|
كلنا نازحون
خليل قانصوه
طبيب متقاعد
(Khalil Kansou)
الحوار المتمدن-العدد: 7599 - 2023 / 5 / 2 - 14:49
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
نتذكر جيدا أن وزير الخارحية السوري السابق المرحوم وليد المعلم قال " مخيمات استقبال النازحين " أقيمت في تركيا قبل اشتعال الحرب ، ملمّحا إلى أن " إنتاج النازحين "كان في الأصل من الأهداف المتوخاة من و رائها .ثم تأكدت فيما بعد هذه الفرضية من خلال عمليات إجلاء "المقاتلين " ، عندما كانت تحاصر مواقعهم ، إلى " مناطق آمنة " في محافظة إدلب التي احتلها الجيش التركي أو إلى "الجزيرة السورية " التي احتلها الجيش الأميركي على التوالي بعد داعش و الحركات الكردية الإنفصالية . ما نود الإشارة إليه هو أن " مسألة " النازحين من سورية إلى لبنان ، ليست جديدة ، حيث يمكننا القول أنها رافقت مشاركة السلطة السورية في حكم لبنان ، بالتعاون مع أمراء الحرب ، لا سيما بعد إتفاقية الطائف التي جسدت هذا الأمر موضوعيا اعتبارا من بداية سنوات 1990 ، على صورة إدارة ثلاثية للبلاد ، لبنانية ، سعودية و سورية ، تحت شعار " شعب واحد في بلدين " على سبيل المثال . من البديهي أننا لا نحتاج إلى أدلة و براهين لإظهار هذا المعطى و إثباته ، لمحله من الوضوح و الملموس ، إلى حد أننا نستطيع الزعم بأن اللبنانيين المقيمين كانوا في ظاهر الأمر ، في الفترة 1990 ـ 2005 ، سوريين ، في ظل سلطة ثلاثية ترتكز على ثلاث قوائم أهمها القائمة الدمشقية . نقتضب في مسألة هذه القوائم التي لم يبق منها إلا قائمة واحدة ، فنحن لسنا بصدد البحث فيها ، لنقول أن أعداد السورين كانت تتزايد قبل الحرب ، باطراد في لبنان في جميع القطاعات الإقتصادية ، عمالة ، تجارة ، عقارية ، خدماتية ، مالية الخ . بكلام أكثر وضوحا و صراحة ، كان التنقل بين سورية و لبنان حرا و كثيفا ، قبل اندلاع الحرب على سورية ، فما نجم عن هذه الأخير هو على الأرجح ، بانتظار أن تثبته الدراسات السوسيولوجية ، هجرة من الريف السوري نحو لبنان تحاكي الهجرة من الريف إلى ضواحي المدن الكبرى ، سواء ضمن حدود البلاد نفسها أو نحو البلدان الغنية ، مثل البلدان الغربية . و من المعروف أن الدافع الأساس لمثل هذه الهجرة يكون عادة ، إقتصاديا ، معيشيا ، نتيجة الجفاف و القحط خصوصا و الأزمات الإقتصادية على وجه العموم أيا كانت أسبابها ، و ليس سياسيا أو عقائديا أو " ثوريا " ، بتشجيع من منظمات الامم المتحدة ، و وكالة المخابرات الأميركية ، و الدول النفطية الغيورة . توصلنا هذه المدوارة إلى مفرق تتشعب منه عدة فرضيات منها : ـ كان النتقل قبل اندلاع الحرب ، حرا بين لبنان و سورية في الإتجاهين . هنا ينهض السؤال عما إذا كان لبنان مقصِدا ملائما لهجرة أبناء الريف السوري الفقراء ؟ وبالتالي ما هي مبررات الضغوط التي تبذلها الدول الغربية من أجل تبديل وضع النازح ليصير مهجّرا ، طالبا للجنسية اللبنانية ، تأكيدا على التمييز بين الجنسية اللبنانية و الجنسية السورية و إلغاء أو "انتقاما " من مقولة " شعب و احد في بلدين " . هذا من ناحية أما من ناحية ثانية ، فلا بد من التساؤل أ]ضا عما إذا كانت الغاية من التهجير و التوطين ، هي في الحقيقة التقسيم و التوزيع ، في سياق إعادة رسم خرائط البلدان و صياغة شعوبها ؟ ـ لا جدال في أن الإقتصاد في لبنان ، نا هيك من البنية التحتية ، لا يلبيان بالقطع ما يحتاجه المقيمون و المهاجرون . هنا ينهض السؤال عما يهدف إليه ، مهندسو كارثة سكانية و انسانية منتظرة ؟ لا سيما أن القاصي و الداني يعرف أن الناس في لبنان لا يستطيعون اقتصاديا الإستغناء عن سورية . ـ أخشى ما يخشى هو أن تكون الغاية من هذه الهندسات السكانية و هي بالمناسبة شبيهة بالهندسات المالية ، هي جعل لبنان بلدا غير صالح للعيش ، مهجورا ، معروضا للبيع .
#خليل_قانصوه (هاشتاغ)
Khalil_Kansou#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سلاح الدولة و سلاح الجماعات
-
ملحوظات في موضوع الإتفاق السعودي الإيراني : توطين النازحين 2
-
ملحوظات في موضوع الإتفاق السعودي الإيراني : توطين النازحين
-
ملحوظات في موضوع الإتفاق السعودي الأيراني
-
الجماعة الإحتماعية
-
مصطلحات و مفاهيم مبهمة
-
صلاح عموري : فلسطيني منفي من فلسطينيته
-
الحرب المستحيلة
-
الإستعمار المتحول
-
بدعة لبنانية : - التقويم الرمضاني -
-
تصوّرات عن حروب متواصلة
-
القضية الفلسطينية في عهدة الأجيال مابعد الثالث
-
قبل و ما بعد الدولة !
-
إعتقام السياسة الوطنية
-
رسالة إلى صديقة في بيروت
-
المميزون في الأرض
-
ذهنية الهجرة
-
مقاربات في القضية الفلسطينية ـ4ـ
-
مقاربات في القضية الفلسطينية 3
-
مقاربات في القضية الفلسطينية 2
المزيد.....
-
-قتلى وجرحى- جراء قصف مدرسة في -النصيرات-.. وإسرائيل: ضربنا
...
-
السعودية ومصر تتفقان على تسهيل العبور للمشروعات السياحية بال
...
-
أنطونوف: هجوم القوات الأوكرانية على كورسك أظهر استحالة التفا
...
-
مدفيديف: بريطانيا قد تغرق في السنوات القريبة وصواريخنا قد تس
...
-
الاحتلال يعاود قصف مدرسة الجاعوني بمخيم النصيرات
-
شهداء ومصابون في قصف شقة سكنية بحي الدرج
-
سيناقشها زيلينسكي مع بايدن.. أوكرانيا تدرس -خطة الانتصار- لإ
...
-
لندن.. تظاهرة ضد توريدات السلاح لتل أبيب
-
اختتام محادثات الدوحة بـ-بادرة أمل-، وغارة إسرائيلية على مدر
...
-
هجمات 11 سبتمبر: تفاصيل الهجوم على البرجين التوأمين وما جرى
...
المزيد.....
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
-
التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري
/ عبد السلام أديب
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
-
تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1
...
/ نصار يحيى
-
الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت
...
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
هواجس ثقافية 188
/ آرام كربيت
المزيد.....
|