقابات الأطباء... عجز ام موافقة ضمنية
- هل وقعت قوى الانتفاضة بمأزق؟
- العمل النقابي
- هل تمر ازمة النظام بسلام؟
- الحياة في سجن التاجي
- الحرية لحيدر الزيدي
- الموت الرحيم
- (الدين والسلطة)
- مفهوم -التداول السلمي للسلطة- لدى الإسلاميين
- (نمو اقتصادي، تجريم التطبيع) من هزليات سلطة الإسلاميين
- انسداد سياسي ام طريق مسدود
- الوشاح والعامري وحرية التعبير والعمل السياسي


المزيد.....




- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...
- مقتل عراقية مشهورة على -تيك توك- بالرصاص في بغداد
- الصين تستضيف -حماس- و-فتح- لعقد محادثات مصالحة
- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صوت الانتفاضة - ما معنى حل البرلمان وإعادة الانتخابات؟