أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد مبروك أبو زيد - رحلة الغزو الثقافي اليهودي لشعوب الشرق الأوسط ‏بتزوير الكتاب المقدس (4)‏















المزيد.....

رحلة الغزو الثقافي اليهودي لشعوب الشرق الأوسط ‏بتزوير الكتاب المقدس (4)‏


محمد مبروك أبو زيد
كاتب وباحث

(Mohamed Mabrouk Abozaid)


الحوار المتمدن-العدد: 7311 - 2022 / 7 / 16 - 11:21
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


إن ما حدث في عهد بطليموس على يد الكهنة اليهود خلال عمليات ترجمة التوراة لم ‏يكن أبداً مشروع ترجمة وإنما مجزرة تم فيها إعادة تشريح التوراة ومسخها وإعادة نسج ‏لنصوص وجغرافيا ثقافية كاملة بفلسفة الانتشار العنكبوتي، تم فيها تهجين النصوص ‏التوراتية بثقافة جبتية قديمة تم التقاطها من مدونات المؤرخ الجبتي مانيتون، أي عملية ‏تطبيع بين التوراة والوطن الجبتي في وادي النيل بدلاً من سهول ووديان وجبال تهامة في جزيرة ‏العرب. وكل ذلك جاء بمبررات شرعية، فلا تجد نص ديني يمنع اليهود من الكذب! والتوراة لا ‏تتضمن كلمة " لا تكذب " وهذا ما فتح المجال لليهود كي ينفذوا سياساتهم. ولم يكن ذلك ‏في نطاق الجغرافيا فقط، بل امتد إلى حشر وتهجين أحداث تاريخية أيضا، فمن الأسماء التي ‏غرسها اليهود في أسفار التوراة اسم الملك " شيشانق " تم غرسه في مواضع معينة بصياغة معينة ‏ليبدو التاريخ الجبتي القديم منسجماً مع التوراة على قدمٍ وساق، فيلفت انتباهنا وجود هذه ‏الجملة ((وَلَمْ يَكُنْ عَدَدٌ لِلشَّعْبِ ٱلَّذِينَ جَاءُوا مَعَهُ مِنْ مِصْرَايم: لُوبِيِّينَ وَسُكِّيِّينَ وَكُوشِيِّينَ. ‏‏٤ وَأَخَذَ ٱلْمُدُنَ ٱلْحَصِينَةَ ٱلَّتِي لِيَهُوذَا وَأَتَى إِلَى أُورُشَلِيمَ‎‏)) .‏

‏ ونقف بالتخصيص على كلمة " اللوبيين" وهم عشيرة من سكان جنوب غرب الجزيرة ‏العربية، لكنهم أصبحوا في الترجمة السبعونية هم سكان ليبيا وآنذاك جل شمال إفريقيا، ‏فيفهم بذلك القارئ أن شعوب شمال إفريقيا بالكامل؛ الإمبراطورية الجبتية القديمة ومعها ‏ليبيا وتونس والجزائر وشعوب النوبة والسودان وأثيوبيا... جميع هؤلاء اتحدوا ليصبحوا قوة ‏ضاربة ضد عشيرة بني إسرائيل التي تسكن الأدغال الجبلية !! ليس هذا المقصود، ولكن ‏العكس، فالمقصود هو أنه طالما اتحدت كل هذه الجيوش والشعوب لتكوين قوة قارية ‏ضاربة بهذا الشكل، فمن المنطق أن تكون بني إسرائيل قوة مناظرة أو متقاربة على الأقل، ‏وإلا كان تحتمس باشا قد أرسل لهم فرقة صاعقة من سلاح المشاة وحدها تكفي لتصفيتهم. ‏إنما تلبيس إيجبت مكان مصرايم، وشعوب إفريقيا مكان اللوبيين، وشعوب السودان وإثيوبيا ‏مكان الكوشيين، هذا جعل من إسرائيل أمامهم إمبراطورية عظمى تقوم ضدها حرب ‏عالمية !‏

بينما اللوبيين هؤلاء هم عشيرة تسكن منطقة لابان جنوب غرب الجزيرة العربية، ‏لكن اليهود جعلوها ليبيا بطول وعرض ‏‎2‎‏ مليون كيلومتر مربع! بعد حدود مملكة إيجبت ‏بطول وعرض مليون كيلومتر مربع! أما الكوشيين فهم عشيرة تسكن بجوار مصرايم في ‏جبال عسير، وأما السكيين فهم سكان قرية سكّوت التي كانت مضرب خيام يعقوب ‏وسكّوت اسم على مسمى، فهي تعني مضرب خيام. وعلى ما يبدوا أن هذه العشائر كانت ‏تتحالف ضد بعضها للنهب والسلب من حين لآخر كعادة القبائل العربية، لكن اليهود ‏جعلوهم إمبراطوريات عظيمة تتحالف ضدهم ليبدوا للقارئ أنهم كانوا إمبراطورية عظمى ‏لا يقدر عليها جيش تحتمس باشا إلا إذا تحالف مع الشعوب المجاورة له !! أما عشيرة آشوريم ‏فجعلوها الإمبراطورية العراقية القديمة! .. وهكذا كل عشيرة في هذه الأدغال الجبلية ‏أصبحت في التوراة الجديدة دولة إمبراطورية بالكامل ! وكأنهم يأتون بعشرة أفيال ضخمة ‏للنفخ في بعوضة !‏

ويقولون أن تسمية ليبيا جاءت نسبة إلى قبيلة الليبو التي كانت تقطن تلك المنطقة ‏ويقابلها في اليونانية " ليبوس" لكن في الواقع لم يكن هناك أي ليبوس شمال إفريقيا ! ‏فالجداريات الجبتية ذكرت "ريبو" كإشارة على سكان صحراء الغرب، ومن الوارد أن ‏ينطقها اليونانيون " ليبو" بقلب اللام مع الراء. أما كلمة لوبيون ولابان هو مجرد اسم لقبيلة ‏كانت تعيش بجوار مصرايم جنوب غرب الجزيرة، واسمها في نصوص التوراة تكرر مئات ‏المرات " اللوبيون"، وكما نقل اليهود مصرايم إلى إيجبت، وصارت باليوناني إيجبتوس، نقلوا ‏اللوبيون إلى جوارها فأصبحت باللسان اليوناني ليبوس، أي استغل اليهود تقارب المسميات.‏

أما الحَبَشة (‏إثيوبيا)‏ فكان وضعها أنكس؛ فقد تم تكتيفها من كل ناحية؛ إذ ‏استخدمت التوراة بشأنها الاسم المتعارف عليه واخترعت لها اسماً توراتياً وألصقته، وبذلك صار ‏الحال مثل إيجبت، تُعرف بأنها إيجبت في البلاد الغربية، وهو الاسم الأصلي الذي تم غرسه في ‏نصوص التوراة عند الترجمة السبعونية، وتم تسميتها عربياً (مصر) وهو الاسم الوارد في ‏التوراة العربية والسريانية. وكذا بلاد إفريقيا اسمها الأصلي (إثيوبيا) وهو الاسم الذي تم ‏غرسه في التوراة السبعونية، وبالتزامن تم تسميتها باسم "الحبشة" وهو الاسم الذي ورد في ‏التوراة العربية والسريانية، بحيث يصبح هناك ازدواج يساند بعضه بعضاً كي تقف التوراة ‏عموداً لكل الشعوب تتحكم فيهم.‏

والاسم الأصلي:‏ أَيثيوپيا، ومعناه؛ ‏«منطقة الوجوه المحروقة»،‏ تحدث اليونانيون القدماء ‏بهذا الاسم عن المنطقة الأفريقية الواقعة جنوب إيجبت.‏ وقد ورد اللفظ مرتين في الإلياذة ‏وثلاث مرات في الأوديسة، واستخدمه المؤرخ اليوناني هيرودوت لوصف الأراضي الواقعة جنوب ‏إيجبت(1). وعُرفت هذه المنطقة في النصوص الجبتية وتسكنها سلالة الـ"نحسو" أي ذوي ‏الوجوه السمراء.‏

وأما اسم الحبشة المشتق من لفظ حبشت والذي ورد في التوراة فيعني الأجناس المختلطة ‏والمختلفة إشارة إلى التصاهر ما بين الساميين وغيرهم(2). وواضح أن كلمة "الحبشة"، ومنها ‏حبشون، وحبشيون، وهي كلمة سامية آرامية مثل " مصر-مصرايم" وذات أصول عربية ‏متينة، جلبها حملة التوراة وأطلقوها اسماً لهذه المنطقة. وجميع هؤلاء كانوا عشائر ‏متجاورة في إقليم واحد جنوب الجزيرة العربية.‏

وخلال إعداد الترجمة السبعينية،‏ أُمر التراجمة باستخدام كلمة «إثيوبيا» اليونانية ‏كبديل الكلمة العبرانية «كوش» أينما وردت باستثناء مناسبتين.‏ (‏تك ١٠:‏٦‏٨؛‏ ١ اخ ١:‏٨‏‏١٠‏)‏ واعتمدت ترجمة الملك جيمس هذه الطريقة في كل الحالات إلا في اشعيا ١١:‏١١ حيث ‏تُستعمل «كوش» بدلا من «إثيوبيا» (‏الحبشة)‏،‏ كما حذت الترجمة القانونية المنقحة حذو ‏السبعينية في جميع الآيات ما عدا (التكوين ٢:‏١٣) و(حزقيال ٣٨:‏٥‏)‏(3). وكلمة "كوش" ‏التي وردت في التوراة الأصلية السريانية تشير إلى عشيرة كوش أو الكوشيين الذين كانوا ‏يسكنون مناطق متجاورة مع إرم ذات العماد ومصرايم ويهوذا، وكثير منهم كان من سكان ‏مصرايم ذاتها، حتى أن أمير مقاطعة مصرايم ذات مرة قام بتجميع رجال من كافة هذه ‏العشائر المتواجدة في مقاطعته وشن هجوماً على اليهود، تقول التوراة: (وَلَمْ يَكُنْ عَدَدٌ ‏لِلشَّعْبِ ٱلَّذِينَ جَاءُوا مَعَهُ مِنْ مِصْرَايم: لُوبِيِّينَ وَسُكِّيِّينَ وَكُوشِيِّينَ. ٤ وَأَخَذَ ٱلْمُدُنَ ٱلْحَصِينَةَ ‏ٱلَّتِي لِيَهُوذَا وَأَتَى إِلَى أُورُشَلِيمَ).‏

يقول الدكتور أحمد قشاش(4): وكثيرًا ما تقرن التوراة ذكر أرض كوش مع مصر ‏وسبأ، وقد نص قاموس الكتاب المقدس على أن أولئك الكوشيين كانوا عربًا يجاورون أرض ‏مصر وسبأ وخولان(5)، وكان موطنهم غرب الجزيرة العربية. وهذا ما يفسر خروج موسى من ‏مصر والتقائه بأهل مدين وزواجه من امرأة كوشية، ويدل على ذلك ما ذكرته التوراة(6) أن ‏كوش كانت أرضًا يسقيها دجلة والفرات؛ (وكان نهر يخرج من عدن ليسقي الجنة، ومن ‏هناك ينقسم فيصير أربعة رؤوس. اسم الواحد فيشون، وهو المحيط بجميع أرض الحويلة حيث ‏الذهب... واسم النهر الثاني جيحون، وهو المحيط بجميع أرض كوش. واسم النهر الثالث حداقل، ‏وهو الجاري شرقي أشور. والنهر الرابع الفرات) أي أن المنطقة بالكامل مربوطة بشبكة من ‏الجداول النهرية المتفرعة عن نهر واحد رئيسي، ومن بين هذه الجداول يأتي نهر حداقل ونهر ‏الفرات اللذان يرويان أرض كوش(7).. ‏

وهذا ما يعني صراحة أن هذه العشائر كانت قبائل متقاربة ومنتشرة في سهل متسع ‏يرويه نهر متفرع مثل نهر النيل الذي يتفرع في الدلتا، لكن التوراة في الترجمة السبعونية ‏قالت كلمتها، وبقدرة قادر حولت هذه القبائل إلى إمبراطوريات عظمى عندما أُمر المترجمين ‏بحذف كلمة كوش أينما وردت واستبدالها بكلمة "إثيوبيا"، وليبقى النص الأصلي ‏صحيحاً وقائماً، أو ليحافظوا على نَفَس الحياة فيها، قاموا بإطلاق لفظ "كوش" كاسم لبلاد ‏إثيوبيا(8)، ومعه لفظ" الحبشة" كاسم مساند له، وبذلك أصبحت إثيوبيا مُكبلة بثلاثة ‏أسماء توراتية يصعب الإفلات منهم !‏

فقد سعى اليهود خلال هذه العملية إلى توزيع أسماء القبائل والعشائر التي كانت ‏مجاورة لهم في أدغال وجبال عسير، قاموا بتوزيعها على الدول والشعوب المتجاورة، أو غرس ‏أسماء الدولة المجاورة مكان أسماء العشائر المتجاورة في التوراة. فبعدما كان مضرب خيام ‏إبراهيم في بئر سبع في قلب مكة وحوله مجموعة قرى ونجوع، جعلوا فلسطين كلها هي ‏مقر إبراهيم وحوله مجموعة إمبراطوريات!، وحولوا المراعي المجاورة له بأسمائها إلى دول ‏مجاورة وأصبحت قرية مصرايم تشير إلى دولة إيجبت وعشيرة أشور تشير إلى الأكاديين ‏القدامى، ومضرب خيام آشور أصبح مدلوله ينصرف إلى الإمبراطورية البابلية !! وعشيرة ‏الفلشة تشير إلى الشعب الفلسطيني، ووادي يردن أصبح يشير إلى دولة الأردن، وعشيرة لابان ‏أصبحت هي دولة ليبيا، وعشيرة كوش أصبحت هي شعوب إثيوبيا والسودان، وأما دمسق فقد ‏أصبحت (دمشق) حيث أن اللسان السرياني الأصلي كان ينطقها (دمسق) جنوب غرب ‏الجزيرة، بينما الإسرائيليون وحدهم هم من ينطقن حرف السين شين، فتصير (دمشق)، وهو ‏اللفظ الوارد حرفياً وصوتياً في التوراة (إشعيا17). ‏

وكذلك جبل لبنان جنوب غرب الجزيرة أصبح اسماً لدولة لبنان، فقد عُرفت سلسلة ‏الجبال الواقعة على الساحل الشرقي للبحر المتوسط باسم "جبال لبان" منذ زمن البطالمة(العصر ‏الذهبي لليهود)، ويُرَد أصل اسم دولة لبنان إلى اللغة السامية (وليست الفينيقية)، ولبان أو لبن ‏في اللغة السامية تعني " أبيض" فكان العرب قديماً يطلقون على الجبل الأبيض اسم لبن أو بان ‏و لبنان، وهو موجود إلى الآن جنوب غرب الجزيرة حيث القمم العالية والأمطار الموسمية ‏والثلوج والرمال البيضاء، وكذلك الحليب يطلقون عليه مسمى" لبن" لأنه ناصع البياض، ‏فكان إطلاق مسمى "لبنان " على الإمبراطورية الفينيقية ملائماً خاصة أن بها جبال ثلجية ‏بيضاء هي الأخرى، وبخاصة لو عرفنا أن أصل اسم دولة "لبنان" هو لبان وليس لبنان، حيث ورد ‏في كتاب بولس نجيم (المسألة اللبنانية) ( ‏La Question du Liban‏ )، وهو الذي استعمل ‏كلمة «لبنان الكبير» (‏Grand Liban‏)(9)، وانطلى ذلك على الجميع طالما اعتمدته المراجع ‏اليونانية، دون البحث في جذر الاسم ومنبته وتاريخ ميلاده، وعن أي مصدر نقلته المراجع ‏اليونانية !.. وهو عينه ما حدث مع جبال السُّراة في جنوب غرب الجزيرة، إذ أصبح هناك في ‏الشام (جبال الشُّراة) بالأردن.‏

فقد قاموا بغرس اسم الكيان السياسي الضخم الموجود في عهد البطالمة (إيجبت) غرسوه ‏في التوراة بدلاً عن اسم عشيرة مصرايم، بينما باقي الدول والشعوب الصديقة وزعوا عليها ‏أسماء العشائر العربية التي كانت مجاورة لمصرايم. وبالتالي حتى إذا قالت التوراة أن مجموعة ‏من هذه القبائل المجاورة لقبيلة بني إسرائيل في البرية أنهم تحالفوا ضد اليهود فيفهم الجميع أن ‏هذه الدول تحالفت ضد اليهود، ونفهم ضمنياً أن اليهود كانوا إمبراطورية تستأهل أن يتحالف ‏ضدها عدة إمبراطوريات ! ‏

‏(قراءة في كتابنا: مصر الأخرى – التبادل الحضاري بين مصر وإيجبت )‏
‏ (رابط نيل وفرات). ‏‎ https://www.neelwafurat.com/itempage.aspx?id=egb248820-5263951&search=books
‏(رابط أمازون).‏‎ https://2u.pw/124aO

الهوامش:‏
‎ ‎‏- الموسوعة الحرة : ‏https://2u.pw/6p7XE
‏2 - الموسوعة الحرة : ‏https://2u.pw/GzEhM
‏3- جمعية برج المراقبة للكتاب المقدس والكراريس في بنسلفانيا: ‏https://2u.pw/eQ4Nd
‏4 - كتاب الدكتور : أحمد بن سعيد قشاش ، وهو عبارة عن مجموعة "أبحاث في التاريخ الجغرافي للقرآن ‏والتوراة ولهجات أهل السراة ” إصدارات النادي الأدبي في منطقة الباحة‎.‎‏. ص 341‏
‏5‏‎ ‎‏- أثبت الباحث الفلسطيني د. زياد منى في كتابه "جغرافيا التوراة- مصر وبني إسرائيل في عسير" أن المقصود ‏بلفظة خولان هم قبيلة "حِميْر " المعروفة حتى الآن وموطنها جنوب الجزيرة العربية باليمن.. ص 119 وما ‏بعدها.‏
‏6 - في سفر التكوين الأصحاح الثاني (10-14)‏
‏7‏‎ ‎‏- يقول الدكتور كمال الصليبي :" أن أجزاء عسير الجغرافية الواقعة إلى الغرب من الجرف تشكل تداخلاً ‏متشابكاً من القمم والمسالك، فإن السراة من فوق الجرف تنحدر تدريجياً باتجاه الداخل، وفي عسير نفسها جنوب ‏النماص يتبع المنحدر الداخلي مناطق التشقق الطبيعي باتجاه الشمال، وهنا تسيطر على الأرض من الجنوب إلى ‏الشمال شبكتان لتصريف المياه هما وادي تثليث ووادي بيشه ولكل من الواديين روافد عديدة ، وينحرف ‏المساران الرئيسيان لهذين الواديين أخيراً باتجاه الشرق ليصبا المياه مجتمعة فيهما في وادي الدواسر الذي ينتهي ‏مسيله إلى الصحراء الداخلية . فهذه المنطقة سهلية خصبة وبها جبال خضراء وسهول وجداول نهرية تنحدر من ‏قمم الجبال إلى السهول".‏
‏8- وتبعهم في ذلك العرب الجهلاء خلال فترة الفتوحات في شمال إفريقيا كانوا يطلقون على شعوب السودان ‏وإثيوبيا اصطلاح " كوش" وهذا ما يعني أن الأمر لم ينحصر على دس الإسرائيليات في التراث الإسلامي، فالأمر ‏كان سيطرة كاملة على عقل وثقافة المنطقة ، حتى الثقافة الشعبية على ما يبدو، وذلك باستغلال ميزة ‏اليهود في تدوين الأخبار التاريخية مقابل اعتماد العرب على الحكاية والرواية الشفوية التي تذوب على ‏الألسن وتتحرف بسهولة. إضافة إلى ميزة اليهود وهي تقعيد شبكة من المجموعات والمعارف تعمل بنظام ‏العصابات وفق خطط محددة سلفاً من قبل الأحبار والكهنة لإرساء ثقافة شعبية ذات طابع معين، فهم يتفرغون ‏لمثل هذه الأمور .‏
‏9 - نقلاً عن الدكتور كمال الصليبي في أحد محاوراته الصحفية



#محمد_مبروك_أبو_زيد (هاشتاغ)       Mohamed_Mabrouk_Abozaid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رحلة الغزو الثقافي اليهودي لشعوب الشرق الأوسط بتزوير الكتاب ...
- رحلة الغزو الثقافي اليهودي لشعوب الشرق الأوسط بتزوير الكتاب ...
- رحلة الغزو الثقافي اليهودي لشعوب الشرق الأوسط بتزوير الكتاب ...
- إيچبت ... ليست هي مصر (3)
- إيچبت ... ليست هي مصر (2)
- إيچبت ... ليست هي مصر (1)
- قراءة في كتاب؛ ( مصر الإسرائيلية ) - 2
- قراءة في كتاب؛ مصر الإسرائيلية
- حضارة العرب من منظور التوسع الاستعماري (5)
- حضارة العرب من منظور التوسع الاستعماري (4)
- حضارة العرب من منظور التوسع الاستعماري (3)
- حضارة العرب من منظور التوسع الاستعماري (2)
- حضارة العرب من منظور التوسع الاستعماري (1)
- كيف أصبح تاريخ العرب ديناً للشعوب ! (3)
- كيف أصبح تاريخ العرب ديناً للشعوب ! (2)
- كيف أصبح تاريخ العرب ديناً للشعوب !‏ (1)
- بيت المال الحرام... يؤسس دولة المؤمنين (6)‏
- بيت المال الحرام... يؤسس دولة المؤمنين (5)‏
- بيت المال الحرام... يؤسس دولة المؤمنين (4)‏
- بيت المال الحرام... يؤسس دولة المؤمنين (2)‏


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد مبروك أبو زيد - رحلة الغزو الثقافي اليهودي لشعوب الشرق الأوسط ‏بتزوير الكتاب المقدس (4)‏