أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - صوت الانتفاضة - الحياة في سجن التاجي














المزيد.....

الحياة في سجن التاجي


صوت الانتفاضة

الحوار المتمدن-العدد: 7280 - 2022 / 6 / 15 - 01:33
المحور: أوراق كتبت في وعن السجن
    


((ان السجن مكان تغمض عنه عين المجتمع وتموت فيه قوة القانون وتختفي فيه المخاوف)) مصلح السجون البريطاني جون هوارد..... 1726-1790.
سجن التاجي او سجن الحوت، منطقة موحشة، عسكرية تماما، تمتد لأميال عدة، فيها جيش وشرطة اتحادية وقوات رد سريع وميليشيات وامن وطني واستخبارات؛ يقطن في ذلك السجن الرهيب الالاف من السجناء، بتهم مختلفة، منها القتل والخطف والمخدرات والاغتصاب والإرهاب، اغلب الاحكام لهؤلاء السجناء هي المؤبد. والتاجي هي منطقة تابعة لقضاء الكاظمية شمال بغداد.
السجن عبارة عن قاعات كبيرة، قسم منها مصنف طائفيا، وأخرى لبعض أعضاء الميليشيات؛ في ذلك السجن تموت قوة قانون الدولة، فقط قانون إدارة السجن هي من تكن لها اليد الطولى، فهي المشرع والمنفذ؛ يقال ان لا أحد يستطيع ان يجبرها على فعل شيء، حتى ان بعض المنظمات واللجان التحقيقية اشتكت من انها منعت من الدخول للسجن بأمر من الإدارة، بل ان هذه الادارة ومنذ بداية العام سمحت فقط بزيارة النساء لذويهم، اما الرجال فيتم منعهم، بداعي كما ترى إدارة السجن "الوضع الأمني"!
في داخل ذلك السجن، تسمع الكثير من قصص الاغتصاب للسجناء وبيعهم او مناقلتهم بين "شيوخ السجن"، الكثير من قصص التعذيب والاذلال والاهانة للسجناء، الكثير من الاستغلال والرشاوي والفساد؛ كل شيء هناك موجود، لا توجد خطوط حمر على أي شيء، من السلاح الى المخدرات؛ في كل قاعة من قاعات ذلك السجن هناك "عراب" او ما يسمى بالدارج ال "ماخذ عَ السجن" او "الشقي"، وهذا اما ان يكون مجرما عتيدا لا يخشى شيئا، او صناعة من إدارة السجن لضبط الوضع وإدارة وتنسيق العمليات المشبوهة.
زيارة ذوي السجناء هي المأساة الأخرى، "تتكدس" النساء والأطفال ومنذ ساعات الفجر الاولى في ساحة مكشوفة، يقتلهم الحر او البرد، ثم يتحركون مسافة 500 متر مشيا على الاقدام الى ساحة أخرى، لتسجيل أسماء السجناء، بعدها يتم تفتيشهم بشكل تام وكامل، الإهانة والكلمات البذيئة وعمليات التحرش ترافق الزائرين منذ البداية، ثم يتم نقلهم على شكل وجبات في سيارات خاصة الى مكان التقائهم بالسجناء، تفصل بينك وبين السجين اسلاك شائكة بحدود المتر، هي فقط نصف ساعة مدة الزيارة، وانت الذي اتيت منذ الرابعة فجرا وحتى خروجك عند الرابعة مساءا.
قطعا لا يمكن ان تدخل شيئا الى قريبك المسجون، سوى المبالغ المالية المحددة "شكلا"، وبعض الادوية المسموح بها "شكلا".
تكثر حالات الانتحار بين السجناء، ويموت الكثير منهم بسبب الجوع والمرض، فعمليات نهب المؤن جارية على قدم وساق، وفي بعض الأحيان يموتون بطرق غامضة؛ قائمة العقوبات كثيرة وكبيرة عليهم، بدءا بالضرب المبرح، او السجن الانفرادي لفترات طويلة، او الاغتصاب الجماعي، او الحرمان من الشمس لعدة شهور.
كل شيء هناك بثمن، يستطيع السجين ان يجري اتصالا مع اهله، لكن بمبالغ كبيرة جدا؛ شراء السكائر هو الاخر مكلف جدا؛ الملابس والاغطية والافرشة هي الأخرى موضع تجارة رابحة لإدارة السجن، اما الادوية فهي موضع ابتزاز عال؛ لهذا ترى اغلب السجناء يتمنون النقل من هذا السجن الى سجون أخرى، خصوصا سجني "العمارة والسليمانية"، لكن ذلك يكلف أموالا كبيرة. كتب أحد الناجين من معتقلات النازية يقول: ((من الصعب تماما على أي شخص خارجي أن يدرك كيف أن الحياة الإنسانية في المعتقل لم تكن لها قيمة تذكر))
.
تحول العراق تحت حكم قوى وعصابات الإسلام السياسي الى سجن كبير، المئات من المعتقلات والسجون، فكل حزب وميليشيا وشرطة وجيش لديه سجن او معتقل خاص به، فالجميع هنا معاقب ومهان ومذل، لا تختلف كثيرا الحياة داخل سجن التاجي "الحوت" عن الحياة خارج هذا السجن، سوى ان اسوار ذلك السجن حدوده ضيقة جدا، اما في الخارج فأن الحدود أكثر رحابة وسعة.
#طارق_فتحي



#صوت_الانتفاضة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرية لحيدر الزيدي
- الموت الرحيم
- (الدين والسلطة)
- مفهوم -التداول السلمي للسلطة- لدى الإسلاميين
- (نمو اقتصادي، تجريم التطبيع) من هزليات سلطة الإسلاميين
- انسداد سياسي ام طريق مسدود
- الوشاح والعامري وحرية التعبير والعمل السياسي
- تماثيل لرجال دين
- الثقوب السوداء
- كشف ومحاكمة قتلة المتظاهرين!
- حاكم الزاملي والتربية
- (الحملة الايمانية) عند هادي العامري
- بصدد القصف التركي لإقليم كوردستان
- كرسي الاشانتي
- صناعة المشهد
- الطوطمية وحرية التعبير
- التاسع من نيسان سفر الألم الذي لا ينتهي
- فراش الموت والاعترافات اياد علاوي وفائق زيدان
- التوجهات (المدنية) للمجاميع المنبثقة من الانتفاضة
- قيادات التظاهر.. هل هي بمستوى طموح الجماهير؟


المزيد.....




- مراجعة مستقلة: إسرائيل لم تقدم أدلة بشأن ادعاءاتها لموظفي ال ...
- منتقدة تقريرها... إسرائيل: الأونروا جزء من المشكلة لا الحل
- زاخاروفا: هناك نقطة مهمة غائبة عن الانتقادات الأمريكية لحالة ...
- البرلمان البريطاني يقر قانون ترحيل المهاجرين غير النظاميين إ ...
- لجنة مستقلة: الأونروا تعاني من -مشاكل تتصل بالحيادية- وإسرائ ...
- التقرير السنوي للخارجية الأمريكية يسجل -انتهاكات جدية- لحقوق ...
- شاهد: لاجئون سودانيون يتدافعون للحصول على حصص غذائية في تشاد ...
- إسرائيل: -الأونروا- شجرة مسمومة وفاسدة جذورها -حماس-
- لجنة مراجعة أداء الأونروا ترصد -مشكلات-.. وإسرائيل تصدر بيان ...
- مراجعة: لا أدلة بعد على صلة موظفين في أونروا بالإرهاب


المزيد.....

- في الذكرى 103 لاستشهادها روزا لوكسمبورغ حول الثورة الروسية * / رشيد غويلب
- الحياة الثقافية في السجن / ضرغام الدباغ
- سجين الشعبة الخامسة / محمد السعدي
- مذكراتي في السجن - ج 2 / صلاح الدين محسن
- سنابل العمر، بين القرية والمعتقل / محمد علي مقلد
- مصريات في السجون و المعتقلات- المراة المصرية و اليسار / اعداد و تقديم رمسيس لبيب
- الاقدام العارية - الشيوعيون المصريون- 5 سنوات في معسكرات الت ... / طاهر عبدالحكيم
- قراءة في اضراب الطعام بالسجون الاسرائيلية ( 2012) / معركة ال ... / كفاح طافش
- ذكرياتِي في سُجُون العراق السِّياسِيّة / حـسـقـيل قُوجـمَـان
- نقش على جدران الزنازن / إدريس ولد القابلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - صوت الانتفاضة - الحياة في سجن التاجي