الظرف الأصفر( قصة قصيرة )

خالد محمد جوشن
محامى= سياسى = كاتب
(Khalid Goshan)

الحوار المتمدن-العدد: 7578 - 2023 / 4 / 11 - 20:47
المحور: الادب والفن
    

كنت عند صديق لى ، يملك ورشة كبرى لاصلاح السيارات ، كعادتى رحت اتجول فى الورشة ريثما ينتهى من الحوار مع عميل .

لمحت اغراض كثيرة ملقاة بجوار سيارة مفتوحة تتهيأ للاصلاح ، رحت اعبث بالاغراض بشكل فضولى كعادتى ، لمحت ظرف اصفر ضخم ، وفور التقاطى له اكتشفت اننى كنت مثار انتباه القاصى والدانى من عمال الورشة.

حاولت الا الفت انتباه احد ووضعت الظرف فى جيبى ريثما تفحصه فى وقت لاحق وطفقت اتسكع فى الورشة معتقدا ان الانتباه للظرف قد زال .

انتحيت جانبا ، وفتحت الظرف الأصفر ، وجدته مترع بالأوارق العادية والاوراق النقدية فئة العشرة جنيهات الأصدارات القديمة .

وأنا فى غمرة انشغالى بما هو موجود سقط الظرف منى، فأحدث دويا وتساقطت منه الاوراق والنقود ، دنوت من الارض وجمعت ما سقط ووضعته فى الظرف وخبأته حشرا داخل الجيب الداخلى للبدلة .

اقترب منى احد العمال بغته وقال هتعمل ايه بالظرف ده ؟

قلت له انا قررت اخد ثلث الفلوس والثلث الثانى ازرع بيه شجر، والثلث الاخير اعطية لصاحب الورشة البشمهندس تامر صديقى .

رد مسرعا طيب ما تعمل كده ، قلت له مش هينفع ، علشان فيه عمال ومهندسين كثير هيتلموا علينا بس متقلقش انا هعمل كده .

لم اكمل كلمتى ووجدت عامل يصيح باشمهندس تامر ، يابشمهندس تامر ، الاستاذ لقى ظرف وفيه فلوس وواخده معاه .

نظر لى شامتا من كان يحادثنى وقال مش قلت لك اتصرف على طول ، شكلك بقى وحش اوى دلوقتى .

تقدم نحوى البشمهندس تامر صاحب الورشة قادما من بعيد مبتسما ومهلالا ، اهلا يا استاذ انت جيت امتى ؟

انا هنا من بدرى بس ، كنت بلف فى الورشة كنت انت مشغول نظرت له بدهشة وقلت طيب والظرف الى انا لقيته ؟

رد قائلا بدهشة اشد ، ظرف ايه ؟ الى بتتكلم عليه ؟ نظرت حولى داخل الورشة ولم اجد سواى والبشمهندس تامر ، وضعت يدى فى الجاكت لأخرج له الظرف الاصفر فخرجت بيضاء من غير ظرف .

اين ذهب الظرف الاصفر ؟ اين ذهب عمال الورشة ؟

#خالد_محمد_جوشن (هاشتاغ)       Khalid_Goshan#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل