أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد مبروك أبو زيد - التبادل التاريخي بين مصر وإيجبت (3)‏















المزيد.....

التبادل التاريخي بين مصر وإيجبت (3)‏


محمد مبروك أبو زيد
كاتب وباحث

(Mohamed Mabrouk Abozaid)


الحوار المتمدن-العدد: 7602 - 2023 / 5 / 5 - 16:41
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


وفي هذه السلسلة نطرح إشكالية تبادل التاريخ بين قرية مصر ‏اليمنية وبين دولة إيجبت وادي النييل ...‏

نستكمل معاً قراءتنا لمخطوطة " تاريخ مصر والعالم " المنسوبة زوراً للقس القبطي " ‏يوحنا النقيوسي" ، بينما مؤلفها الحقيقي هو كاهن ومؤرخ يهودي يمني صهيوني عمل ضمن ‏مشروع صهينة تاريخ العالم كله وأديانه وثقافاته وصبغ حياة البشر كلهم بصبغة يهودية ‏يمنية حميرية خالصة ، فلو راجعنا رواية هيرودوت عن غزو قمبيز لإيجبت سندرك الفارق ‏بجلاء بين (الرواية الهيرودوتية للحدث والرواية النقيوسية) والوهم الذي يحكيه (المؤلف) ‏على لسان يوحنا النقيوسي ، ، بينما يزعم هيرودوت أنه يستمع بإنصات لروايات الكهنة ‏والعامة من الأقباط عن الذكريات الأليمة التي حفرت مقاعدها في أدمغتهم حزناً على ما ‏حدث لبلادهم أمام أعينهم، حتى أنني شخصياً عند قراءة ما نقله عنهم هيرودوت في صفحات ‏كتابه لم أستطع تكملة القراءة (راجع تاريخ هيرودوت الكتاب الثالث ص 217 وما بعدها ‏‏- تحقيق عبد الإله الملاح – نسخة مكتبة الإسكندرية ) .. ‏

والمؤكد لدينا أن مؤلف كتاب " تاريخ مصر والعالم " ليس هو يوحنا النقيوسي الأسقف ‏القبطي، إنما هو كاهن يهودي مُتنكر الهوية حاول أن يخترع تاريخ لإيجبت ووضع عليه ‏توقيع شخصية قبطية معروفة ولها احترامها، وقد أوضح الدكتور عمر صابر أن النسخة ‏الحبشية التي نقل عنها هي مُترجمة عن نسخة عربية أصلية وليست منسوخة من أخرى ‏بلغة أخرى، ما يعني أن المؤلف كان عربياً بامتياز ، وأبسط دليل على ذلك هو روح البلاغة ‏العربية المميزة والتي تنبعث من النص بجلاء .‏

والأمر الثاني هو نقله الكثير عن كتب يهودية ومراجع تاريخية عربية وإراده ‏لكلمات عربية، مثل كلمة (أشجار الآس) وكلمة (طبل) ، وكلمة شرقي، وكلمة ‏بحري، وكلمة الحرير وكلمة جيحون وتعبير " بحر النيل" وكلمة نُسّاخ ، وكلمة ذئب ‏وكلمة رُمح وكلمة النايب وكلمة الشوك وكلمة "القصب الفارسي" وكلمة القنطرة ‏وكلمة السيف وكلمة حليب وتعبير "اللبن والعسل والفاكهة والكراث"، وكلمة السُّعَال ‏وكلمة الجفر وكلمة بدو وهي كلمات عربية خالصة، ولو كان مؤلف الكتاب هو ‏يوحنا النقيوسي القبطي لكان استخدم المصطلحات القبطية الهيروغليفية.. ‏

في الواقع إن كتاب " تاريخ مصر والعالم" ليوحنا النقيوسي ، ما هو إلا نسخة ثانية ‏متطورة من الجبتانا، ومرحلة تالية للتأليف اليهودي في إيجبت، إذ كانت هذه لعبتهم ‏وحرفتهم منذ أن دخلوها وسيطروا على مكتبة الإسكندرية القديمة. وهي ذات المهمة التي ‏تمت في غرس لوحات تل العمارنة كمرحلة تالية لنقل تاريخ مصرايم بالكامل إلى إيجبت ‏‏(انظر الإضاءة بعد القادمة بعنوان " اسم إيجبت ومراسلات تل العمارنة) . ‏

في الواقع... يستحي الباحث من التعليق على ما خطه قلم الأستاذ العلّامة د. عمر صابر ‏عبد الجليل في هذا الكتاب، أو استدراك ما نظن أنه غاب عنه. لكننا هنا نضع فقط رؤوس ‏أقلام للباحثين للحبث عن هوية المؤلف الحقيقي لهذا الكتاب، وما يؤكد لدينا هذه ‏الفرضية أن المترجم والمحقق د. عمر صابر وغيره كثير من الباحثين قد انتهوا إلى أن النسخة ‏الموجودة باللغة الحبشية منقولة عن نسخة عربية أصلية، وذلك نظراً لكثرة احتوائها على ‏ألفاظ وتعبيرات عربية صرفة، وتعبيرات بلاغية مجازية لا يمكن أن يستخدمها مؤلف غير ‏عربي. لكن ذلك في نظرنا لا يعني أبداً أن تكون النسخة الحبشية منقولة عن نسخة ‏عربية، وأن المترجم من الحبشية نقل بعض الكلمات العربية على علاتها، إنما الأصل أن ‏مؤلف الكتاب أصلاً ليس قبطياً وليس مسيحياً، وإنما يحمل هوية عربية يهودية، وللباحثين ‏عن الحقيقة أن يعودوا إلى نسخة الكتاب ليتبينوا عنصرين جوهريين تفضحان هوية ‏المؤلف وهما العقيدة اليهودية، والقومية العربية أو الأصل السامي العروبي، وتحدثه بضمير ‏الغائب عن إيجبت وأهلها في كثير من المواضع وكأنه ليس منهم، واستخدامه لمتلازمة يونانية ‏تضاف إلى الأسماء القبطية، ما يعني أنه جمع خليطاً من الثقافات؛ يونانية وعربية وقبطية ‏ويهودية، ولم يكن يتبنى واحدة منهم إنما كان يتبنى (مشروع).‏

فـ(المؤلف) غالباً ما كانت تهرب منه بصمة هويته الثقافية على سن القلم إلى الورق دون ‏أن يشعر، ولا يستطيع في كافة الأحول إخفاء هويته بأي حال، وعلى الباحث المدقق أن ‏يستشعرها، ولو أعاد (النُقَّاد الأدبيين المعاصرين التدقيق في نص هذا الكتاب لاكتشفوا ‏ذلك بسهولة جداً؛ ذلك لأنهم أكفأ من المؤرخين في استشعار روح النص وتحسس رائحته). ‏وربما لم يلفت نظر أحد من الباحثين من قبل التدقيق حول مسألة هوية المؤلف الثقافية، فقد ‏ركز المترجم د. عمر صابر على تبيان عناصر جوهرية جداً توضح الهوية الثقافية ‏للمخطوطة العربية التي نقل عنها المترجم الحبشي، وتثبَّت أنها كانت نسخة أصلية عربية ‏وليست مترجمة عن غيرها، لكن أحداً لم يبحث في فرضية الهوية ذاتها، (هوية المؤلف)، ‏الجميع سلّم بأن المؤلف هو يوحنا النقيوسي ، لكننا في هذا السياق سنتعرض لملامح الهوية ‏الثقافية للمؤلف باختصار شديد.‏

ففي صفحة 54 و55 يتحدث (المؤلف) عن فرعون اسمه "فاوندجيوس" وأنه بنى معبد ‏للآلهة وجعل أهل مصر يسجدون للشمس، وأنه قد أنفق على عمال البناء ألفاً وستمائة وزنة ‏فضة وذلك غير الكراث والبقول، وقد وجد مكتوباً هكذا في الكتب بلسان المصريين ‏الذين نقشوه على الأحجار وأظهروه لكل من يقرأ. (( وفي الهامش رقم (2) يوضح المترجم أن ‏‏"الوزنة " تعادل ثلاثة آلاف شاقل، والشاقل نحو 11,46 من الجرام، ويقول انظر نخبة من ‏الأساتذة ذوي الاختصاص ومن اللاهوتيين. قاموس الكتاب المقدس، مكتبة المشعل الإنجيلية ‏بيروت 1964 مادتي ثقل ، و وزن)) !‏

وهنا سنطرح أسئلة فضولية لا أكثر، مثلاً، لو كان المؤلف هو يوحنا النقيوسي القبطي ‏المسيحي، فلماذا يستخدم المتلازمة اليونانية في صياغة اسم الفرعون "فاوندجيوس"، بينما ‏كان وقت صياغة هذا الكتاب لا يوجد فيه يونانيين ولا عصر فرعون موسى كان فيه ‏يونايين، فلماذا (لو كان الحدث حقيقي) لماذا يستخدم المؤلف هذه الضفيرة الثقافية ! إلا إذا ‏كان يجهل بالفعل تاريخ هذا البلد ! في الوقت ذاته الذي تذكر كتب اليهود السريانية بأن ‏فرعون موسى اسمه (الوليد ابن الريان ابن مصعب ابن لاوذ ابن عمليق)! ألا يعني ذلك أن هذه ‏الأسماء تم غرسها عمداً وبعناية؟! وإلا كيف تنتقل أسماء وهمية بصياغة يونانية لتحل ‏محل الأسماء التاريخية الحقيقية! هل من الممكن أن ينتقل تاريخ الشعب الأسباني إلى ‏إيجبت ليصبح بذلك تاريخ إيجبت قد دخل عصر الخرافات والأساطير! فلو كانت خرافات ‏وأساطير نابعة من العقلية الوطنية ذاتها لكانت على الأقل نبعت من الثقافة الوطنية المحلية ‏وباللغة المحلية الشعبية وليس بلغة أجنبية ! إنما المشكلة إلى الآن أننا لا نريد أن نصدق ‏بسهولة أن اليهود خدعونا ونقلوا تاريخ مصرايم إلى بلادنا عمداً وبخطط منظمة ومدبرة، ‏فقط لأن ذلك معناه أن مصر التي وردت في القرآن ليست هي بلادنا إيجبت! فقد شكلت ‏المعتقدات الدينية حواجز معينة على عقولنا بما حفها من قداسة وحصانة مانعة من النقد ‏أو حتى إعادة التفكير بها، إضافة إلى أن اسم مصر صار يحمل في قلوبنا كل ما تحمله من ‏حب لوطننا.‏

‏ ثم أنه لو كان المؤلف هو (يوحنا النقيوسي القبطي المسيحي) فلماذا يستخدم معيار ‏الوزن الإسرائيلي حصراً ( وزنة الفضة التي تعادل ثلاثة آلاف شاقل، والشاقل نحو 11,46 من ‏الجرام) ومعروف أن وزنة الفضة و(الشاقل) هو وحدة القياس والعملة الإسرائيلية منذ القدم، ‏حتى في بدايات عهد التوراة، فهل كان يوحنا مغموراً بثقافة بلده القبطية وأوزانها ‏ومعاييرها أم كان مغموراً بثقافة بني إسرائيل ! فحتى لو كان يوحنا النقيوسي يؤمن ‏بكتاب العهد القديم ووردت به هذه المكاييل والأوزان، لكنها تظل نظرية بالنسبة ‏ليوحنا، ولن يستخدمها في هذا السياق، بل يستخدم المعايير السائدة في بلده، بل إن الأقباط ‏ترجموا الإنجيل إلى اللغة القبطية ولم ينتقلوا هم إلى اللغة اليونانية القادم بها الإنجيل. ‏

وكانت (التالنت) هي وحدة قياس الوزن، وكان التالنت الروماني يساوي 32.3كغ بينما ‏يبلغ مقدار التالنت الأطيقي أو اليوناني حوالي 26كغ‎. ‎‏ أما وحدة قياس الوزن في إيجبت ‏القديمة فكانت الدبن = 91 جرام‎.‎‏ و كان عيار الكيل هو: "بوشل" وهو مكيال للحبوب، ‏وفي المسافات استخدموا وحدة قياس تسمى الوحدة النهرية تساوي 10305 كم أي 20 ألف ‏ذراع

وأما الشَاقِل فهو مشتق من الفعل العبري شَقَلَ أي وَزَنَ وهو أنواع: شاقل القدس، وشاقل ‏الملك. ‌والشاقل الدارج لوزن الأشياء الثمينة كالذهب والفضة. وأخيراً شاقل النقود وهذا تحوَّل ‏لعملة في أيام المكابيين نقش عليها اسم شاقل إسرائيل . تقول التوراة (خروج ٣٨:٢٤ ): كل ‏الذهب المصنوع للعمل في جميع عمل المقدس، وهو ذهب التقدمة: تسع وعشرون وزنة وسبع ‏مئة شاقل وثلاثون شاقلا بشاقل المقدس‎.‎‏ ‏

وكان الإسكندر قد جعل (الوزنة) هي وحدة القياس في كل الإمبراطورية ‏البطلمية، لكنها لم تكن مسبوكة، بل ظلت مجرد وحدة حسابية، ولم تكن موجودة ‏قبل هذا التاريخ سوى في عرف اليهود التوراتيين فقط، فكيف يقول(المؤلف) أن الفرعون قد ‏أنفق على عمال البناء ألفاً وستمائة وزنة فضة وذلك غير الكراث والبقول، وقد وجد ‏مكتوباً هكذا في الكتب بلسان الأقباط الذين نقشوه على الأحجار وأظهروه لكل من ‏يقرأ). فهذه سقطة ماسخة من المؤلف لأنه لم يقرأ ما هو منقوش على الجداريات، ولم يعرف أن ‏وزنة الفضة لم تكن موجودة في بلادنا، ثم لماذا يحاول التأكيد على ذلك بقوله (وقد وجد ‏مكتوباً هكذا في الكتب بلسان الأقباط الذين نقشوه على الأحجار وأظهروه لكل من ‏يقرأ) ؟! ألا تعتبر هذه إشارة إلى أنه يخشى أن يكذبه أحد، فيحاول أن يبعث الطمأنينة ‏واليقين في قلب القارئ؟ ‏
ألا ينُمّ هذا الأسلوب عن نية ترويج وتثبيت لشيء ما في نفس المؤلف! فقد استخدم اسم ‏غير وطني بالمرة هو "فاوندجيوس"، واستخدم عملة لم تكن موجودة في بلادنا في هذا العصر ‏وهي "وزنة الفضة"، وقام بتأكيد كلامه ثلاث مرات (توكيد لفظي) مُكرر في عبارة ‏واحدة حين قال(وقد وجد مكتوباً هكذا في الكتب)_( (بلسان الأقباط)- (الذين نقشوه ‏على الأحجار)- (وأظهروه لكل من يقرأ) !!‏

وفي موضع آخر صفحة 88-89 نجد (المؤلف) يقول: وأضاف اندريانوس بناء فوق القصر، ‏وفي أماكن أخرى فيه. وحفر كذلك قناة صغيرة القدر ليجري الماء من جيحون إلى مدينة ‏القلزم وأوصل هذا الماء إلى البحر الأحمر.." وهو هنا يتحدث عن نهر النيل وقناة سيزوستريس ‏التي حفرها القدماء لتربط بين ميناء العاصمة منف وميناء مدينة السويس على البحر الأحمر، ‏فلو كان (المؤلف) هو يوحنا النقيوسي القبطي، فلماذا لا يذكر نهر النيل الذي كان وما زال ‏محتفظاً باسمه حتى اليوم منذ أكثر من ثلاثين ألف عام ! لماذا يستخدم مسمى "نهر جيحون" ‏الوارد حصراً في نصوص التوراة وعلى الخريطة الجغرافية اليمنية ! فقد حاول (المؤلف) اللف ‏والدوران حول نهر النيل وطيه تحت اسم جيحون دون أن يذكر صراحة أنه يقصد نهر النيل.. ‏هكذا أسلوب الدس اليهودي منذ القدم، فالمؤلف فقط مسّ هوية نهر النيل من خلال وصفه ‏لقناة سيزوستريس القديمة. ‏

ثم لو كان (المؤلف) هو يوحنا النقيوسي ، فلماذا استخدم مسمى مدينة (القلزم) برغم ‏أن هذا الاسم يهودي عربي صرف وقد ورد في نصوص التوراة مئات المرات، بينما المدينة في لغة ‏أجدادنا القبطية لم يكن اسمها (القلزم) بالهيروغليفية، إنما اليهود حاولوا غرس مسمى ‏القلزم ومسمى جيحون كي يخدم مخططهم في المنطقة، ومجرد ترك المؤلف هنا للاسم ‏القبطي وذكره اسماً توراتياً بحتاً، فهذا يؤكد هوية المؤلف التي تنبأنا بها.‏

وكذلك في ص 80 يقول إن كليوباترا حفرت قناة وأوصلتها إلى نهر جيحون لتنقل ‏المياه إلى الإسكندرية وكانت بلا مياه، فجعلتها مدينة عظيمة وجعلت السفن تسير إليها ‏‏((مستحيل أن يتحدث شخص قبطي عن نهر النيل بوصفه نهر جيحون، وكان المؤرخون ‏العرب في العصور الوسطى - بناءً على كتابات من هذه النوعية- قد تكهنوا بأن نهر جيحون ‏هذا كان عبارة عن تفريعة جانبية من النيل عند أسوان تطوف حول جزيرة فيلة وانقرضت، ‏فهل تصل هذه التفريعة الجانبية إلى منف ليتم سحب قناة منها إلى السويس! وهل تصل إلى ‏الإسكندرية لتقوم كليوباترا بسحب قناة منها إلى الإسكندرية ! بالطبع هذا يوضح ‏هوية المؤلف الذي أراد صراحة أن تكون إيجبت هي مصرايم وأن يكون نهر النيل هو نهر ‏جيحون الذي كان يجري في مصرايم )) ‏

‏ وفي صفحة 193 في حديثه عن دخول العرب يقول: وكانوا منقسمين قسمين شرقي ‏النهر وساروا إلى مدينة تدعى عين شمس وهي مدينة أون التي كانت أعلى الجبل)، فمجرد ‏استخدام المؤلف لعبارة (مدينة تُدعى) فهذه قرينة قاطعة في نظرنا على أنه ليس من أهل ‏البلد، بل هو يتحدث عنها بلسان أجنبي كما كان يتحدث المؤرخون العرب عن فتح بلاد ‏فارس، وهنا يحاول المؤلف تمييز المدينة باسمها (عين شمس) وكأنه ليس من أهل البلد لأن ‏مدينة أون كانت أشهر من النار على العلم، فقد كانت عاصمة دينية وعلمية كبيرة جداً ‏كونها تقع في المنتصف بين الوجهين القبلي والبحري وبها جامعة علمية ومركز عبادة إله ، ‏فكيف يتحدث عنها بصيغة التجهيل وكأنها نكرة ويقول (مدينة تُدعى عين شمس) ثم ‏يحاول تعريفها بأنها مدينة أون ! وكأنها غير معروفة فيقوم بتعريفها بأنها تقع أعلى الجبل ! ‏فهل كانت مدينة أون بالنسبة للأقباط أصحاب البلد مجرد مدينة نكرة كل ما يميزها أنها ‏تقع أعلى الجبل ؟! أم أن (المؤلف) ليس على علمٍ كافٍ بحقيقتها، وأراد أن يبرزها باسميها معاً، ‏لأن التوراة السبعونية المزورة حملت اسمها (أون) بينما العرب ترجموه (مدينة الشمس)، ولهذا ‏استخدم المؤلف ثلاث عبارات مكررة لتوكيد وصف المدينة.‏

وفي صفحة 194 يقع (المؤلف) في خطأ تأريخي فادح وفاضح، كما يوضح المترجم د. عمر ‏، إذ ذكر المؤلف أن العرب فتحوا إقليم الفيوم أثناء حصارهم لبابليون، وهذا لم يحدث في الواقع ‏وغير متصور عقلاً، لأن عدد جيش العرب في هذا الوقت قليل جداً في حدود 3 آلاف، ولم ‏يعرف العرب أصلاً بوجود إقليم الفيوم إلا بعد مرور عام كامل من دخولهم إيجبت لأن إقليم ‏الفيوم عبارة عن واحة منعزلة في الصحراء واحتلاله لا يشكل مركز قوة للعرب ولم تكن ‏به قوات رومانية تذكر، غير أن كافة المؤرخين العرب يجمعون على أن احتلال إقليم الفيوم ‏كان بعد عام من دخول العرب وليس أثناء حصار بابليون.. ولو كان (مؤلف) هذا الكتاب هو ‏يوحنا النقيوسي لما كان من الممكن أن يقع في هذا الخطأ باعتباره شاهد عيان) ! ‏

يُتبع ...‏‎

‏(قراءة في كتابنا : مصر الأخرى – التبادل الحضاري بين مصر وإيجبت‎ ‎‏)‏‎ ‌‎
‏ (رابط الكتاب على نيل وفرات):‏‎
‏ ‌‎ ‏https://tinyurl.com/25juux8h‏‎ ‌‎

‏(رابط الكتاب على أمازون) :‏‎
‏ ‏https://cutt.us/sxMIp‏ ‏‎

‏( رابط الكتاب على جوجل بلاي‏‎ ):
https://cutt.us/KFw7C

‏#مصر_الأخرى_في_اليمن):‏‎
‏ ‏https://cutt.us/YZbAA

‏#ثورة_التصحيح_الكبرى_للتاريخ_الإنساني‏



#محمد_مبروك_أبو_زيد (هاشتاغ)       Mohamed_Mabrouk_Abozaid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التبادل التاريخي بين مصر وإيجبت (2) ‏
- التبادل التاريخي بين مصر وإيجبت (1)
- ‏ الجد الأكبر - جبتو مصرايم – هيروغلي.عبراني (8) ‏
- ‏ الجد الأكبر - جبتو مصرايم - هيروغلي.عبراني (7) ‏
- ‏ الجد الأكبر - جبتو مصرايم - هيروغلي.عبراني (6) ‏
- ‏ الجد الأكبر - جبتو مصرايم - هيروغلي.عبراني (5) ‏
- الجد الأكبر - جبتو مصرايم – هيروغلي.عبراني (4) ‏
- الجد الأكبر - جبتو مصرايم - هيروغلي عبراني (3) ‏
- الجد الأكبر - جبتو مصرايم – هيروغلي.عبراني (2) ‏
- الجد الأكبر - جبتو مصرايم - هيروغلي عبراني (1) ‏
- رحلة الغزو الثقافي اليهودي لشعوب الشرق الأوسط (8)‏
- رحلة الغزو الثقافي اليهودي لشعوب الشرق الأوسط (7)‏
- رحلة الغزو الثقافي اليهودي لشعوب الشرق الأوسط ‏بتزوير الكتاب ...
- عنوان الموضوع: رحلة الغزو الثقافي اليهودي لشعوب الشرق الأوسط ...
- رحلة الغزو الثقافي اليهودي لشعوب الشرق الأوسط ‏بتزوير الكتاب ...
- رحلة الغزو الثقافي اليهودي لشعوب الشرق الأوسط بتزوير الكتاب ...
- رحلة الغزو الثقافي اليهودي لشعوب الشرق الأوسط بتزوير الكتاب ...
- رحلة الغزو الثقافي اليهودي لشعوب الشرق الأوسط بتزوير الكتاب ...
- إيچبت ... ليست هي مصر (3)
- إيچبت ... ليست هي مصر (2)


المزيد.....




- بحشود -ضخمة-.. احتجاجات إسرائيلية تدعو نتانياهو للموافقة على ...
- -كارثة مناخية-.. 70 ألف شخص تركوا منازلهم بسبب الفيضانات في ...
- على متنها وزير.. أميركا تختبر مقاتلة تعمل بالذكاء الاصطناعي ...
- حملة ترامب تجمع تبرعات بأكثر من 76 مليون دولار في أبريل
- فضيحة مدوية تحرج برلين.. خرق أمني أتاح الوصول إلى معلومات سر ...
- هل تحظى السعودية بصفقتها الدفاعية دون تطبيع إسرائيلي؟ مسؤول ...
- قد يحضره 1.5 مليون شخص.. حفل مجاني لماداونا يحظى باهتمام واس ...
- القضاء المغربي يصدر أحكاما في قضية الخليجيين المتورطين في وف ...
- خبير بريطاني: زيلينسكي استدعى هيئة الأركان الأوكرانية بشكل ع ...
- نائب مصري يوضح تصريحاته بخصوص علاقة -اتحاد قبائل سيناء- بالق ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد مبروك أبو زيد - التبادل التاريخي بين مصر وإيجبت (3)‏