أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رياض قاسم حسن العلي - كعيبر














المزيد.....

كعيبر


رياض قاسم حسن العلي

الحوار المتمدن-العدد: 7581 - 2023 / 4 / 14 - 00:11
المحور: الادب والفن
    


ويقال في هذا الصدد إن نوري السعيد قد ضاق ذرعا بزوار العراق ممن لايحملون وثائق ثبوتية من بلدانهم فقرر في النهاية ان يعدهم كعابري سبيل، ولما كان العراقي مستريح دائما وهو يلوي الكلمات لذلك فأن حرس الحدود كانوا ينادون على هؤلاء (كعيبري) لذلك أخترت هذا العنوان لأننا كلنا كعابري سبيل في هذه الدنيا ننتظر ان نصل الى ذلك الضوء الذي نتوهم أنه موجود في نهاية النفق الذي لاوجود له أيضا.
----------------
والعراقي تلاعب مع أسماء الأشياء والأماكن والماركات.
فعلي سبيل المثال يطلق العراقيون على مسحوق الغسيل كلمة ( تايت ) وهي جاءت بالأصل من الماركة الشهيرة تايد وكلنا نتذكر مسحوق الغسيل (سومر) الذي كان يصنع في العراق وكان على عبوته الكارتونية صورة لفتاتين جميلتين الأولى والتي ترتدي الثوب الأبيض كانت تفتح فمها كأنها تغني بينما ذات الثوب الأحمر تضع يديها خلف ظهرها وهي تبتسم لنا، والمشكلة أن هذه العبوة تتواجد في الحمام.
وطالما نتحدث عن التنظيف فلا بد من أن نمر على سائل غسيل الصحون والذي صنعته احدى الشركات العراقية واسمته ب (زاهي) فصار العراقيون يطلقون هذا الاسم على كل سائل غسيل حتى لو كان مصنوعا في ايران او تركيا.
ويكاد العراقي هو الوحيد الذي يسمي الايس كريم بالموطا وهذا الاسم هو لأول ايس كريم دخلت الى بغداد من ايطاليا حيث شركة انجلو موتا للصناعات الغذائية وللكلمة استعمالات اخرى ليس هنا مجال ذكرها.
وأيضا يطلق العراقيون على السيارات اسماء غريبة فسيارة لاند كروز من تويوتا موديل التسعينيات اطلق عليها الناس اسم ليلى علوي لأنها جائت بشكل ممتلأ لذا ليس غريبا أن يدخل احد سائقي هذه السيارة الى ورشة لتصليح السيارات ويطلب من الاسطة أن يفحص صدر ليلى علوي. وفي التسعينيات نشرت احدى الصحف الصفراء التابعة للجنة الاولمبية خبرا تحت عنوان (سرقة ليلى علوي في بغداد) فظن بعض الناس أن تلك الممثلة الساخنة قد سرقت في شوارع بغداد الساخنة أيضا، لكن شتان مابين سخونة ليلى علوي وبين سخونة بغداد التي احرقت ابناءها بلا خجل.
وبعد دخول العديد من ماركات السيارات بعد الاحتلال البغيض اخذت سيارة تويوتا كراون النفخ اسم (البطة) ولهذه البطة ميزة عجيبة حيث كانت تصطاد البشر وليس العكس.
والعراقي لا يحب تغيير اسماء الاماكن فهو لحد الان يسمي مدينة الحيانية بهذا الاسم نسبة الى محافظ البصرة محمد ندى مطر الحياني الذي أسسها سنة 1966 على الرغم من أسمها الرسمي، لكن هذه ليست قاعدة حيث أكثر مدينة تغيرت اسماؤها هي مدينة (الصرايف/ الثورة/ الرافدين/ صدام/ الصدر) والاسم الاخير تم تسجيله بشكل رسمي في أمانة بغداد وهي فعلا مدينة الثوار والكادحين ويذكر ان من هذه المدينة خرج الكثير من الشخصيات الثقافية والرياضية منهم البطل علي الگیار والمغني حاتم العراقي الذي يكاد اكثر مغني غنى لصدام في تاريخ الغناء العراقي وكذلك الشاعر كاظم اسماعيل الكاطع ولا ننسى وسيم بغداد صاحب الصخرة السحرية نعيم عبعوب.
ومن الاماكن المشهورة في بغداد منطقة (الکلچیة) والتي اشتقت منها كلمة كلاوچي والكلة هو الرأس ومصطفى جواد يرى ان اسم هذه المحلة اخذ من عدد الرؤوس التي قطعها هولاكو اثناء غزوه لبغداد وعلى هذا النحو يجب ان يطلق هذا الاسم على بغداد كلها التي شهدت هذا الفعل أبأن الحرب الطائفية ومنطقة الكلچية هي التي الهمت السياب مقطعه (بغداد مبغى كبير...) وكان هذا المبغى برعاية بريطانية.
والاسماء الشخصية في العراق ايضا تتبع النظام السياسي ففي نهاية الخمسينيات وبداية الستينيات الكثير من المواليد اطلق عليهم اسم كريم وفي السبعينيات والثمانينيات شهدنا اسماء مثل عروبة وتحرير وقادسية ووحدة ولكن في المقابل نجد اسماء مثل دموع وقتال وكمثال على ذلك نجد وحدة الجميلي التي قدمت نموذج رائع لحصر السلاح بيد الدولة ذات يوم وكذلك المغنية دموع تحسين التي فازت بمسابقة ذي فويس ومن الطريف ان نجد اسماء لنساء بأسم دول أو مدن كأمريكا وسورية وفلسطين وبيروت وطهران لكن لم نجد امرأة سميت بسعودية او اردن او كويت، ويذكر رشيد الخيون ان احدهم سمي ولده هتلر وآخر سمى ولده لينين إلا ان دائرة النفوس بإحدى مناطق بغداد قبلت تسجيل هتلر ورفضت تسجيل لينين والامر يتعلق بالسياسة كون هتلر انتهى ولا زال للينين حزب يرفع صورته داخل العراق، لذلك احتال بعض الشيوعيين على هذا الامر وسموا بعض بناتهم ب (هيلين).
ولأسماء الاكلات نصيب من تلاعب العراقيين بها، فعلى سبيل المثال يختلف العراقيين- كعادتهم- في اسم الباذنجان فمنهم من يسميه بيتنجان ومنهم من يطلق عليه باذنيان وهو ما يذكرني بمصور ارمني كان دكانه- او تكانه في لهجة اخرى- في شارع الرشيد وكذلك الباميا فالخلاف واضح هنا فالبعض يسميها بانيا وفي بغداد يطلقون على مرقة المشمش المجفف بمرقة القيسي وفي الجنوب بالطرشانة فماهي علاقة هذه المرقة بهذا الذي ذهب الى زفة ما وهو أطرش وربما هو الوحيد الذي ينجو من الهوسات وأطلاق النيران احتفاءا بفض بكارة بنت ما من قبل فحل فخور...
والحديث عن الاسماء طريف ايضا فالعلاقة بين الاسماء الثنائية علاقة وجودية ولا يهون شيخ سارتر فمثلا نجد محمد وجاسم او قاسم لافرق ونجد جاسم ونصيف وربما تذكرون وزير الثقافة العراقي في العهد الصدامي لطيف نصيف جاسم والذي كان بليدا جدا وكذلك العلاقة المتلازمة بين علي وحسين وهي متلازمة معروفة ذات أصل تاريخي/ ديني ولكن مالذي يربط بين فلاح وحسن وكذلك بين شمخي وجبر وهنا لابد أن نتذكر تلك الاسطورة الشعبية عن جبر ورحلته في الحياة من... الى القبر.



#رياض_قاسم_حسن_العلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بسامير 4
- بسامير 3
- بسامير 2
- بسامير 1
- شئ عن الهوية
- بيني وبين إيران
- المحتوى الهابط في الادب
- في الحاجة الى التنوير واشياء اخرى
- البصرة مدينة الرب التي تحرسها الانهار
- في احوال القراءة / اراء
- بوح
- شئ عن الصحافة في العراق
- من سيرة الجوع والوجع إلى فرج الزعلان..
- همسة في سردية الشعر/ نماذج
- تناصات في وحشة الهور
- نحن والتلفزيون
- البحث عن الذات قراءة في رواية ( دفوف رابعة العدوية ) لعبد ال ...
- من يوميات الجوع
- خلدون السراي والرأس الذي تحول الى عش للعصافير
- مسودات الالم لياسين شامل رواية ليست فيها رواية


المزيد.....




- حضور وازن للتراث الموسيقي الإفريقي والعربي في مهرجان -كناوة- ...
- رواية -سماء القدس السابعة-.. المكان بوصفه حكايات متوالدة بلا ...
- فنانون إسرائيليون يرفضون جنون القتل في غزة
- “شاهد قبل أي حد أهم الأحداث المثيرة” من مسلسل طائر الرفراف ا ...
- تطهير المصطلحات.. في قاموس الشأن الفلسطيني!
- رحيل -الترجمان الثقافي-.. أبرز إصدارات الناشر السعودي يوسف ا ...
- “فرح عيالك ونزلها خليهم يزقططوا” .. تردد قناة طيور الجنة بيب ...
- إنتفاضة طلاب جامعات-أمريكا والعالم-تهدم الرواية الإسرائيلية ...
- في مهرجان بردية السينمائي.. تقدير من الفنانين للدعم الروسي ل ...
- أوبرا زرقاء اليمامة.. -الأولى- سعوديا و-الأكبر- باللغة العرب ...


المزيد.....

- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رياض قاسم حسن العلي - كعيبر