انسداد سياسي ام طريق مسدود

صوت الانتفاضة

الحوار المتمدن-العدد: 7261 - 2022 / 5 / 27 - 00:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

منذ ما يقارب الثمانية أشهر انتهت مهزلة الانتخابات، التي طبلت لها السلطة وقوى الثورة المضادة، والى الان تراوح العملية السياسية مكانها، فقد وضعت أطراف قوى الإسلام السياسي والقومي خياران لا ثالث لهما: اما قبول هذا الطرف او ذاك بالشروط التي تلبي مصالحهم، او الحرب الاهلية، وهذه الحرب طبولها دائما تٌقرع، بل انها نادرا ما تسكت.

الملفت هذه المرة ان الجماهير غير مبالية بتصريحات كل الأطراف، فهي قد عزلت نفسها-رغم مرارة هذا العزل- عما يجري، فلا تجد أحدا يتحدث عن تشكيل الحكومة او الى اين افضت المباحثات، فقط جمهور السلطة ذاتها، هو من يتحدث بان "السيد محق" او "الشيخ قال كذا" او "الاعتكاف او الذهاب الى المعارضة" او "رمضان لهم وشوال لنا"...الخ هذه الهٌراءات.

اعتزال الجماهير تمثل بمجموعة حوادث، أهمها مقاطعة معرض الكتاب الواضحة، بعد ان افتتح المعرض أحد قادة العملية السياسية البائسة، والثانية هي ضرب وطرد رئيس الوزراء الكاظمي من حفل تأبين وتشييع الشاعر الراحل "مظفر النواب"، هذه الحوادث وغيرها ما هي الا تجسيد واضح لعملية الرفض الجماهيري لهذه الطغمة الحاكمة، وهي رسالة واضحة من "انكم مرفوضون تماما".

الصراع الدائر اليوم بين مختلف القوى الإسلامية والقومية هو صراع على تقاسم الثروات، على حصص النهب، وليس على "الوطن" او "الفقراء" او "كسر المحاصصة"، هذا كله هٌراء وكذب، فجميع رموز العملية السياسية معروفة لدى الناس، عشرون عاما ليس مدة قليلة لكي تعرف من هم هؤلاء، وخبرة الناس تزداد يوما بعد آخر، ولا تنطلي عليهم الكلمات الخادعة البراقة والطنانة حول "الإصلاح" او "الغاء المحاصصة" او "بناء الوطن".

بدأت علامات الشيخوخة على هذا النظام، فهو يتخبط يمينا وشمالا، وقد تكون الاشهر القادمة أصعب كثيرا عليه، خصوصا وان والطرق باتت مسدودة بوجهه؛ لكن هذا الانسداد لن ينهي عمر هذا النظام، انما فقط الانتفاضة الواسعة هي من تستطيع ان ترميه في مزبلة التاريخ.
#طارق_فتحي

#صوت_الانتفاضة (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل