أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل قانصوه - كلنا نازحون (2)














المزيد.....

كلنا نازحون (2)


خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)


الحوار المتمدن-العدد: 7608 - 2023 / 5 / 11 - 15:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا بد من أن نستحضر في سياق متابعتنا لمسألة النازحين السوريين في لبنان التي تثار بين الفينة و الأخرى توازيا مع مراحل سقوط الدولة في لبنان و مع مراحل نهوض الدولة في سورية ، أن أصل الكيان اللبناني الحالي يعود إلى سيرورة بادر إليها المستعمرون الفرنسيون ، أثناء انتدابهم على لبنان وسورية ، توخيا لتقسيم هذه البلاد و لجعل أحد أجزائها ، لبنان ، موقعا دائما لهم ، ملحقا بدولتهم عن طريق توكيل وجهاء الطوائف المسيحية بإدارة البلاد و الإلتزام بتطبيق التعليمات الرسمية الفرنسية . من البديهي في هذا الصدد أن الجنرالات الفرنسيين الذي تفتقت أذهانهم عن هذه الخطة في سورية لم يكونوا ذوو فطنة اكبر من نظرائهم الذين احتلوا الجزائر ثم أعلنوا ضمها إلى فرنسا ، و من الذين جاؤوا من بعدهم و حاولوا وقف الثورة التحريرية الجزائرية بواسطة قنابل النابالم الحارقة ، مجمل القول أن المسيحيين السوريين لم يقوموا في لبنان ، بما طلب منهم ، فما من شك في أنهم متعددو الأراء و الإتجاهات أكثر من غيرهم المنسوبين إلى الطوائف الأخرى ، و هذا ما غاب عن أذهان العسكريين .
نكتفي بهذه التوطئة لنقول أن المشروع الإستيطاني الفرنسي في لبنان يتآكل في الراهن توازيا مع تآكل شبه دولتهم الرديئة فيه ، مثلما سقط المشروع الإستيطاني في الجزائر . لننتقل من بعد إلى موضوع النازحين السوريين ، حيث تضج وسائل الإعلام بأنباء و روايات عن إنشغال أمراء الحرب الذين صاروا أمراء السلطة ، بمساومات مع جهات دولية ، أوروبية أممية ، من أجل توطين هؤلاء النازحين في لبنان . تحسن الملاحظة هنا إلى أن امراء السلطة مختلفون في ظاهر الأمر فيما بينهم ، و الدليل على ذلك أنهم عطّلوا في السنوات الأخيرة العمل في مؤسسات الدولة ، و فشلوا في إنتخاب رئيس " مسيحي ـ ماروني " للجمهورية في حين أن الشخصية " السنية " المكلفة بتشكيل حكومة ماطلت كثيرا حتى لا تنجز المهمة الموكلة إليها ، هادفة إلى شغور منصب رئاسة الجمهورية ، على الأرجح بالتوافق و التنسيق مع رئيس مجلس النواب "الشيعي " . هذا من ناحية أما من ناحية ثانية فمن البديهي ، أن الجهات الدولية المشار إليها ، التي تتولى بالتنسيق مع أمراء السلطة معالجة مسألة النازحين السوريين ، لم تفصح عن نواياها الحقيقة من وراء مسعاها ، و لكنها تتصرف كما لو أن النازحين السوريين هم أقرب إلى وجهة نظرها تجاه سورية ، دون استشارتهم بالتأكيد ، بالرغم من أن الاخبار و التقارير الأمنية تفيد بان الكثيرين منهم يتنقلون بانتظام بين سورية و لبنان .
استناد إليه يمكننا الإستنتاج أن توطين النازحين السوريين ، و أغلب الظن أن غالبيتهم من أهل السنة طائفيا ،في لبنان المحكوم بنظام طائفي ، من شأنه أن يؤجج المنازعات الطائفية بين أمراء السلطة أو بتعبير أدق يؤجج منازعات أمراء السلطة الذين يستخدمون فيها العصبيات الطائفية ، علما أن المنسوبين إلى الطائفة لا ينجرون بالضرورة ، مع التيارات العصبية التي يغذيها هؤلاء الأمراء في صفوف طوائفهم .ينبني عليه أن دول المعسكر الغربي التي تسعى إلى توطين النازحين السوريين إنما توظف أدوات امراء السلطة نفسها .مجمل القول أنه ليس مستبعدا أن نكون في البقعة حيث يقع لبنان و سورية و العراق ، حيال مشروع استعماري تقسيمي بواسطة إذكاء الخلافات الطائفية التي ينساق إليها عادة عامة الناس لا سيما الجهلاء منهم و السفهاء فيٌسكتون و يحيّدون العقلاء و الوطنيين بقوة السلاح الذي يغدق به عليهم المستعمرون .
من حقنا إزاء ما يجري على أرض الواقع أن نطرح على سبيل البحث ، فرضية تعتبر أن الغاية من هذا المشروع هي تغيير لبنان ، إذا جاز التعبير ، أو بالأحرى استبداله بكيان جديد لايكون للمسيحين فيه دور أو وجود ، بعد إحلال السنة مكانهم و تهميش الشيعة أو إجلائهم عن منطقة جبل عامل المحاذية لفلسطين .
و لكن الرأي عندنا أن دول المعسكر الغربي تخطئ في تقديراتها أو قل هناك عقبات صعبة دون بلوغ ما تصبو إليه . من البديهي أن إيفاء هذه المسألة حقها يحتاج إلى تفاصيل لا مجال هنا للدخول فيها ، لذا نختصر فنشير إلى الأمور التالية ، بناء على أن في جميع الطوائف اللبنانية و طنيون يغلبون إنتماءهم الوطني على النسب :
ـ يستطيع عدد قليل من الأشخاص إجبار سكان بلدة على إخلائها ، إرهابا و تنكيلا .
ـ ما تحقق بواسطة السلاح و المال ، في بعض الأقطار مثل سورية و لبنان و العراق ، هو محاكاة لما جرى في فلسطين وإن بدرجة أدنى ، مهما يكن فإن نتائجه لا تكون دائمة و ثابتة ، و الدليل على ذلك أن الدولة الإسرائيلية لم تترك طيلة قرن من الزمن ،و سيلة لم تستخدمها للخروج من المأزق السكاني الخانق ، بما في ذلك إسقاط القناع عن طبيعتها المخيفة كأداة استعمارية للقتل العشوائي و للتصفية العرقية .
ـ يخطئ واضعو الإستراتيجيات في الغرب إذا اعتقدوا أن جميع النازحين السوريين يقبلون جنسية ، بديلة عن الجنسية السورية و أن جميع اللبنانيين يفرقون بين لبنان و سورية .
ـ يخطئ واضعو الإستراتيجيات في دول الغرب إذا ظنوا أن جميع المصنفين في طائفة ، في لبنان و سورية و العراق ، يأخذون بعين الإعتبار هذا الإنتساب في تحديد موقعهم السياسي و الإجتماعي و الإنساني .
ـ يخطئ واضعو الإستراتيجيات في الغرب ، في إصرارهم على اختيار ممثلين عن الشعوب الأخرى بأنفسهم و تنصيب المتعاونين معهم قادة ثوريين و رؤساء سلطات تقمع شعوبها .
مجمل القول أن دعم دول الغرب لامراء السلطة و محاولاتها فرز سكان البلدان على أساس عرقي و ديني و عقائدي هو مواصلة للعدوان على هذه البلدان من أجل إعادة هيكلتها بما يلائم مصاح هذه الدول .



#خليل_قانصوه (هاشتاغ)       Khalil_Kansou#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن الدين و الدولة
- دولة غير وطنية
- كلنا نازحون
- سلاح الدولة و سلاح الجماعات
- ملحوظات في موضوع الإتفاق السعودي الإيراني : توطين النازحين 2
- ملحوظات في موضوع الإتفاق السعودي الإيراني : توطين النازحين
- ملحوظات في موضوع الإتفاق السعودي الأيراني
- الجماعة الإحتماعية
- مصطلحات و مفاهيم مبهمة
- صلاح عموري : فلسطيني منفي من فلسطينيته
- الحرب المستحيلة
- الإستعمار المتحول
- بدعة لبنانية : - التقويم الرمضاني -
- تصوّرات عن حروب متواصلة
- القضية الفلسطينية في عهدة الأجيال مابعد الثالث
- قبل و ما بعد الدولة !
- إعتقام السياسة الوطنية
- رسالة إلى صديقة في بيروت
- المميزون في الأرض
- ذهنية الهجرة


المزيد.....




- الجيش المصري يؤكد حرصه على تنويع مصادر سلاحه.. وقدرته على -م ...
- خامنئي يأمر بتحقيق في انفجار ميناء -الشهيد رجائي- مع زيادة ع ...
- البيت الأبيض ينشر صورة ميلانيا ترامب أمام الأهرامات المصرية. ...
- لافروف: ندعم الحلول التوافقية للتسوية
- ماسك: الروبوتات الجراحية ستحل محل الأطباء خلال خمس سنوات
- القضاء العراقي يبرئ الحلبوسي
- اليمن.. مصدر طبي يعلن مقتل 8 أشخاص بينهم نساء وأطفال إثر قصف ...
- خامنئي يأمر بتحقيق في انفجار ميناء رجائي
- جثث على الكراسي.. مشاهد تدمي القلب لضحايا قصف إسرائيلي استهد ...
- متحدثًا عن اغتيال نصر الله ومستقبل حماس في غزة.. نتنياهو: سن ...


المزيد.....

- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل قانصوه - كلنا نازحون (2)