أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - ضيا اسكندر - الاعتقال السياسي.. بواعثه ومراميه - لا يُعتقل الفكرُ الحرُّ باعتقال الجسد















المزيد.....

الاعتقال السياسي.. بواعثه ومراميه - لا يُعتقل الفكرُ الحرُّ باعتقال الجسد


ضيا اسكندر

الحوار المتمدن-العدد: 7616 - 2023 / 5 / 19 - 11:33
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


قديمةٌ هي نشأة السجون لمعاقبة المجرمين والمعارضين لأنظمة الحكم في العالم، والحقيقة أنه يصعب معرفة بدايتها، فهي موغلة في القدم، لدرجة أنها ذُكرت في القرآن الكريم، في إشارة إلى سجن النبي يوسف، كما وردت السجون في التوراة على أنها كانت موجودة في القدس منذ عصر النبي موسى وحتى قبل ذلك، واستمرت حتى تاريخه.
ولم تقتصر السجون تاريخياً، على معاقبة المجرمين والجناة فقط، بل كانت وما زالت تطال المناضلين المدافعين عن كلمة الحق والمعارضين لأنظمة الحكم الذين يُعَدّون في نظرها أخطر من اللصوص والقتلة عليها..
وارتبط الاعتقال السياسي عبر التاريخ، ببداية تشكّل السلطة السياسية وظهور التناقضات المجتمعية، وكان وما يزال، أيّ خروج محتمل عن اللعبة السياسية للنظام القائم، وأيّ محاولة رفض يبديها المحكومون تجاه ممارسات حاكمهم، يودي بهم إلى الاعتقال.

ومن وجهة نظر الماركسيين؛ فإن الاعتقال السياسي قضية طبقية ومسألة مرتبطة بشكل كلي بالصراع الطبقي، وهو يشكل إحدى تجليات الحظر والديكتاتورية التي تمارسها الطبقة الحاكمة ضد المحكومة، وهو وفق هذا المنطلق شكل من أشكال القمع السياسي الذي تمارسه الطبقة الحاكمة ضد خصومها السياسيين باسم جهاز الدولة.
ويهدف الاعتقال السياسي عادةً، وفي أي دولة، إلى القضاء على الخصوم أو إضعافهم، لدرجة أنهم يصبحون غير قادرين على المعارضة أو مقارعة الجهة الحاكمة.. فتحتكر السلطة سياساتها التي تُخطط لها في كافة النواحي، دونما معارضة.

ما أودّ تسليط الضوء عليه في هذه المقالة، هو التضييق الشديد الذي يمارَس على المثقفين والمناضلين السياسيين، وما يلاقونه من حيفٍ وظلم؛ بسبب مواقفهم وآرائهم المناهضة لأنظمة القمع والاستبداد. فلا يكاد ينجو مثقف سياسي معارض في جميع البلدان القمعية، من التعرّض للاعتقال والتنكيل به بسبب تاريخه النضالي.
وفيما يأتي؛ نذكر - كأمثلة - أسماء كوكبة من المناضلين، سامتهم أنظمة القمع شتى صنوف العذاب، بسجنهم لمددٍ زمنية طويلة تفوق التصور. منهم من مدَّ بهم العمر ليصافحوا الحرية، ومنهم من قضى نحبه بعد الإفراج عنه، ومنهم من لا يزال يقبع في السجون، وطبعاً هذا غيضٌ من فيض.

كريم يونس: اعتقلته قوات الاحتلال الإسرائيلي في 6 كانون الثاني 1983، وهو في 23 من عمره، وأُفرِج عنه في 5 كانون الثاني 2023 عن عمر ناهز الـ 65 عاماً، بعدما أمضى 4 عقود، معتقَلاً في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
عماد شيحا: اعتُقل بسبب مواقفه السياسية وانتمائه إلى "المنظمة الشيوعية العربية"، وحُكِم عليه بالسجن المؤبد، وقضى نحو ثلاثين عاماً في سجون النظام السوري، حيث دخلها مطلع عشرينياته (1975) ولم يخرج منها إلّا خمسينياً، عام 2004. وتوفي عام 2022 إثر مرضه بالسرطان.

نيلسون مانديلا (1918 – 2013): قُبِض عليه بتهمة الخيانة عام 1961، وعلى الرغم من تبرئته، فقد اعتُقل مرة أخرى عام 1962 بتهمة مغادرة البلاد بشكل غير قانوني، وأدين وحُكم عليه بالسجن لمدة خمس سنوات، وأعيد للمحاكمة مرة أخرى عام 1964 بتهمة التخريب. وفي حزيران 1964، أُدين مع العديد من قادة حزب المؤتمر الوطني الأفريقي الآخرين المناضلين ضد حكم التمييز العنصري في جنوب أفريقيا، وحُكم عليه بالسجن مدى الحياة، وأُطلِق سراحه عام 1990، بعد أن أمضى قرابة 27 عاماً في السجن.

جورج عبد الله، لبنان: اعتُقل في مدينة ليون الفرنسية عام 1984 بتهمة حيازة أوراق ثبوتية مزورة، وحُكم عليه بالسجن 4 سنوات. بعد عامين، أعادت المحكمة الفرنسية محاكمته بتهمة حيازة أسلحة ومتفجرات بطريقة غير مشروعة، وصدر بحقه حكم بالسجن لمدة 4 سنوات. وفي عام 1987، أعادت السلطات الفرنسية محاكمته مرة أخرى بتهمة التواطؤ في أعمال «إرهابية»، والمشاركة في اغتيال السكرتير الثاني للسفارة الإسرائيلية في فرنسا والملحق العسكري الأميركي في باريس، ومحاولة قتل القنصل العام الأمريكي في ستراسبورغ، وأصدرت بحقه حكماً بالسجن المؤبد.

رغيد الططري (طيار سابق في سلاح الجوّ السوري): مضى على اعتقاله من قبل السلطات السورية، أكثر من 40 عاماً، ويُعدّ أقدم سجين سياسي في سوريا. قُبض عليه بسبب رفضه المشاركة في حملة قصف ضد شعبه في محافظة حماة السورية عام 1980. وغير معروف مصيره حتى الآن.

عبد الله أوجلان (تولّد 1948): مؤسس وأول قائد لحزب العمال الكردستاني عام 1978. اعتُقل في شباط عام 1999 في نيروبي ب‍كينيا وتم إحضاره إلى تركيا حيث سُجن في جزيرة إمرالي في بحر مرمرة. وحُكِمَ عليه بالإعدام؛ بتهمة الخيانة والانفصالية. وقد خُفف حكم الإعدام إلى السجن المؤبد في عام 2002 ضمن سياسة إلغاء عقوبة الإعدام في تركيا، ومحاولة التلاؤم مع قوانين للاتحاد الأوروبي.
وتشدد دولة الاحتلال التركي، منذ أكثر من عامين، العزلة المفروضة عليه، وتمنع محاميه وذويه من اللقاء به، وسط صمتٍ مخزٍ للقوى الدولية وتقاعس المنظمات المعنية بحقوق الإنسان، ما يثير سخط الشعوب التي تؤمن بفكره وفلسفته ومشروع الأمة الديمقراطية وأخوة الشعوب.
وعلى الرغم من أن قانون "الحق في الأمل" المعمول به لدى دول كثيرة في العالم ومنها تركيا، والذي يقضي باستفادة المحكوم عليه بالمؤبد بعد مضي (20) عاماً على سجنه وتجاوزه لسن السبعين من عمره، أن يُخلى سبيله، إلا أن حكومة أردوغان الفاشية ترفض السماح له باستخدام هذا الحق، وتفرض عليه العقوبات الانضباطية المتتالية حتى لا يشمله قانون حق الأمل، الذي يشترط أن يكون المسجون غير معاقب انضباطياً.
ويُعَدُّ أوجلان أحد المفكرين القلائل في عالم اليوم الذين أمضوا هذه المدة الطويلة في السجن. وما يمّيزه عن غيره من المناضلين القابعين في سجون الاستبداد، أنه بالرغم من الضغوط القاسية التي يتعرض لها فإنها لم تثنهِ عن عزيمته، بل دفعته لمزيد من العطاء الفكري؛ حيث صدرت له مؤلفات عديدة ومصنفات في حقول السياسة والفكر والفلسفة والتاريخ. تُرجم قسمٌ منها إلى لغات عديدة منها العربية والفرنسية والروسية والبلغارية.
وأصبحت جزيرة إمرالي منارة للفكر الحر ينهل منها عشاق الحرية والباحثون عن حلول لمشكلات المنطقة والعالم، من خلال نتاجات أوجلان الثرّة في مختلف القضايا الإنسانية.

وقد يتبادر إلى الذهن سؤال، لماذا لا تقوم الأنظمة الاستبدادية بتصفية المناضلين السياسيين المسجونين لديها وترتاح منهم ومن (نقّ) المتعاطفين معهم من قوى ومنظمات حقوقية وإنسانية؟
الجواب باختصار، لأن موت المعتقل سوف يريحه، ولن يثير ضجة ربما إلا لأيام، ومن ثم يكتنفه النسيان. أما استمرار بقائه على قيد الحياة فهو تعذيب ممضٌّ له وانتقامٌ مستمر منه، وحتى يكون (عبرةً) لغيره ممن تسوّل له نفسه معارضة النظام الاستبدادي. وقد (يتوب) المعتقل السياسي ويتحوّل إلى أداة عميلة لخدمة الحاكم.
إلا أن وقائع التاريخ تؤكد وتثبت أن اعتقال المناضلين والزجّ بهم خلف قضبان الزنازين، لم ولن يمنع نور الفكرة من الانتشار والانطلاق بقوة أكبر. فجدران الزنازين لن تستطيع أن تحجب شمس الحقيقة مهما حاول طغاة مرحلة الانحطاط والفشل التشبث بمواقعهم. وما نحن فيه اليوم لن يدوم، فنحن شمسُ العالم القادمة، وهم الظلمةُ الراهنة.



#ضيا_اسكندر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا بعد إعادة سوريا إلى الجامعة العربية؟
- عازف البُزُق
- قراءة في مبادرة الإدارة الذاتية لحلّ الأزمة السورية
- في ذكرى عيد الجلاء، دعوة للاحتفال أيضاً بذكرى استقلال سوريا ...
- لماذا نحن متفائلون؟
- في ذكرى ميلاد عبد الله أوجلان.. قصة حقيقية لعاشِقَين ساهم ال ...
- ملامح هبّة شعبية عارمة لن تُبقي ولن تُذر
- ليست نبوءة لكنها قراءة واقعية
- قراءة عاجلة أوّلية لخبر الصلح الإيراني السعودي
- «عمّو بس طالعني وبشتغل عندك خدامة»
- سبب ارتفاع سعر الصرف في العراق
- الأسباب التي دعت الشعوب الأوربية لتبنّي العلمانية
- إذا لم نتفق الآن على مواجهة المحتل التركي، فمتى؟!
- المفتاح
- الانتحار يتحوّل إلى ظاهرة في سورية
- طرق إسعاد الشعب السوري
- متى ستفهم يا ولدي؟!
- خيانة الوطن.. أسبابها وعلاجها
- يحدث في كل الأنظمة الاستبدادية
- ذكريات رومانسية


المزيد.....




- مسؤول إسرائيلي لـCNN: إسرائيل لم تقبل مقترح مصر بشأن صفقة ال ...
- رغد صدام حسين تبدأ نشر مذكرات والدها الخاصة في -المعتقل الأم ...
- وزير الخارجية الأردني: لو كان إلغاء اتفاقية السلام مع إسرائي ...
- بلينكن يزور السعودية وحماس تبث فيديو لرهينتين
- بعد بن غفير.. تحطم سيارة وزير إسرائيلي في حادث سير بالقدس (ف ...
- روبرت كينيدي يدعو ترامب للمناظرة
- لماذا يخشى الغرب تمدد احتجاجات الجامعات الأمريكية لأوروبا؟
- كمبوديا تعلن مقتل 20 جنديا وجرح آخرين في انفجار بقاعدة عسكري ...
- إلقاء القبض على شخصين كانا يخططان لشن هجمات إرهابية في مدينة ...
- شرطي تركي يطلق النار على رئيس مركز الشرطة ورئيس مديرية الأمن ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - ضيا اسكندر - الاعتقال السياسي.. بواعثه ومراميه - لا يُعتقل الفكرُ الحرُّ باعتقال الجسد