أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل قانصوه - الجماعة الإحتماعية














المزيد.....

الجماعة الإحتماعية


خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)


الحوار المتمدن-العدد: 7583 - 2023 / 4 / 16 - 20:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كلما أٍرتجعنا امام الذاكرة معالم مجتمع القرية قديما و حاولنا مقارنتها بما صارت عليه في هذا الزمن تبين لنا أن تحولات جذرية طرأت توازيا مع تبدل نمط الإنتاج من مجتمع فلاحي مكتف ذاتيا إلى مجتمع استهلاكي يستورد أغلب احتياجاته ، حيث لم يعد يشكل السكان كما في السابق ، كيانا إجتماعيا واضح المعالم من خلال علاقات أقتصادية تربط بين أفراده و ملكيات مشتركة و حقوق عامة وخدمات تعاونية و توظيفات مالية وأعراف و عادات .
فلو أردنا وصف مجتمع القرية في الراهن ،بشيء من التبسيط لقلنا انه يكاد أن يكون "غير إجتماعي " ، المقصود هنا هو غياب نظام يلتزم به السكان ، " باستثناء " الروابط العائلية " و الحزبية ، ولاءً للزعيم الطائفي الذي أستولى على بعض دوائر الدولة " البائدة " ، لكي يستخدمها دعامة على رأس عصبته .
مجمل القول أن سكان القرية لا يشكلون في الراهن مجتمعا فلاحيا ، كما كانوا في الماضي ، و لا شك في أنهم يحاكون في ذلك المتغيرات الإجتماعية التي طرأت في البلاد ، فتسببت في توقف سيرورة نشوء المجتمع الوطني .
نكتفي بهذه التوطئة ، فليس من حاجة لأدلة و براهين على التراجع الإجتماعي خاصة و الثقافي على وجه العموم، تزامنا مع حملات الولايات المتحدة الأميركية العسكرية الدموية و التدميرية ، في إطار فرض حوكمتها المعولمة على البلاد ، التي تتوجت بتنصيب غوغائيين على رأس السلطة ، مقابل اسداء ما يطلب منهم من خدمات على الصعيد المحلي و الإقليمي .فما نحن بصدده في الواقع هو التفكر في إشكالِِ ترتب عن الغاء الدولة أو شبه الدولة ، على يد سلطة الغوغائيين ، و بالتالي إلغاء دورها كعامل جامع بين مختلف الفئات السكانية .
فمن الطبيعي ألا نكون متفائلين بزوال الغمة التي نحن فيها ،حيث أستطاع الغوغائيون ليس فقط تفكيك مؤسسات الدولة وأنما زرعو أيضا الكراهية و اسباب التنابذ فيما بين الناس سواء كانوا من طوائف مختلفة أو انتموا إلى نفس الطائفة ،وصولا إلى حد إغلاق الأسواق الشعبية في العاصمة على سبيل المثال منعا للإختلاط ، أضف إلى ذلك كله ، لا بد من أن نأخذ بالحسبان الإستنزاف السكاني المستمر منذ عدة عقود نتيجة أحساس الأجيال الجديدة بأن آفاق المستقبل مقفلة أمامهم .
من البديهي استنادا إلى هذا كله أن يخلص المرء إلى استحالة إلتئام الجراح و قيام الدولة الوطنية القادرة على إعادة توحيد المجتمع الوطني و تنظيم العيش المشترك.لا سيما و أن غوغائيي السلطة أستطاعوا اخماد الأنشطة الوطنية و إفراغ النقابات المهنية من التطلعات الإجتماعية التقدمية . لذا ينهض السؤال ،على المستوى الشخصي ، عن حال الفرد بعد انهيار المجتمع الوطني أو تعثر نشأته .
فمن المعروف أن المهاجر ، لا يجد في أحيان كثيرة ، حاضنة إجتماعية وطنية تساوي بينه و بين المواطنين الأصليين في الحقوق و الواجبات هذا من ناحية ، أما من ثانية فمن المعروف أيضا ، أن الإنسان صار منبوذا في بلاده الأصلية ، عندما يرفص التعصب للطائفة المنسوب إليها أو يعترض لصالح المجتمع الوطني ، على سياسة الغوغائي الذي يتزعم هذه الطائفة ، لا سيما عندما تكون الأحزاب و الحركات الوطنية محظورة و التعبير عن الرأي " جريمة يطالها القانون " . بكلام آخر أن الجماعة تمنح أعضاءها هوية ، أي جزء من إنسانيتهم.
ينبني عليه أنه ليس مستغربا أن يبحث المرء المطرود من المجتمع الوطني ، أو المثكول به ، و المفجوع ببلاده الأصلية التي جعلها المعسكر الغربي خرابا و ركاما ، عن انسانيته في حضن جماعة مهنية ، أو ثقافية .




#خليل_قانصوه (هاشتاغ)       Khalil_Kansou#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصطلحات و مفاهيم مبهمة
- صلاح عموري : فلسطيني منفي من فلسطينيته
- الحرب المستحيلة
- الإستعمار المتحول
- بدعة لبنانية : - التقويم الرمضاني -
- تصوّرات عن حروب متواصلة
- القضية الفلسطينية في عهدة الأجيال مابعد الثالث
- قبل و ما بعد الدولة !
- إعتقام السياسة الوطنية
- رسالة إلى صديقة في بيروت
- المميزون في الأرض
- ذهنية الهجرة
- مقاربات في القضية الفلسطينية ـ4ـ
- مقاربات في القضية الفلسطينية 3
- مقاربات في القضية الفلسطينية 2
- مقاربات في القضية الفلسطينية ـ1ـ
- نهاية الدولة أم أستحالة قيام الدولة العربية 3
- نهاية الدولة أم استحالة قيام الدولة العربية 2
- نهاية الدولة أم استحالة قيام دولة عربية ؟
- حرب فلسطين 3


المزيد.....




- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...
- إدارة بايدن تتخلى عن خطة حظر سجائر المنثول
- دعوة لمسيرة في باريس تطالب بإلإفراج مغني راب إيراني محكوم با ...
- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل قانصوه - الجماعة الإحتماعية