صوت الانتفاضة
الحوار المتمدن-العدد: 7454 - 2022 / 12 / 6 - 00:43
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
وهكذا رٌفعت الرقية او التعويذة وكسرت الحواجز، والدستور الديني اٌلقي جانبا، هو ذا حدث وحديث الجماهير في إيران، انهم يدقون المسمار تلو الاخر في نعش نظام الجمهورية الإسلامية، فلا طوطم مقدس بقي واقفا، صامدا امام الزخم الجماهيري، ولا تابوهات الإسلاميين صمدت، فقد هشمتها هتافات المحتجين وحماسهم.
بؤس الواقع المعيشي، والحياة البوليسية، والقمع والفساد والرشوة والافق المظلم، وتقييد الحريات المدنية، هذه هي أبرز معالم الحياة في إيران، وامام واقع كهذا فأن المشاكل تتراكم كلما طال عمر النظام وبقي مصمما على سياساته، هذا التراكم حتما سيصل-في لحظة ما- الى مرحلة الانفجار، وها نحن نرى بوادر انفجار بركان، ستتطاير حممه الى دول عديدة، أنظمتها مشابهة الى حد ما النظام في إيران.
في أعوام 1977-1978 كانت الأوضاع السياسية والاجتماعية تنذر بحدوث ثورة، لم يستطع الشاه فرض سيطرته، لقد بلغ الاستياء لدى الجماهير درجة كبيرة، فنحن نتحدث عن أكثر من 37 مليون انسان، منهم 55% في سن العشرين، نصف ال 37 مليون كانت نساء؛ قوة العمل الفعلية كانت 9 مليون، وهناك أكثر من 300 ألف طالب جامعي، هؤلاء كانوا العناصر الأساسية للثورة.
تذكر بعض المصادر التاريخية ان القائد العام للبحرية أدين سنة 1975 باختلاس أكثر من 3 مليون دولار، بينما تورط قائد سلاح الجو-شقيق الشاه- بمخطط ابتزاز بقيمة 5 مليون دولار، وقد شهدت حكومة عباس هويدا 1965-1977 ظاهرة الارتشاء بين الموظفين، وأصبح لأغلب المسؤولين حسابات مصرفية في الخارج، حيث أعلن موظفو البنك المركزي الإيراني آنذاك عن تهريب ملايين الدولارات الى الخارج.
هذا الواقع يتكرر اليوم في إيران مع إضافة التقييد على الحريات، وتصدير الثورة، وتأسيس الميليشيات، والقمع الشديد؛ شكل الحكم الملكي قد ولى بكل مأسيه وويلاته، وجاء شكل الحكم الديني بكل اوجاعه وآلامه؛ لكن الجماهير تريد قول كلمتها، فالتاريخ ليس سجلا لملك وولي فقيه، انما هو حركة الانسان الذي يلاحق أهدافه؛ فتحية لثوار إيران الذين اعادوا الامل بالتغيير، وبدأوا بحفر قبر الإسلام السياسي.
#طارق_فتحي
#صوت_الانتفاضة (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟