أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صوت الانتفاضة - في نقد التصورات المثالية- القسم الثاني














المزيد.....

في نقد التصورات المثالية- القسم الثاني


صوت الانتفاضة

الحوار المتمدن-العدد: 7201 - 2022 / 3 / 25 - 20:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


انتهت حقبة الدولة العثمانية المريرة والمتخلفة، بسطت بريطانيا سلطتها المطلقة على العراق بعد احتلاله، بدأت في التشكل مرحلة جديدة، توضحت أكثر وأكثر ملامح النمط الاقطاعي، خصوصا بعد الدعم الكامل الذي حصل عليه شيوخ العشائر من قبل البريطانيين والملوك؛ كانت هناك حركة فاعلة للمجتمع، انه مستعد للتحولات.
صدرت قوانين ما تسمى ب "تسوية الأراضي" وكالتالي: قانون رقم 50 لسنة 1932، وقانون رقم 29 لسنة 1938، المعدل بقانون 36 لسنة 1952، قانون اللزمة رقم 51 لسنة 1932؛ هذه القوانين كانت الحد الفاصل لتشكل النمط الاقطاعي بشكله القانوني الرسمي، فقد حسمت قضية ملكية الأرض، فبمقتضى هذه القوانين تم تسجيل الأراضي بأسماء شيوخ العشائر.
تذكر السجلات التاريخية ان شيخ عشيرة الشويلات وعضو مجلس النواب عن لواء المنتفق في الناصرية "موحان الخير الله" وحده فقط وضع يده على أكثر من مليون دونم عام 1948، وهو الذي كانت ملكيته لا تتجاوز ال 60 ألف دونم عام 1919؛ اما في لواء العمارة، الذي يعد اغنى لواء في انتاج الرز، فان هناك ما يقارب الثلاثة ملايين دونم امتلكها 33 شخصا فقط، منهم 29 من شيوخ العشائر "البومحمد، ال زيرج، بني لام".

انتهى العصر الذي كان فيه الشيخ يمارس الدور "الابوي" بالنسبة لأفراد عشيرته، انتهت علاقات الدم والقرابة وحلت علاقات الإنتاج، صار الشيخ مالكا لأداة انتاج كبيرة "الأرض"، تدر عليه ريعا وفيرا، صار له ((حوشية، وطوافي، وشحنية، وعبيد، وسراكيل))"1"؛ يلبون رغباته وينفذون أوامره، صارت له سلطة مطلقة على الفلاحين البؤساء، كانت بريطانيا والملوك يسهلون للشيوخ كل شيء، فالعراق بدأ يرتبط بالسوق العالمي، وهو ما يحتاج لسلطة قوية تديم الإنتاج الزراعي، وقد وجد البريطانيون هذه السلطة متمثلة بشكل جلي ب "شيخ العشيرة".

في عام 1933 أصدر مجلس الاعيان قانون رقم 38 او ما يسمى بقانون "حقوق وواجبات الفلاحين" الذي منع بموجبه الفلاحين من مغادرة الأرض او المقاطعة، ومنع تشغيلهم من أي شخص بدون مستند من مالك الأرض، هذا القانون عزز بشكل تام من سلطة الشيخ، وجعله يتحكم بحياة الفلاح، فقد اغلق باب الهجرة من الريف، وبذلك تحول الفلاح الى "مستعبد". كتب لينين يقول "ان الحق هو إرادة الطبقة المسيطرة المرفوعة الى قانون".

كانت حياة الفلاحين قاسية جدا؛ القهر والاذلال، الجوع والعوز، المرض والموت؛ كلها كانت سمات حياتهم ومعيشتهم؛ الشيء الأكثر بؤسا هو انهم لم يشكلوا قوة طبقية بمواجهة طبقة الملاك الاقطاعيين من شيوخ العشائر والسادة، لهذا لم يتطور الصراع الطبقي في الريف مثلما حصل في المدن، وفضل الفلاحين الهجرة الى المدن، لتفتح صفحة جديدة من المعاناة.
#طارق_فتحي

الحوشية: ازلام الشيخ
الشحنية: الجماعة المسؤولة عن حماية وحراسة المحاصيل الزراعية خلال موسم الحصاد
الطوافي: الجماعة المسؤولة عن قوارب الشيخ واسرته
العبيد: الذين عليهم الواجبات المشينة وهي تنفيذ العقوبات البدنية على الفلاحين المدانين
الفريضة: او العارفة وهو شكل من رجال الدين وقاضي العشيرة
السركال: وتتكون من مقطعين وهي كلمة فارسية "سر" وتعني الرأس و"كار" وتعني العمل، اي رأس العمل



#صوت_الانتفاضة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في نقد التصورات المثالية
- في سفالة وتفاهة القضاء في العراق
- (هذا هو الشكل الذي سيظهر به اعلانك)
- من سخافات السلطة (اليوم الوطني للتسامح)
- برهم صالح: (يا عزيزي كلنا لصوص)
- في ذكرى انتفاضة 25 شباط 2011
- الطقوس الدينية كسلاح بيد القوى الحاكمة
- المحكمة الاتحادية، الدستور، القانون: لعبة القوى المسيطرة
- مفارقات قادة السلطة
- عمال عقود وزارة الصناعة والنقابات العمالية
- السلم الأهلي والإسلام السياسي
- (إله الألة)
- وحدة وصراع الاضداد
- ماذا تسمى هذه السياسة؟
- التعليم ورجال الدين
- (أصحاب ولا اعز) واقطاب العملية السياسية
- في ذكرى وفاة لينين
- قاآني وكوثراني نجف-بغداد-أربيل
- احمد عبد الحسين وحب الوطن
- مهزلة العراق وتكريم توني بلير


المزيد.....




- فيديو لدخان يتصاعد من طائرة ركاب أمريكية بعد إقلاعها من لاس ...
- ترامب من قمة الناتو: قد نتحدث مع إيران الأسبوع المقبل وبوتين ...
- بلغاريا: الفهد الأسود لا يزال طليقًا بعد ستة أيام من البحث ا ...
- إسرائيل وإيران تحتفيان بـ-النصر-.. فمن هو الخاسر إذن؟
- -يوم صعب وحزين- لإسرائيل ـ مقتل سبعة جنود بعبوة ناسفة في غزة ...
- من الانقلاب إلى العقوبات.. محطات العداء بين طهران وواشنطن
- ماذا نعرف عن مصير اليورانيوم المخصب لدى إيران بعد الضربات ال ...
- مخزية ودنيئة.. إيران ترد على إشادة أمين عام الناتو بالضربات ...
- خسائر الاحتلال بغزة تزيد الضغوط على نتنياهو لوقف الحرب
- هل انتهت حرب الـ12 يوما بين إسرائيل وإيران؟ وما مكاسب كل طرف ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صوت الانتفاضة - في نقد التصورات المثالية- القسم الثاني