أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد مبروك أبو زيد - الجد الأكبر - جبتو مصرايم - هيروغلي عبراني (1) ‏















المزيد.....

الجد الأكبر - جبتو مصرايم - هيروغلي عبراني (1) ‏


محمد مبروك أبو زيد
كاتب وباحث

(Mohamed Mabrouk Abozaid)


الحوار المتمدن-العدد: 7573 - 2023 / 4 / 6 - 20:51
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


البداية بالتزامن مع مشروع الترجمة السبعونية للتوراة، فقد قام اليهود بإسقاط كلمة ‏‏" مصرايم" من نصوص التوراة الأصلية السريانية عند الترجمة، ووضعوا مكانها كلمة " ‏إيجبت" لينسى العالم بذلك مصرايم العربية التي كان يسكنها العماليق، وتسود فكرة أن ‏إيجبت بلاد وادي النيل هي تلك التي وقعت فيها أحداث موسى وغرق فرعون، بحيث تكون ‏حضارة عظيمة يتشبثون بحقوق تاريخية فيها تعوضهم عن العذاب الذي عاشوه في مصرايم ‏العربية، خاصة وأن مصرايم قد أبيدت ولم يعد لها أثر في الوجود، وبالتالي لم يبق ثمة ‏كيان يطالبوه بدفع تعويضات كالعادة... والأمر الثاني كونهم يريدون نقل موطنهم العتيق ‏من اليمن وجنوب غرب الجزيرة العربية إلى فلسطين، وقد استبدلوا الوطن القديم بالجديد، ‏وادعوا أن أورشليم كانت في فلسطين قبل وقوعهم في السبي، لكن الخريطة لن تسعفهم في ‏ذلك، فأورشليم القديمة كانت بجوارها مصرايم، ولذلك كان من الضروري خلق مصرايم ‏قريبة، لكن لا يوجد دولة اسمها مصرايم، فقاموا بحذف مصرايم من التوراة وقالوا أنها ‏إيجبت.. لكن هم يعرفون أن شعب إيجبت قد يكتشف اللعبة ويتساءل يوماً ما عن علاقة ‏مصرايم بـ إيجبت، فابتكروا له قصة تقول إن مصرايم ابن نوح نكح امرأة من بني الكهنة، ‏فصارت بينهم صلة قرابة وأنجبوا ولد اسمه (مصرايم – إيجبت)، أو (إيجبت مصرايم) وقالوا إن ‏ذلك الولد هو الجد الأول لهذا الشعب وأنه ابن الآلهة التي يعبدها الجبتيون ... ‏

مدونة مانيتون " الجبتانا " والدمج التاريخي بين مصرايم ‏وإيجبت :‏

الدكتور علي الألفي في تحقيقه للجبتانا يقول: إن المؤرخين الكلاسيكيين يذكرون ‏أن لمانيتون السمنودي متنين "إجبتياكا" وهو تاريخ للأسر والملوك الجبتيين، والثاني "جبتانا " ‏وهو متن جمعه مانيتون من محفوظات شعبية دينية تحكي قصة الشعب الجبتي... وكان ‏الراهب أبيب يشبّه الجبتانا بشاهنامة الفردوسي وبالعهد القديم، وكان الأب أبيب يلحّ على ‏أن العبرانيين قد اقتبسوا الأجزاء الأولى من " الجبتانا " في أسفار موسى وبدايات العهد القديم، ‏ونسجوا تاريخهم الخاص على منوال الأجزاء المتأخرة من الجبتانا ... والذي بقي مشهوراً من ‏مانيتون هو " إيجبتياكا " .. أما الجبتانا (أسفار التكوين الجبتية) فقد تناساها الكتّاب ‏الكلاسيكيون لأنها لا تتحدث عن الأسرات الحاكمة والملوك، والتاريخ القديم تاريخ ‏الحكام والملوك، كما أن السيطرة اليهودية على مكتبة الإسكندرية القديمة أغفلت ‏الجبتانا عن عمد؛ لإبعاد المتخصصين عن المتن الذي اقتبست منه التوراة..."‏

وكتاب " الجبتانا " للمحقق الأستاذ علي علي الألفي- – أسفار التكوين المصرية - روافد للنشر والتوزيع طبعة ‏‏2009م ص21 والكتاب يتناول أسفار التكوين المصرية المتشابهة مع عدد كبير من النصوص الدينية للتوراة ‏والإنجيل ويعد الكتاب من أشهر الكتب التي تحدثت عن تاريخ مصر القديمة وهو على جزأين الأول تحت اسم ‏ايجيبتانا أسفار التكوين والثاني تحت اسم سفر القمح والكوشير ، عدد صفحات الجزء الأول 112 ص والثاني 94 ص
رابط الجزء الأول: ‏https://drive.google.com/file/d/0ByCpzJUSkBzsZmNNRGZiLXdkbVE/view
رابط الجزء الثاني: ‏https://drive.google.com/file/d/0ByCpzJUSkBzsWHlhS2x5Y3cxUHc/view

يقول مانيتون السمنودي: زرت جميع معابد الجنوب، زرت معبد طيبة، وطينا، والفونتين، ‏وميتيت، والكرنك، وهيراكونبوليس، وأبيدوس وغيرها... اشتركت مع جميع كهنة طيبة ‏في وضع القوائم الشهيرة لملوك الأرضين الذين حكموا أرض الآلهة بعد أن كانت الآلهة ‏تحكم بنفسها أرض إيجبت، ثم ترك الآلهة الأرض ورحلوا إلى السماء... حيث استقل الآلهة ‏بحكم السماء، واستقل أبناء الآلهة بحكم الأرض.. وسلسلة أبناء الآلهة تبدأ عندنا بإيزيس ‏وأوزوريس وحورس، ثم تبدأ سلسلة أبناء الآلهة بالملك الإله عحا المحارب الذي هو نعرمر.. ‏والملوك الجبتيون (آلهة - أبناء آلهة - وأبناء أبناء آلهة) ثلاثمائة وأربعون ملكاً، سيطروا على ‏ثلاثمائة وواحد وأربعين جيلاً من الناس، وبما أن كل ثلاثة أجيال تكون قرناً من الزمان؛ إذن ‏فالتاريخ الجبتي كله (آلهة وأبناء آلهة وأبناء أبناء آلهة) يبلغ أحد عشر ألف عام وثلاثمائة ‏وأربعين عاماً... وأول ملك من أبناء أبناء الآلهة هو عحا المحارب أو نعرمر يعود تاريخه إلى سنة ‏أربعة آلاف قبل الإسكندر، وقبل ذلك كان حكم أبناء الآلهة وحكم الآلهة ..." ( الجبتانا "- ‏ص31 )‏
‏ ‏
فالجبتانا هي متن قديم مدون على أوراق البردي في القرن الثالث قبل الميلاد، وتصور جوانب ‏كثيرة من حياة أجدادنا الجبتيين ومعتقداتهم وقناعاتهم وبداية تشكّل المجتمع الجبتي ‏على ضفاف وادي النيل منذ آلاف السنين. يقول الأستاذ على الألفي في مقدمة الجبتانا: عندما ‏يأتي عصر غير مطير ويزداد الجفاف تهرب بعض العشائر في اتجاه مناقع النيل؛ حيث الماء ‏والخضرة والفرائس والثمار، وكانت هذه العشائر تخشى الاقتراب من النيل؛ حيث تكثُر ‏الحيوانات المفترسة المتربصة، فضلاً عن أخبار غامضة حول غيلان مدمرة كأبي الهول ومسوخ ‏الأوثان؛ وهي ذات وجوه بشرية على هياكل حيوانية... وبالرغم من ذلك تتقدم بعض ‏العشائر إلى مناقع النيل يحدوها حب البقاء، وتحتاج تلك الجماعات داخل بيئة النيل كثيفة ‏الأدغال إلى الأصوات؛ إذ لم تعد الإشارات والإيماءات تُغني، وهكذا ابتكرت تلك العشائر ‏بحناجرها نداءات التمايز والتعارف والاستغاثة، وهي - عادة- من مقطعين مثل: ‏GEPT-TO‏ ‏جبْ-تو أو مثل ‏NE-LO‏ نِي لو ... وهكذا تقدمت عشائر النيلو ‏NELO‏ والجيبتو ‏GEPTO‏ ‏لتستقر على شواطئ النيل " ( " الجبتانا " - ص 12 )‏

يقول على الألفي في تقدمته للجبتانا: وتزداد حصيلة المصري من اللغة والفكر ‏فيفكر في المعنويات والجماليات وينظر إلى سمائه الصافية وقبتها الزرقاء التي تجوبها الشمس ‏من الصباح حتى المساء، ثم تعود لتؤذن بيومٍ جديد... وينظر المصري إلى سماء ليله فيجدها لا ‏تقل بهاءً؛ إذ هي مرصعة بجواهر النجوم... وتزدان بقمر منير يبدأ هلالاً، ثم يكتمل فيصير ‏بدراً ثم يعود هلالاً، ثم يختفي ليظهر في دورة جديدة ... وينظر المصري إلى هذا البهاء الذي في ‏الأعالي فيؤمن بأن المطلق الخالد الخالق لا بد وأن يكون مجده في الأعالي ... إن لله عرشه في ‏الأعالي، كما للمتسلط الذي في الأعالي تاسوعه أو ملائكته ولا بد لهؤلاء الذين في الأعالي ‏من أن تكون لهم أجنحة ... ارتقت مصر بفكرها اللاهوتي الذي غرس في المصري قلباً آخر، ‏هو الضمير، الذي يدفع الإنسان إلى الخير، والذي يزجره ويؤنبه إذا هم بالشر... ‏

وبالتدريج نقل الجبتيون مبادئهم الأخلاقية والعرفية والقانونية من كونها بنية عليا ‏أدت إليها بنية تحتية إلى قواعد لاهوتية مقدسة، ثم عادوا فجعلوها نصوصاً مقدسة إلهية ‏كتبها تحوت (إله الحكمة) على الألواح ليلتزم بها كل من عاش على أرض مصر... ومن ‏ملحمة إيزيس وأووريس، صور الجبتي الصراع بين الخير والشر، ولا بد أن ينتصر الخير في ‏النهاية.. كذلك أبدع الجبتي من خلال ملحمة الجبتانا التي نقلها إلينا مانيتون السمنودي ‏مفردات لاهوتية راسخة أخذها اللاهوت العبراني والسامي: انبثاق الآلهة والعالم، اليوم الآخر. ‏الثواب والعقاب، الجنة والنار (البارادويس: معناها الحرفي بيت النعمة، جي هنوم: ومعناها ‏وادي العذاب = الفردوس وجهنم) ساتان وأصلها سِتْ في القصة الأوزيرية، ثم نُونت فصارت ‏ساتان، وآمين وهي نفسها آمون المصرية التي أُُميلت إلى آمين" ونطق بها كل البشر، نبو المصرية ‏هي المبارك أو المقدس أو النبي، وكذلك كلمة جبار التي منها جبرائيل بالعبرانية. وكلمة رب ‏الأرباب وكلمة قدس الأقداس. ( الجبتانا – مقدمة المحقق د. علي علي الألفي. )‏

وهو ما يؤكده الأب أبيب في مقدمة الأستاذ علي الألفي للجبتانا، حيث يقول أنه زار ‏معظم دول العالم ومتاحفه، ويؤكد أن هناك تلالاً من البرديات الجبتية (وبخاصة ‏الديموطيقية والقبطية) في كافة متاحف العالم، وبأن معظم هذه البرديات - وخصوصاً ‏القبطية - خضعت للإغفال والتناسي، وبخاصة البرديات التي يُحتمل أن تكشف أن التراث ‏اليهودي كان عبئاً على التراث المصري، وكان ناقلاً للكثير منه . ( الجبتانا – ص22 )‏
‏ ‏
وجميع الكتاب والمفكرين يرون بيقين أن التوراة اقتبست من فصول الجبتانا الكثير ‏والكثير، وأخص ما في ذلك هو نظرية خلق الكون. فنظرية الخلق في الجبتانا تنسجم مع ‏نظرية الخلق في الديانات السماوية الثلاث، فالجبتانا تقول: في البدء لم يكن إلا ماء وضباب ‏ولم تكن حياة ولم تكن نباتات ولا دبابات .. طبقتان متلاصقتان من المياه، بينهما فاصلُ ‏فضي من النور " (الجبتانا –سفر انبثاق الآلهة والعالم – الإصحاح الأول) ... والقرآن يقول: ﴿ ‏وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ﴾ 30/الأنبياء، ويقول: اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ �/النور. ‏

ويعلق الأستاذ وليد فكري على ذلك بقوله: يأتي التشابه الأعمق بعد ذلك في مسألة ‏الخلق باللفظ، فالله تعالى يقول: ﴿ إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كون فيكون�/يس. ‏والجبتانا كذلك تؤكد أن الآلهة كانت تخلق بـ" الكلمة " أما الكتاب المقدس فيقول: إنه ‏في البدء كان الكلمة " هناك ذلك الاتفاق الكامل على أن الكلمة كانت مفتاح الخلق ‏ومحركه ... ولأن للكلمة قدسيتها، فإن المصريين قد اهتموا بها، فلم يقتصر تقربهم للآلهة ‏على القرابين والهدايا، بل شمل صلوات لفظية تُقرأ عند الشروق والغروب، وعند الأحداث ‏المهمة كالميلاد والموت والزواج، تلك الصلوات كان بعضها في شكل نصوص ثابتة لا تتغير، ‏وورد اسم الواحدة منها في كتاب الجبتانا باسم " سورتا " ومن الملاحظ التشابه التام مع اللفظ ‏العربي "سورة" بصرف النظر عما إذا كانت ثمة علاقة فعلية بين اللفظين، فقد يكون ‏التشابه محض صدفة، لكن المشكل أن التشابه هنا ليس في مجرد اسم النصوص، بل ‏كذلك في طبيعتها كنصوص مقدسة، واستفزاز الذهن يتضاعف حين نقرأ في الجبتانا ‏سالفة الذكر أن الذين كانوا يعرّفون المصريين بكيفية الصلاة والتعبد وتعاليم الخير ‏والنواهي عن الشر كانوا أناساً يوصفون بأنهم على اتصال مباشر بالآلهة، وأفعالهم ليست ‏بشرية المصدر بل هي وحي سماوي، وهؤلاء الناس كان الواحد منهم يسمى " نِبو" والتي ‏يؤكد بعض علماء اللغة أنها أصل اللفظ العربي " نبي" الذي استخدمه القرآن "، وهو ما ‏يؤكده الأستاذ علي الألفي بشهادة الأب أبيب - رحمه الله - الذي كان دائم الإشادة بالأستاذ ‏جمس هنري برستيد؛ حيث يشاركه الاعتقاد بأن العبرانيين سلبوا الأفكار المصرية ‏ونسبوها لأنبيائهم .." ( " الجبتانا - ص21 )‏

وبعد هذا كان مانيتون في زيارة لمعبد الإسكندرية، ونام في غرفة الضيافة، وفي هذه ‏الليلة رأى رؤية قام على أثرها في رحلة المعراج السماوي إلى السماء السابعة، حتى وصل إلى ‏‏"سدرة المنتهى"، وهي الشجرة المقدسة، وشاهد العرش وحوله النور، وحوله ملائكة الله.. ‏وتلقى وحياً من الله وتلقى من الله الخالق الأمر بالتكليف السماوي لكتابة الجبتانا..‏

يقول مانيتون أن الـ" جبار " (وهو حصان مجنح) حمله إلى سماوات العرش وطار به ‏مستخدماً أجنحته الذهبية صاعداً إلى السماء.. وتوقف عند الجميزتين السماويتين التين ‏تقفان شامختين عند مدخل طريق النور المؤدي إلى العرش السماوي.. وخلع أجنحته الذهبية ‏وركبها في كتفه وأشار له أن يواصل الطريق إلى عرش رب الأرباب .. ويقول أنه هو الإله رع ‏الذي يسميه الكنعانيون والآدوميون " لا " والذي تسميه القبائل العبرانية والسامية " الوهيم ". ‏وبين لحظة وأخرى تظهر ألوان تشبه قوس المطر (قوس قَزح) فيضاء قدس الأقداس وعرش ‏الجالس على الكروبيم وكلما أشرقت الأنوار كلما فاض قدس الأقداس، ويظهر الجالس على ‏عرش الكون وكأنه الذهب ممزوج بالياقوت واليشب والزبرجد.. ساعتئذ لم تجد عيناي ‏القدرة على النظر إلى الجالس على العرش ووجدتني ساجداً أمام عرش سيد الأكوان .. .. حول ‏العرش العظيم رأيت تاسوع الأرباب والملائكة متسربلين بثياب بيض يجلسون على عروش ‏صغيرة تكون دائرة حول العرش العظيم.. ويردد تاسوع الأرباب والملائكة رافعين أياديهم ‏إلى رب الأرباب والمجد لرع رب الأرباب والذي كان أتوم أول الخلق والآلهة .. ويقول مانيتون أنه ‏رأى أبو الهول بجوار عرش الله ورأى نسر الكروبيم .. ‏

‏" وفجأة صدر صوت عميق عن صاحب العرش الأعظم.. وكأن السماوات والأرضين تردد ‏ذلك الصوت القدسي وسمعت - وسمع معي كل من في الأرض والسماء - صوت قدوس الكون ‏يهتف بي:" أي مانيتون... أيها الكاهن العارف بالأسرار.. أيها الكاتب الذي يكتب بكل ‏لسان.. شاءت إرادتي أن يكون هناك في الأرض نهر عظيم هو حابي أو النيل.. وحول ذلك النهر ‏ينمو شعب عظيم هم الجبتيون أبناء جبتو مصرايم... والجبتيون هم أقرب الشعوب إلى كما ‏أنهم أقرب إلى الدماء الإلهية.. ولهذا طرحوا عنهم حياة الغاب وصاروا يقودون جنس البشر في ‏مضمار الحضارة... إن أرض مصر هي أرض الآلهة، فقد عشنا - نحن التاسوع المقدس - على أرض ‏مصر، حين كانت جنة التاسوع جنة أرضية ...‏

كان مانيتون يناجي ربه فناداه ربه قائلاً: أي مانيتون: إن آثار الآلهة قد اندثرت.. وكذلك ‏فإن الكثير من آثار وكتابات الأقدمين قد عفا عليها الزمان.. ولقد فُتحت القبور ونُهبت ‏وطُمست مسلاتٌ كثيرة، ومعابد عظيمة دُمرت وسُويت بالأرض ومُحيت الكتب والبرديات... ‏بل إن كثيرين من الهمج الذين احتلوا إيجبت قد سرقوا الأهرامات والقبور ونهبوا كنوزها... ‏وبعض من احتلوا إيجبت أذابوا البرديات وشربوها كأدوية شافية من الأمراض والسحر... لهذا ‏اخترتك يا مانيتون وأكلفك أن تكتب الجبتانا ... إنك - يا مانيتون- مكلف من قبلي أن ‏تكتب الجبتانا، بحيث تدوّن فيها كل أسفار التكوين الجبتية . (الجبتانا - ص 33 إلى 35 ) ‏

يؤكد الكثير من المفكرين من جميع الألوان (مثال: جمس هنري برستيد – سيجموند ‏فرويد –سليم حسن) وكثير جداً من المفكرين المعاصرين خاصة بعدما تم تحقيق الجبتانا ‏ونشرها لأول مرة عام 2009 بمعرض الكتاب.. يقولون أن اليهود اقتبسوا أسطورة المعراج من ‏مدونة مانيتون السمنودي واعتمدوها في كتبهم المقدسة، خاصة العهد القديم، ويقدمون ‏الكثير من الأدلة على ذلك، ليس فقط ميثولوجيا العالم الجبتي القديم بشأن المعراج السماوي ‏كما رواها مانيتون، إنما هناك الكثير من النصوص والمتون والألفاظ والتعبيرات التي اقتبسها ‏مدونو التوراة من المتون الجبتية القديمة، فهم قد استخلصوا عصارة الفكر الجبتي القديم ‏وطعموا به كتبهم كي يكونوا بذلك في قمة تطور الفكر الديني ...‏

بينما الحقيقة هي العكس تماماً !! فاليهود ليسوا لصوص أديان، ولا يسرقون المتون ‏الدينية والتراتيل، بل يصنعون تراتيل دينية كي يسرقوا بها أوطان !! فـ مانيتون العظيم لم ‏يؤلف هذه الجبتانا، ولا يعرف شيئاً عن متونها ونصوصها، إنما اليهود هم من قاموا بتأليف ووضع ‏توقيعه عليها !! كل ذلك من أجل كلمة واحدة فقط يريدون أن يقرأها الشعب وهي " أبناء ‏جبتو مصرايم " والمقصود بهم شعب وادي النيل !! فجميع متون هذه المدونة تم تأليفها بالتزامن ‏مع مشروع الترجمة السبعونية، ولما قام اليهود بحذف كلمة مصرايم من التوراة لعدم معرفة ‏الجبتيين بها ولعدم شهرتها في وادي النيل، فقاموا بحذفها من نصوص التوراة واستبدالها باسم " ‏إيجبت " ولما لاحظوا أن المترجمين اعترضوا على ذلك فخافوا من الفضيحة، فقاموا بغرس كلمة ‏مصرايم في كتب التاريخ، حتى إذا ما بدر شيء بشأن ما حدث في عملية تزوير الترجمة، ‏يكون الرد أن " مصرايم هي إيجبت " وأن شعب إيجبت وادي النيل هم أبناء " جبتو مصرايم " ‏وقاموا بنشر هذه المدونة في الكثير من المعابد والمكتبات، ووضعوا نسخ متعددة في مكتبة ‏الإسكندرية وبلغات متعددة أكثرها باللغة اليونانية، وقت أن كانت مكتبة ‏الإسكندرية تحت سيطرتهم في عهد بطليموس الذي أشرف على مشروع ترجمة التوراة ‏السبعونية. ‏

يُتبع ...

‏(قراءة في كتابنا : مصر الأخرى – التبادل الحضاري بين مصر وإيجبت ) ‏‎
‏ (رابط الكتاب على نيل وفرات): ‏‎ https://tinyurl.com/25juux8h‎‏ ‏‎
‏(رابط الكتاب على أمازون) : ‏‎ https://2u.pw/124aO
(رابط الكتاب على جوجل بلاي): https://books.google.com/books?id=FhHGDwAAQBAJ
‏#مصر_الأخرى_في_اليمن‎ : https://www.facebook.com/groups/226011146406534/

‏#ثورة_التصحيح_الكبرى_للتاريخ_الإنساني.‏



#محمد_مبروك_أبو_زيد (هاشتاغ)       Mohamed_Mabrouk_Abozaid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رحلة الغزو الثقافي اليهودي لشعوب الشرق الأوسط (8)‏
- رحلة الغزو الثقافي اليهودي لشعوب الشرق الأوسط (7)‏
- رحلة الغزو الثقافي اليهودي لشعوب الشرق الأوسط ‏بتزوير الكتاب ...
- عنوان الموضوع: رحلة الغزو الثقافي اليهودي لشعوب الشرق الأوسط ...
- رحلة الغزو الثقافي اليهودي لشعوب الشرق الأوسط ‏بتزوير الكتاب ...
- رحلة الغزو الثقافي اليهودي لشعوب الشرق الأوسط بتزوير الكتاب ...
- رحلة الغزو الثقافي اليهودي لشعوب الشرق الأوسط بتزوير الكتاب ...
- رحلة الغزو الثقافي اليهودي لشعوب الشرق الأوسط بتزوير الكتاب ...
- إيچبت ... ليست هي مصر (3)
- إيچبت ... ليست هي مصر (2)
- إيچبت ... ليست هي مصر (1)
- قراءة في كتاب؛ ( مصر الإسرائيلية ) - 2
- قراءة في كتاب؛ مصر الإسرائيلية
- حضارة العرب من منظور التوسع الاستعماري (5)
- حضارة العرب من منظور التوسع الاستعماري (4)
- حضارة العرب من منظور التوسع الاستعماري (3)
- حضارة العرب من منظور التوسع الاستعماري (2)
- حضارة العرب من منظور التوسع الاستعماري (1)
- كيف أصبح تاريخ العرب ديناً للشعوب ! (3)
- كيف أصبح تاريخ العرب ديناً للشعوب ! (2)


المزيد.....




- ماذا قال الحوثيون عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجام ...
- شاهد: شبلان من نمور سومطرة في حديقة حيوان برلين يخضعان لأول ...
- الجيش الأميركي بدأ المهمة.. حقائق عن الرصيف البحري بنظام -جل ...
- فترة غريبة في السياسة الأميركية
- مسؤول أميركي: واشنطن ستعلن عن شراء أسلحة بقيمة 6 مليارات دول ...
- حرب غزة.. احتجاجات في عدد من الجامعات الأميركية
- واشنطن تنتقد تراجع الحريات في العراق
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- جامعة جنوب كاليفورنيا تلغي حفل التخرج بعد احتجاجات مناهضة لح ...
- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد مبروك أبو زيد - الجد الأكبر - جبتو مصرايم - هيروغلي عبراني (1) ‏