أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صوت الانتفاضة - الطقوس الدينية كسلاح بيد القوى الحاكمة














المزيد.....

الطقوس الدينية كسلاح بيد القوى الحاكمة


صوت الانتفاضة

الحوار المتمدن-العدد: 7172 - 2022 / 2 / 24 - 22:05
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لا يمكن نكران ان الطقوس الدينية تعد من اقوى الأسلحة للأنظمة الدينية بشكل عام، فمشاهد "صلاة الحائط" عند اليهود، وقداسات يوم الاحد عند المسيحيين، والغطس في الماء عند الصابئة، والحج الى نهر الغانج عند الهندوس، والطقوس البوذية الكثيرة، وطقوس الحج والصوم والزيارة عند المسلمين؛ كلها طقوس تستفيد منها القوى الحاكمة، بل وتعززها وترسخ وجودها أكثر بين أوساط الشغيلة والعمال.

الكثير يرى ان الطقوس الدينية يمكنها ان تشكل وحدة لتلاحم المجتمع، وقد رأينا ذلك أيام الانتفاضة، فأيام رمضان اغلب خيم المنتفضين قد "صامت" وبدأت بطبخ "الفطور والسحور"، بل ان البعض ذهب ليدق الطبل في "السحور"؛ اما أيام "عاشوراء" فاغلب المتظاهرين لبس السواد، وقسم منهم وضع "السبيكرات" واذاع "اللطميات"، بل ان الانتفاضة التي انطلقت شرارتها في الأول من أكتوبر-تشرين-2019، والتي نادت بإسقاط النظام الإسلامي والقومي، حدثت بها قطيعة الى يوم 25، بسبب قدوم الزيارة "الاربعينية"، وهو ما شكل انعطافة في الفهم السياسي لبعض القوى السياسية المشاركة فيها. الى اليوم تشارك-تمارس بعض القوى "التشرينية" تلك الطقوس الدينية "موكب شهداء تشرين".

طبعا قوى السلطة وميليشياتها في ذلك الوقت فرحت كثيرا بهذا التوجه لدى المنتفضين، فأدخلت خيمها الكثيرة مزودة بكل الأجهزة الصوتية والمعدات والدعم اللامحدود، وقلبت الساحات الى طقوس دينية؛ وحولت الصراع من اسقاط النظام الذي كان الشعار الرئيس للمنتفضين الى "الحفاظ على الهوية الإسلامية" "الحفاظ على التقاليد والقيم الدينية والاجتماعية"، فتوحدت والتحمت قوى السلطة وميليشياتها، وفي المقابل تشرذمت وتمزقت وتفككت قوى المنتفضين.

نعم الطقوس الدينية سلاح قوي وفعال بيد الطبقة المسيطرة، فالطقوس ليست مجرد ممارسات يؤديها مجتمع معين بمناسبة معينة، انما هي أحد اهم اشكال التفاعل الاجتماعي، والتي تسعى الطبقة المسيطرة جاهدة للحفاظ عليها وإعادة انتاجها بقوة؛ فهذه السلطة لا تريد ان تزيل المعاناة عن الناس، بل تعطيهم (الكيفية بطريقة المعاناة، كيف تجعل من الألم الحقيقي، من الخسارة الشخصية، من الهزيمة في الدنيا، او من التفرج والوقوف موقف العاجز تجاه معاناة الآخرين، كيف نجعل من كل هذه الأشياء شيئا يمكن تحمله والتعايش معه- وبعبارة أخرى كيف نجعلها معاناة محمولة) كما يقول الأنثروبولوجي الإنكليزي "كليفورد غيرتز"؛ كيف تتعايش مع واقع صحي وتعليمي وبطالة وفقر وعوز كارثي، كيف تتعايش مع مناظر الازبال والنفايات والطرق المدمرة والعشوائيات، كيف تتعايش مع مشاهد البؤس وأطفال الشوارع والعجزة والنساء الذين يملئون الشوارع؛
انها تحقنهم بمزيد من الافيون "الطقوس الدينية" الذي يساعدهم على تحمل المعاناة والتعايش معها. يجب نقد الطقوس الدينية من الجانب السياسي لممارسة الطبقة المسيطرة.
#طارق_فتحي



#صوت_الانتفاضة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المحكمة الاتحادية، الدستور، القانون: لعبة القوى المسيطرة
- مفارقات قادة السلطة
- عمال عقود وزارة الصناعة والنقابات العمالية
- السلم الأهلي والإسلام السياسي
- (إله الألة)
- وحدة وصراع الاضداد
- ماذا تسمى هذه السياسة؟
- التعليم ورجال الدين
- (أصحاب ولا اعز) واقطاب العملية السياسية
- في ذكرى وفاة لينين
- قاآني وكوثراني نجف-بغداد-أربيل
- احمد عبد الحسين وحب الوطن
- مهزلة العراق وتكريم توني بلير
- الديموقراطية الخامسة
- الجيش سور السلطة
- ودعنا عاما بإشلاء أطفال ونساء
- محنة المحاضرين المجانيين
- مفهوم الفساد عند رجال الدين
- الهجمة على الحريات المدنية ماذا تخفي؟
- الإسلاميون وهيستيريا الفوضى عن مظاهرة سندباد لاند


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صوت الانتفاضة - الطقوس الدينية كسلاح بيد القوى الحاكمة