أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضيا اسكندر - في ذكرى عيد الجلاء، دعوة للاحتفال أيضاً بذكرى استقلال سوريا عن الدولة العثمانية















المزيد.....

في ذكرى عيد الجلاء، دعوة للاحتفال أيضاً بذكرى استقلال سوريا عن الدولة العثمانية


ضيا اسكندر

الحوار المتمدن-العدد: 7583 - 2023 / 4 / 16 - 11:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أحياناً يكون الموقع الجيوسياسي لبلدٍ ما نقمةً على شعب ذلك البلد وليس نعمةً؛ بسبب صراع وتنافس القوى الدولية العظمى فيما بينها، حيث تشكّل الهيمنة على ذلك الموقع ضمانةً للنصر.
ولعلّ سوريا خير مثال على ذلك؛ فهي تتمتع بموقعٍ استراتيجي قلَّ نظيره بين دول المنطقة؛ كونها تقع على تقاطع خطوط التبادل والتجارة بين القارات الثلاث آسيا وأوروبا وأفريقيا، ولهذا السبب لم تنعم بمرحلة استقرار خلال مئات السنين وحتى الآن، والمحاولات العديدة عبر العصور للسيطرة عليها من قبل مختلف القوى الإقليمية والدولية لا تخفى على أي مواطن، فقد مرّ عليها الكثير من جيوش الامبراطوريات واحتلتها ونكّلت بسكانها. وكان آخر هذه الاحتلالات، الاستعمار الفرنسي الذي يحتفل الشعب السوري بكل فئاته ومكوّناته سنوياً، بذكرى جلائه عن البلاد، الذي جاء تتويجاً لحقبة نضالية، بعد احتلالٍ دام أكثر من ربع قرن، تخللها العديد من الثورات الرافضة لوجود المستعمر، قدّم شعبنا خلالها، الغالي والنفيس من التضحيات إلى أن تكللت بالاستقلال الوطني.
والحديث ذو شجون، عن مظالم الاحتلال وتبعاته وما رافقته من مقاومة ضارية ومشرّفة سطرتها ملاحم بطولية أوقدت لهيبها المجازر الوحشية التي ارتكبها الاستعمار الفرنسي بحق الشعب السوري؛ بدءاً من معركة ميسلون عام 1920، مروراً بالثورة السورية الكبرى عام 1925. ليستمر بعدها في عدوانه حتى إعلان الاستقلال، حيث زجّ بخيرة المناضلين في السجون ومارس أبشع الجرائم بحق المعارضين له، مستخدماً سلاح الطيران والمدفعية والصواريخ التي طالت أغلب المدن السورية، ولعب دوراً قذراً في خلق الفتنة الطائفية وإذكائها، وعمل على تمزيق وحدة البلاد وقسّمها إلى عدة دويلات.
ولوضع حدّ لهذه الجرائم المروّعة، هبّت كوكبة من الثوار، وفي مختلف مناطق البلاد للنضال والمقاومة المسلحة لطرد المحتلين الفرنسيين إلى أن تحقق الاستقلال، وأصبحت سوريا دولة ذات سيادة فعلية في 17 نيسان عام 1946، مع انسحاب القوات الفرنسية، وجلاء آخر جندي فرنسي عن أرض الوطن.
ومعروف أن أيّ بلد تعرّض لاحتلالات أجنبية لأراضيه، يحتفل سنوياً بذكرى استقلاله عن آخر استعمار تعرّض له، ولكن هذا لا يعني إغفال استذكار باقي الاحتلالات.
وفي حال سوريا، فإن استذكار استقلال البلاد عن فرنسا من الأهمية بمكان، ولكن يجب ألّا نغفل الاحتلال العثماني للبلاد الذي دام أكثر من أربعة قرون، لا سيما أن الجرائم التي ارتكبها في حق شعب المنطقة تشيب لهولها الغلمان، ولا تصحّ مقارنته مع جرائم الاستعمار الفرنسي أبداً.
فنظام الحكم العثماني وسياط جلاديه وخوازيقه لا تزال محفورة في ذاكرة السوريين. في حين بقيت عالقة في ذاكرتهم إيجابيات الانتداب الفرنسي – على الرغم من جرائمه هو الآخر - الذي أدخل معه الحضارة الحديثة (المدارس، والمشافي، وشق الطرقات وبناء الجسور، والنظام والقانون والقضاء وغير ذلك..)

متى احتلت الدولة العثمانية الدول العربية؟
تقول المصادر التاريخية إن العثمانيين احتلوا البلاد العربية عام 1516، بعد موقعة مرج دابق، ومعركة الريدانية عام 1517، ودخول السلطان العثماني سليم الأول الشام ومصر، وبقاء احتلالهم حتى أوائل القرن العشرين. وقد سُمّيت بالدولة العثمانية نسبة لمؤسسها الأول عثمان بن أرطغرل (1258 – 1326).
وارتكب العثمانيون أفظع الجرائم الإنسانية في تاريخهم، فقد قتلوا مئات الآلاف من العرب وغيرهم من المكونات في مذابح جماعية، وعلّقوا جثث قادة المماليك في الشوارع، ونهبوا المنازل والمتاجر، ومثّلوا بجثث القتلى.
ولم يعرف العثمانيون قانوناً سوى القتل، فكان الخازوق وسيلتهم المفضلة في تنفيذ أحكامهم البربرية التي تخالف الإسلام، ولم يفهموا من الدين إلا قشوره، لذلك اعتمدوا القتل بالخازوق عقاباً للضعفاء.
وختمت الدولة العثمانية جرائمها بما سُمّي بـ «سفر برلك» (1914 – 1918) والتي تعني النفير العام والتأهب للحرب، وهو فرمان أصدره السلطان العثماني محمد رشاد في آب 1914م، معتبراً أن كل شخص من مواليد ما بين (1869 ـ 1882)، في أراضي الدولة العثمانية من المسلمين وغير المسلمين، مطلوب للخدمة العسكرية، ويجب عليهم الالتحاق بشُعَب تجنيدهم من تلقاء أنفسهم دون انتظارهم التبليغات، ليُزجّ بهم في معارك وحروب لا ناقة لهم فيها ولا جمل.
وفي العصر الحديث، فإن دولة الاحتلال التركي لم تتوانَ عن التآمر وانتهاك حقوق البلاد والعباد حتى تاريخه. وفي عودة سريعة إلى ما قامت به خلال الأزمة السورية (2011 - 2023) من تسهيلها عبور الإرهابيين إلى الأراضي السورية ودعمهم بالسلاح والعتاد، واحتلال أجزاء واسعة من المدن والبلدات والقرى الحدودية، وممارساتها البشعة من سرقة وتتريك وتغيير ديمغرافي ونهب آثار ودعم كافة المنظمات والمجموعات الإرهابية المسلحة، وفي طليعتهم داعش وجبهة النصرة ومن في حكمهما.. خير مثال على أن هذا (الجار) لم نلقَ منه عبر التاريخ سوى المرارة والعذاب.
وعلينا ألّا ننسى أن التأسيس الفعلي والحقيقي لدولة "إسرائيل" في فلسطين كان برعاية تركية، أداره وأشرف عليه السلطان عبد الحميد الثاني (1876 – 1909)، ولم يكن وعد بلفور عام 1917 سوى استئناف أو تتويج للأعمال التركية التي بدأت قبل ذلك بأربعين عاماً؛ عندما سمح بحرّية الهجرة والاستيطان لليهود في فلسطين. فقد تضاعفت أعداد اليهود في فلسطين في عهده من (25) ألف عام 1882 إلى (80) ألف عام 1908.
والمصيبة التي ما زالت تنيخ بكلكلها علينا منذ عشرات السنين، أننا ما زلنا نعلّم أبناءنا مفاهيم ومصطلحات نعلم في سرائرنا أنها غير حقيقية، ومع ذلك مستمرّون في تبنّيها، مثل بقاء كلمة (الفتوحات) العثمانية للبلدان العربية والأجنبية في كافة المناهج التعليمية في المدارس العربية، بدلاً من توصيفها الحقيقي على أنها (غزو أو احتلال أو استيلاء).
إذ لا يمكن اعتبار دخول شعب مسلم إلى أرض شعب مسلم آخر فتحاً، هذا منافٍ للعقل والعلم والتاريخ. ومن يتحدث عن الفتح العثماني فإن حديثه قائم على العاطفة والحماسة الدينية بحجة أن الدولة العثمانية حمت الدول العربية من التغلغل الشيعي، عبر تصدّيها للدولة الصفوية في إيران.

متى استقلّت سوريا عن الدولة العثمانية؟
تقول المصادر التاريخية إن إعلان استقلال سوريا عن الدولة العثمانية حصل يوم 8 آذار عام 1920 فقد أعلن في هذا اليوم من قبل المؤتمر السوري العام بُعَيد سقوط الدولة العثمانية، وتمت مبايعة فيصل بن الحسين ملكاً وإعلان المملكة العربية السورية بشكلٍ رسمي.
وهناك مؤرخون ذكروا أن دخول فيصل إلى دمشق في 4 تشرين أول من عام 1918 وإعلان نهاية السيطرة العثمانية على البلاد التي استمرت (402) سنة هو عيد الاستقلال.
نترك للباحثين التاريخيين الاتفاق على تحديد يوم الاستقلال ليتم اعتماده لاحقاً.

وإزاء ما سبق ذكره، أعتقد أنه حان الوقت لنعيد النظر في تاريخنا ومناهجنا ونسمّي الأشياء بأسمائها ونتحلّى بالجرأة لنُحدِثَ قطيعةً بكل ما يعيق تقدمنا وتطورنا وازدهارنا، ونجعل من تاريخ خلاصنا من الاستعمار العثماني البغيض عيداً وطنياً حقيقياً، نستذكر فيه هذا التاريخ الحافل بكل ما يندى له جبين الإنسانية.



#ضيا_اسكندر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا نحن متفائلون؟
- في ذكرى ميلاد عبد الله أوجلان.. قصة حقيقية لعاشِقَين ساهم ال ...
- ملامح هبّة شعبية عارمة لن تُبقي ولن تُذر
- ليست نبوءة لكنها قراءة واقعية
- قراءة عاجلة أوّلية لخبر الصلح الإيراني السعودي
- «عمّو بس طالعني وبشتغل عندك خدامة»
- سبب ارتفاع سعر الصرف في العراق
- الأسباب التي دعت الشعوب الأوربية لتبنّي العلمانية
- إذا لم نتفق الآن على مواجهة المحتل التركي، فمتى؟!
- المفتاح
- الانتحار يتحوّل إلى ظاهرة في سورية
- طرق إسعاد الشعب السوري
- متى ستفهم يا ولدي؟!
- خيانة الوطن.. أسبابها وعلاجها
- يحدث في كل الأنظمة الاستبدادية
- ذكريات رومانسية
- الكوخ
- لا مناص من توحيد الساحات..
- العالم إلى أين؟!
- بين الاستسلام واستمرار المواجهة العسكرية في أوكرانيا


المزيد.....




- عباس: أمريكا هي الدولة الوحيدة القادرة على منع إسرائيل من ال ...
- هل غيرت الضربات الصاروخية الإيرانية الإسرائيلية الشرق الأوسط ...
- كيف وصل مصريون قُصّر غير مصحوبين بذويهم إلى اليونان؟
- جهود دولية حثيثة من أجل هدنة في غزة - هل تصمت المدافع قريبا؟ ...
- وسائل إعلام غربية تكشف لكييف تقارير سيئة
- الرئيس السوري يستعرض مع وزير خارجية البحرين التحضيرات للقمة ...
- -ما تم بذله يفوق الخيال-.. السيسي يوجه رسالة للمصريين بخصوص ...
- روبوتات -الساعي- المقاتلة الروسية تقتحم مواقع العدو وتحيّد 1 ...
- روسيا.. قانون جديد يمنح -روس كوسموس- حق بيع بيانات استشعار ا ...
- اكتشاف صلة بين فيتامين الشمس والاستجابة المناعية للسرطان


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضيا اسكندر - في ذكرى عيد الجلاء، دعوة للاحتفال أيضاً بذكرى استقلال سوريا عن الدولة العثمانية